خبر تألمت له المسامع وفاة خادم الحرمين
محسن الشامي
1436/04/03 - 2015/01/23 01:05AM
الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً, وجعل للوصول إليه طرائق واضحة وسبلاً,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها عالي الجنان نزلاً, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أقوم الخلق ديناً وأهداهم سبلاً صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلَّم تسليماً.اما بعد فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عزّ وجلّ فإنها أمانٌ عند البلايا وذُخْرٌ عند الرزايا،وعصمة من الدنايا، فاتقوا الله رحمكم الله ولا تغرّنكم الحياة الدنيا، ولا يغرنّكم بالله الغَرُور{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ }
أيها المسلمون ما كان حديثًا يُفترَى،ولا أمرًا يُزْدَرَى؛أنّ هذه الدار دار امتحان وابتلاء فهو القائل سبحانه{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} فالحقيقة الحاضرة الغائبة أنّ الموت في هذه الدنيا نهاية كل حي، وختام كل شيء
قال تعالى{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } ولذلك وجب عدم الغفلة عن هذا المصير قال صلى الله عليه وسلم (أكثروا من ذكر هاذم اللذات )
وما الدهرُ إلا كَرُّ يومٍ وليـلةٍ وما الموت إلا نـازِلٌ وقريبُ
أيُّها العُقلاءُ اﻷكارمُ :إنًّ العُمُرَ قصيرٌ وإن طالَ التـَّمَتـُّعُ بهِ, وإنَّ القبرَ يَضِيْقُ إﻻَّ لِمَنْ أعدَّ لهُ وإنَّ الحسابَ قريبْ فمَنْ يُعِدُّ لهُ ؟ فاليومَ عملٌ وﻻ حِسابْ, وغداً حِسابٌ وﻻ عَمل,فلا بدَّ واللهِ منَ التفكـُّرِ والتدبُّرِ, إذا علِمنا أنَّا ما خـُلقنا إﻻَّ لِنعبُدَ اللهَ عزَّ وجلَّ كما أرادَ لنا أن نعبُدَهُ . وكتابُ اللهِ يَحُثـُّنا على إخلاص ِالعمل ِوحسن ِصِحَّـتِهِ {قلْ إنِّي أمرتُ أنْ أعبُدَ الله َ مُخلِصاً لهُ الدين} ويَطلبُ مِنـَّا البقاءَ على ذلكَ حتى نلقاهُ { واعبُدْ رَبَّـكَ حتى يَأتيَكَ اليقين} أي الموت أيها المؤمنون:إن الموت سُنّة الله في الكون لا تتبدل {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}
ولا تتحول {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} فالموت كأس وكل الناس شاربه، تحسَّى
مرارته الأنبياء، والأولياء والعلماء والزعماء ،ولئن كانت مصيبة الموت بعامّةٍ كبيرة، والفاجعة بالفَقْد عظيمة؛فإن الرزِيّة تكون أعظم وقْعًا وأكبر أثرًا حينما تكون بفَقْد ولي أمرالمسلمين وإمام عظيم من أئمة الإسلام وقائد فَذّ من أبرز قادة الأمة الإسلامية
و كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول
أيها الفضلاء :في حَدَثٍ هزّنا خبُرُه، وأفزعنا نبؤه، خبرٍ عزّ علينا مَسْمَعُه، وأثّر في قلوبنا مَوْقِعُه، خبرٍ تألمّت له المسامِع، وسُكَبت من أَثْره المَدامِع، وارتجّت من هَوْله الأضالِع، نبأٍ كادت له القلوب تتفَجّع، والنفوس تتوجّع، فقد كان من الحزن أن تعجز الألسن عن ذكره، وتتضاءل الكلمات عن وصفه، نبأ أشخص النَّبَرَات، وأذرف العَبَرات، وأورث الحسرات، وأطال الزَّفَرات، في هذا اليوم الذي فقدنا فيه عزيزا بمصاب جلل فلقد فجعت الأمة بعامة والمجتمع السعودي بخاصة بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته،فإنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها ومع فَدَاحة المصيبة، وعِظَم الفَجِيعة ايها الإخوة فلا يملك المسلم حيالها إلا الرضا والتسليم والتذرُّع بالصبر والاحتساب فلم يعرف التاريخ فاجِعة أعظم من فَقْد المصطفى عليه الصلاة والسلام وقد قال عليه الصلاة والسلام:(من عظمت مصيبته فليذكر مصيبته فيّ(
أمة الإسلام، ولئن غاب فقيد الأمة الإسلامية في شخصه وذاته فإنه لم يغب في أفعاله وصفاته.شاهِدُ ذلك بجلاء تلك الأعمال ومنها الحرم المكي الذي يشهد الآن أكبر توسعة عرفها التأريخ، سائلِو المساجدَ والمدارس والجامعات والمراكز الإسلامية والصروح الحضارية ومعاقل التربية وقلاع التعليم؛ فسَتَنْطِقُ شاهدة على أعماله الجليلة، ومآثره العظيمة.تبكيه رحمه الله قضايا المسلمين الكبرى، ومبادراته الانسانية في لم الشمل لدول الجوار فلا يخفى على ذي لب اهتمامه البالغ بشؤون العرب والمسلمين، تجسّد ذلك في حرصه الشديد على جمع كلمتهم على الحق ووحدة الهدف والمصير فَسَجِّلْ يا تأريخ، واشهد يا عالم، وسَطِّرِي يا أقلام، واكتبي يا مِدَاد بأحرف من نور وفاء بحقّ فقيد الأمة الإسلامية، وذِكْرًا لمحاسنه، أداءً لبعض حقّه علينا، رحمه الله رحمة واسعة ونسأل الله أن لا يحرمه ثواب ما قدّم للإسلام والمسلمين بمنّه وكرمه، إنه خير مسؤول، وأكرم مأمول أيها المسلمون وفي خِضَمّ المآسي والآلام تبرز فُلُول الآمال، وفي طَيّات المِحَنِ تبدو المِنَحُ، ومن مَخَاض الأتْرَاح تتوالد الأفراح، يقال ذلك تحدّثًا بنعم الله،وتذكيرًا بآلائه فمع لَوْعَة الفراق تمّ الوفاق والاتفاق ومع أسى الوداع تم الاعتصام والاجتماع في مظهر فريد ونسيج متميّز، ومنظومة متألّقة من اجتماع الكلمة ووحدة الصف، والتفافِ الأمّة حول قيادتها، بأعين دامعة، وقلوب مُبَايِعة، ومُبادَرة للبيعة الشرعية على الكتاب والسنة، بسلاسة وانسيابيّة ويُسر وتلقائيّة، قَلَّ أن يشهد لها التأريخ المعاصر مثيلاً وهذا بحمد الله ومَنّه يُعدّ من عاجل البشرى وصالح العُقْبَى، في عصرٍ اتّسم بالتموّجات والاضطرابات،مما شفى صدور المؤمنين، وخيّب ظنون المُرْجِفين الذين يُساوِمون على استقرار هذه البلاد المباركة ويراهنون على أمنها وثباتها ورسوخها، مما يؤكد مكانتها، ويبرز ريادتها، إسلاميًّا وعالميًّا ودوليًّا، وإنها لا تزداد مع أحلك الظروف ومع أشد الأزمات إلا تماسكًا وتلاحمًا فلله الحمد والمنة
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعِيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت؛ أن تحسن عزاء الجميع، وأن تخلف عليهم الخَلَف المبارك، وأن تجبر المصاب، وتغفر للفقيد. والحمد لله على قضائه وقدره، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجل مسمّى. بارك الهه لي ولكم
الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، والصلاة والسلام على من ختمت به الرسل والأنبياء وعلى آله وأتباعه إلى يوم اللقاء اما بعد أيها المؤمنون : امتثالاً لأمر الله عزّ وجلّ،واستنانًا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإننا نبايع ونؤكّد البيعة الشرعية لولي أمرنا وفّقه الله خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز على كتاب الله وسنة رسوله بيعة مخلصة وولاءً صادقًا على السمع والطاعة بالمعروف في العُسْر واليُسْر والمَنْشَط والمَكْرَه فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةٍ جاهلية ( وفي حديث عبادة قال (بايعْنا رسول الله على السمع والطاعة في عُسْرِنا ويُسْرِنا، ومَنْشَطِنا ومَكْرَهِنا، وأَثَرَة علينا وأن لا نُنازع الأمر أهله(فالبيعة قرّرتها الشريعة وأوجبتها نصوص الكتاب والسنة وحكى الإجماع عليها غير واحد من أهل العلم، فهي أصل من أصول الديانة، ومَعْلَم من معالم المِلّة ومنهج السنة، يجب التزامها والوفاء بها؛ لأنها أصل عقدي، وواجب شرعي. يقول الإمام النووي رحمه الله: "وتنعقد الإمامة بالبيعة"، ولذلك فإنا نوصي المسلمين جميعًا بلزوم البيعة لولي الأمر على الكتاب والسنة ومنهج سلف هذه الأمة اللهم اعف واغفر لعبدك عبدالله بن عبدالعزيز، واجزه خير ما تجزي به وليًّا عن رعيته، ونسألك اللهم أن تجعل ما أصابه من مرض كفارة لـه، اللهم ارحمه وجميع موتى المسلمين،وأسكنهم فسيح جنتك، واكتبهم عندك في المحسنين واجعل كتابهم في عليين، واخلفهم في أهليهم كما نسأل الله أن يسدد ويعين ولي أمرنا الملك سلمان، وولي عهده على هذه الأمانة العظيمة، وأن يوفقهما لما يحب ويرضى، وأن يُعز بهما الإسلام وأن ينصر بهما الحق والمعروف في كل مكان وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف اللهم إنا نسألك في هذه اللحظات بقلوب خاشعة ونفوس موقنة مطمئنة أن ترزقهما البطانة الصالحة الناصحة.
أيها المسلمون ما كان حديثًا يُفترَى،ولا أمرًا يُزْدَرَى؛أنّ هذه الدار دار امتحان وابتلاء فهو القائل سبحانه{الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} فالحقيقة الحاضرة الغائبة أنّ الموت في هذه الدنيا نهاية كل حي، وختام كل شيء
قال تعالى{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } ولذلك وجب عدم الغفلة عن هذا المصير قال صلى الله عليه وسلم (أكثروا من ذكر هاذم اللذات )
وما الدهرُ إلا كَرُّ يومٍ وليـلةٍ وما الموت إلا نـازِلٌ وقريبُ
أيُّها العُقلاءُ اﻷكارمُ :إنًّ العُمُرَ قصيرٌ وإن طالَ التـَّمَتـُّعُ بهِ, وإنَّ القبرَ يَضِيْقُ إﻻَّ لِمَنْ أعدَّ لهُ وإنَّ الحسابَ قريبْ فمَنْ يُعِدُّ لهُ ؟ فاليومَ عملٌ وﻻ حِسابْ, وغداً حِسابٌ وﻻ عَمل,فلا بدَّ واللهِ منَ التفكـُّرِ والتدبُّرِ, إذا علِمنا أنَّا ما خـُلقنا إﻻَّ لِنعبُدَ اللهَ عزَّ وجلَّ كما أرادَ لنا أن نعبُدَهُ . وكتابُ اللهِ يَحُثـُّنا على إخلاص ِالعمل ِوحسن ِصِحَّـتِهِ {قلْ إنِّي أمرتُ أنْ أعبُدَ الله َ مُخلِصاً لهُ الدين} ويَطلبُ مِنـَّا البقاءَ على ذلكَ حتى نلقاهُ { واعبُدْ رَبَّـكَ حتى يَأتيَكَ اليقين} أي الموت أيها المؤمنون:إن الموت سُنّة الله في الكون لا تتبدل {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}
ولا تتحول {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} فالموت كأس وكل الناس شاربه، تحسَّى
مرارته الأنبياء، والأولياء والعلماء والزعماء ،ولئن كانت مصيبة الموت بعامّةٍ كبيرة، والفاجعة بالفَقْد عظيمة؛فإن الرزِيّة تكون أعظم وقْعًا وأكبر أثرًا حينما تكون بفَقْد ولي أمرالمسلمين وإمام عظيم من أئمة الإسلام وقائد فَذّ من أبرز قادة الأمة الإسلامية
و كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول
أيها الفضلاء :في حَدَثٍ هزّنا خبُرُه، وأفزعنا نبؤه، خبرٍ عزّ علينا مَسْمَعُه، وأثّر في قلوبنا مَوْقِعُه، خبرٍ تألمّت له المسامِع، وسُكَبت من أَثْره المَدامِع، وارتجّت من هَوْله الأضالِع، نبأٍ كادت له القلوب تتفَجّع، والنفوس تتوجّع، فقد كان من الحزن أن تعجز الألسن عن ذكره، وتتضاءل الكلمات عن وصفه، نبأ أشخص النَّبَرَات، وأذرف العَبَرات، وأورث الحسرات، وأطال الزَّفَرات، في هذا اليوم الذي فقدنا فيه عزيزا بمصاب جلل فلقد فجعت الأمة بعامة والمجتمع السعودي بخاصة بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته،فإنا لله وإنا إليه راجعون ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها ومع فَدَاحة المصيبة، وعِظَم الفَجِيعة ايها الإخوة فلا يملك المسلم حيالها إلا الرضا والتسليم والتذرُّع بالصبر والاحتساب فلم يعرف التاريخ فاجِعة أعظم من فَقْد المصطفى عليه الصلاة والسلام وقد قال عليه الصلاة والسلام:(من عظمت مصيبته فليذكر مصيبته فيّ(
أمة الإسلام، ولئن غاب فقيد الأمة الإسلامية في شخصه وذاته فإنه لم يغب في أفعاله وصفاته.شاهِدُ ذلك بجلاء تلك الأعمال ومنها الحرم المكي الذي يشهد الآن أكبر توسعة عرفها التأريخ، سائلِو المساجدَ والمدارس والجامعات والمراكز الإسلامية والصروح الحضارية ومعاقل التربية وقلاع التعليم؛ فسَتَنْطِقُ شاهدة على أعماله الجليلة، ومآثره العظيمة.تبكيه رحمه الله قضايا المسلمين الكبرى، ومبادراته الانسانية في لم الشمل لدول الجوار فلا يخفى على ذي لب اهتمامه البالغ بشؤون العرب والمسلمين، تجسّد ذلك في حرصه الشديد على جمع كلمتهم على الحق ووحدة الهدف والمصير فَسَجِّلْ يا تأريخ، واشهد يا عالم، وسَطِّرِي يا أقلام، واكتبي يا مِدَاد بأحرف من نور وفاء بحقّ فقيد الأمة الإسلامية، وذِكْرًا لمحاسنه، أداءً لبعض حقّه علينا، رحمه الله رحمة واسعة ونسأل الله أن لا يحرمه ثواب ما قدّم للإسلام والمسلمين بمنّه وكرمه، إنه خير مسؤول، وأكرم مأمول أيها المسلمون وفي خِضَمّ المآسي والآلام تبرز فُلُول الآمال، وفي طَيّات المِحَنِ تبدو المِنَحُ، ومن مَخَاض الأتْرَاح تتوالد الأفراح، يقال ذلك تحدّثًا بنعم الله،وتذكيرًا بآلائه فمع لَوْعَة الفراق تمّ الوفاق والاتفاق ومع أسى الوداع تم الاعتصام والاجتماع في مظهر فريد ونسيج متميّز، ومنظومة متألّقة من اجتماع الكلمة ووحدة الصف، والتفافِ الأمّة حول قيادتها، بأعين دامعة، وقلوب مُبَايِعة، ومُبادَرة للبيعة الشرعية على الكتاب