ختام شهر رمضان وأحكام العيد
محمد البدر
1435/09/25 - 2014/07/22 08:51AM
[align=justify]الْخُطْبَةُ الْأُولَى :
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }.
أما بعد عباد الله : قال تعالى:{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }.
عباد الله :سيمضى هذا الشهر المبارك، وقد أحسن فيه أناس وأساء آخرون، وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه من أعمال، شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانهم، وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم وشحهم وعصيانهم، ولا ندري هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات.
اختموا شهركم بالتوبة و الاستغفار ، قبل فوات الأوان وانقضاء شهر رمضان .
عباد الله: لقد شرع لكم مولاكم في ختام شهركم أعمالاً عظيمة، تسدُّ الخلل، وتجبر التقصير، وتزيد المثوبة والأجر، منها صَدَقَةِ الْفِطْرِ يخرجها المسلم شكرا لله على نعمة التوفيق لصيام رمضان وقيامه إضافة إلى ذلك ففيها إحسان إلى الفقراء و المحتاجين وكف لهم عن السؤال أيام العيد ،ليشاركوا الأغنياء في فرحهم وسرورِهم ، ويكون العيد للجميع وتجب زكاة الفطر على كل نفس من المسلمين ، غربت عليها شمس آخر يوم من رمضان وهي حيَّة ,جاء في حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ :
« أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
أما مقدارها فقد ورد تحديده في حديث أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ حين قال:
«كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
أما الجنين الذي في بطن أمه فلا تجب عليه الزكاة وإن زكي عنه فهو أفضل لفعل عثمان رَضِي اللَّهُ عَنْهُ ،ولا يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً بل يجب أن تكون طعاما يؤكل يخرج من غالب قوة أهل البلد، فإخراجها نقدا فيه مخالفة لأمر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذي يقول :
« مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
ومما شرعه الله في نهاية هذا الشهر التكبير :ابتداءً من غروب شمسِ آخر يومٍ من رمضان إلى حضور الإمام إلى مصلى العيد وصفة التكبير (اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ) ويستحب جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت .
ومما شرعه الله في نهاية هذا الشهر صلاة العيد ، والتي هي فرض عين على الرجال الأحرار وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله ، ولا يجوز التخلف عنها إلا بعذر كمرض أو سفر أو غير ذلك وحكمها حكم صلاة الجمعة .
فعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ : «كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ومن السنة : الخروج إلى المصلى خارج البنيان فإن لم يوجد فإلى المسجد ،فإذا وصل المصلى جلس ولم يصلي لأنه وقت نهي لا تجوز فيه النافلة ،وفي حال جلوسه يسن له التكبير ،حتى يخرج الإمام ويمكن له أن يقرأ القرآن أو يذكر الله بالأذكار المختلفة وعلى المسلمين أن يحذروا من التكبير الجماعي الذي أحدثه المبتدعة حيث يكبر منهم واحد والناس له تبع يكبرون بالألحان وبصيغ لم ترد في الشرع وهم لا يفقهون من تكبيرهم شيئا .ويسن للمسلم أن يفطر على تمرات ، قبل خروجه إلى المصلى، ويستحب أن تكون وترا واحدة أو ثلاثا أو خمسا ، فعَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
ومن البدع أخذ التمر إلى المسجد وأكله بعد الخطبة .
ومن السنة في العيد أن يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا» رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ.
ويُسن إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِى أَخَذَ فِيهِ ،فعَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:« كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ومن السنة إظهار الفرحة بالعيد لا تخلصا من العبادة ، ومن مظاهر الفرحة لبس الجديد من الثياب أن أمكن ، وإدخال السرور على الأطفال والأرحام والأصدقاء ، وكذلك إدخال السرور والفرح على اليتامى والفقراء والمساكين .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
ومن الملاحظ توجه بعض الناس إلى المقابر بعد الفراغ من صلاة العيد فما حكم الشرع في هذا العمل؟ يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله: هذا العمل بدعة لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعتاد زيارة القبور في يوم العيد وإنما أمر النبي عليه الصلاة والسلام بزيارة القبور أمراً مطلقاً عاماً فقال عليه الصلاة والسلام (كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، فَزُورُوهَا ) فينبغي للإنسان أن يزور القبور كل وقت سواء في الليل أو في النهار وليس ذلك مقيداً بوقت من الأوقات لا في يوم الجمعة ولا في يوم العيد .ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله: أما تخصيص زيارة القبور بعد صلاة العيد كأنه يزور الأحياء والأموات فهذا ليس له أصل .
ويقول الشيخ الألباني- رحمه الله: فزيارة الأحياء للأموات في العيد بدعة – هو من البدع .
ونذكركم باسْتِحْبَابِ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ اتِّبَاعًا لِرَمَضَانَ ،لِحَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
ألا وصلوا عباد الله على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير :{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين، وعن الآلِ ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أذِلَّ الشركَ والمُشركين، اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المُسلمين، اللهم فرِّج هُمومَنا وهمومَ المسلمين، اللهم اكشِف كُرُبات المسلمين في كل مكانٍ.
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في ليبيا وفي سُوريا وفي مصر وفي اليمن ولسائر بلاد المسلمين.
اللهم احفظ هذه البلاد من كل سوءٍ ومكروهٍ وسائر بلاد المسلمين، اللهم عُمَّ بالأمن والرخاء سائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل المسلمين في أمنٍ ورخاءٍ واستقرارٍ.
اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوءٍ فأشغِله في نفسه، واجعل تدميرَه في تدبيره يا رب العالمين.
اللهم احفظ خادمَ الحرمين الشريفين ، اللهم ازرقه الصحةَ والعافيةَ، والعُمر المَديد ولنائبيْه يا ذا الجلال والإكرام بمثل ذلك، إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم يا حيُّ يا قيُّوم نسألُك أن تغفِر لنا ذنوبَنا، وأن تُكفِّر عنَّا سيئاتنا، وأن تُصلِح أحوالَنا، وأن تشفِيَ مرضانا ومرضى المُسلمين ، وأن ترحم موتانا وموتى المسلمين .
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعائنا ووفقنا لقيام ليلة القدر ونسألك اللهم أن تعتق رقابنا من النار .
[/align]
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }.
أما بعد عباد الله : قال تعالى:{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }.
عباد الله :سيمضى هذا الشهر المبارك، وقد أحسن فيه أناس وأساء آخرون، وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه من أعمال، شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانهم، وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم وشحهم وعصيانهم، ولا ندري هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات.
اختموا شهركم بالتوبة و الاستغفار ، قبل فوات الأوان وانقضاء شهر رمضان .
عباد الله: لقد شرع لكم مولاكم في ختام شهركم أعمالاً عظيمة، تسدُّ الخلل، وتجبر التقصير، وتزيد المثوبة والأجر، منها صَدَقَةِ الْفِطْرِ يخرجها المسلم شكرا لله على نعمة التوفيق لصيام رمضان وقيامه إضافة إلى ذلك ففيها إحسان إلى الفقراء و المحتاجين وكف لهم عن السؤال أيام العيد ،ليشاركوا الأغنياء في فرحهم وسرورِهم ، ويكون العيد للجميع وتجب زكاة الفطر على كل نفس من المسلمين ، غربت عليها شمس آخر يوم من رمضان وهي حيَّة ,جاء في حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ :
« أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
أما مقدارها فقد ورد تحديده في حديث أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ حين قال:
«كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
أما الجنين الذي في بطن أمه فلا تجب عليه الزكاة وإن زكي عنه فهو أفضل لفعل عثمان رَضِي اللَّهُ عَنْهُ ،ولا يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً بل يجب أن تكون طعاما يؤكل يخرج من غالب قوة أهل البلد، فإخراجها نقدا فيه مخالفة لأمر النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الذي يقول :
« مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
ومما شرعه الله في نهاية هذا الشهر التكبير :ابتداءً من غروب شمسِ آخر يومٍ من رمضان إلى حضور الإمام إلى مصلى العيد وصفة التكبير (اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ) ويستحب جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت .
ومما شرعه الله في نهاية هذا الشهر صلاة العيد ، والتي هي فرض عين على الرجال الأحرار وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله ، ولا يجوز التخلف عنها إلا بعذر كمرض أو سفر أو غير ذلك وحكمها حكم صلاة الجمعة .
فعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أنها قَالَتْ : «كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ ، فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ ، وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ومن السنة : الخروج إلى المصلى خارج البنيان فإن لم يوجد فإلى المسجد ،فإذا وصل المصلى جلس ولم يصلي لأنه وقت نهي لا تجوز فيه النافلة ،وفي حال جلوسه يسن له التكبير ،حتى يخرج الإمام ويمكن له أن يقرأ القرآن أو يذكر الله بالأذكار المختلفة وعلى المسلمين أن يحذروا من التكبير الجماعي الذي أحدثه المبتدعة حيث يكبر منهم واحد والناس له تبع يكبرون بالألحان وبصيغ لم ترد في الشرع وهم لا يفقهون من تكبيرهم شيئا .ويسن للمسلم أن يفطر على تمرات ، قبل خروجه إلى المصلى، ويستحب أن تكون وترا واحدة أو ثلاثا أو خمسا ، فعَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
ومن البدع أخذ التمر إلى المسجد وأكله بعد الخطبة .
ومن السنة في العيد أن يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
«كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا» رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ.
ويُسن إِذَا خَرَجَ إِلَى الْعِيدِ رَجَعَ فِي غَيْرِ الطَّرِيقِ الَّذِى أَخَذَ فِيهِ ،فعَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:« كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
ومن السنة إظهار الفرحة بالعيد لا تخلصا من العبادة ، ومن مظاهر الفرحة لبس الجديد من الثياب أن أمكن ، وإدخال السرور على الأطفال والأرحام والأصدقاء ، وكذلك إدخال السرور والفرح على اليتامى والفقراء والمساكين .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
ومن الملاحظ توجه بعض الناس إلى المقابر بعد الفراغ من صلاة العيد فما حكم الشرع في هذا العمل؟ يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله: هذا العمل بدعة لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يعتاد زيارة القبور في يوم العيد وإنما أمر النبي عليه الصلاة والسلام بزيارة القبور أمراً مطلقاً عاماً فقال عليه الصلاة والسلام (كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، فَزُورُوهَا ) فينبغي للإنسان أن يزور القبور كل وقت سواء في الليل أو في النهار وليس ذلك مقيداً بوقت من الأوقات لا في يوم الجمعة ولا في يوم العيد .ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله: أما تخصيص زيارة القبور بعد صلاة العيد كأنه يزور الأحياء والأموات فهذا ليس له أصل .
ويقول الشيخ الألباني- رحمه الله: فزيارة الأحياء للأموات في العيد بدعة – هو من البدع .
ونذكركم باسْتِحْبَابِ صَوْمِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ اتِّبَاعًا لِرَمَضَانَ ،لِحَدِيثِ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :« مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
ألا وصلوا عباد الله على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير :{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن الصحابة أجمعين، وعن الآلِ ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أذِلَّ الشركَ والمُشركين، اللهم أصلِح أحوالَنا وأحوالَ المُسلمين، اللهم فرِّج هُمومَنا وهمومَ المسلمين، اللهم اكشِف كُرُبات المسلمين في كل مكانٍ.
اللهم انصر إخواننا المستضعفين في ليبيا وفي سُوريا وفي مصر وفي اليمن ولسائر بلاد المسلمين.
اللهم احفظ هذه البلاد من كل سوءٍ ومكروهٍ وسائر بلاد المسلمين، اللهم عُمَّ بالأمن والرخاء سائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل المسلمين في أمنٍ ورخاءٍ واستقرارٍ.
اللهم من أرادنا وأراد المسلمين بسوءٍ فأشغِله في نفسه، واجعل تدميرَه في تدبيره يا رب العالمين.
اللهم احفظ خادمَ الحرمين الشريفين ، اللهم ازرقه الصحةَ والعافيةَ، والعُمر المَديد ولنائبيْه يا ذا الجلال والإكرام بمثل ذلك، إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم يا حيُّ يا قيُّوم نسألُك أن تغفِر لنا ذنوبَنا، وأن تُكفِّر عنَّا سيئاتنا، وأن تُصلِح أحوالَنا، وأن تشفِيَ مرضانا ومرضى المُسلمين ، وأن ترحم موتانا وموتى المسلمين .
اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ودعائنا ووفقنا لقيام ليلة القدر ونسألك اللهم أن تعتق رقابنا من النار .
[/align]
المرفقات
ختام رمضان واستقبال العيد ملونة.docx
ختام رمضان واستقبال العيد ملونة.docx
ختام شهر رمضان.pdf
ختام شهر رمضان.pdf
محمد الودعاني
ما قصرت خطبة موفقة كتب الله اجرك وبيض وجهك واسعدك في دنياك واخرتك
تعديل التعليق