خطبةٌ أُلقيت الأخلاقيات الطبية و الحيوية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية

اخلاقيات اخلاقيات
1434/11/20 - 2013/09/26 16:11PM
الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله و صفيه و خليله, و خيره من خلقه صلى الله عليه و على اله و صحبه و سلم تسليماً كثيرا.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾.

ثم أما بعد: عباد الله فإن الثقافـه في بلادنا الإسلامية تعيش اليوم حالة من التناقض بين مايوجبه علينا الإسلام و الأخلاق الفاضلة من أخلاق عظيمة و ضوابط شرعية وبين المناهج التي استوردناها من الأخرين في عصور متأخره فراحت تنتج مسلمين متخصصين في الطب وغيره يعرفون أدق التفاصيل البشريه ويعرفون ادق التفاصيل في شتى المعارف الإنسانية ولكنهم يجهلون أبسط الضوابط الشرعية و الأخلاق المهنية في جانب الطب أو غيره من أنواع المهن و في ذلك يا عباد الله ضياع... ضياع لأخلاق المسلم الذي يجب عليه ان يحرص كل الحرص على ان يكون العمل الذي يقوم به متناسقاً مع الضوابط الشرعية و الأخلاق المهنية التي توجبها عليه الشريعة الإسلامية و الأنظمه المرئية.
عباد الله: وإذا كان المسلمون اليوم مقصرين في حقول الإنجازات المادية و التقدم فليس لهم العذر لأن يقصروا في الجانب الأخلاقي المهني الذي يمكنه ان يصحح المسار و يحقق التوازن بين الدين و الدنيا و يعيد للبشرية سكينتها و طمأنينتها وينتشلها من حالة الضياع الأخلاقي الذي تتخبط فيه اليوم على غير هدى من الله عز وجل . عباد الله: ومن ذلك الضياع ضياع العفة و الأخلاق الغير سوي المخالف للفطرة السوية . ومن ذلك مايرد عند بعض أهل الطب من زراعة البويضه من المرأه بعد تلقيحها في مرأة اخرى غير الزوجة عياذ بالله عز وجل. وفي ذلك تعدٍ على الأخلاق الفاضلة الشرعية وتعدٍ على العفة الشرعية التي ينبغي للطبيب و ينبغي لأهل الطب أن يحرصوا على المحافظة على العفة و شرعيتها و الدفاع عنها.
عباد الله: جاء في الشريعة الإسلامية بتكريم الطبيب و رفع من شأنه و مكانته لأنه يسعى دوماً الى المحافظه على حياة الإنسان و على سلامة جسمه بعلاجه بإذن الله عز وجل. عباد الله: إن للطبيب المسلم أخلاقاً يجب أن يتقيد بها وأن يكون قدوةً بها إقتفاءً لشرعة الإسلام و إقتفاءً لأخلاقه المهنية و الضوابط الشرعية و الأنظمة المرعية فأول خُلق على الطبيب ان يتقيد به " الإخلاص" و أن يكون مخلصاً لله عز وجل في عمله. الطب عبادة لله عز وجل قال تعالى ﴿ وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدونَ ﴾. فعبادتك أيها الطبيب و معالجتك للمريض إذا احتسبت الأجر عند الله كل ذلك في عبادة او معالجة او تقديم أو استشارة للمريض فإن في ذلك أجراً كبيرأ قال تعالى ﴿ إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت و أنا أول المسلمين ﴾. كذلك من أخلاق الطب و من الأخلاق المهنية للجانبالطبي التحلي بمكارم الأخلاق. لقد جاءت الشريعة الإسلامية بحث الإنسان المسلم سواءً كان طبيباً أو غيره بالتحلي بمكارم الأخلاق و منها. أولا "الصدق" : فالصدق صفة أساسية من صفات المؤمن وهي من باب أولى للطبيب المسلم. ﴿ ياأيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ﴾. كذلك "الأمانه و النزاهة" فالطبيب و من يعمل في يحمل الطب طبيبه او ممرضه او طبيبا او موظفاً يستقبل المرضى يجب ان يكون ذا أمانة و نزاهة و محافظه على الأعراض و الأرواح فهذه صفة عظيمة قال تعالى ﴿ و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون﴾. كذلك عباد الله "التواضع" من الطبيب او من يشتغل في مهنة الطب و احترام الأخرين يعتبر من الأخلاق الفاضله التي حثت عليها الشريعة الإسلامية . فينبغي للطبيب ان يكون متواضعاً و ينبغي عليه ان لا يقع في قلبه كبر على احد. و لقد نهت الشريعة عن احتقار الاخرين او التكبر عليهم قال صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر).
كذلك من الاخلاق المهنية الطبية للطب " الصبر و الحلم" وتحمل المرضى و مايراه منهم فإن في ذلك أجرا كبيرا. و الممرض و الممرضه و غيرهم ممن يعمل في حقل الطب "العطف و المحبة و الاحترام و الانصاف و الاعتدال إلى غير ذلك يا عباد الله من انواع اخلاق الطب المهنية المهمة التي ينبغي للطبيب و الطبيبة المسلمة المحافظة عليها و مراعاتها.
عباد الله: ما هي واجبات الطبيب نحو المرضى. اولا حسن المعاملة يشمل اشياء شتى منها حسن الإستماع الى الشكوى من المريض و فهم معاناته و إعطاءه الوقت الكثير المناسب لكي يشرح مابه من مرض او تعب, كذلك من حسن المعاملة "المساواه" في المعاملة بين جميع المرضى الذكر و الأنثى , الصغير و الكبير. كذلك من حسن المعاملة "الرفق بالمريض" عند معالجته. أو أخذ عينة من دمه أو فحصه. كل ذلك يا عباد الله من حسن المعاملة من الطبيب أو من يعمل في حقل الطب مع المرضى إلى غير ذلك من أنواع حسن المعاملة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية.
كذلك ياعباد الله : من أخلاق الطبيب المسلم "استئذان المريض" فيستأذنه إذا اراد تقديم جرعة له و يشرح ذلك له. و يبين له, فإن في ذلك راحة للمريض. و طمأنينة لنفسه و راحة ببدنه لا حقاً. كذلك يا عباد الله: من أخلاق و مهينيات الطب. الحث على طمئنينة المريض: و أن يشرع الطبيب المسلم بزرع تلك الطمئانينة في قلب المريض. و أن الله عز وجل بإذنه عز وجل شافياً له. إذ أخذ هذا العلاج. و أن يصبر على الإستمرار في العلاج فإنه بإذن الله عز وجل و بزرع هذه الطمأنينة و بهذه الراحة داخل نفس المريض يكون الطبيب قد أدى خلقاً في زرع الطمأنينة في نفس المريض و أن الله عز وجل يشفيه و هو ارحم الراحمين. و هو الذي خلق الطبيب و خلق العلاج و خلق المريض و ابتلى من يشاء. كيف يشاء متى شاء و يرفع البلاء عن من يشاء. متى يشاء سبحانه و تعالى, عباد الله و إن من اخلاقيات الطبيب "المحافظه التامه على سرية المعلومات" التي تخص المريض. في ملفه الطبي. أو المعلومات التي يعلمها الطبيب عن ذلك المريض. فإن الواجب على الطبيب المسلم و الطبيبة المسلمه و الممرض والممرضه. وغيرهم ممن يعمل في هذا الجانب أن يحافظوا على السرية التامة للمعلومات الخاصة بالمريض. فإن ذلك مما جاءت به الشريعة الإسلامية و جاءت به الأنظمة المرعية في مهنة الطب. و أخلاقيات الطب ..... . أسأل الله عز وجل ان يعظم الأجر للأطباء و أن يكتب لهم أجراً كبيرا و ثوابا عظيما. و أن يشفي مرضانا و مرضى المسلمين . أستغفرب الله عز وجل فأستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله و صلى الله وسلم على رسول الله و على أله و صحبه ومن ولاه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين.
عباد الله : لقد جاءت اقوال كثيرة عن السلف الصالح (رضي الله عنهم و ارضاهم ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين) تُبين فضل الطب و أهله يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى و أن العلوم العقليه فمنها ما هو فرض كفاية كا الطب و الحساب المحتاج اليه. و يقول الأمام الشافعي رحمه الله تعالى صنفان لا غنى للناس عنهما العلماء للأديان و الأطباء للأبدان او كما جاء عن الشافعي رحمه الله تعالى. الى غير ذلك من اقوال السلف الصالح التي توضح فضل الطب و أهله و أنهم بإذن الله عز وجل سبب لإنقاذ الأرواح و العلاج من الأمراض بإذنه عز وجل وواجب على كل مريض أن يعتقد. أولاً قول الله ﴿ و إذا مرضت فهو يشفين ﴾ فالشافي هو الله عز وجل و المعافي هو الله عز وجل لكنه سبحانه و تعالى امر ببذل الأسباب قال الله تعالى ﴿ و اتيناه من كل شيء سببا ﴾. فالذهاب للطبيب و المعالجه لديه سبب بإذنه عز وجل للعلاج و ذهاب الداء و هو رحمة من الله عز وجل فواجب أنيشكر الطبيب المسلم المحافظ على أخلاقيات مهن طبه و أن يدعى له.
الدعاء





وتوجــد هذه الخطبة مصورة في موقع اليوتيوب
الأخلاقيات الطبية و الحيوية - خطبة جمعة /Islamic Bioethics - Friday Sermons Khutba
المشاهدات 3030 | التعليقات 1

نحن في انتظار تعليقكم و انتقادكم