ختام شهر رمضان
شبيب القحطاني
1433/09/26 - 2012/08/14 10:15AM
إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ،ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا،منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له،ومنْ يضللْ فلا هاديَ له،وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ،وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ،صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً.أمّا بعد،عباد الله:اتقوا الله تعالى,وراقبوه,واعلموا أن الدنيا متاع زائل,لا تدوم لأحد كائنا من كان.وأن عُمُرَ الإنسانِ فيها قصير,نهايتُه الموتُ ثم الحساب,ثم الشقاء أو السعادة.قال رسول الله "مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا"وقال لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما"كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ"وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.فيا أيها المسلمون:تأمَّلُوا كلامَ الصادق المصدوق في مَثَلِ الدنيا,فلا تركَنوا إليها,واعلموا أن ما قاله لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما,ليس وصيةً خاصةً له,بل هي عامةٌ للأمة.فاتقوا الله أيها المسلمون,وتذكّروا أن جمعتكم هذه,آخِرُ جمعة من رمضان,فقد مضت أيامه ولياليه،وقربت نهايته؛ فهانحن اليوم في اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان.تسعٌ وعشرون يوما مضت وكأنها ساعة من نهار.فلا تختموا شهركم بالغفلة والكسل والفتور وضعف الهِمَّة,وأكثروا من التوبة والدعاء والاستغفار,واحفظوا ما مضى من الصيام والقيام من كل من يُنَقِّصُ الأجرَ أو يُبْطِلُه واجتهدوا في العبادة في باقي الشهر.أكثروا الاستغفار في ختام شهركم،قال الحسن رضي الله عنه"أكثروا من الاستغفار؛فإنكم لا تدرون متى تنزل الرحمة"وقال لقمان لابنه"يا بني،عوّد لسانك الاستغفار،فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائل"كان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها كما يستغفر المذنب من ذنبه.كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى الأمصار يأمرهم بختم صيام رمضان بالاستغفار وصدقة الفطر.واعلموا أن مِن شعائرِ الإسلام الظاهرة,صدقةَ الفطر,فَرَضَها النبي صاعاً من طعام,على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين.وقد شرعها الله تعالى وأمر بها لِحِكَمٍ كثيرة:فهي:طُهرَةٌ للصائم من اللغو والرفث.وطعمةٌ للمساكين.وفيها:إظهارُ التراحم والتواصل بين المسلمين,فقيرِهم وغنيِّهِم,فهي صورة ظاهرة,ومثال حيٌ للتكافل الاجتماعي,حينما يقومُ المسلمُون,صغيرُهُم وكبيرُهم,فَيُخْرِجُون زكاتهم للمساكين في آخر الشهر ابتداءً من اليوم الثامن والعشرين,وكذلك صبيحةِ يومِ العيد.وقد عرض الشيخ ابن عثيمين مسألة وأجاب عنها:لو أخرج زكاة الفطر يوم سبع وعشرين وتم الشهر فهل يجزئ؟الجواب:لا يجزئ، فهو كمن صلى قبل الوقت ظاناً أن الوقت قد دخل.فيا له من منظر عظيم يشرح الصدور ويَفرَحُ به المؤمنون,لأنه يدل على الأخوة الصادقة,والتراحمِ بين المؤمنين,وتعظيمِ أمر الله.فما ظَنُّكُم بمن يرى المسلمين وهم يؤدونها بهذه الصورة الظاهرة,كيف سيكون شعوره,ونظرته إلى هذا الدين,وأحكامه.وكذلك تساءل الكثير عن حكم إعطاء زكاة الفطر نقوداً؟فالجواب كما ذكر ذلك سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بقوله:إخراج النقود في زكاة الفطر لا يجوز ولا يجزئ عمن أخرجه لكونه مخالفا للأدلة الشرعية والسنة توزيعها بين الفقراء في بلد المزكي وعدم نقلها إلى بلد آخر لإغناء فقراء بلده وسد حاجتهم.وقال سماحة الشيخ ابن عثيمين:ما ذكر في النصوص بلفظ الطعام أو الإطعام فإنه لا يجزئ عنه الدراهم ولهذا كان القول الصحيح الراجح الذي لا شك فيه عندنا أن إخراج القيمة في زكاة الفطر لا يجزئ،وإخراج الفرش والملابس لا يجزئ،لابد أن تكون من طعام؛كما فرضها النبي .زكاة الفطر لا يجوز أن تخرج في غير بلد الإنسان،الأضحية لا يجوز أن تصرف إلا في بلد الإنسان وزكاة الفطر تتبع البدن،وتُخرج في البلد الذي فيه الإنسان.ومع ذلك نسمع من يفتي بإخراجها نقوداً ويخالف المنقول عن النبيِّ وأصحابِه قولاً وفعلاً,وقد قال "مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ"متفق عليه.ويستحسن أموراً بعقله ويقول أن النقود خير للفقير من الطعام.فهل هو أعلم أم رسول الله حيث إن النقود كانت موجودة في عهده ومع ذلك فرض زكاة الفطر من الطعام.وللأسف مع أنه خالف السنة,نجد من يأخذ بقوله وينسف النصوص الواضحة الصريحة التي لا تحتمل أدنى تأويل من أنها صاعٌ من طعام.فاتقوا الله عباد الله,واعتنوا بعبادتكم,واحرصوا على أدائها,بالطريقة التي أُمِِرْتم بها,واعلموا أن كُلاًّ يُؤْخَذُ من قوله ويُرَد,إلا الرسولَ باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم؛وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم؛أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية:الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين,وَالعَاقِبةُ للمُتّقِين,وَلا عُدوانَ إِلا عَلَى الظَّالِمين,وَأَشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ,وَأَشهدُ أَنَّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ,صَلَى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّمَ تَسلِيماً كَثِيراً.أما بعد عباد الله:صلاة العيد عبادة مشروعة مؤكدة عند جماهير العلماء,وقال بعضهم بوجوبها,لأن النبي أمر بها أُمَّتَه رجالاً ونساءً,وأكَّدَها على النساء تأكيداً شديداً,مِمَّا يدل على قوة قولِ من قال بوجوبها,حيث أمر النساء أن يَخْرُجنَ إلى صلاةِ العيد،مع أنَّ البيوتَ خيرٌ لهن فيما عدَا هذه الصلاة.حتى إن أمُّ عطيةَ رضيَ الله عنها قالت:يا رسولَ الله إحْدانَا لا يكونُ لها جِلبابٌ،قال "لِتُلْبِسْها أختُها مِنْ جلبابِها"مما يدل على أن الأمر مُؤَكَّد حتى على النساء.ومما شرعه الله في ختام الشهر:التكبير,قال تعالى وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ فيُشرع للمسلم أن يُكبّر من ثبوت رؤية هلال شوال وإذا خرج من بيته إلى المصلى إلى أن يدخل الإمام.ومن السُّنَّة أنْ يأكُلَ قبلَ الخروجِ إلى الصلاة في عيدِ الفطرِ تَمَرَاتٍ وتراً:ثلاثاً أوْ خمساً أو أكثرَ من ذلك,يَقْطَعُها على وِترٍ لِثُبُوتِ ذلك عن النبي .اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وأعتقنا من النار،اللهم أعتقنا من النار يا ذا الجلال والإكرام،اللهم اقبل من المسلمين صيامهم وقيامهم,اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفو عنا،اللهم لا تُشمت بنا أعداء ولا حاسدين،اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
الخطبة الثانية:الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِين,وَالعَاقِبةُ للمُتّقِين,وَلا عُدوانَ إِلا عَلَى الظَّالِمين,وَأَشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ,وَأَشهدُ أَنَّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ,صَلَى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّمَ تَسلِيماً كَثِيراً.أما بعد عباد الله:صلاة العيد عبادة مشروعة مؤكدة عند جماهير العلماء,وقال بعضهم بوجوبها,لأن النبي أمر بها أُمَّتَه رجالاً ونساءً,وأكَّدَها على النساء تأكيداً شديداً,مِمَّا يدل على قوة قولِ من قال بوجوبها,حيث أمر النساء أن يَخْرُجنَ إلى صلاةِ العيد،مع أنَّ البيوتَ خيرٌ لهن فيما عدَا هذه الصلاة.حتى إن أمُّ عطيةَ رضيَ الله عنها قالت:يا رسولَ الله إحْدانَا لا يكونُ لها جِلبابٌ،قال "لِتُلْبِسْها أختُها مِنْ جلبابِها"مما يدل على أن الأمر مُؤَكَّد حتى على النساء.ومما شرعه الله في ختام الشهر:التكبير,قال تعالى وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ فيُشرع للمسلم أن يُكبّر من ثبوت رؤية هلال شوال وإذا خرج من بيته إلى المصلى إلى أن يدخل الإمام.ومن السُّنَّة أنْ يأكُلَ قبلَ الخروجِ إلى الصلاة في عيدِ الفطرِ تَمَرَاتٍ وتراً:ثلاثاً أوْ خمساً أو أكثرَ من ذلك,يَقْطَعُها على وِترٍ لِثُبُوتِ ذلك عن النبي .اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وأعتقنا من النار،اللهم أعتقنا من النار يا ذا الجلال والإكرام،اللهم اقبل من المسلمين صيامهم وقيامهم,اللهم إنك عفوٌ تحب العفو فاعفو عنا،اللهم لا تُشمت بنا أعداء ولا حاسدين،اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
مريزيق بن فليح السواط
نفع الله بك وتقبل منا ومنك
خطبة موفقة جمعت الموعظة عند ختام الشهر، والتوجية لما ينبغي ان يكون عليهالحال، وبيان الأحكام المتعلقة بزكاة الفطر ويوم العيد فجزاك الله خيرا
ليتك أضفت سنة غفل عنها جل الناس وهي ما يتعلق باللباس الجديد.
تعديل التعليق