والسنة، بسلاسة وانسيابيّة ويُسر وتلقائيّة، قَلَّ أن يشهد لها التأريخ المعاصر مثيلاً وهذا بحمد الله ومَنّه يُعدّ من عاجل البشرى وصالح العُقْبَى، في عصرٍ اتّسم بالتموّجات والاضطرابات،مما شفى صدور المؤمنين، وخيّب ظنون المُرْجِفين الذين يُساوِمون على استقرار هذه البلاد المباركة ويراهنون على أمنها وثباتها ورسوخها، مما يؤكد مكانتها، ويبرز ريادتها، إسلاميًّا وعالميًّا ودوليًّا، وإنها لا تزداد مع أحلك الظروف ومع أشد الأزمات إلا تماسكًا وتلاحمًا فلله الحمد والمنة
اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دُعِيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت؛ أن تحسن عزاء الجميع، وأن تخلف عليهم الخَلَف المبارك، وأن تجبر المصاب، وتغفر للفقيد. والحمد لله على قضائه وقدره، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلّ شيء عنده بأجل مسمّى. بارك الهه لي ولكم
الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه بالحياة والبقاء، والصلاة والسلام على من ختمت به الرسل والأنبياء وعلى آله وأتباعه إلى يوم اللقاء اما بعد أيها المؤمنون : امتثالاً لأمر الله عزّ وجلّ،واستنانًا بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإننا نبايع ونؤكّد البيعة الشرعية لولي أمرنا وفّقه الله خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز على كتاب الله وسنة رسوله بيعة مخلصة وولاءً صادقًا على السمع والطاعة بالمعروف في العُسْر واليُسْر والمَنْشَط والمَكْرَه فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه مسلم في صحيحه: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةٍ جاهلية ( وفي حديث عبادة قال (بايعْنا رسول الله على السمع والطاعة في عُسْرِنا ويُسْرِنا، ومَنْشَطِنا ومَكْرَهِنا، وأَثَرَة علينا وأن لا نُنازع الأمر أهله(فالبيعة قرّرتها الشريعة وأوجبتها نصوص الكتاب والسنة وحكى الإجماع عليها غير واحد من أهل العلم، فهي أصل من أصول الديانة، ومَعْلَم من معالم المِلّة ومنهج السنة، يجب التزامها والوفاء بها؛ لأنها أصل عقدي، وواجب شرعي. يقول الإمام النووي رحمه الله: "وتنعقد الإمامة بالبيعة"، ولذلك فإنا نوصي المسلمين جميعًا بلزوم البيعة لولي الأمر على الكتاب والسنة ومنهج سلف هذه الأمة اللهم اعف واغفر لعبدك عبدالله بن عبدالعزيز، واجزه خير ما تجزي به وليًّا عن رعيته، ونسألك اللهم أن تجعل ما أصابه من مرض كفارة لـه، اللهم ارحمه وجميع موتى المسلمين،وأسكنهم فسيح جنتك، واكتبهم عندك في المحسنين واجعل كتابهم في عليين، واخلفهم في أهليهم كما نسأل الله أن يسدد ويعين ولي أمرنا الملك سلمان، وولي عهده على هذه الأمانة العظيمة، وأن يوفقهما لما يحب ويرضى، وأن يُعز بهما الإسلام وأن ينصر بهما الحق والمعروف في كل مكان وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف اللهم إنا نسألك في هذه اللحظات بقلوب خاشعة ونفوس موقنة مطمئنة أن ترزقهما البطانة الصالحة الناصحة.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق