حَنينٌ يومَ حُنينٍ 1442/10/9ه

يوسف العوض
1442/10/06 - 2021/05/18 11:19AM

الخطبة الأولى :    

 

  أيُّها المُسلمونَ: وفي شَهرِ شَوالٍ وبَعدَ الْفَتْحِ الْعَظِيمِ فَتحِ مَكةَ وَسُقُوطِ دَوْلَةِ الْأَوْثَانِ دَانَتِ لِلْإِسْلَامِ جُمُوعُ الْعَرَبِ وَدَخَلُوا فِيه أَفْوَاجًا قالَ اللهُ تعالى : ﴿إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ۝  وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجا ۝ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا  ۝﴾  ، وأَمَّا قبيلتا هَوَازِنُ وثقيفٌ فأدركتُهما حميّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَاجْتَمَعَ الْأَشْرَافُ مِنْهُمَا للشُّورى ، وَقَالُوا : قَدْ فَرَغَ محمّدٌ مِنْ قِتَالِ قَوْمِه وَلَا نَاهِيَةَ لَه عَنَّا ، فلنَغزُه قَبْلَ أَنْ يَغْزُونَا ، فَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، وولّوا رِيَاسَتَهُم مَالِكُ بْنُ عَوْفٍ النّصري ، فَاجْتَمَعَ لَهُ مِنْ الْقَبَائِلِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فِيهِمْ بَنُو سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ الَّذِينَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ مُسْتَرْضِعًا فِيهِم ، وَكَانَ فِي الْقَوْمِ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمّة الْمَشْهُورُ بِأَصَالَةِ الرَّأْي ، وشدّةِ الْبَأْسِ فِي الْحَرْبِ ، ولتقدمِ سنِّه لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي هَذِهِ الْحَرْب إلّا الرَّأْي ، ثُمَّ إنَّ مَالِكَ ابْنَ عَوْفٍ أَمَرَ النَّاسَ أَنَّ يَأْخُذُوا مَعَهُم نِسَاءَهُمْ وَذَرَارِيَّهُمْ وَأَمْوَالَهُم ، فلمّا عَلِمَ بِذَلِكَ دُرَيْدُ سَأَلَ مَالِكًا عَنْ السَّبَبِ ، فَقَال : سَقَت مَعَ النَّاسِ أَمْوَالَهُمْ وَذَرَارِيّهُمْ وَنِسَاءَهُم لأجعل خَلْفَ كُلِّ رِجْلٍ أَهْلَهُ وَمَالَهُ يُقَاتِل عَنْهُم ، فَقَال دُرَيْدُ : وَهَل يردُّ الْمُنْهَزِمَ شَيْءٌ ؟ إنْ كَانَتْ لَك لَمْ يَنْفَعُك إلّا رَجُلٌ بِسَيْفِه وَرُمْحِه ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَيْكَ فُضَحْت فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ ، فَلَمْ يَقْبَلْ مَالِكٌ مَشُورَتَه ، وَجَعَل النِّسَاءَ صُفُوفًا وَرَاءَ الْمُقَاتِلَةِ ، ووراءَهم الْإِبِلُ ، ثُمَّ الْبَقَرُ ، ثُمّ الْغَنَمُ كَيْلًا يَفِرَّ أَحَدٌ المقاتلين .

أيُّها المُسلمونَ : أَمّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم فَإِنَّهُ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ هَوَازِنَ وثقيفَ يَسْتَعِدُّون لحربِه ، أَجْمَع رَأْيَهُ عَلَى الْمَسِيرِ إلَيْهِمْ ، وَخَرَجَ مَعَهُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفَ غَازٍ ، وَمِنْهُم أَلْفَانِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، وَالْبَاقُون هُمْ الَّذِينَ أَتَوْا مَعَهُ مِنْ الْمَدِينَةِ ، وَخَرَج أَهْلُ مَكَّةَ رُكْبَانًا وَمُشَاةً حَتَّى النِّسَاء يَمْشِين مِنْ غَيْرِ ضَعْفٍ يَرْجُون الْغَنَائِمَ ، وَخَرَجَ فِي الْجَيْشِ ثَمَانُونَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، مِنْهُم صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرِو ، وَلَمَّا قَرُبَ الْجَيْشُ مِنْ مُعَسْكَرِ الْعَدُوّ صفَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْغُزَاةَ ، وَعَقَدَ الْأَلْوِيَةَ ، فَأَعْطَى لِوَاءَ الْمُهَاجِرِينَ لعليّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَلِوَاءَ الْخَزْرَجِ لِلْحُبَابِ بْنُ الْمُنْذِرِ ، وَلِوَاءَ الْأَوْسِ لِأُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ ، وَكَذَلِك أَعْطَى أَلْوِيَة الْقَبَائِلَ الْعَرَبَ الْأُخْرَى ، ثُمَّ رَكِبَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بَغْلَتَه ، وَلَبِس دِرْعَيْن وَالْبَيْضَةَ وَالْمِغْفَرَ .

أيُّها المُسلمونَ : هَذَا وَقَد أُعْجَبَ الْمُسْلِمُون بكثرتِهم فَلَمْ تُغْنِ عَنْهُمْ شَيْئًا فَإِنْ مُقَدَّمَةَ الْمُسْلِمِين توجّهت جِهَةَ الْعَدُوِّ ، فَخَرَج لَهُمْ كَمِينٌ كَانَ مُسْتَتِرًا فِي شِعَابِ الْوَادِي ومضايقِه ، وقابلهم بِنَبْلٍ كَأَنَّه الْجَرَادُ الْمُنْتَشِرُ ، فَلَوَّوْا أعنّةَ خَيْلِهِم متقهقرين ، وَلَمَّا وَصَلُوا إلَى مَنْ قَبْلَهُمْ تَبِعُوهُمْ فِي الْهَزِيمَةِ لِمَا لَحِقَهُمْ مِنْ الدَّهْشَةِ ، أَمّا رَسُولُ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم فَثَبَتَ عَلَى بَغْلَتِهِ فِي مَيْدَانِ الْقِتَال ، وَثَبَتَ مَعَهُ قَلِيلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيٌّ وَالْعَبَّاسُ وَابْنُهُ الْفَضْلُ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ وَأَخُوه رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ ومعتّبُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ ، وَكَانَ الْعَبَّاسُ أَخْذًا بِلِجَامِ الْبَغْلَةِ ، وَأَبُو سُفْيَانَ أَخَذَ بالرِّكابِ ، وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يُنَادِي : « إليّ أَيُّهَا النَّاسُ » ، وَلَا يَلْوِي عَلَيْهِ أَحَدٌ ، وَضَاقَت بالمنهزمين الْأَرْضِ بِمَا رَحُبَتْ .

أيُّها المُسلمونَ : أَمَّا رِجَالٌ مكّةَ الَّذِينَ هُمْ حَدِيثُو عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ وَاَلَّذِينَ لَمْ يَنْزِعُوا عَنْهُم رِبْقَةَ الشِّرْكِ فَمِنْهُمْ مَنْ فَرَحٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ سَاءَه هَذَا الْإِدْبَارُ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ : لَا تَنْتَهِي هزيمتُهم دُون الْبَحْر ، وَقَال أَخٌ لِصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ : الْآن بَطَل السِّحْرُ ، فَقَالَ لَهُ صَفْوَانُ وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ اُسْكُت فضّ اللَّهُ فَاكَ ! وَاَللَّهِ لَأَنْ يربُّني رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ خَيْرٌ مِنْ أَنَّ يربُّني رَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ ، ومرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ يَقُولُ : أَبْشِر بِهَزِيمَةِ محمّدٍ وَأَصْحَابِه ، فَو اللَّهِ لَا يجبرونها أَبَدًا ، فَغَضِبَ صَفْوَانُ وَقَالَ : وَيْلَك أتبشرني بِظُهُورِ الْإِعْرَابِ ؟ وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ لِذَاك الرَّجُل : كَوْنُهُمْ لَا يجبرونها أَبَدًا لَيْس بِيَدِك ، الْأَمْرُ بِيَدِ اللَّهِ لَيْسَ إلَى محمّدٍ مِنْهُ شَيْءٌ إنْ أُدِيلَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ ، فَإِن الْعَاقِبَةَ لَهُ غَدًا ، فَقَالَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرِو : وَاَللّهِ إنّ عَهْدَك بِخِلَافِه لِحَدِيث ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا يَزِيدَ إنّا كُنَّا عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ وعقولُنا ذَاهِبَةٌ نَعْبُدُ حَجْرًا  لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ ، وَبَلَغَت هَزِيمَةُ بَعْضِ الفارِّين مكّةَ ، كلّ هَذَا وَرَسُولُ اللَّهِ وَاقِفٌ مَكَانَه يَقُول :

أَنَا النبيّ لَا كَذِبْ … أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ

أيُّها المُسلمونَ : ثُمَّ قَالَ لِلْعَبّاسِ وَكَان جَهوريّ الصَّوْتِ : نَادِ بِالْأَنْصَارِ يَا عَبَّاسُ ، فَنَادَى يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، يَا أَصْحَابَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ ، فَأسْمَعَ مِنْ فِي الْوَادِي ، وَصَار الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ : لبّيك لبّيك ، وَيُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنْ يَلْوِيَ عِنَانَ بَعِيرِه ، فَيَمْنَعَه مِنْ ذَلِكَ كَثْرَةُ الْإِعْرَابِ المنهزمين ، فَيَأْخُذَ دِرْعَه فيقذفَها فِي عُنُقِهِ ، وَيَأْخُذَ سَيْفَه وتِرسَه ، وَيَنْزِلَ عَنْ بَعِيرِهِ ، وَيُخَلِّيَ سَبِيلَهُ ويؤمَّ الصَّوْتَ حَتَّى اجْتَمَعَ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ جَمْعٌ عَظِيمٌ مِنْهُمْ ، وَأَنْزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ يَرْوِهَا فكرَّ الْمُسْلِمُونَ عَلَى عَدُوِّهِمْ يَدًا وَاحِدَةً ، فانتكث فَتْلُ الْمُشْرِكِين ، وتفرّقوا فِي كُلِّ وَجْهٍ لَا يَلْوُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ الْأَمْوَالِ وَالنِّسَاء وَالذَّرَارِيّ ، وَتَبِعَهُمْ الْمُسْلِمُونَ يَقْتُلُونَ وَيَأْسِرُونَ ، فَأَخَذُوا النِّسَاءَ وَالذَّرَارِيَّ ، وَأَسَرُوا كَثِيرًا مِنْ الْمُحَارِبِينَ ، وَهَرَبَ مَنْ هَرَبَ ، وَجُرْح فِي هَذَا الْيَوْمِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ جِرَاحَاتٍ بَالِغَةٍ ، وَأَسْلَم نَاسٌ كَثِيرُونَ مِنْ مُشْرِكِي مكّى لِمَا رَأَوْه مِنْ عِنَايَةِ اللَّهِ بِالْمُسْلِمِين .        

 

  الخطبة الثانية :  

 

أيُّها المُسلمونَ: هَذَا ، وَاَلَّذِي حَصَلَ فِي هَذِهِ الْغَزْوَةِ دَرْسٌ مهمٌّ فِي دُرُوسِ الْحَرْبِ ، فَإِنَّ هَذَا الْجَيْشَ دَخَلَه أَخْلَاطٌ كَثِيرُونَ مِنْ مُشْرِكِين وَإِعْرَابٍ وحديثي عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ ، هَؤُلَاء سيّانَ عِنْدَهُم نَصْرُ الْإِسْلَام وَخِذْلَانُه ، وَلِذَلِك بَادِرُوا لِأَوَّلِ صَدْمَةٍ إلَى الْهَزِيمَةِ ، وَكَادَت تَتِمُّ الْكَلِمَةُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْجَيْشِ إلّا مَنْ يُقَاتِلُ خَالِصًا مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ ، لِيَكُونَ مُدَافِعاً حقّاً عَنْ دِينِهِ ، فَلَا تَمِيلَ نَفْسُهُ إلَى الْفِرَارِ خَشْيَةَ مَا أَعَدَّهُ اللَّهُ للفارِّين مِنْ أَلِيمِ الْعِقَابِ .

أيُّها المُسلمونَ : ثُمَّ أَمَرَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ بِجَمْعِ السَّبْي وَالْغَنَائِم ، وَكَانَت نَحْوَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَعِيرٍ ، وَأَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ أَلْفَ شَاةٍ ، وَأَرْبَعَةَ آلَافٍ أُوقِيَّةٍ مِنْ الْفِضَّةِ ، فَجَمَعَ ذَلِكَ كُلِّهُ بِالْجِعْرَانَة قُرْبَ مَكَّةَ ، ثمَّ أَرْسَلْت هَوَازِنُ وفدًا إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَد أسلَموا فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنْ الْبَلَاءِ مَا لَمْ يخفَ عَلَيْك ، فامنُنْ عَلَيْنَا منَّ اللَّهُ عَلَيْك ، ثُمّ ردَّ عَلَيْهِم السَّبيَ ، وَكَذَلِكَ فَعَلَ الْمُسْلِمُون ، وأسلَمَ مالِكُ بْنُ عَوْفٍ ، وردَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهلَه ومالَه ومائةً مِنْ الْإِبِلِ ، استُشهد مِنْ الْمُسْلِمِينَ أَرْبَعَةٌ ، وقُتلَ مِنْ هَوَازِنَ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ .

قالَ اللهُ تَعالى: ﴿لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِی مَوَاطِنَ كَثِیرَة وَیَوۡمَ حُنَیۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَیۡـٔا وَضَاقَتۡ عَلَیۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّیۡتُم مُّدۡبِرِینَ ۝ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِینَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَأَنزَلَ جُنُودا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ جَزَاۤءُ ٱلۡكَـٰفِرِینَ ۝ثُمَّ یَتُوبُ ٱللَّهُ مِنۢ بَعۡدِ ذَ ٰ⁠لِكَ عَلَىٰ مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ غَفُور رَّحِیم ۝ ﴾ .





المشاهدات 1142 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا