خطبة : ( أنفرح ونتمتع أم نخاف ونتضرع )

عبدالله البصري
1441/11/04 - 2020/06/25 20:05PM
أنفرح ونتمتع أم نخاف ونتضرع ؟!     5 / 11 / 1441
 
الخطبة الأولى :
 
أَمَّا بَعدُ ، فَـ" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، في أَوَّلِ هَذَا الأُسبُوعِ رُفِعَ الحَظْرُ الَّذِي كَانَ مَفرُوضًا عَلَى النَّاسِ حِفَاظًا عَلَى أَجسَادِهِم مِنَ الدَّاءِ ، وَحِمَايَةً لَهُم مِنَ الوَبَاءِ وَتَخفِيفًا مِنَ البَلاءِ ، وَكَم هُوَ جَمِيلٌ أَن نَكُونَ جَمِيعًا قَدِ استَفَدنَا مِن تِلكَ المَرحَلَةِ الَّتي أَنهَينَاهَا بِنَتَائِجَ مُبهِجَةٍ ، وَتَعَلَّمنَا فِيهَا دُرُوسًا مُختَلِفَةً وَوَجَدنَا فِيهَا فَوَائِدَ مُتَعَدِّدَةً ، وَلَمِسنَا لَهَا مَصَالِحَ قَاصِرَةً وَمُتَعَدِّيَةً ، بِفَضلِ اللهِ – تَعَالى - ثم امتِثَالِنَا لأَوَامِرِ وُلاةِ أَمرِنَا ، وَأَخْذِنَا بِنَصَائِحِ المَسؤُولِينَ المُجتَهِدِينَ ، الَّذِينَ بَذَلَ كُلٌّ مِنهُم مَا في وُسعِهِ تَوعِيَةً وَتَوجِيهًا ، وَفَعَلَ مَا يَرَى فِيهِ المَصلَحَةَ مُحَاسَبَةً وَضَبطًا ، أَدَاءً لِلأَمَانَةِ وَتَخَلُّصًا مِنَ التَّبِعَةِ .
أَمَّا وَقَد بَذَلَ أُولَئِكَ الكِبَارُ مَا بَذَلُوا وَتَحَمَّلُوا في سَبِيلِ ذَلِكَ مَا تَحَمَّلُوا ، فَقَد آنَ لِكُلِّ فَردٍ مِنَّا بَعدَ ذَلِكَ أَن يَتَحَمَّلَ مَسؤُولِيَّةَ نَفسِهِ وَمَن تَحتَ يَدِهِ ، وَأَن يَبذُلَ جُهدَهُ في حِفظِ الأَمَانَةِ المُعَلَّقَةِ في رَقَبَتِهِ .
وَالحَقُّ - أَيُّهَا الإِخوَةُ - وَمِن خِلالِ مَا رَأَينَاهُ في الوَاقِعِ ، أَنَّنَا قَد فَعَلنَا فِيمَا مَضَى كَثِيرًا مِن أَسبَابِ الوِقَايَةِ الخَارِجِيَّةِ ، وَحَذِرْنَا أَشَدَّ الحَذَرِ مِنَ الوَبَاءِ وَاتَّقَينَا الدَّاءَ ، فَلَبِسنَا الأَقنِعَةَ الوَاقِيَةَ ، وَزَهِدنَا في المُصَافَحَةِ ، وَاكتَفَينَا بِالسَّلامِ اللَّفظِيِّ وَتَرَكنَا المُعَانَقَةَ ، وَاعتَزَلَ بَعضُنَا بَعضًا وَتَبَاعَدنَا حَتى في صَلاتِنَا ، وَحَرِصنَا عَلَى غَسلِ الأَيدِي وَتَطهِيرِهَا ، وَدَاوَمنَا عَلَى تَنظِيفِ كُلِّ مَا حَولَنَا وَتَنقِيَتِهِ ، وَمَا زَالَ عَاقِلُنَا إِلى الآنَ حَرِيصًا عَلَى لُزُومِ بَيتِهِ ، وَعَدَمِ الخُرُوجِ إِلاَّ لِمَا لا بُدَّ لَهُ مِنهُ .
وَالسُّؤَالُ الَّذِي قَد يَكُونُ آنَ طَرحُهُ بَعدَ كُلِّ هَذَا الحِرصِ الَّذِي كَادَ يَبلُغُ بِبَعضِنَا إِلى حَدِّ الوَسوَسَةِ ، وَعَدَمِ الثِّقَةِ في كُلِّ مَا حَولَهُ : هَل زَالَ بِذَلِكَ الوَبَاءُ ؟! هَلِ ارتَفَعَ البَلاءُ ؟! هَلِ انتَهَتِ الشِّدَّةُ وَامَّحَتِ المِحنَةُ ؟! لا يُنكِرُ عَاقِلٌ أَنَّهُ قَد كَانَ لِلأَسبَابِ المَبذُولَةِ آثَارٌ طَيِّبَةٌ في تَخفِيفِ المُصَابِ وَالتَّقلِيلِ مِنَ المُصَابِينَ ، أَو عَلَى الأَقَلِّ في طَمأَنَةِ النُّفُوسِ لِئَلاَّ يُلحِقَ أَحَدٌ نَفسَهُ لَومًا أَو يُعَاتِبَهَا لَو أُصِيبَ ، أَمَّا الدَّاءُ فَإِنَّهُ مَا زَالَ مَوجُودًا ... لم يَرتَفِعِ الوَبَاءُ وَلم يَنتَهِ البَلاءُ ، وَلم يَختَفِ المَرَضُ وَلم تَذهَبِ الشِّدَّةُ ، أَفَلا تَعَلَّمنَا مِن ذَلِكَ أَنَّ ثَمَّةَ سَبَبًا أَو أَسبَابًا قَد نَكُونُ تَرَكنَاهَا وَلم نَبذُلْهَا ، أَو مَوَانِعَ قَد نَكُونُ ارتَكَبنَاهَا وَمَا زِلنَا وَاقِعِينَ فِيهَا مُصِرِّينَ عَلَيهَا ، في غَفلَةٍ أَو تَغَافُلٍ عَن كَونِهَا هِيَ الَّتي أَضعَفَت أَثَرَ الأَسبَابِ المَبذُولَةِ ، أَو حَالَت دُونَ تَحَقُّقِ نَتَائِجِهَا وَأَبطَلَت تَأثِيرَهَا ، بَل قَد تَكُونُ جَعَلَتهَا هَبَاءً مَنثُورًا لا قِيمَةَ لَهَا ، وَعَنَاءً وَتَعَبًا لا ثَمَرَةَ لَهُ ؟!
لَو تَأَمَّلَ عَاقِلٌ تَنَاوُلَنَا لِمَا نَحنُ فِيهِ مِنَ البَلاءِ فِيمَا مَضَى وَإِلى اليَومَ ، لَوَجَدَ أَغلَبَ حَدِيثِنَا لا يَتَجَاوَزُ ذِكرَ الإِحصَاءَاتِ وَأَعدَادِ الحَالاتِ ، وَالتَّذكِيرَ بِالإِجرَاءَاتِ وَأَهَمِيَّةِ التَّقَيِّدِ بِالاحتِرَازَاتِ ، وَهَلِ الإِصَابَاتُ في صُعُودٍ أَم إِلى نُزُولٍ ؟! نَعَم - أَيُّهَا الإِخوَةُ - لَقَد صَارَ هَذَا هُوَ الهَمَّ الَّذِي يَشغَلُ أَذهَانَنَا ، بَل تَجَاوَزَ بَعضُنَا وَنَسِيَ مَا النَّاسُ فِيهِ مِن ضِيقٍ وَبَلاءٍ ، وَدَخَلَ في دَائِرَةِ المَدحِ وَالثَّنَاءِ وَالإِطرَاءِ ، مُعتَدًّا بِالقُدُرَاتِ ، مُعجَبًا بِقُوَّةِ الإِمكَانَاتِ ، مُشِيدًا بِالاستِعدَادَاتِ ، مُطَمْئِنًا لِلنَّاسِ بِكَمَالِ الاحتِيَاطَاتِ ، جَاعِلاً هَذِهِ المِحنَةَ مَجَالاً لِتَعدَادِ المَآثِرِ وَإِعلانِ المَفَاخِرِ ، وَتَعلِيقِ الآمَالِ بِالخَلائِقِ وَإِغفَالِ القُلُوبِ عَنِ اللُّجُوءِ إِلى الخَالِقِ ، وَنَسِيَ وَنَسِينَا ، وَتَنَاسَى وَتَنَاسَينَا ، أَنَّهُ مَا نَزَلَ بَلاءٌ إِلاَّ بِذَنبٍ ، وَأَنَّ المَعَاصِيَ هِيَ السُّمُومُ الَّتِي تُحِلُّ بِالنَّاسِ الشُّرُورَ ، وَتُوقِعُ بِهِمُ البَلاءَ ، وَتَرفَعُ عَنهُمُ العَافِيَةَ ، قَالَ – سُبحَانَهُ - : " أَوَلَمَّا أَصَابَتكُم مُصِيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيهَا قُلتُم أَنَّى هَذَا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ " وَمِن ثَمَّ فَإِنَّ أَوجَبَ الوَاجِبَاتِ في الشَّدَائِدِ وَالجَوَائِحِ وَالأَوبِئَةِ ، وَأَعظَمَ الأَسبَابِ في زَوَالِ المِحَنِ وَانقِلابِهَا إِلى مِنَحٍ ، هُوَ اطِّرَاحُ الثِّقَةِ بِالنُّفُوسِ ، وَعَدَمُ الاعتِمَادِ عَلَى الجُهُودِ البَشَرِيَّةِ ، وَتَعلِيقُ الحَولِ وَالقُوَّةِ بِاللهِ وَحدَهُ ، مَعَ التَّضَرُّعِ إِلَيهِ وَالاعتِرَافِ بِالتَّقصِيرِ بَينَ يَدَيهِ ، وَالإِنَابَةِ إِلَيهِ وَصِدقِ التَّوبَةِ وَتَكرَارِ الاستِغفَارِ ، فَذَلِكَ سَبَبُ نُزُولِ الرَّحمَةِ ، قَالَ – تَعَالى - : " لَولا تَستَغفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ " أَجَل - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - إِنَّهُ لا يَكشِفُ البَلوَى إِلاَّ اللهُ ، وَالأَسبَابُ وَحدَهَا لَن تُغنِيَ شَيئًا وَلَو كَثُرَت وَعَظُمَت ، وَيَكفِينَا أَن نَقرَأَ بِقُلُوبِنَا قَولَ رَبِّنَا : " إِنْ يَنصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُم وَإِنْ يَخذُلْكُم فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِن بَعدِهِ " أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ ، وَلْنَحذَرْ أَن تَقسُوَ قُلُوبُنَا فَنَكُونَ كَمَن قَالُوا " قَد مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ " فَإِنَّ اللهَ قَد بَيَّنَ مَصِيرَ أُولَئِكَ إِذْ قَالَ : " فَأَخَذنَاهُم بَغتَةً وَهُم لا يَشعُرُونَ " وَلْنَحذَرْ أَن نَكُونَ مِمَّن قَسَت قُلُوبُهُم فَهُم لا يَتَضَرَّعُونَ ، فَإِنَّ مَصِيرَ أُولَئِكَ إِلى الهَلاكِ وَإِن مُتِّعُوا في دُنيَاهُم في الظَّاهِرِ ، قَالَ - جَلَّ وَعَلا - : "  وَلَقَد أَرسَلنَا إِلى أُمَمٍ مِن قَبلِكَ فَأَخَذنَاهُم بِالبَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُم يَتَضَرَّعُونَ . فَلَولا إِذْ جَاءَهُم بَأسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَت قُلُوبُهُم وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطَانُ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ . فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحنَا عَلَيهِم أَبوَابَ كُلِّ شَيءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذنَاهُم بَغتَةً فَإِذَا هُم مُبلِسُونَ " أَجَل - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - إِنَّ اللهَ لا يُرِيدُ أَن يُعَذِّبَنَا وَلا أَن يُضَيِّقَ عَلَينَا " مَا يَفعَلُ اللهُ بِعَذَابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم " وَسَيَزُولُ البَلاءُ يَومًا مَا ، وَسَيَرتَفِعُ الوَبَاءُ وَالدَّاءُ ، وَحَتى وَإِن نَحنُ نَسِينَا وَلم نَعُدْ إِلى رَبِّنَا ، فَسَيَرتَفِعُ مَا بِنَا ، وَلَكِنَّ هَذَا سَيَكُونُ خَطِيرًا عَلَينَا وَلا شَكَّ ، قَالَ – سُبحَانَهُ - : " وَمَا أَرسَلْنَا في قَريَةٍ مِن نَبيٍّ إِلاَّ أَخَذنَا أَهلَهَا بِالبَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُم يَضَّرَّعُونَ . ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوا وَقَالُوا قَد مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُم بَغتَةً وَهُم لا يَشعُرُونَ " إِنَّهَا سُنَّةُ اللهِ ، مَن لم يَستَفِدْ مِنَ البَلاءِ وَالشِّدَّةِ ، عَرَّضَ نَفسَهُ لِلاستِدرَاجِ بِالرَّخَاءِ وَالنِّعمَةِ ، فَالحَذَرَ الحَذَرَ – أَيُّهَا المُسلِمُونَ – فَإِنَّ مِن رَحمَةِ اللهِ – تَعَالى – بِعِبَادِهِ أَن يَمنَحَهُمُ الفُرصَةَ بَعدَ الفُرصَةِ ، وَيَسُوقَ إِلَيهِمُ التَّنبِيهَ بَعدَ التَّنبِيهِ بِهَذِهِ الابتِلاءَاتِ وَالشَّدَائِدِ ؛ فَإِن هُم تَضَرَّعُوا وَتَابُوا رُحِمُوا ، وَإِن هُم نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ وَلم تُوَجِّهْهُمُ الشِّدَّةُ إِلى التَّوَجُّهِ إِلى اللهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيهِ ، وَافتَتَنُوا بِالنِّعَمِ وَلم يَشكُرُوهَا ، كَانَ ذَلِكَ دَلِيلاً عَلَى انتِكَاسِ فِطَرِهِم وَفَسَادِهَا الفَسَادَ الَّذِي لا يُرجَى مَعَهُ صَلاحٌ ، وَكَانَت حَيَاتُهُم قَدِ انقَلَبَتِ الانِقلابَ الَّذِي لا تَصلُحُ مَعَهُ لِلبَقَاءِ ، فَحَقَّت عَلَيهِم حِينَئِذٍ كَلِمَةُ اللهِ ، وَنَزَلَ بِسَاحَتِهِمُ الدَّمَارُ الَّذِي لا تَنجُو مِنهُ دَارٌ . فَاللَّهُمَّ أَحْيِ قُلُوبَنَا ، وَاغفِرْ ذُنُوبَنَا ، وَاستُرْ عُيُوبَنَا ، نَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِن جَهدِ البَلاءِ وَدَرَكِ الشَّقَاءِ ، وَسُوءِ القَضَاءِ وَشَمَاتَةِ الأَعدَاءِ ، فَعَافِنَا وَاعفُ عَنَّا وَارحَمْنَا وَتُبْ عَلَينَا ،،، وَأَقُولُ هَذَا القَولَ وَأَستَغفِرُ اللهَ فَاستَغفِرُوهُ ...
 
 
الخطبة الثانية :
 
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَتَيَقَّنُوا أَنَّهُ لا سَبِيلَ إِلى احتِمَالِ البَلاءِ إِلاَّ بِعَظِيمِ الرَّجَاءِ في فَرَجِ اللهِ ، وَلا سَبِيلَ إِلى الفَرَجِ إِلاَّ بِالتَّوَجُّهِ إِلى اللهِ ، وَلا تَغَلُّبَ عَلَى الضُّرِّ إِلاَّ بِالاستِعَانَةِ بِاللهِ وَحدَهُ ، وَالتَّسلِيمِ بِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُنزِلُ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ ، وَيَكشِفُ الشِّدَّةَ وَالبَلاءَ ، قَالَ – تَعَالى : " وَإِنْ يَمسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيرٍ فَلا رَادَّ لِفَضلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِن عِبَادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ "
عِبَادَ اللهِ ، لَعَلَّكُم سَمِعتُم أَو قَرَأتُم عَن تَوصِيَةِ الجِهَاتِ المُختَصَّةِ بِاقتِصَارِ حَجِّ هَذَا العَامِ عَلَى أَعدَادٍ مَحدُودَةٍ ، حِفَاظًا عَلَى الأَروَاحِ وَحِمَايَةً لِلمُسلِمِين مِن هَذَا الوَبَاءِ ، وَأَخذًا بِالأَسبَابِ الشَّرعِيَّةِ وَالمَصَالِحِ الكُلِّيَّةِ ، الَّتي جَاءَتْ بِهَا الشَّرِيعَةُ الإِسلامِيَّةُ ، وَهِيَ تَوصِيَةٌ يُحَتِّمُهَا الوَاقِعُ وَتَفرِضُهَا الحَالُ الرَّاهِنَةُ ، وَتُملِيهَا مَسؤُولِيَّةُ بِلادِ الحَرَمَينِ الشَّرِيفَينِ ، فَنَسأَلُ اللهَ أَن يَحفَظَ بِلادَنَا وَبِلادَ المُسلِمِينَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكرُوهٍ ، وَأَن يُسبِغَ عَلَينَا جَمِيعًا نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ، وَأَن يَكشِفَ الغُمَّةَ عَن هَذِهِ الأُمَّةِ ، وَأَن يَحفَظَ عَلَينَا أَمنَنَا وَإِيمَانَنَا وَاستِقرَارَنَا ، وَصِحَّتَنَا وَعَافِيَتَنَا ، وَأَن يَكفِيَنَا شَرَّ الأَشرَارِ وَكَيدَ الفُجَّارِ وَطَوَارِقَ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ .
المرفقات

أنفرح-ونتمتع-أم-نخاف-ونتضرع

أنفرح-ونتمتع-أم-نخاف-ونتضرع

أنفرح-ونتمتع-أم-نخاف-ونتضرع-2

أنفرح-ونتمتع-أم-نخاف-ونتضرع-2

المشاهدات 1935 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا