خطبة ...أضواء علي المولد النبوي الشريف
جابر السيد الحناوي
1431/02/26 - 2010/02/10 06:56AM
بسـم الله الرحمــن الرحــيم
[rainbow]
أضواء علي المولد النبوي الشريف
وحكم الاسلام فيه
[/rainbow]
خطبة ليوم الجمعة الأخيرة من صفر
الموافق 12/2/2010
بعد ساعات يهل علينا هلال شهر ربيع الأول ، ذلك الشهر الذي يحرص كثير من المسلمين على الاحتفال فيه بمولد رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وقد عرفنا في أكثر من خطبة سابقة أن اتباع البدع ، وترك السنن ، وتشجيع الموالد والطرق الصوفية ، هي من نواقض عهد الله التي تؤخر النصر ، وحرصا منا علي ضرورة الرجوع إلي الله ، وتنقية أعمالنا من البدع ، فكان لزاما علينا أن نلقي نظرة علي الإحتفالات التي تقام بحجة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف ، وحكم الإسلام في هذه الاحتفالات ، حتي تكون مسيرتنا علي بصيرة في طريق النصر الذي وعدنا الله إياه .
فما هو المولد النبوى الشريف ؟
إن المولد النبوي الشريف في عرف اللغة العربية هو: المكان والزمان الذى ولد فيه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلي الله عليه وسلم ، فمولده المكاني ( محل الميلاد ) هو دار أبى يوسف التي أقيم عليها مكتية عامة بمكة المكرمة ( ولا أدري إن كانت ظلت باقية أم أتت عليها التوسعات الأخيرة )
ومولده الزمانى ( تاريخ الميلاد ) هو يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل الموافق لشهرأغسطس من عام (570 ) من تاريخ ميلاد المسيح بن مريم عليه السلام .
هذا هو المراد من كلمة المولد النبوي الشريف في العرف اللغوي ، والذى لم يعرف المسلمون غيرَه ، منذ بدء الرسالة المحمدية علي صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، إلى مطلع القرن الرابع الهجري ، لكن بعد سقوط الخلافة الإسلامية الراشدة ، وانقسام بلاد المسلمين ، وتمزقها وما تبع ذلك من ضعف ، وانحراف في العقائد والسلوك ، وفساد في الحكم والإدارة ، اسـتشــرت ظاهرة بدعة المولد النبوي الشريف كمظهر من مظاهر الضعف والانحراف .
فكان أول إحداث لهذا المولد ، والذي أصبح فتنة للمسلمين فيما بعد ، كان أول إحداثه في المائة الرابعة من الهجرة ، أي بعد القرون الثلاثة المفضلة "خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ "( [1] ) وكان ذلك على يد الحاكم العبيدي الملقب بالمعز لدين الله الذي حكم مصر الفاطمية ، ومن المعروف أن الدولة الفاطمية هي دولة باطنية شيعية ، أخفت معتقداتها الشيعية ، ونسبت اسمها زورا وبهتانا إلي السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، والفاطميون هم الذين ابتدعوا في مصر الموالد والأضرحة ، ومن ضمن هذه الموالد مولد الحسين والسيدة زينب والمولد النبوي ... الخ ، كل ذلك في محاولة للتقرب إلي الشعب المصري المعروف بتدينه ، وهكذا استطاعوا خداع الشعب المصري ، وإخفاء مذهبهم الشيعي الباطني ، وادعى الفاطميون حب آل البيت كما يفعل كل الشيعة اليوم ، مستغلين حالة الجهل والفقرالتي كانت سائدة آنذاك في تثبيت بدعة الموالد ، حيث كانوا يبالغون في الاحتفالات بالموالد ، ويوزعون الأطعمة والأموال علي الشعب الجائع في احتفالات يقصر الوصف عن الإحاطة بها ، كما ذكر عدد من المؤرخين ( كسـبط ابن الجوزي وابن خلكان ) .
ويري المؤرخون أن الفاطميين الذين ابتدعوا هذه الموالد ، هم من أصل مجوسي أو يهودي ، وأطلقوا علي أنفسهم لقب الفاطميين إمعانا في التضليل والتستر ، حتي يتمكنوا من نشر أفكارهم الباطنية الهدامة ، وعندما جاءوا إلي مصر غزاة فاتحين أقاموا هذه الموالد تظاهرا بحب آل البيت الصالحين ؛ ليستميلوا بذلك عاطفة المصريين . ( [2] ) فابتدعوا سـتة موالد :
ــ المولد النبوي
ــ مولد الإمام علي رضي الله عنه
ــ مولد السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
ــ مولد الحسن والحسين رضي الله عنهما
ــ مولد الخليفة الحاضر ( عيد ميلاد الجالس علي الكرسي )
والدولة الفاطمية هي أول دولة قامت علي أساس المذهب الشيعي الباطني ، كإحدي الدول التي خرجت علي الخلافة العباسية ، ومما يؤسف له ، أن كثيرا من كتب التاريخ التي تدرس لأبنائنا يسميها باسم الدول الاسلامية المستقلة عن الخلافة العباسية ، وقد حكم الفاطمين شمال أفريقيا ومصر عدة قرون ، ثم قيض الله عز وجل صلاح الدين الأيوبي للقضاء علي دولتهم ، ومن بعده أصبحت الدعوات الباطنية تتخفي تحت ستارالتصوف وحب آل البيت .
وتسمي الدولة الفاطمية أيضا باسم " الدولة العبيدية ، نسبة إلي مؤسسها " عبيد لله " وعبيد الله هذا هو : " عبيد الله بن ميمون القداح بن ويصان " والحقيقة أن " ويصان " جد " ميمون القداح " كان مجوسيا ، أما ميمون فقد تظاهر بالاسلام ووضع أسس الدعوة الاسماعيلية ، ثم جاء من بعده ابنه " عبيد الله " فعاونه في وضع أسس هذه الدعوة الاساعيلية المنحرفة .
ويري المؤرخون أن " عبيد الله " هذا الذي تنتسب إليه الدولة العبيدية ( الفاطمية ) قد تملكت نفسه كراهية شديدة للإسلام والمسلمين ، وأنه صاحب مؤامرة قوية تم تنفيذها بمهارة فائقة ضد الاسلام في المغرب ، وأنه عمل علي تكوين جمعية سرية كبيرة تلقن الناس مبادئه ، حتي أصبح للشيعة الاسماعيلية السلطان المطلق علي بلاد المغرب ، حيث أعلنوا قيام الدولة العبيدية سنة 297 هـ وأسموها الدولة الفاطمية نسبة إلي السيدة " فاطمة " بنت النبي صلي الله عليه وسلم ، وامتد نفوذهم إلي مصرفي عهد " المعز لدين الله الفاطمي " سنة 358 هـ .
وقد لخص ابن كثير حالهم فقال : كان الفاطميون من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم ، وأنجس الملوك سيرة ، وأخبثهم سريرة ، ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات ، وكثر في عهدهم أهلُ الفساد ، وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد ، وكثر بأرض الشام النصرانية والدرزية والحشيشية ... ومؤسس دولتهم يهودي . ( [3] )
هذه هي الدولة الفاطمية التي بدأ في عهدها الاحتفال بالموالد في مصر ، واستمرت هذه الموالد يشجعها حكام هذه الولة الباطنية الشيعية ، وبقيت علي رسومها بين الناس ، إلي أن أبطلها " الأفضل " ابن أمير الجيوش فاندرست فترة من الزمن ، ثم أعيدت في خلافة " الآمر بأحكام الله " سنة 521 هـ ، بعد ذلك نشط الملك " المظفر أبو سعيد " وعمل علي إحيائها وتجديدها بمدينة " إربل " في القرن السابع الهجري ، بعد أن كانت قد اندرست في عهد " الأفضل " ابن أمير الجيوش وكاد الناس أن ينسونها .
والملاحظ أن صوت الشيعة قد علا في مصر في الآونة الأخيرة ، منتهزين حالة الخوار العام والإنهزام النفسي للمسلمين أمام اليهود ، ونشطوا للترويج للمذهب الشيعي ، بدعوي التقريب بين المذاهب ، متسترين أيضا تحت ستار حب آل البيت ، وآل البيت منهم براء.
إذ بالله عليكم كيف يكون هناك تقريب بين السنة والشيعة ؟ وأهل السنة هم الذين حملوا القرآن العظيم ، وسنة رسوله الكريم ، وحفظ الله بهم الدين ، وجاهدوا لإعلاء راية الإسلام ، وصنعوا تاريخه المجيد ، وهؤلاء الشيعة الروافض يهدمون الإسلام لأنهم يلعنون الصحابة ، الذين نقلوا لنا الدين ، فإذا طعن أحد فيهم فقد هدم الدين .
بالله عليكم كيف تستقيم المحبة لآل البيت ، وكيف يكون هناك تقريب بيننا وبينهم ؟ وهم يسبون الخلفاء الثلاثة ، وسبهم ــ لو كانت لهم عقول ــ يفضي إلى الطعن في الرسول صلي الله عليه وسلم فإن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما صهران لرسول الله صلي الله عليه وسلم ووزيراه في حياته ، وضجيعاه بعد موته ، وقد جاهدا معه رضي الله عنهما في جميع غزواته صلي الله عليه وسلم ؟ ويكفي هذا الدليل لبطلان مذهب الشيعة الرافضة من أساسه ، وعثمان ذو النورين رضي الله عنه تزوج ابنتين للرسول صلي الله عليه وسلم فهل يختار الله لرسوله صلي الله عليه وسلم إلا أفضل الأصحاب ؟ وكيف لم يبين النبي صلي الله عليه وسلم عداوة الخلفاء الثلاثة للإسلام ، ويحذر منهم ، إن كان الشيعة صادقين بزعمهم .
بالله عليكم كيف يكون هناك تقريب بين السنة والشيعة ؟ وهم يلعنون أمنا عائشة رضي الله عنها التي نص الله في كتابه العزيزعلى أنها أم المؤمنين حيث يقول سبحانه وتعالي : " النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... " ( [4] ) فاعتبروا يا أولي الألباب !!
المهم أن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي استمرت في الفاطميين الشيعة ، ثم انتقلت منهم إلى الدولة الأيوبية في القرن السابع الهجري ( 625 هـ ) ومن يومها سار المسلمون فى الاحتفال بالمولد ، على نفس الدرب ـ درب الفاطميين ـ مع بعض الاختلافات حسب وعى أهل البلد ، وحسب فقرهم وغناهم ، وتطور الأمر حتى أصبح المولد النبوى ، فى أحسـن صوره عندنا ، عبارة عن اجتماعات فى المساجد أو فى سرادقات ، يحضرها الوزراء وكبار رجال الدولة ، يتلى فيها جانب من السيرة النبوية الشريفة ، وبعض الشمائل المحمدية الطاهرة ، وتتبادل فيها الكلمات والقصائد ، مع التواشيح التى غالبا لا تخلوا من الشركيات ، وجعل اليوم الثانى عشر من ربيع الأول يوم عيد ، يوسع فيه على العيال ، وتعطل فيه المدارس والدواوين ، وتوزع فيه حلوى الموسم ، مع بعض المسابقات الدينية فى حفظ القرآن الكريم وما شابه ... ثم ينصرفون وهم معتقدون أنهم قد تقربوا إلى الله عز وجل بأعظم القربات ، أو كأنهم حرروا بيت المقدس من أيدى الصهاينة الملاعين ، أو أنقذوا شعبا كشعب فلسطين الجريح الذى يئن تحت براثن إخوان القردة والخنازير .
هذا هو المولد فى عرف الناس اليوم ، ومنذ ابتداعه على عهد الدولة الفاطمية ... فما هو إذن حكمه في الشريعة الإسلامية ؟؟
عرفنا من خلال ما سـبق أن المولد قد أحدث في القرن الرابع الهجرى فقط ، ولم يكن معروفا على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه ، ولا على عهد القرون الثلاثة المفضلة ، وحتى مطلع القرن الرابع قرن الفتن والمحن ، ومن المتفق عليه أن كل ما لم يكن على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه دينا ، لم يكن لمن بعدهم دينا ، بل هو بدعة ضلالة بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : " ... إِيَّاكُمْ وَمُحْدِثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ شَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ " ( [5] )
وزيادة فى إيضاح الحكم نقول : اذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم قد حذرنا من محدثات الأمور وأخبرنا أن كل محدثة بدعة ، وأن كل بدعة ضلالة ، وفي هذا يقول الإمام مالك رحمه الله : إن كل ما لم يكن على عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه دينا لم يكن اليوم دينا. وقال : من ابتدع في الإسلام بدعة فرآها حسنة فقد زعم أن محمدا صلي الله عليه وسلم قد خان الرسالة ؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالي يقول : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً " ( [6] ) وفي نفس المعني يقول الإمام الشافعى رحمه الله : كل ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو إجماعا فهو بدعة.
ولما كان المولد النبوي بالمعنى المعروف الآن لم يكن سنة من سـنن الرسول صلي الله عليه وسلم ولا من سـنن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولا من عمل السلف الصالح ، وإنما أحدث في القرون المظلمة من تاريخ الإسلام ، إذن فهو لا يكون إلا بدعة .
ثم إننا لو سلمنا جدلا أن المولد قربة من القرب ، بمعنى أنه عبادة شرعية يتقرب بها فاعلها إلى الله عز وجل لينجيه من عذابه ، ويدخله جنته ، فإنا نقول من شرَّع هذه العبادة ؟ آلله عز وجل أم الرسول r صلي الله عليه وسلم ؟ وإذا كان الجواب لا الله ولا الرسول ، إذن كيف توجد عبادة لم يشرعها الله سبحانه وتعالي أو رسوله صلي الله عليه وسلم ؟ فهذا مستحيل.
وشئ آخر وهو أن العبادة لها حيثيات أربع ، وهى كميتها وكيفيتها وزمانها ومكانها ، فمن يقدر على إيجاد هذه الحيثيات وتحديدها وتعيينها ؟ والجواب لا أحد ، فعليه لا يكون المولد قربة ولا عبادة بحال من الأحوال ، وإذا لم يكن قربة ولا عبادة فلا يكون سوى بدعة ضلالة.
*** *** ***
والحقيقة أن العلماء قد أنكروا هذه البدعة من يوم ظهورها وكتبوا في ردها الرسائل ، ولكن المجتعات إذا فسـدت ، وبعدت عن سبيل ربها ، يعلوا فيها صوت الباطل علي صوت الحق ، وتضعف عن الاستجابة لداعي الخير والإصلاح بقدر قوتها على الاستجابة لداعي الشر والفساد ، ومن الأمثلة المحسوسة ، أن الجدار الصحيح القوي تعجز عن هدمه المعاول والفؤوس ، والجدار المتداعي للسقوط يسقط بهبة ريح أو ركلة قدم ، ولذا فلا يدل بقاء هذه البدعة وتأصلها في المجتمع الإسلامي على عدم إنكار العلماء لها.
ومن بين الردود القيمة التى سـطرت فى إنكار بدعة المولد : رسالة الفقيه المالكي ( الفاكهاني تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري ) والتي سماها " المورد في الكلام على المولد " وفيها قال ضمن ما قال : إن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول ويسمونه المولد ، لا أصل له في كتاب ولا سنة ، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة ، الذين هم القدوة في الدين ، المتمسكون بآثار المتقدمين ، بل هو بدعة أحدثها المبطلون ، وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون ؛ بدليل أنا إذا أدرنا عليها الأحكام الخمسة : قلنا إما أن يكون واجبا أو مندوبا ، أو مباحا أو مكروها أو محرما :
· وليس هو بواجب إجماعا .
· ولا مندوبا ، لأن حقيقة المندوب : ما طلبه الشارع من غير ذم على تركه ( مثل : السواك ) وهذا المولد لم يأذن فيه الشارع ، ولا فعله الصحابة ، ولا التابعون ، ولا العلماء المتدينون ، فهو ليس بمندوب.
· وهو أيضا ليس مباحا ، لأن الابتداع في الدين ليس مباحا بإجماع المسلمين.
· فلم يبق إلا أن يكون مكروها أو محرما .
هذا هو رد الفقيه المالكي ( الفاكهاني تاج الدين عمر بن علي اللخمي السكندري ) بتصرف وقد اختتمها بقول الإمام أبو عمرو بن العلاء الذى قال : بأن شهر ربيع الأول الذي ولد فيه الرسول صلي الله عليه وسلم هو بعينه الشهرالذي توفي فيه ، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )