حياة القلوب بكثرة ذكر الله تعالى
كامل الضبع زيدان
1436/08/21 - 2015/06/08 08:15AM
خطبة الجمعة بجامع الأخوين سحيم وناصر ابني الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني رحمهما الله تعالى. حياة القلوب بكثرة ذكر الله تعالى
لا شك أن الحياة الحقيقية التي يسمو بها العبد وينال بها العزو السعادة الأبدية هي حياة القلوب ولا يتحقق له ذلك إلا بكثرة ذكر الله عزو جل فبذكر الله تعالى تطمئن القلوب وتملأها السكينة قال الله تعالى {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فلا خوف ولا هلع ولا فزع طالما أن العبد مع الله عزو جل ذاكرا شاكرا تاليا طائعا لله رب العالمين فالله عزو جل ذاكرا له كما قال جل جلاله {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} فهو جل جلاله يحيطه بعنايته وبحفظه ورعايته ويهيئ له من أمره يسرا. وما يزال تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله يذكر به عند ربه عزو جل كما روى الإمام أحمد وابن ماجة والحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما تذكرون من إجلال الله عزو جل من تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ألا يحب أحدكم أن يكون له شيء يذكر به عند ربه عزو جل قالوا كلنا يحب ذلك يا رسول الله) ونحن أيضا نحب ذلك فعلينا أن نكثر من هذه الكلمات الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والتي هي غراس الجنة كما أخبر بذلك خليل الله إبراهيم عليه السلام حبيبنا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء و المعراج وهن أيضا أحب الكلام إلى الله تعالى ويثقلن ميزان العبد يوم القيامة وبخاصة كلمة التوحيد لا إله إلا الله وله بكل واحدة شجرة في الجنة ـ لا تسأل عن عظمتها فالمسمى واحد ولكن شتان شتان شتان بين ما هو عندنا في الدنيا وما هو في جنات النعيم ـ صحت الروايات عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بذلك كله.
رغبنا ربنا جل جلاله أن نكثر من ذكره
قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} وقال سبحانه {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} وقال جل جلاله {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} وقال سبحانه {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} وقال تعالى {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم} وقال تعالى {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا} نعم والله هم أهل الفلاح والنجاح والفوز العظيم في الدنيا والآخرة هم الأحياء وغيرهم أموات ففي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) ولا يستويان فالحي مازال يصعد له أعمال صالحة تنفعه عند ربه جل وعلا والميت قد انقطع عمله وطويت صحائف أعماله وختم عليها إلى يوم الحساب.
الذاكرون هم أهل السبق
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا ومن المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات) رواه مسلم فكما أن جمدان هذا جبل متفرد بين الجبال فالذاكرون والذاكرات أيضا متفردون بين الناس وهم السابقون يوم القيامة كيف لا وعبادتهم هي أفضل القربات وخير الأعمال كما روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ـ الفضة ـ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال: ذكر الله تعالى) يا له من فضل عظيم للذين يكثرون من ذكر الله عزو جل. وبالجملة فإن العبادات كلها ما شرعت إلا لإقامة ذكر الله عزو جل.
يباهي ربنا عزو جل بهم الملائكة
فعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (خرج على حلقة من أصحابه فسألهم ما الذي أجلسكم قالوا يا رسول الله جلسنا نذكر الله ونحمده على ما من به علينا من نعمة الإسلام فقال آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا والله يا رسول الله ما جلسنا إلا لذلك فقال أما إني لا أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله عزو جل يباهي بكم الملائكة) رواه مسلم. الله عزو جل في علياءه يباهي بالعباد الضعفاء ملائكته يا له من شرف والملائكة يحفونهم بأجنحتهم ويشهدون لهم عند ربهم ويستشفعون لهم عند ربهم فيقول جل جلاله أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا ـ اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنارـ فتقول الملائكة يا رب معهم عبدك فلان ما أتى ليجلس معهم في مجلسهم ولكن كانت له حاجة فانتظر حتى تقضى وهو عبد خطاء ـ كثير الخطأ والذنوب ـ فيقول أرحم الراحمين وله قد غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم يا له من شرف لمن يجالس الذاكرين فهم يستجلبون رحمات الله لهم ولمن جالسهم واقترب منهم.
الذكر في كل حين
كما كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله عزو جل على كل أحيانه وله في كل حركة وسكنة ذكر معين عند النوم وعند الاستيقاظ وعند الطعام والشراب والدخول والخروج والركوب والنزول والصباح والمساء وإذا ذكرنا ذلك لطال المقام فعلى كل واحد منا أن يبحث عن هذه الأذكار المباركة ويحفظها ويملأ بها قلبه ويتفهم معانيها ويحافظ عليها فهي حصن حصين من شياطين الأنس والجن وقوة في بدن العبد يستمدها من قوة الله ومعية الله ينجز بها الأعمال التي تشق على كثير ممن لا يكثرون من ذكر الله عزو جل.
لابد من الاستعانة بالله جل وعلا
لذلك كانت وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لحبيبه معاذ بن جبل رضي الله عنه قال له (يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك وأوصيك ألا تدعن دبر كل صلاة مكتوبة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رواه أبو داود وهذه وصية الحبيب لحبيبه فلا بد من أنها من أنفع الوصايا وبخاصة إذا كانت من الناصح الأمين حبيب رب العالمين بأبي هو وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم فلو لم يعن الله عزو جل العبد على الذكر والشكر وحسن العبادة ما فعل العبد من ذلك شيئا البتة فمنه جل جلاله المدد والتيسير والإعانة والهداية ثم إنه جل جلاله بعد تفضله وكرمه وإنعامه بذلك يثيب العبد على هذه الأعمال التي لولا إعانة الله ما فعلها فله الحمد في الأولى والآخرة من قبل ومن بعد الأعمال ونحن عاجزون عن شكر نعم الله علينا ونسأله جل جلاله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم اجعلنا لك ذكارين لك شكارين لك مطواعين إليك أواهين منيبين يا رب العالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
لا شك أن الحياة الحقيقية التي يسمو بها العبد وينال بها العزو السعادة الأبدية هي حياة القلوب ولا يتحقق له ذلك إلا بكثرة ذكر الله عزو جل فبذكر الله تعالى تطمئن القلوب وتملأها السكينة قال الله تعالى {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} فلا خوف ولا هلع ولا فزع طالما أن العبد مع الله عزو جل ذاكرا شاكرا تاليا طائعا لله رب العالمين فالله عزو جل ذاكرا له كما قال جل جلاله {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} فهو جل جلاله يحيطه بعنايته وبحفظه ورعايته ويهيئ له من أمره يسرا. وما يزال تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله يذكر به عند ربه عزو جل كما روى الإمام أحمد وابن ماجة والحاكم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما تذكرون من إجلال الله عزو جل من تسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله يتعاطفن حول العرش لهن دوي كدوي النحل يذكرن بصاحبهن ألا يحب أحدكم أن يكون له شيء يذكر به عند ربه عزو جل قالوا كلنا يحب ذلك يا رسول الله) ونحن أيضا نحب ذلك فعلينا أن نكثر من هذه الكلمات الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والتي هي غراس الجنة كما أخبر بذلك خليل الله إبراهيم عليه السلام حبيبنا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء و المعراج وهن أيضا أحب الكلام إلى الله تعالى ويثقلن ميزان العبد يوم القيامة وبخاصة كلمة التوحيد لا إله إلا الله وله بكل واحدة شجرة في الجنة ـ لا تسأل عن عظمتها فالمسمى واحد ولكن شتان شتان شتان بين ما هو عندنا في الدنيا وما هو في جنات النعيم ـ صحت الروايات عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بذلك كله.
رغبنا ربنا جل جلاله أن نكثر من ذكره
قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا} وقال سبحانه {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} وقال جل جلاله {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} وقال سبحانه {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} وقال تعالى {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم} وقال تعالى {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا} نعم والله هم أهل الفلاح والنجاح والفوز العظيم في الدنيا والآخرة هم الأحياء وغيرهم أموات ففي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت) ولا يستويان فالحي مازال يصعد له أعمال صالحة تنفعه عند ربه جل وعلا والميت قد انقطع عمله وطويت صحائف أعماله وختم عليها إلى يوم الحساب.
الذاكرون هم أهل السبق
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا ومن المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات) رواه مسلم فكما أن جمدان هذا جبل متفرد بين الجبال فالذاكرون والذاكرات أيضا متفردون بين الناس وهم السابقون يوم القيامة كيف لا وعبادتهم هي أفضل القربات وخير الأعمال كما روى الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ـ الفضة ـ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال: ذكر الله تعالى) يا له من فضل عظيم للذين يكثرون من ذكر الله عزو جل. وبالجملة فإن العبادات كلها ما شرعت إلا لإقامة ذكر الله عزو جل.
يباهي ربنا عزو جل بهم الملائكة
فعن معاوية رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (خرج على حلقة من أصحابه فسألهم ما الذي أجلسكم قالوا يا رسول الله جلسنا نذكر الله ونحمده على ما من به علينا من نعمة الإسلام فقال آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا والله يا رسول الله ما جلسنا إلا لذلك فقال أما إني لا أستحلفكم تهمة لكم ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله عزو جل يباهي بكم الملائكة) رواه مسلم. الله عزو جل في علياءه يباهي بالعباد الضعفاء ملائكته يا له من شرف والملائكة يحفونهم بأجنحتهم ويشهدون لهم عند ربهم ويستشفعون لهم عند ربهم فيقول جل جلاله أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا ـ اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنارـ فتقول الملائكة يا رب معهم عبدك فلان ما أتى ليجلس معهم في مجلسهم ولكن كانت له حاجة فانتظر حتى تقضى وهو عبد خطاء ـ كثير الخطأ والذنوب ـ فيقول أرحم الراحمين وله قد غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم يا له من شرف لمن يجالس الذاكرين فهم يستجلبون رحمات الله لهم ولمن جالسهم واقترب منهم.
الذكر في كل حين
كما كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله عزو جل على كل أحيانه وله في كل حركة وسكنة ذكر معين عند النوم وعند الاستيقاظ وعند الطعام والشراب والدخول والخروج والركوب والنزول والصباح والمساء وإذا ذكرنا ذلك لطال المقام فعلى كل واحد منا أن يبحث عن هذه الأذكار المباركة ويحفظها ويملأ بها قلبه ويتفهم معانيها ويحافظ عليها فهي حصن حصين من شياطين الأنس والجن وقوة في بدن العبد يستمدها من قوة الله ومعية الله ينجز بها الأعمال التي تشق على كثير ممن لا يكثرون من ذكر الله عزو جل.
لابد من الاستعانة بالله جل وعلا
لذلك كانت وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لحبيبه معاذ بن جبل رضي الله عنه قال له (يا معاذ والله إني لأحبك والله إني لأحبك وأوصيك ألا تدعن دبر كل صلاة مكتوبة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) رواه أبو داود وهذه وصية الحبيب لحبيبه فلا بد من أنها من أنفع الوصايا وبخاصة إذا كانت من الناصح الأمين حبيب رب العالمين بأبي هو وأمي وروحي صلى الله عليه وسلم فلو لم يعن الله عزو جل العبد على الذكر والشكر وحسن العبادة ما فعل العبد من ذلك شيئا البتة فمنه جل جلاله المدد والتيسير والإعانة والهداية ثم إنه جل جلاله بعد تفضله وكرمه وإنعامه بذلك يثيب العبد على هذه الأعمال التي لولا إعانة الله ما فعلها فله الحمد في الأولى والآخرة من قبل ومن بعد الأعمال ونحن عاجزون عن شكر نعم الله علينا ونسأله جل جلاله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته اللهم اجعلنا لك ذكارين لك شكارين لك مطواعين إليك أواهين منيبين يا رب العالمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان