خطبة -آكلي لحوم البشر
عايد القزلان التميمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: فهذه أول خطبة لي في هذا الملتقى الرائع بعنوان آكلي لحوم البشر تتحدث عن الغيبة وخطرها على المجتمع المسلم.
أتمنى نقدها وتقويمها وتوضيح السلبيات والإيجابيات فيها لأنها خطبتي للجمعة القادمة إن شاءالله.
===================== ===============
لا شك أن النفوس قد تقززت من هذه الحادثة واشمأزت, واستبشعتها القلوب قبل الآذان, وهذا من طبيعة النفوس المؤمنة أن تكره ذلك وتشمئز منه.
عباد الله ولكن العجب كل العجب أن هذه النفوس نفسُها وهذه القلوبَ ذاتها تجالس صنفاً من الناس وتخالطهم على أكل اللحوم وأي لحوم, إنها لحوم البشر, إنهم يأكلون لحوم المسلمين الأحياء ومنهم الأموات, وتجدهم في مجالسهم الآثمة يأكلون لحوم الإخوان والأرحام والأصحاب, ويسمون هذه الأكلات بغير اسمها, ومع ذلك كله , لا شجب ولا استنكار بل سماها بعضهم مقبلات, وآخرون عبروا عنها بأنها من ((الحش)) والحش يُجمل الأشجار ويُزين الأزهار, ألا بئس ما يقولون وما أقبح ما يفعلون, إنها الغيبة وإن سموها بأحسن المسميات, إنها كبيرة من الكبائر وإن وصفوها بأجمل الأوصاف, الغيبة كبير إثمها وعظيم عقابها , الغيبة ينفر منها الفضلاء ويَقَعُ فيها السُّفَهَاء.
أيها المؤمنون: آية في كتاب الله , كم من المرات رددناها, وكم من المرات سمعناها, ولكننا لا نستشعر معانيها إلا من رحم, الله تعالى يقول في في محكم كتابه وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
أيها المؤمنون : والغيبة صفة الفاسقين لا ينبغي أن تكون في المؤمنين:
قال تعالى: }ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان{ "
أيها المؤمنون : إن الغيبة لا يمكن صدورها عمن كان قلبه عامراً بالإيمان لقول رسول الله e:«يَا مَعْشَـرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ؛ فإنَّه مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ الله عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعْ الله عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ» [رواه أحمد وأبو داود].
واعلموا أيها المؤمنون أنه لا أكره ولا أنتن من رائحة الذين يغتابون المؤمنين: فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي e، فارتفعت ريح منتنة، فقال رسول الله e: «أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين» [رواه أحمد في المسند].
واعلموا أيها المؤمنون أن الغيبة ربا:
فعن البراء بن عازب t قال: قال رسول الله e:«الربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم» [رواه الطبراني].
وربما تساءل أحدكم: ما وجه الشبه بين الغيبة والربا؟
فالجواب: الأكل! كيف ذلك؟ الجواب: أنَّ الغيبة أكل لِلَحْمِ المسلم، والربا أكل لماله.
عباد الله :
ولما تساهل كثير من الناس بالغيبة ضاعت الأوقات وأُنفقت الأموال واشتغلوا بقيل وقال وكثرة السؤال وتمكن سوء الظن في القلوب حتى تباغضت وتحاسدت إلا من عافاهم الله وقليل ما هم. هذه بعض خسائر الدنيا التي أثمرتها تلك الكلمات الآثمة, أما في الآخرة فلهم عذاب وأيُّ عذاب وعقاب وأيُّ عقاب لحديث أنس t قال: قال رسول الله e: «لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ» [رواه أبو داود].
أيها المؤمنون : جاءت الآثار عن سلفنا تحذر من هذه المعصية وتبين بعدهم عنها.
سمع عليُّ بن الحسين t رجلاً يغتاب، فقال: "إياك والغيبة ؛ فإنها إدام كلاب الناس".
وعن عدي بن حاتم t قال: "الغيبة مرعى اللئام".
وفي سير أعلام النبلاء قال البخاري رحمه الله:
"ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها".
عباد الله ينبعي أن نربي أنفسنا ونجاهدها على ألا نتكلم في أحد من الناس إلا بخير, فإن الغيبة تأكل الحسنات .
أيها المؤمنون: على أهل النفوس المؤمنة أن يُمسكوا ألسنتهم عن هذا المرض الخبيث الغيبة, وأن ذلك يحتاج إلى مجاهدة وإلا سيصبح مرضا ملازما, جاهد نفسك أخي في الله إن غضبت من أحد أو رأيت نعمة على أحد أن لا يدعوك هذا الغضب أو ذاك الحسد إلى أن تتكلم فيه وفي عرضه, كن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس, تكن إن شاء الله من المحسنين, والله يحب المحسنين, قال صلى الله عليه وسلم ((من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين,يزوجه منها ما شاء)) فمن يزهد بهذا الفضل العظيم.
جاهد نفسك أخي في الله على مصاحبة الذين لا يستطيلون في أعراض الناس, وكن حازما غير مجامل.
جاهد نفسك يا عبدالله ألا تذكر الناس إلا بخير.
يا عبدالله لا تهدي حسناتك للآخرين: يقول عليه الصلاة والسلام: ((أتدرون من المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا دِرْهَم له ولا متاع، فقال: ((إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنِيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)) رواه مسلم.
فينبغي يا عبدالله أن تكون بخيلا بحسناتك لا تنشرها على الآخرين.
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة, أقول ما قد سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه كان غفّارا.
وسوس الشيطان إلى البعض من الناس فالتفتوا إلى غيبة أئمة المساجد وخطباء الجوامع وطلاب العلم والعلماء فسخروا منهم واغتابوهم وتنقصوهم وأكلوا لحومهم في مجالسهم الآثمة, ويغمزونهم ويلمزونهم ويكذبون عليهم ((والله يشهد إنهم لكاذبون)).
يا عباد الله : أدعوكم ونفسي إلى التوبة النصوح من الغيبة وانصح نفسي وإياكم أن نستغفر الله كثيرا بُكرةً وأصيلا, وأن نندم على ما فات من الكلام في الأحياء أو الأموات.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ((مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ)) أخرجه البخاري.
المشاهدات 19074 | التعليقات 7
وبانتظار ردود وتعليقات الإخوة الأفاضل
إيجابيات:
1- مقدمة تجديدية.
2- صيغة متماسكة.
3- قدر مناسب
فرص تحسينية:
1- متى تجوز الغيبة ؟ مواضع ذكرها النووي وغيره.
2- كيف يتحلل المسلم من أخيه عند الغيبة ومسالة المصلحة في ذلك.
3- بيان أن الغيبة كبيرة من الكبائر بالدليل وتوضيح ذلك بحديث عائشة (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته).
4- توضيح المقدمة بالتدخل في صياغة ابن كثير لكي تكون واضحة.
5- ذكرك لغيبة الأئمة والمساجد والعلماء دون بيان أن غيبتهم أشنع من غيبة غيرهم لا معنى له في وجهة نظري.
خطبة جميلة استفدت منها اشكرك عليها بارك الله فيك
(للتأكيد )هل قصة آكلي لحوم البشر موثقة
أكل لحوم البشر بالأنجليزية cannibalism وترجمتها (أكل لحم الجنس ذاته) وهي مشتقة من كلمة كاريب الأسبانية التي تصف قبائل (كاريب) الهندية التي تحدث عنها المستكشف كريستوفر كولومبوس
و قد مورس أكل لحم البشر عبر التاريخ في عدة مواضع وحالات مثل:
1- أثناء المجاعات
2- في المدن المحاصرة
3- من بعض القبائل البدائية
4- كنوع من المبالغة في إيذاء العدو, حيث يأكل المنتصر من لحم المهزوم
5- اعتقاد البعض أن أكل لحم الأعداء ينقل قدراتهم لهم
6- كإحدى الطقوس الدينية أو طقوس الدفن
7- كمرض سلوكي جنسي
أمثلة تاريخية
-
وجد الأثريون عظاما بشرية في أوعية طهي عمرها نصف مليون عام في الصين, ومن أشهر القبائل التي أشتهرت بهذا النشاط قبيلة (أناسازي) في أمريكا الشمالية
-
وقد يكون أكل لحم البشر نوع من التكريم للميت مثلما تفعل بعض القبائل في نيوزيلندا فهي تمجد ذكرى الميت بأن تأكل مخه، فبعد أن يموت شخص له مكانة عندهم تجتمع القبيلة حول جثته وينشدون بعض الأناشيد الدينية ثم يستخرج ساحر القبيلة مخ الميت ويوزعه بالتساوي بين المشيعين ليأكلوا منه.
-
ويقول راول دى كين مؤرخ الحملة الصليبية "كان جماعتنا في المعرة يغلون وثنيين بالغين في القدور، ويشكون الأولاد في سفافيد ويلتهمونهم مشويين" ويقصد بالوثنين المسلمين من سكان معرة النعمان في سوريا.
-
خلال الحرب العالمية الثانية تواترت الأخبار عن أكل الجنود اليابانيين بعضهم وأكل أعدائهم وذلك بعد محاصرتهم من قبل الأمريكيين وقطع المؤونة عنهم في إحدى الجزر
اشتهر العديد من السفاحين بأكل لحوم البشر مثل آرمين مايفيس فني الكمبيوتر الألماني الذي أعترف بقتل وأكل رجل في أوائل عام 2001 حيث التقى به بعد أن أعلن على مواقع الإنترنت أنه يطلب "شابا قوي البنية ما بين الثامنة عشر والثلاثين، للذبح ثم قال مايفيس بعد ذلك إنه قتله برضا الأخير, غير أن ما يزعم من هذا "التراضي في الفعل" لم يهدئ من حالة الاشمئزاز التي أصابت الشعب الألماني.
و من السفاحين أيضا ألبرت فيش الذي اغتصب وقتل وأكل عددا من الأطفال خلال العشرينات, وقد قال إنه كان يشعر بلذة جنسية هائلة نتيجة ذلك, وأيضا السفاح الروسي أندريه تشيكاتيلو، الذي قتل 53 شخصا على الأقل بين عامي 1978 و1990[1]
كما إشتهرت قضية إسي ساجاوا، آكل لحوم بشر ياباني إشتهر بقتله طالبة السوربون الدنماركية رينيه هارتيفيلت، والذي إعتبره الأطباء "مجنون" وبالتالي لا يمكن إخضاعه للمحاكمة، فتم إعادته إلى اليابان حيث مكث في مصح عقلي لخمسة عشر شهرا، خرج بعدها ويعيش حتى اليوم طليقا في اليابان، ويشير البعض أن ذلك تم بتدخل والده المتنفذ في اليابان.
في الحرب العالمية الثانية : إن كثيرا من حالات أكل لحوم البشر بحكم الضرورة سجلت خلال الحرب العالمية الثانية. على سبيل المثال، خلال 872 يوما من حصار لينينغراد، تقارير عن أكل لحوم البشر بدأت تظهر في شتاء 1941-1942، بعد كل الطيور والفئران والحيوانات الأليفة كانت تؤكل من قبل الناجين.شرطة لينينغراد شكلت وحدة خاصة لمكافحة أكل لحوم البشر. وبعد هذا الانتصار السوفياتي في ستالينغراد وجد أن بعض الجنود الالمان في المدينة المحاصرة ،قطع من الوازم، استخدمت في أكل لحوم البشر. في وقت لاحق، في شباط / فبراير 1943، تم نقل ما يقرب من 100،000 من الجنود الالمان (أسرى الحرب). إلى معسكرات أسرى الحرب في سيبيريا أو آسيا الوسطى حيث حصلت مجاعة من قبل خاطفيهم السوفياتي الذين لجئو إلى العديد من أكل لحوم البشر. أقل من 5،000 من الأسرى الذين أخذوا في ستالينغراد نجا من الاسر. الأغلبية، إلا أنهم توفوا في وقت مبكر من سجنهم بسبب التعرض أو المرض الناجم عن الظروف السائدة في الجيش بتطويق قبل الاستسلام.
في أجزاء من أوروبا الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية، وهناك روايات من بعض الناس بالعثور على أظافر الإنسان في النقانق يشير إلى ان المواد الغذائية وكانت تتألف من اللحم البشري.
كتبت العديد من التقارير والشهادات التي جمعتها والاسترالي لجرائم الحرب التابع لمحكمة طوكيو، والتحقيق من قبل المدعي العام وليام ويب (القاضي المستقبل العام للقوات المسلحة)، تشير إلى أن الجنود اليابانيين، في أجزاء كثيرة من منطقة شرق آسيا الكبرى ارتكبوا أعمال أكل لحوم البشر ضد أسرى الحلفاء في الحرب. وفقا للمؤرخ يوكي تاناكا : "أكل لحوم البشر في كثير من الأحيان نشاط منهجي التي أجرتها فرق كاملة وتحت قيادة ضباط".
في بعض الحالات، تم قطع اللحم من الناس الذين يعيشون. لأسرى الحرب الهندي ،وشهد لانس نايك حاتم علي (في وقت لاحق من مواطني باكستان)، بأنه في غينيا الجديدة : "القوات اليابانية بدأت في اختيار السجناء وكل يوم أحد السجناء يقتل ويؤكل من قبل الجنود. وأنا شخصيا رأيت هذا يحدث وحوالي 100 سجين تم تناولها في هذا المكان من قبل اليابانيين. والمتبقيين منا نقلوا إلى مكان آخر على بعد 50 ميلا (80 كم] بعيدا حيث توفي 10 سجناء من المرض. وفي هذا المكان، وعادت القوات اليابانية مرة أخرى لاختيار السجناء لتناول الطعام، أما الافراد المختارين لاكلهم تم نقلهم إلى كوخ حيث تم قطع لحمهم من أجسادهم، بينما كانوا على قيد الحياة وألقي بهم في حفرة حيث توفي في وقت لاحق.
آخر حالات موثقة وقعت في Chichijima جزيرة في اليابان في شباط / فبراير 1945، حين قتل واكل الجنود اليابانيين خمسة من أفراد سلاح الجو الأميركي. تم التحقيق في هذه القضية في عام 1947 في محاكمة جرائم الحرب، و 30 من الجنود اليابانيين للمحاكمة، وخمسة (Matoba الميجور الجنرال تاتشيبانا، الأدميرال موري، النقيب Yoshii، والدكتور Teraki) ثبتت إدانتهم وتم شنقهم. وفي Flyboys الكتاب : قصة حقيقة عن الشجاعة، جيمس برادلي تفاصيل عدة حالات من أكل لحوم البشر من أسرى الحرب العالمية الثانية الحلفاء على أيدي خاطفيهم اليابانية. ويدعي صاحب البلاغ أن هذا لا يشمل فقط طقوس قطع من كبد السجناء طازجة وقتل، ولكن أيضا الإبدال مقابل بقاءالسجناء احياء على مدى عدة أيام، وبتر أطرافهم فقط حسب الحاجة للحفاظ على اللحوم الطازجة.
خطبة في الصميم وفقك الله
وأدعو الإخوة للتفاعل.
تعديل التعليق