خِدْمَةً الحُجَّاجِ شَّرَفعَظِيْمِ وَمَن دَخَلَ بِلاَدِ الحَرَمَيْنِ كَانَ آمِنً

محمد البدر
1440/12/11 - 2019/08/12 23:10PM
الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ تَعَالَى :﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ﴾.
هذه البلاد آمنة مطمئنة وَمَن دَخَلَ بِلاَدِ الحَرَمَيْنِ كَانَ آمِنًا وستبقى بإذن الله رغم التوتر والحروب والفتن المتلاطمة من حولنا وبجوارنا والفوضى التي يصنعها الأعداء في كل ناحية ،ومع هذا كله تنعم بلادنا بالخيرات وتدير بالحب حشودالحجيج فأي بلاد تصنع هذا جئني ببلد مثله.
قَالَ تَعَالَى :﴿وَمَا بِكُم مّن نّعْمَةٍ فَمِنَ ٱللَّهِ﴾. نحمدُ اللهَ جلّ وعلَا على عونِهِ وتوفيقِهِ وامتنانِهِ وتيسيرِهِ وفضلِهِ وجودِهِ وعطائِهِ، على هذا النجاحُ الكبيرُ ونحمدلله على ان وفق قادة هذه البلاد لخدمة ضيوف الرحمن وهذا شرف لا يوازية شرف ان نجحات الحج ولله الحمد ليست جديدة بفضل الله ثم بجهود ولاة الأمر ورجالهم الثقاة.. ولا عجب ولا غرابة فقد سخرت الحكومة كل طاقاتها البشرية والمالية لخدمة ضيوف الرحمٰن، ولا ينكر ذلك الفضل ونصوع بيانه إلا من يريد أن يحجب نور الشمس بغربال ولا ينكر هذه الجهود الا حاقد ومن في قلبه مرض ،فكل من دخل هذه بلاد الحرمين يريد خيراً فهو آمن ومن أضمر شراً أو أرد بها سوءًا فلن يهنأ بالعيش فيها فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاَثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.هذا النجاح الباهر إنما هو بفضل لله أولاً ثم بجهود ولي أمرنا خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سَلْمَانَ بن عبدِالعزيز ووليِ عهدهِ الأمينِ محمد بن سلمان ويجير لامير منطقة مكة المكرمة ومستشار خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الأمير خالد الفيصل أطال الله عمر الجميع في صالح الأعمال وجميعِ الرجالِ المخلصينَ وكل من وفقهم اللهُ وشَرَّفَهُمْ بِهَذَا الشَّرَفِ العَظِيمِ لِخِدْمَةً ضُيُوفِ الرَّحْمَنِ من العلماء وَالدُّعَاةِ وَالمُرْشِدِينَ ومِنْ رِجَالِ الأَمْنِ والكشّافةِ وسائرِ القطاعاتِ وَالأَطِبَّاءِ وَالمُمَرِّضِينَ والعَامِلِينَ وغيرهم.
عِبَادَ اللهِ:قَالَ تَعَالَى :﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾.هاهم حجاج بيت الله الحرام بعد أن أتموا مناسكهم بكل يسر وسهولة يعودون إلى أَوْطَانَهُمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَألسنتهم تلهجُ بالدُّعاءِ للمملكةُ العربيةُ السُّعوديةُ ويخصون خادمِ الحرمينِ ووليِ عهدهِ الأمينِ وكل من شارك وساهم في خدمتهم فيَامَنْ حَجَجْتُمْ أَمِّلُوا خيراً ، فَقَدْ دَعَوْتُمْ رَبًّا عَظِيمًا، وَرَجَوْتُمْ بَرًّا كَرِيمًا، لَا يَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا فَضْلٌ أَنْ يُعْطِيَهُ، فَأَحْسِنُوا الظَّنَّ بِرَبِّكُمْ، فَعَطَاءُ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ آمَالِكُمْ،وَجُودُهُ أَوْسَعُ مِنْ مَسْأَلَتِكُمْ ،وَابْدَءُوا أَعْمَارَكُمْ بِفَجْرٍ جَدِيدٍ؛وحققوا التَّوْحِيدَ في حياتكم وبيوتكم لِأَنَّ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الْعِبَادَةِ واحرصوا على تَعْلِيمُ الْأَبْنَاءِ التَّوْحِيدَ فهو أَسَاسُ صَلَاحِ الْمُجْتَمَعِ قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾.وجنبوهم الشِّرْكَ لِأَنَّ الشِّرْكَ أَعْظَمُ الْمُحَرَّمَاتِ، وَأَظْلَمُ الظُّلْمِ،حتى يكون الْأَبْنَاءِ صالحون خلفاً لمن سلف.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ:في مجتمعاتنا قدوات سيئة ينبغي ان تجتنب بالكلية ومنها فرق وجماعات تخالف السنة وشخصيات ذات مذاهب هدّامة وآراء باطلة وعقائد فاسدة,أحاطها المفسدون بعبارات التمجيد والإكبار ليتخذها الناس أسوة لهم يقتدون بها في أرائها وأفكارها أمثال(التبليغ والاخوان والصوفية والرافضة والخوارج والدواعش والقاعدة وأفراخهم..) كذلك ما يسمى بنجوم الفن والأناقة والغناء الماجن من رجال ونساء , ليقتدون بهم في تفاهاتهم وسلوكهم المنحرف ،كذلك اللاعبين واللاعبات من المسلمين وغير المسلمين وللأسف هذه الأمثلة تقلدها الأجيال قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ:فَمَنْ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
فاقتدوا يا عِبَادَ اللهِ بالنَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابته الأطهار رضي الله عن الجميع وتابعيهم إلى يوم الدين واقتدوا بذوي الهمم العالية والأخلاق الفاضلة تفلحوا ويصلح حالكم.
الا وصلوا .... 
المرفقات

الحُجَّاجِ-شَّرَفعَظِيْمِ-وَمَن-دَخ

الحُجَّاجِ-شَّرَفعَظِيْمِ-وَمَن-دَخ

المشاهدات 936 | التعليقات 0