خطبة أهمية إطعام الطعام

عبدالوهاب بن محمد المعبأ
1438/06/03 - 2017/03/02 15:56PM
خطبة الجمعة
أهمية إطعام الطعام
جمع واعداد عبد الوهاب المعبأ
الخطبة الاولى
الحمد لله الغني الكريم ﴿ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ [الأنعام: 14] نحمده حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه؛ فما من خير إلا وهو مانحه، وما من ضر إلا وهو كاشفه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الشُّورى: 12] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ كان يقوم وينام، ويصوم ويفطر، ويجوع ويشبع.. لا بَشَرَ أكرم منه في إطعام الطعام، وبذل المال.. وليس في الناس أصبر منه على الجوع واللأواء.. أخرجه الجوع من بيته، وعصب الحجر على بطنه، وهو الذي أنفق الأودية من الإبل والغنم، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأسلموا له وجوهكم، وأقيموا له دينكم، وعلقوا به قلوبكم؛ فإن الأحداث في تسارع، والاضطرابات في تفاقم، وزمن الفتن العظام قادم، ولا نجاة إلا بالله تعالى، والتعلق به، والتمسك بحبله، والإكثار من عبادته؛ فإننا مأمورون بذلك عند حدوث الفتن؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( الْعِبَادَةُ في الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إليَّ))رواه مسلم.

عباد الله: من تأمل الشريعة الربانية وجد أنها أَوْلَتْ معايش الناس وأرزاقهم عناية عظيمة، فسدّتْ كل طريق لاحتكار الطعام، أو التضييق على الناس فيه، وفتحت كل طريق يؤدي إلى إطعام الطعام وبذله، ورتبت عليه الأجور العظام؛ فالطعام ضرورةٌ لا انفكاك للإنسان عنها، ولا يُصبَر على فقدها، واختلال هذا الجانب يؤدي إلى الاضطراب والفتن وذهاب الأمن، والتاريخ القديم والمعاصر يدلان على ذلك؛ فكثير من الاضطرابات على مر التاريخ نتجت بسبب البطالة، والفقر والجوع.

عباد الله ومن أوائل الخطاب النبوي المكي في المرحلة السرية يوم لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا حر وعبد؛ سأله عمرو بن عَبَسَة: ((ما الإسلام.؟ فقال صلى الله عليه وسلم: طِيبُ الْكَلاَمِ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ)) رواه أحمد.فكان إطعام الطعام حاضراً في أول خطابات الدعوة المكية،
ولما هاجر إلى المدينة كان أول خطاب له صلى الله عليه وسلم فيها فيه ذكر الطعام؛ إذ قال في مقدمه للمدينة: ((يا أَيُّهَا الناس أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الْأَرْحَامَ وَصَلُّوا بالليل وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ)) رواه الدارمي.

وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ فَقَالَ: «...أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ» فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؛ قَالَ: «...فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ...» (رواه أحمد).
وإطعام الطعام من خير الأعمال وابركها عند الله
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» (متفق عليه).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ» (رواه أحمد).
بل وان اطعام الطعام من أحب الاعمال الى الله عزوجل
قال صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا» (صحيح الجامع).
أيها المصلون: إن إطعام الطعام من شيم الكرام، وهي قيمة نبيلة، وصفة حميدة، وعادة جليلة، حث عليها الإسلام حين نشر أنواره، ودعا إلى بذل الخير للناس كافة؛ لتسود بينهم المودة، والألفة والمحبة، ومن أهم طرق الإحسان: إطعام الطعام، وقد مدح الله عز وجل عباده المطعمين بقوله تعالى:( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا). يعني: يطعمون الطعام مع حبهم له،
ورغبتهم فيه، وحاجتهم إليه، يرجون بذلك رضوان الله وثوابه في الآخرة، حيث قالوا لمن أطعموهم:( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا* إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا). أي: ما نطعمكم طعاما نطلب منكم عوضا ولا شكورا. فأجارهم الله عز وجل مما يخافون، وأكرمهم بما كانوا يفعلون ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا* وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا). فيا فوز المطعمين بالجنة وهو الجزاء العظيم لمن اطعم الطعام
فإن إطعام الطعام وسيلة وسبب لدخول الجنة، والنجاة من عذاب النار، قال -سبحانه وتعالى-: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ *
عبد الله أتدري كيف تتجاوز هذه العقبة؟! بشيء بسيط: (فَكُّ رَقَبَةٍ)
* أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) [البلد:11-16].
إن إطعام الطعام عمومًا يشارك في نجاة الإنسان من عقبة النار العظيمة المهولة ، ولكن خاصة الإطعام في يوم مجاعة؛
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: فَأَنْبِئْنِي بِأَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "أَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَأَفْشِ السَّلَامَ، وَصِلِ الْأَرْحَامَ، وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ" [البيهقي في شعب الإيمان (3874) وصححه الألباني.
فالشرع الحنيف لم يجعل إطعام الطعام سببا لدخول الجنة بل من موجباتها؛ فعن أبي شريح -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله: أخبرني بشيء يوجب لي الجنة. قال: "طِيبُ الْكَلَامِ، وَبَذْلُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ" [البيهقي في شعب الإيمان (4943) وصححه الألباني]، فإطعام الطعام يوجب دخول الجنة، ويباعد عن النار وينجّي منها؛
بل أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن من خير غرف الجنة وأعلاها تكون لمن أطعم الطعام؛ فعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَريِّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ في الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ" [الحاكم في المستدرك (270) وصححه ووافقه الذهبي والألباني]
وفي مقابل هذه الصورة الطيبة ذكر الله لنا في كتابه الكريم أن منع الطعام عن المحتاج إليه سبب للعذاب في الآخرة، فقد ذكر لنا من أوصاف أهل النار وأفعالهم التي أوجبت لهم النار أنهم حبسوا الطعام عن المحتاجين، ولم يدعوا غيرهم للإطعام قال تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ) [المدثر:42-44]،
وفي آيتين أخريين، قال الله -جل وعلا- في وصف أهل الشر أنه كان لَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ،
لايهمه فقر الفقير ولا جوع الجائع فاسد بل قد ياكل حقوقهم وماهو لهم من زاد وطعام ويحبس عنهم مايحتاجونه من قوام حياتهم
بل وإن عدم التواصي بإطعام الطعام والبخل به من صفات الكافرين, قال تعالى -في صفات من أوتي كتابه بشماله-: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الحاقة:30-34].

وقد حذر -سبحانه- من أن نكون من أهل السوء؛ الذين يعمدون إلى إهمال المحرومين وعدم إكرامهم فقال: (كَلا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الفجر:17-18]،
وقال -سبحانه-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الماعون:1-3
قال السعدي في تفسيره عندما تحدث عن الذي لا يحض على طعام المسكين: "ليس في قلبه رحمة يرحم بها الفقراء والمساكين، فلا يطعمهم من ماله ولا يحض غيره على إطعامهم لعدم الوازع في قلبه؛ لأن مدار السعادة على أمرين: الإخلاص لله وأصله الإيمان، والإحسان إلى الخلق بوجوه الإحسان المختلفة".
فَعَدَمُ إِطْعَامِ الطَّعَامِ خُلُقٌ ذَمِيمٌ؛ وَمِثْلُهُ فِي الذَّمِّ مَنْ لَا يَحُثُّ النَّاسَ عَلَيْهِ، وَلَا يَفْعَلُهُ.

عباد الله: إطعام الطعام وإشباع الجائع،وإيثارهم عبادة قد تكون عادية وسهلة، لكنّ قدرُها عظيم؛ لأنها شعيرة اسلامية دعا اليها الإسلام وتميز بها المسلمون.
وهذا ما ورد عن سلف الأمة الصالحين، فقد قال بعض السلف: "لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعامًا يشتهونه، أحب إليَّ من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل".
وقال أبو السوار العدوي: "كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد، فأكله مع الناس، وأكل الناس معه".
قال أبو سليمان الداراني: "لو أن الدنيا كلها لي فيها لقمة، ثم جاءني أخ لأحببت أن أضعها في فيه
وصدق الله اذ يقول (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين: أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، وإن من أعظم التقوى تحقيق أخوة الإسلام، ونصرة المسلمين وإغاثة الملهوفين وإعانة المحتاجين والمسح على رؤوس اليتامى وكفالتهم، ورعاية الأيامى والإنفاق عليهم، ديننا دين رحمة، دين إنسانية، دين إنفاق، دينٌ من أركانه زكاة ومن فضائله صدقات ومن أعماله تكافل بكل صوره وأشكاله، وكلنا يعلم وكلنا يحفظ ما لذلك من أثر ومن أجر ومن مثوبة ومن فضل في الدنيا والآخرة: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ) [البقرة: 261]
أيها المسلمون: إن إطعام الطعام في نظر العاقل المحتسب ليس للفقير إنما هو شكر لله -سبحانه وتعالى- الذي أغناك وأفقر غيرك، والذي دعاك إلى هذا وهو الذي سيجازيك عليه
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -عز وجل- يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين، قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي" [مسلم (2569)].
لو أدرك المسلمون حقيقة إسلامهم، ولو التزموا به!! لتحركوا يواسون المحتاجين،ويطعمون الجائعين ممن ارهقتهم الاحداث ونكبتهم الحروب
ولتفقدوا جيرانهم، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي سعيد الخدري جعل النداء قويًا عظيمًا يهزُّ أحاسيس كل مؤمن ومسلم، بل يهز حتى أصحاب النفوس والضمائر الحية والمشاعر الإنسانية, عن أَنَس بْن مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ" [الطبراني في الكبير (751) وصححه الألباني].

يامسلمون ما أجمل الشعور بآلام المحتاجين، وتلمس حاجاتهم؛ من إطعام الطعام، وقضاء الحاجات، وغيرها.
ياعباد الله إن لكم أخوة في الدين يقتلهم الجوع والعطش في هذه الايام لاتتركوهم.اطعموهم واسوهم اشفعوا لهم
دلو الخيرين عليهم وحضوهم على مواساتهم وانقاذ حياتهم
عباد الله عندما تذهب كل معاني الإنسانية يكون الفقر هو أسوء أشكال العنف فأي بؤسٍ أقسى وأشدُ مما نراه اليوم البيوت خاليه والبطون خاوية
والأيادي يابسة والوجوه عابسة صور القهر صور الحرمان صور الموت
شبح المجاعة يداهم البيوت والمنازل
ويبكى الأيتام والأرامل وأبأس الجميع العاطل والموظف الجميع على ضفاف البؤس والشدة
الكل في سجن كبير السوق كاسد والطريق مسدود
وانى لسجين أن يزوال عملا اومهنة في سجنه لينفق على أهله وذريته فذاك يكون مستحيلا
وقل لسجين توكل واعمل يكون ذلك منك حماقة وسخف
إنه واقع اذا لم تقتلك رصاصة الحرب الخاطئة
او العامدة قتلك الفقر والجوع واذا لم تأسر وتسجن في زنزانة ضيقة فأنت مكبل مسجون في سجن واسع مع الاهل والأقرباء
قصص الجوعى مؤلمه روايات المحرومين مفجعه
أنين المحزونين مفزعه
اخواني الميسرين تفقّدوا إخوانكم اليسطاء والضعفاء لعل في صدر أحدهم حاجة يُريد أن يقضيها ويمنعه التعفف عن سؤال العون، فلا تجعلوا ذُل الحاجة إليكم هو سبيلهم الوحيد إلى قضائها.
من للأرامل إن بكت أطفالها
والخبز عزَّ وذلَّها الأوغادُ
والدمع أوصل ليلها بنهارها
والمال في سَفهِ الأمور يُبادُ
نعم عباد الله كم من عزيز ذل اليوم
وكم من مستور افتضح وكم من مسكين انقهر
وكم من فقير انكسروكم من أرملة احتدم عيشها
فأي عيش يعيشونة هولاء واي حياة ينعمون بها
إن الٱنسانية والاخوة تحتم ان نعيش واقع هولاء
وان نشعر بمعاناتهم فنحض عل اطعامهم
ومد يد الخير نحوهم وأفضل الاعمال سرور تدخله
عل مسلم تطعمه خبزا تسقيه شربة من ماء
تعطيه حبة دواء فكن بهم اخاً كريما وبراً رحيما
ما استطعت الى ذلك سبيلا

ألا فاتقوا الله -عباد الله- وحسنوا أخلاقكم مع الخلق ما استطعتم، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، واعلموا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنها سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم وفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم إنا نسألك حبك، وحب من أحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك.
اللهمّ أطعم كل جائع وارزق كل محتاج وارحم كل ضعيف.. اللهم سد جوعهم واروي عطشهم ولا تحوجهم لأحد غيرك يا أرحم الراحمين

اللهم الطف بأجساد عجزت عن النوم من أمراضها...وارحم عقولاً سهرت من أفكارها..واشرح صدوراً لم تنم من ضيقها.. واطعم نفوسا ضاقت من فقرها اللهم اغفر لوالدي ولموتى المسلمين
يالله كف عنا شر الأشر وكيد الفجار
وفرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين
وأطعم جوعى المسلمين يارب العالمين
اللهم احيي في قلوب المسلمين معنى التكافل والاخوة في الله
أخوكم عبدالوهاب المعبأ
773027648

خطبة الجمعة
أهمية إطعام الطعام
جمع واعداد عبد الوهاب المعبأ
الخطبة الاولى
الحمد لله الغني الكريم ﴿ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ [الأنعام: 14] نحمده حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه؛ فما من خير إلا وهو مانحه، وما من ضر إلا وهو كاشفه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الشُّورى: 12] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ كان يقوم وينام، ويصوم ويفطر، ويجوع ويشبع.. لا بَشَرَ أكرم منه في إطعام الطعام، وبذل المال.. وليس في الناس أصبر منه على الجوع واللأواء.. أخرجه الجوع من بيته، وعصب الحجر على بطنه، وهو الذي أنفق الأودية من الإبل والغنم، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وأسلموا له وجوهكم، وأقيموا له دينكم، وعلقوا به قلوبكم؛ فإن الأحداث في تسارع، والاضطرابات في تفاقم، وزمن الفتن العظام قادم، ولا نجاة إلا بالله تعالى، والتعلق به، والتمسك بحبله، والإكثار من عبادته؛ فإننا مأمورون بذلك عند حدوث الفتن؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( الْعِبَادَةُ في الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إليَّ))رواه مسلم.

عباد الله: من تأمل الشريعة الربانية وجد أنها أَوْلَتْ معايش الناس وأرزاقهم عناية عظيمة، فسدّتْ كل طريق لاحتكار الطعام، أو التضييق على الناس فيه، وفتحت كل طريق يؤدي إلى إطعام الطعام وبذله، ورتبت عليه الأجور العظام؛ فالطعام ضرورةٌ لا انفكاك للإنسان عنها، ولا يُصبَر على فقدها، واختلال هذا الجانب يؤدي إلى الاضطراب والفتن وذهاب الأمن، والتاريخ القديم والمعاصر يدلان على ذلك؛ فكثير من الاضطرابات على مر التاريخ نتجت بسبب البطالة، والفقر والجوع.

عباد الله ومن أوائل الخطاب النبوي المكي في المرحلة السرية يوم لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا حر وعبد؛ سأله عمرو بن عَبَسَة: ((ما الإسلام.؟ فقال صلى الله عليه وسلم: طِيبُ الْكَلاَمِ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ)) رواه أحمد.فكان إطعام الطعام حاضراً في أول خطابات الدعوة المكية،
ولما هاجر إلى المدينة كان أول خطاب له صلى الله عليه وسلم فيها فيه ذكر الطعام؛ إذ قال في مقدمه للمدينة: ((يا أَيُّهَا الناس أَفْشُوا السَّلَامَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الْأَرْحَامَ وَصَلُّوا بالليل وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ)) رواه الدارمي.

وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: عَلِّمْنِي عَمَلًا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ فَقَالَ: «...أَعْتِقِ النَّسَمَةَ وَفُكَّ الرَّقَبَةَ» فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَيْسَتَا بِوَاحِدَةٍ؛ قَالَ: «...فَإِنْ لَمْ تُطِقْ ذَلِكَ فَأَطْعِمِ الْجَائِعَ وَاسْقِ الظَّمْآنَ...» (رواه أحمد).
وإطعام الطعام من خير الأعمال وابركها عند الله
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» (متفق عليه).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ» (رواه أحمد).
بل وان اطعام الطعام من أحب الاعمال الى الله عزوجل
قال صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا» (صحيح الجامع).
أيها المصلون: إن إطعام الطعام من شيم الكرام، وهي قيمة نبيلة، وصفة حميدة، وعادة جليلة، حث عليها الإسلام حين نشر أنواره، ودعا إلى بذل الخير للناس كافة؛ لتسود بينهم المودة، والألفة والمحبة، ومن أهم طرق الإحسان: إطعام الطعام، وقد مدح الله عز وجل عباده المطعمين بقوله تعالى:( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا). يعني: يطعمون الطعام مع حبهم له،
ورغبتهم فيه، وحاجتهم إليه، يرجون بذلك رضوان الله وثوابه في الآخرة، حيث قالوا لمن أطعموهم:( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا* إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا). أي: ما نطعمكم طعاما نطلب منكم عوضا ولا شكورا. فأجارهم الله عز وجل مما يخافون، وأكرمهم بما كانوا يفعلون ( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا* وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا). فيا فوز المطعمين بالجنة وهو الجزاء العظيم لمن اطعم الطعام
فإن إطعام الطعام وسيلة وسبب لدخول الجنة، والنجاة من عذاب النار، قال -سبحانه وتعالى-: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ *
عبد الله أتدري كيف تتجاوز هذه العقبة؟! بشيء بسيط: (فَكُّ رَقَبَةٍ)
* أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) [البلد:11-16].
إن إطعام الطعام عمومًا يشارك في نجاة الإنسان من عقبة النار العظيمة المهولة ، ولكن خاصة الإطعام في يوم مجاعة؛
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: فَأَنْبِئْنِي بِأَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: "أَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَأَفْشِ السَّلَامَ، وَصِلِ الْأَرْحَامَ، وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ" [البيهقي في شعب الإيمان (3874) وصححه الألباني.
فالشرع الحنيف لم يجعل إطعام الطعام سببا لدخول الجنة بل من موجباتها؛ فعن أبي شريح -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله: أخبرني بشيء يوجب لي الجنة. قال: "طِيبُ الْكَلَامِ، وَبَذْلُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ" [البيهقي في شعب الإيمان (4943) وصححه الألباني]، فإطعام الطعام يوجب دخول الجنة، ويباعد عن النار وينجّي منها؛
بل أخبر -صلى الله عليه وسلم- أن من خير غرف الجنة وأعلاها تكون لمن أطعم الطعام؛ فعَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَريِّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ في الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا، وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا أَعَدَّهَا اللهُ لِمَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلامَ وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ" [الحاكم في المستدرك (270) وصححه ووافقه الذهبي والألباني]
وفي مقابل هذه الصورة الطيبة ذكر الله لنا في كتابه الكريم أن منع الطعام عن المحتاج إليه سبب للعذاب في الآخرة، فقد ذكر لنا من أوصاف أهل النار وأفعالهم التي أوجبت لهم النار أنهم حبسوا الطعام عن المحتاجين، ولم يدعوا غيرهم للإطعام قال تعالى: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ) [المدثر:42-44]،
وفي آيتين أخريين، قال الله -جل وعلا- في وصف أهل الشر أنه كان لَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ،
لايهمه فقر الفقير ولا جوع الجائع فاسد بل قد ياكل حقوقهم وماهو لهم من زاد وطعام ويحبس عنهم مايحتاجونه من قوام حياتهم
بل وإن عدم التواصي بإطعام الطعام والبخل به من صفات الكافرين, قال تعالى -في صفات من أوتي كتابه بشماله-: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الحاقة:30-34].

وقد حذر -سبحانه- من أن نكون من أهل السوء؛ الذين يعمدون إلى إهمال المحرومين وعدم إكرامهم فقال: (كَلا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الفجر:17-18]،
وقال -سبحانه-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الماعون:1-3
قال السعدي في تفسيره عندما تحدث عن الذي لا يحض على طعام المسكين: "ليس في قلبه رحمة يرحم بها الفقراء والمساكين، فلا يطعمهم من ماله ولا يحض غيره على إطعامهم لعدم الوازع في قلبه؛ لأن مدار السعادة على أمرين: الإخلاص لله وأصله الإيمان، والإحسان إلى الخلق بوجوه الإحسان المختلفة".
فَعَدَمُ إِطْعَامِ الطَّعَامِ خُلُقٌ ذَمِيمٌ؛ وَمِثْلُهُ فِي الذَّمِّ مَنْ لَا يَحُثُّ النَّاسَ عَلَيْهِ، وَلَا يَفْعَلُهُ.

عباد الله: إطعام الطعام وإشباع الجائع،وإيثارهم عبادة قد تكون عادية وسهلة، لكنّ قدرُها عظيم؛ لأنها شعيرة اسلامية دعا اليها الإسلام وتميز بها المسلمون.
وهذا ما ورد عن سلف الأمة الصالحين، فقد قال بعض السلف: "لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعامًا يشتهونه، أحب إليَّ من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل".
وقال أبو السوار العدوي: "كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد، فأكله مع الناس، وأكل الناس معه".
قال أبو سليمان الداراني: "لو أن الدنيا كلها لي فيها لقمة، ثم جاءني أخ لأحببت أن أضعها في فيه
وصدق الله اذ يقول (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين: أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله، وإن من أعظم التقوى تحقيق أخوة الإسلام، ونصرة المسلمين وإغاثة الملهوفين وإعانة المحتاجين والمسح على رؤوس اليتامى وكفالتهم، ورعاية الأيامى والإنفاق عليهم، ديننا دين رحمة، دين إنسانية، دين إنفاق، دينٌ من أركانه زكاة ومن فضائله صدقات ومن أعماله تكافل بكل صوره وأشكاله، وكلنا يعلم وكلنا يحفظ ما لذلك من أثر ومن أجر ومن مثوبة ومن فضل في الدنيا والآخرة: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ) [البقرة: 261]
أيها المسلمون: إن إطعام الطعام في نظر العاقل المحتسب ليس للفقير إنما هو شكر لله -سبحانه وتعالى- الذي أغناك وأفقر غيرك، والذي دعاك إلى هذا وهو الذي سيجازيك عليه
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -عز وجل- يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك؟ وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان، فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم استسقيتك، فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك؟ وأنت رب العالمين، قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي" [مسلم (2569)].
لو أدرك المسلمون حقيقة إسلامهم، ولو التزموا به!! لتحركوا يواسون المحتاجين،ويطعمون الجائعين ممن ارهقتهم الاحداث ونكبتهم الحروب
ولتفقدوا جيرانهم، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي سعيد الخدري جعل النداء قويًا عظيمًا يهزُّ أحاسيس كل مؤمن ومسلم، بل يهز حتى أصحاب النفوس والضمائر الحية والمشاعر الإنسانية, عن أَنَس بْن مَالِكٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ" [الطبراني في الكبير (751) وصححه الألباني].

يامسلمون ما أجمل الشعور بآلام المحتاجين، وتلمس حاجاتهم؛ من إطعام الطعام، وقضاء الحاجات، وغيرها.
ياعباد الله إن لكم أخوة في الدين يقتلهم الجوع والعطش في هذه الايام لاتتركوهم.اطعموهم واسوهم اشفعوا لهم
دلو الخيرين عليهم وحضوهم على مواساتهم وانقاذ حياتهم
عباد الله عندما تذهب كل معاني الإنسانية يكون الفقر هو أسوء أشكال العنف فأي بؤسٍ أقسى وأشدُ مما نراه اليوم البيوت خاليه والبطون خاوية
والأيادي يابسة والوجوه عابسة صور القهر صور الحرمان صور الموت
شبح المجاعة يداهم البيوت والمنازل
ويبكى الأيتام والأرامل وأبأس الجميع العاطل والموظف الجميع على ضفاف البؤس والشدة
الكل في سجن كبير السوق كاسد والطريق مسدود
وانى لسجين أن يزوال عملا اومهنة في سجنه لينفق على أهله وذريته فذاك يكون مستحيلا
وقل لسجين توكل واعمل يكون ذلك منك حماقة وسخف
إنه واقع اذا لم تقتلك رصاصة الحرب الخاطئة
او العامدة قتلك الفقر والجوع واذا لم تأسر وتسجن في زنزانة ضيقة فأنت مكبل مسجون في سجن واسع مع الاهل والأقرباء
قصص الجوعى مؤلمه روايات المحرومين مفجعه
أنين المحزونين مفزعه
اخواني الميسرين تفقّدوا إخوانكم اليسطاء والضعفاء لعل في صدر أحدهم حاجة يُريد أن يقضيها ويمنعه التعفف عن سؤال العون، فلا تجعلوا ذُل الحاجة إليكم هو سبيلهم الوحيد إلى قضائها.
من للأرامل إن بكت أطفالها
والخبز عزَّ وذلَّها الأوغادُ
والدمع أوصل ليلها بنهارها
والمال في سَفهِ الأمور يُبادُ
نعم عباد الله كم من عزيز ذل اليوم
وكم من مستور افتضح وكم من مسكين انقهر
وكم من فقير انكسروكم من أرملة احتدم عيشها
فأي عيش يعيشونة هولاء واي حياة ينعمون بها
إن الٱنسانية والاخوة تحتم ان نعيش واقع هولاء
وان نشعر بمعاناتهم فنحض عل اطعامهم
ومد يد الخير نحوهم وأفضل الاعمال سرور تدخله
عل مسلم تطعمه خبزا تسقيه شربة من ماء
تعطيه حبة دواء فكن بهم اخاً كريما وبراً رحيما
ما استطعت الى ذلك سبيلا

ألا فاتقوا الله -عباد الله- وحسنوا أخلاقكم مع الخلق ما استطعتم، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، واعلموا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنها سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم وفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وإن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم إنا نسألك حبك، وحب من أحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك.
اللهمّ أطعم كل جائع وارزق كل محتاج وارحم كل ضعيف.. اللهم سد جوعهم واروي عطشهم ولا تحوجهم لأحد غيرك يا أرحم الراحمين

اللهم الطف بأجساد عجزت عن النوم من أمراضها...وارحم عقولاً سهرت من أفكارها..واشرح صدوراً لم تنم من ضيقها.. واطعم نفوسا ضاقت من فقرها اللهم اغفر لوالدي ولموتى المسلمين
يالله كف عنا شر الأشر وكيد الفجار
وفرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين
وأطعم جوعى المسلمين يارب العالمين
اللهم احيي في قلوب المسلمين معنى التكافل والاخوة في الله
أخوكم عبدالوهاب المعبأ
773027648
المشاهدات 1024 | التعليقات 0