خطبة : ( أتاكم رمضان فماذا أنتم فاعلون

عبدالله البصري
1445/08/26 - 2024/03/07 16:34PM

أتاكم رمضان فماذا أنتم فاعلون؟  27/ 8/ 1445

 

الخطبة الأولى :

 
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ "

أَيُّها المُسلِمُونَ ، هَل تَذكُرُونَ رَمَضَانَ المَاضِيَ ؟! إِنَّنَا جَمِيعًا نَذكُرُهُ بِكَثِيرٍ مِن تَفَاصِيلِهِ ، وَكَأَنَّهُ لم يَمُرَّ عَلَيهِ شَهرٌ مُنذُ مَضَى وَذَهَبَ ، وَهَا هُوَ ذَا رَمَضَانُ عَامِنَا عَلَى الأَبوَابِ ، سَيَهُلُّ هِلالُهُ بَعدَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ أَو أَربَعَةٍ ، وَسَيَدخُلُ وَتَمضِي أَيَّامُهُ سِرَاعًا ، وَسَتَفنى لَيَالِيهِ تِبَاعًا ، وَسَيَأتي يَومُ العِيدِ وَبَعضُنَا لم يُصَدِّقْ أَنَّهُ قَد ذَهَبَ رَمَضَانُ ، وَهَكَذَا هِيَ الأَيَّامُ ، وَخَاصَّةً في أَزمِنَتِنَا المُتَأَخِّرَةِ ، تَذهَبُ السَّنَةُ كَالشَّهرِ ، وَيَمضِي الشَّهرُ كَالأُسبُوعِ ، وَيَنقَضِي الأُسبُوعُ كَاليَومِ ، وَاليَومُ لا تَكَادُ شَمسُهُ تَبزُغُ قَادِمًا ، إِلاَّ وَقَد آذَنَت بِالمَغِيبِ رَاحِلاً ، الزَّمَانُ يَمشِي وَلا يَتَوَقَّفُ ، وَالأَعمَارُ تَمضِي وَلا يَعُودُ مِنهَا مَا مَضَى ، وَالنَّاسُ مِن حَولِنَا مِن أَقَارِبَ وَأَصدِقَاءَ وَأَصحَابٍ وَجِيرَانٍ وَزُمَلاءَ ، يَتَنَاقَصُونَ بِالمَوتِ وَاحِدًا بَعدَ الآخَرِ ، وَتَقِلُّ أَعدَادُهُم حِينًا بَعدَ حِينٍ ، وَسَيَأتي عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا يَومُهُ الَّذِي يُوعَدُ ، وَسَيَرَى أَنَّهُ كَمَا مَرَّت سَنَةٌ مِن رَمَضَانَ إِلى رَمَضَانَ في مِثلِ طَرفَةِ عَينٍ ، فَسَيَذهَبُ كَذَلِكَ العُمرُ كُلُّهُ وَكَأَنَّهُ لم يَكُنْ.

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، رِيَاحُ البُشرَى قَد هَبَّ نَسِيمُهَا ، وَشَهرُ رَمَضانَ أَمسَى قَرِيبًا ، وَغَدًا يَحِلُّ بِمَا فِيهِ مِن عِبادَاتٍ وَطَاعَاتٍ ، وَمَا يَتَنَزَّلُ فِيهِ مِن خَيرَاتٍ وَرَحَمَاتٍ وَنَفَحَاتٍ ، وَمَا يُعطَى المُؤمِنُونَ مِن هَدَايَا وَهِبَاتٍ .

في رَمَضَانَ الصِّيَامُ ، وَهُوَ رُكنٌ مِن أَركَانِ الإِسلامِ ، قَالَ سُبحَانَهُ : " فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَلْيَصُمْهُ " وَقَالَ تَعَالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ " وَعَن عَبدِاللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عَنهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بُنيَ الإسلامُ عَلَى خَمسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَالحَجِّ ، وَصَومِ رَمَضَانَ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

وَفي شَهرِ رَمَضَانَ أَنزَلَ اللهُ القُرآنَ " شَهرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ القُرآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ" " إِنَّا أَنزَلنَاهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ . وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القَدرِ . لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ . تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ "

وَفي شَهرِ رَمَضانَ مَغفِرَةُ الذُّنُوبِ والآثامِ ، عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنه أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَن صَامَ رَمَضَانَ إِيمانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَه مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِه " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " مَن قَامَ رَمَضَانَ إِيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِه " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .

في شَهرِ رَمَضانَ تَتَوَافَرُ أَسبَابُ التَقوَى وَتُفتَحُ أَبوَابُ الجَنَّةِ ، وَتُغلَقُ أَبوَابُ النَّارِ وَتُغَلُّ الشَّياطِينُ بِالقُيُودِ . عَن أَبي هُرَيرَةَ رَضيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَت أَبوَابُ الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَت أَبوَابُ النَّارِ ، وَصُفِّدتِ الشَّيَاطِينُ " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وَفي الجُملَةِ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، فَإِنَّ شَهرَ رَمَضانَ مَوسِمٌ يَزدَادُ فِيهِ الإِيمَانُ ، وَتَنزِلُ السَّكِينَةُ وَتَحُلُّ الطُمَأنِينَةُ ، وَتَسمُو النُّفُوسُ وَتَخشَعُ القُلُوبُ ، يَقوَى المُؤمِنُ عَلَى عَمَلِ الصَّالِحَاتِ ، وَيَنشَطُ في الخَيرَاتِ وَيُعَانُ عَلَى القُرُبَاتِ ، فِيهِ تُقبِلُ قَوافِلُ التَّائِبِينَ ، وَيَتَخَلَّصُونَ مِن سُجُونِ الشَّهَوَاتِ وَقُيُودِ المَعَاصِي ، وَيُتَاجِرُ فِيهِ مَن يَرجُو لِقاءَ رَبِه ، صِيَامٌ وَالصَّومُ جُنَّةٌ ، وَقَيَامٌ وَالصَّلاةُ نُورٌ ، وَبَذلٌ وَالصَّدَقَةُ بُرهَانٌ ، وَإِطعَامٌ وَإِكرَامٌ وَتَفطِيرٌ وَإِحسَانٌ ، وَقِرَاءَةٌ لِلقُرآنِ وَرِبَاطٌ في بُيُوتِ اللهِ ، وَعُمرَةٌ وَزِيَارَةٌ وَالعُمرَةُ في رَمَضَانَ تَعدِلُ حَجَّةً ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " ألا أَدُلُّكُم عَلَى مَا يَمحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا وَيَرفَعُ بِهِ الدَّرَجات؟! " قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : " إِسبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ ، وَكَثرَةُ الخُطَا إِلى المَسَاجِدِ ، وَانتِظَارُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ ، فَذَلِكُم الرِّبَاطُ " رَوَاهُ مُسلِمٌ . وَعَن عَبدِاللهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ لامرَأَةٍ مِنَ الأَنصَارِ : "... فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعتَمِرِي ؛ فَإِنَّ عُمرَةً فِيهِ تَعدِلُ حَجَّة " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وَعَن أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ : قَالَ لي رَسُولُ اللهِ  صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِذَا طَبَختَ مَرَقَةً فَأَكثِرْ مَاءَهَا وَتَعاهَدْ جِيرَانَكَ " رَوَاهُ مُسلِمٌ . وَلَمَّا سُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الإِسلامِ خَيرٌ ؟ قَالَ : " تُطعِمُ الطَّعَامَ ، وَتَقرأُ السَّلامَ عَلَى مَن عَرَفتَ وَمَن لَم تَعرِف " مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ في الجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُهَا مِن بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِن ظَاهِرِهَا ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَن أَلانَ الكَلامَ ، وَأَطعَمَ الطَّعَامَ ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى بِاللَّيلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ " رَوَاهُ البَيهَقِيُّ وَغَيرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، وَلْنَستَعِدَّ لِضَيفِنَا الكَرِيمِ بِمَا هُوَ أَهلُهُ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اركَعُوا وَاسجُدُوا وَاعبُدُوا رَبَّكُم وَافعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ "

 

 

الخطبة الثانية :

 

أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالى وَأَطِيعُوهُ وَاشكُرُوهُ .

أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، مَوَاسِمُ الطَّاعَاتِ مُتَكَرِّرَةٌ ، في اليَومِ وَالشَّهرِ وَالسَّنَةِ ، بَل إِنَّ كُلَّ دَقِيقَةٍ مِن حَيَاةِ الإِنسَانِ هِيَ فُرصَةٌ لِلازدِيَادِ مِنَ الحَسَنَاتِ ، لَكِنَّهَا الغَفلَةُ وَاستِبعَادُ سَاعَةِ الرَّحِيلِ ، وَإِلاَّ فَلَو عَلِمَ أَحَدُنَا أَنَّ صَلاةَ فَرِيضَةٍ مَا سَتَكُونُ هِيَ آخِرَ صَلَوَاتِهِ ، وَأَنَّ رَمَضَانَ عَامٍ مَا سَيَكُونُ هُوَ آخِرَ رَمَضَانَ يَصُومُهُ ، وَأَنَّ صَلاةَ تَرَاوِيحِ سَنَةٍ مَا سَتَكُونُ هِيَ آخِرَ تَرَاوِيحَ يَشهَدُهَا مَعَ المُسلِمِينَ ، لَحَرِصَ عَلَى أَلاَّ يُضِيعَ وَاجِبًا وَلا يَتَهَاوَنَ في نَافِلَةٍ ، وَلا يَقَعَ في مُخَالَفَةٍ وَلا يُوَاقِعَ ذَنبًا ؛ لأَنَّهُ إِذَا مَاتَ انقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَمَنِ انقَطَعَ عَمَلُهُ بِمَوتِهِ وَلم يَكُنْ لَهُ آثَارٌ مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَو وَلَدٍ صَالِحٍ أَو عِلمٍ نَافِعٍ ، فَقَد يَتَمَنَّى وَهُوَ في قَبرِهِ حَسَنَةً يُرفَعُ عَنهُ بِهَا عَذَابٌ ، أَو يُوَسَّعُ لَهُ مِن ضِيقٍ ، أَو يُفسَحُ لَهُ في مَثوًى ، أَمَّا وَنَحنُ اليَومَ أَحيَاءُ قَادِرُونَ آمِنُونَ ، وَرَمَضَانُ مِنَّا قَابَ قَوسَينِ أَو أَدنى ، فَاللهَ اللهَ بِالاستِعدَادِ بِنِيَّةٍ حَسَنَةٍ وَعَزمٍ صَادِقٍ ، وَأَخذٍ لِلنَّفسِ بِالحَزمِ وَالجِدِّ ، وَاجتِهَادٍ وَتَخطِيطٍ وَإِعدَادٍ ، وَمُشَارَكَةٍ في كُلِّ خَيرٍ وَوُلُوجٍ لِكُلِّ بَابِ بِرٍّ ، وَإِنَّهُ وَاللهِ لَن يَبعَثَ أَحَدٌ هَمَّ أَحَدٍ مَا لم تَكُنْ نَفسُ المَرءِ هِيَ الَّتي تَدعُوهُ إِلى الخَيرِ مُطمَئِنَّةً بِهِ رَاغِبَةً فِيهِ ، رَاجِيَةً خَائِفَةً رَاغِبَةً رَاهِبَةً ، مُتَذَكِّرَةً يَومَ رَحِيلِهَا ، وَسَاعَةَ إِلقَائِهَا وَحِيدَةً في قَبرِهَا ، وَلَحظَةَ تَوَلِّي أَقرَبِ النَّاسِ عَنهَا ، وَارتِهَانَهَا في حُفرَتِهَا بما قَدَّمَت وَنَدَمَهَا عَلَى مَا أَهمَلَت ... أَوَتَظُنُّ يَا مَن تَتَبَاطَأُ وَتَتَكَاسَلُ وَتَشِحُّ وَتَبخَلُ ، أَنَّ مَن يُسَارِعُونَ وَيُجَاهِدُونَ وَيُنفِقُونَ مَلائِكَةً أَو لَهُم نُفُوسٌ غَيرُ نَفسِكَ أَو قُلُوبٌ غَيرُ قَلبِكَ ، لا وَاللهِ ، إِنَّهُم بَشَرٌ مِثلُكَ ، يَجُوعُونَ وَيَظمَؤُونَ ، وَتَمِيلُ نُفُوسُهُم لِلرَّاحَةِ وَالدَّعَةِ ، وَيُحِبُّونَ المَالَ حُبًّا جَمًّا ، وَلَهُم في دُنيَاهُم أَعمَالٌ وَعَلَيهِم أَحمَالٌ ، وَلَكِنَّهُم يَجتَهِدُونَ وَيَحتَسِبُونَ ، وَيَظُنُّونَ بِرَبِّهِم أَنَّهُ سَيَكتُبُ مَا عَمِلُوهُ وَسيُضَاعِفُ أَجرَ مَا قَدَّمُوهُ ، وَسَيُجزَونَ بِهِ الحَسَنَاتِ وَتُرفَعُ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ ، وَسَيَنعَمُونَ بِهِ في جَنَّاتٍ فِيهَا مَا لا عَينٌ رَأَت وَلا أُذُنٌ سَمِعَت وَلا خَطَرَ عَلَى قَلبِ بَشَرٍ ، أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ وَلْنُسَارِعْ وَلْنُسَابِقْ قَبلَ أن يَنكَشِفَ الغِطَاءُ يَومَ يَقُومُ الحِسَابُ ، فَيُدرِكَ المُفَرِّطُ مِنَّا كَم كَانَ مَغبُونًا " يَومَ يَجمَعُكُم لِيَومِ الجَمعِ ذلِكَ يَومُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤمِنْ بِاللَّهِ وَيَعمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ "

 

المرفقات

1709818445_أتاكم رمضان فماذا أنتم فاعلون.pdf

1709818455_أتاكم رمضان فماذا أنتم فاعلون.docx

المشاهدات 1943 | التعليقات 0