خطبة : ( أقبلت العشر فأقبلوا تقبلوا )

عبدالله البصري
1440/09/18 - 2019/05/23 18:30PM
أقبلت العشر فأقبلوا تقبلوا    19 / 9 / 1440
الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم - أيُّها الناسُ - وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ، فَتَزَوَّدُوا بِهَا فَإِنَّهَا خَيرُ الزَّادِ ، وَاستَعِدُّوا بِصَالِحِ الأَعمَالِ لِيَومِ المَعَادِ " يَا قَومِ إِنَّمَا هَذِهِ الحَيَاةُ الدُّنيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَارِ . مَن عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجزَى إِلاَّ مِثلَهَا وَمَن عَمِلَ صَالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ يُرزَقُونَ فِيهَا بِغَيرِ حِسَابٍ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، بَينَمَا نَحنُ قَبلَ أَيَّامٍ يُبَشِّرُ بَعضُنَا بَعضًا بِدُخُولِ الشَّهرِ العَظِيمِ ، إِذْ تَصَرَّمَت لَيَالِيهِ سِرَاعًا ، وَمَضَت أَيَّامُهُ المُبَارَكَةُ تِبَاعًا ، وَهَا نَحنُ نَتَهَيَّأُ لِدُخُولِ العَشرِ الأَوَاخِرِ مِنهُ ، وَنَستَعِدُّ لأَفضَلِ لَيَالي العَامِ عَلَى الإِطلاقِ ، تِلكُمُ اللَّيَالي المُبَارَكَةُ النَّيِّرَةُ ، الَّتي كَانَ رَسُولُنَا وَإِمَامُنَا - صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ - يَجتَهِدُ فِيهَا مَا لا يَجتَهِدُ في غَيرِهَا ، حَتَّى لَقَد كَانَ يُحيِي اللَّيلَ كُلَّهُ ، وَيَعتَكِفُ في مَسجِدِهِ وَيَتَجَنَّبُ نِسَاءَهُ ، لِيَتَفَرَّغَ لِعِبَادَةِ رَبِّهِ وَمُنَاجَاتِهِ ، وَيُدرِكَ لَيلَةَ القَدرِ وَيَحظَى بِبَرَكَاتِهَا ، فَعَن عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهَا - قَالَت : كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - يَجتَهِدُ في العَشرِ الأَوَاخِرِ مَا لا يَجتَهِدُ في غَيرِهَا . رَوَاهُ مُسلِمٌ . وَعَنها - رَضِيَ اللهُ عَنهَا - قَالَت : كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ - إِذَا دَخَلَ العَشرُ شَدَّ مِئزَرَهُ ، وَأَحيَا لَيلَهُ ، وَأَيقَظَ أَهلَهُ . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
أَجَلْ - أَيُّهَا الإِخوَةُ - لَقَد كَانَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - يَعتَكِفُ في هَذِهِ العَشرِ لِيَنقَطِعَ عَنِ الدُّنيَا وَمُلهِيَاتِهَا ، وَلِيَتَفَرَّغَ لِلآخِرَةِ وَخَيرَاتِهَا وَبَرَكَاتِهَا ، مُتَحَرِّيًّا لَيلَةَ القَدرِ وَنَفَحَاتِهَا ، تِلكُمُ اللَّيلَةُ العَظِيمَةُ المُبَارَكَةُ ، الَّتي لا يُحرَمُ خَيرَهَا إِلاَّ مَحرُومٌ ، وَلا يَقُومُهَا إِلاَّ مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ عَزُومٌ ، وَالَّتي مَن أَدرَكَهَا فَقَامَهَا ، فَكَأَنَّمَا قَامَ ثَلاثَةً وَثَمَانِينَ عَامًا ، فَطُوبَى لِعَبدٍ أَحيَا اللهُ قَلبَهُ ، فَانتَظَمَ في قَوَافِلِ القَائِمِينَ في بُيُوتِ اللهِ ، الَّذِينَ " تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ يَدعُونَ رَبَّهُم خَوفًا وَطَمَعًا " طُوبَى لِمَن قَامَ هَذِهِ اللَّياليَ كُلَّهَا مَعَ إِمَامِهِ حَتى يَنصَرِفَ ، وَصَبَرَ نَفسَهُ وَصَابَرَ وَرَابَطَ ، وَاستَعَانَ بِاللهِ وَلم يَعجَزْ أَو يَجزَعْ ، وَلم يَضعُفْ أَو يتَلَفَّتْ أَو يَخرِمْ ، فَقَد قَالَ - عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ - : " إِنَّهُ مَن قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيلَةٍ " رَوَاهُ أَهلُ السُّنَنِ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . طُوبى لِمَن قَامَ لَيلَةَ القَدرِ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا ، فَقَد قَالَ - صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ - : " مَن قَامَ لَيلةَ القَدرِ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، لَيلَةُ القَدرِ في العَشرِ الأَوَاخِرِ يَقِينًا ، وَلَيسَ مِن شَرطِ تَحصِيلِ العَبدِ أَجرَ قِيَامِهَا أَن يَعلَمَ أَيَّ لَيلَةٍ هِيَ ، وَلِذَا فَإِنَّهُ لَيسَ بِكَثِيرٍ عَلَى لَيلَةٍ كَهَذِهِ اللَّيلَةِ العَظِيمَةِ أَن يَقُومَ العَبدُ في طَلَبِهَا عَشرَ لَيَالٍ ، وَمَعَ هَذَا فَقَد نَدَبَنَا رَسُولُنَا - صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ - إِلى التِمَاسِهَا في لَيَالي الوِترِ مِنَ العَشرِ الأَوَاخِرِ ، أَو في السَّبعِ البَوَاقي ، فَعَن عَبدِاللهِ بنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ - : " اِلتَمِسُوهَا في العَشرِ الأَوَاخِرِ ، فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُم أَو عَجَزَ فَلا يُغلَبَنَّ عَلَى السَّبعِ البَوَاقي " رَوَاهُ مُسلِمٌ .
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، مَا بَقِيَ مِنَ الشَّهرِ هُوَ الأَقَلُّ وَهُوَ الأَعظَمُ ، وَلَيلَةُ القَدرِ لَيسَت كَاللَّيالي ، القَلِيلُ مِنَ العَمَلِ فِيهَا كَثِيرٌ ، وَالكَثِيرُ مِنهُ مُضَاعَفٌ مُبَارَكٌ " لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ " مَن أَدرَكَهَا فَهُوَ المُفلِحُ الفَائِزُ ، وَمَن فَرَّطَ فِيهَا فَهُوَ المَغبُونُ الخَاسِرُ ، فَشَمِّرُوا عَن سَوَاعِدِ الجِدِّ وَضَاعِفُوا الاجتِهَادِ ، وَصَفُّوا قُلُوبَكُم في مَيَادِينِ العُبُودِيَّةِ بِالإِخلاصِ للهِ ، وَصُفُّوا أَقدَامَكُم في المَسَاجِدِ مَعَ عِبَادِ اللهِ ، وَاستَعِينُوا بِاللهِ فَإِنَّهُ لا تَوفِيقَ لِلقِيَامِ بِطَاعَتِهِ إِلاَّ بِإِعَانَتهِ ، وَإِنَّ خَيرَ مَا تُستَجلَبُ بِهِ الخَيرَاتُ ، وَتُكتَسَبُ الحَسَنَاتُ في مَوَاسِمِ الطَّاعَاتِ ، الإِقبَالُ عَلَى اللهِ بِصَادِقِ الدَّعَوَاتِ ، وَأَعظَمُ ذَلِكَ سُؤَالُ اللهِ الإِعَانَةَ عَلَى ذِكرِهِ وَشُكرِهِ وَحُسنِ عِبَادَتِهِ ، فَعَن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ  - أَخَذَ بِيَدِهِ يَومًا فَقَالَ : " يَا مُعَاذُ ، وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ " قَالَ لَهُ مُعَاذٌ : بِأَبي أَنتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ، وَأَنَا وَاللهِ أُحِبُّكَ . قَالَ : " أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ أَلاَّ تَدَعَنَّ دُبَرَ كُلِّ صَلاةٍ أَن تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادَتِكَ " رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . فَأَلِحُّوا عَلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ اللهِ في هَذِهِ العَشرِ المُبَارَكَةِ ، وَإِيَّاكُم إِيَّاكُم وَالإِعرَاضَ عَن مَوَائِدِ الحَسَنَاتِ المَمدُودَةِ في هَذِهِ اللَّيالي ، فَإِنَّ الرَّبَّ كَرِيمٌ ، وَالفَضلَ عَظِيمٌ ، وَمَن جَاهَدَ وَأَحسَنَ وَصَدَقَ ، هُدِيَ وَأُعِينَ وَوُفِّقَ ، وَلا يُحرَمُ إِلاَّ مَن تَكَاسَلَ وأَعرَضَ وَأَدبَرَ ، قَالَ - سُبحَانَهُ - : " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ " وَفي الصَّحِيحَينِ : يَقُولُ اللهُ – تَعَالى - : " أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبدِي بي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَني ، فَإِنْ ذَكَرَني في نَفسِهِ ذَكَرتُهُ في نَفسِي ، وَإِنْ ذَكَرَني في مَلأٍ ذَكَرتُهُ في مَلأٍ خَيرٍ مِنهُم ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبرٍ تَقَرَّبتُ إِلَيهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبتُ إِلَيهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَاني يَمشِي أَتَيتُهُ هَروَلَةً " وَعَن أَبي وَاقِدٍ اللَّيثِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - بَينَمَا هُوَ جَالِسٌ في المَسجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقبَلَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ ، فَأَقبَلَ اثنَانِ إِلى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وَذَهَبَ وَاحِدٌ ، قَالَ : فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرجَةً في الحَلقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا ، وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلفَهُم ، وَأَمَّا الثَّالَثُ فَأَدبَرَ ذَاهِبًا ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " أَلا أُخبِرُكُم عَنِ النَّفَرِ الثَّلاثَةِ ، أَمَّا أَحَدُهُم فَأَوَى إِلى اللهِ فَآوَاهُ اللهُ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَاستَحيَا فَاستَحيَا اللهُ مِنهُ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعرَضَ فَأَعرَضَ اللهُ عَنهُ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ . اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادَتِكَ ، وَوَفِّقْنَا لِمَا وَفَّقتَ إِلَيهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ ، لا حَولَ وَلا قُوَّةَ لَنَا إِلاَّ بِكَ ، وَأَقُولُ هَذَا القَولَ وَأَستَغفِرُ اللهَ ...
 
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ - تَعَالى - حَقَّ التَّقوَى ، وَتَمَسَّكُوا مِنَ الإِسلامِ بِالعُروَةِ الوُثقَى " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِذَا كَانَ قَد مَضَى مِنَ الشَّهرِ المُبَارَكِ ثُلُثَاهُ ، فَقَد بَقِيَ ثُلُثٌ هُوَ الأَفضَلُ وَالأَكمَلُ ، وَعَمَّا قَلِيلٍ نُوَدِّعُ الشَّهرَ وَكَأَنْ لم يَكُنْ ، وَتَبقَى الأَعمَالُ أَمَامَنَا خَيرَهَا وَشَرَّهَا " فَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَيرًا يَرَهُ . وَمَن يَعمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ " وَفي الحَدِيثِ القُدسِيِّ : " يَا عِبَادِي ، إِنَّمَا هِيَ أَعمَالُكُم أُحصِيهَا لَكُم ثُمَّ أُوَفِّيكُم إِيَّاهَا ، فَمَن وَجَدَ خَيرًا فَليَحمَدِ اللهَ ، وَمَن وَجَدَ غَيرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفسَهُ " رَوَاهُ مُسلِمٌ .
فَاللهَ اللهَ - أَيُّهَا الإِخوَةُ - أَقبِلُوا عَلَى رَبِّكُم ، وَاعمُرُوا المَسَاجِدَ بِالطَّاعَاتِ ، وَأَحيُوا هَذِهِ اللَّيَالي بِالقُرُبَاتِ ، اِقرَؤُوا القُرآنَ ، وَأَكثِرُوا الدُّعَاءَ وَالاستِغفَارَ ، وَتَصَدَّقُوا وَابذُلُوا ، وَاعفُوا وَاصفَحُوا ، وَاحذَرُوا القَطِيعَةَ وَالتَّلاحِيَ وَالشِّقَاقَ وَكَثرَةَ الجِدَالِ ، فَإِنَّهَا مِن أَسبَابِ الحِرمَانِ مِنَ الخَيرِ ، بَل لَقَد كَانَت مِن أَسبَابِ إِخفَاءِ لَيلَةِ القَدرِ ، فَفِي البُخَارِيِّ عَن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ يُخبِرُ بِلَيلَةِ القَدرِ فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ المُسلِمِينَ ، فَقَالَ : " إِنِّي خَرَجتُ لأُخبِرَكُم بِلَيلَةِ القَدرِ ، وَإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَت ، وَعَسَى أَن يَكُونَ خَيرًا لَكُم ، اِلتَمِسُوهَا في السَّبعِ وَالتِّسعِ وَالخَمسِ "
المرفقات

العشر-فأقبلوا-تقبلوا

العشر-فأقبلوا-تقبلوا

العشر-فأقبلوا-تقبلوا-1

العشر-فأقبلوا-تقبلوا-1

العشر-فأقبلوا-تقبلوا-2

العشر-فأقبلوا-تقبلوا-2

المشاهدات 2374 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا