حمى الشهرة
ناصر بن علي القطامي
1437/08/27 - 2016/06/03 01:35AM
" حُمى الشهرة "
أيها المؤمنون: للنفس البشرية خصائصها وسماتها التي لا تنفك عنها، فالنفس مجبولة على حب المال، وشهوة الرئاسة، والتطلع للمدح والثناء، ولفت الأنظار .
ولقد جاءت الشريعة في مقاصدها العظيمة مهذبة لسلُوكياتها، مُتممة لخللها وقُصورها، مُنظمة لعاداتها وطبائعها، ومنذ بدء الخليقة والنفوس البشرية تلتقي في زواياً مشتركة في ميل طبائعها نحو التصدر والشهرة .
واليوم .. ومع توفر وسائل الإعلام الحديثة، وتطبيقاته الذكية، وشبكاته الاجتماعية، طغى على كثير من الخلق طوفان حُمّى الشهرة، واللهث خلف صورها وأشكالها، حتى ولو كان على حساب قيمة المرء ومروءته، وأخلاقه وتدينه !
في مشهد يُنبئ عن سطحية التفكير، وسذاجة العقول، وتدني مستوى الاهتمامات .
أيها الكرام:
إن من أخطر ما يبتلى به العبد حب الشهرة والتطلع إليها؛ ولذا فإن الشهرة للعبد المؤمن بمثابة الحُمى تسري في الجسد لا تكاد تتركه حتى تغلبه أو يغلبها، أو يظلان يتصارعان ، فالنية شرود، والنفس تتمرد على صاحبها، حتى تعصيه وتخالف أوامره، فإن انقاد لعصيانها، واستسلم لهواها، ضلت وأضلت، وإن هو أمسك بزمامها، وأوثق خطامها، روض أخلاقها، وهذب سلوكها .
إن الفقه الحقيقي لمفهوم الشهرة أن يعي كل عاقل أنها وسيلة وليست غاية !
فليس من تمام الإيمان وكماله أن يلهث المسلم خلفها، رغبة في المدح والثناء، أو بلوغ منزلة بين البشر، بل قد يبلغ الأمر بالبعض منهم أن يسعى ليصبح عَلَماً ولو بالباطل، لمجرد أن تبرز شخصيته, ويشتهر اسمه ! وتلك صفة من صفات اليهود أشار إليها القرآن الكريم محذراً في قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران:188].
ولو كانت الشهرة منقبة تتشوق لها النفوس الكريمة لأكرم الله بها سادة الدنيا من الأنبياء والمرسلين الذين بعث منهم ما يزيد على ثلاثمائة رسول، وأكثر من مائة ألف نبي، ورغم ذلك لم يحفظ لنا القرآن سوى أسماء خمسة وعشرين رسولاً لا غير.
أما الشهرة التي تحصل للإنسان في الخير دون أن يستميت في السعي وراءها، أو يحرص عليها، فهي من فضل الله على العبد، ومن عاجل البشرى له بين الخلق، وحري بالمؤمن أن يسخرها في طاعة سيده ومولاه، والسعي في قضاء حوائج الناس، والوقوف معهم .
ولذا كان هذا المعنى النبوي، والخلق المصطفوي على صاحبه "أفضل الصلاة وأزكى السلام" حاضرا في حياته مع صحابته الكرام، حيث كان بعض الصحابة الكرام يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يوليه بعض الولايات أو المناصب، فكان صلى الله عليه وسلم لا يجيبه لطلبه.
فعن أبي موسى قال: (دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي، فقال أحد الرجلين: أَمّرنا على بعض ما ولاك الله عز وجل - اجعلنا أمراء على بعض ما ولاك الله عز وجل من المناطق-، وقال الآخر مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنا والله لا نولي على هذا العمل أحداً سأله ولا أحداً حرص عليه)).
ولما سأل سيدا أبو ذر رضي الله عنه أن يوليه، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم)).
حتى أن الصحابة رضوان الله عليهم بعد ذلك كانوا يفرون من الولاية، ومناصب القضاء وغيرها.
أيها المؤمنون:
إن الشهرة ولا شك دافع فطري متأصل في النفوس البشرية، تتنازع المرء شهوته الخفية، فالنفوس مجبولة على الولع بحب الثناء، ألا وإن للشهرة محاذير ومخاطر على النفس والدين والمجتمع: وأول هذه المخاطر أنها قادحة في الإخلاص؛ فقد حذر الشرع المطهر من حب الشهرة والظهور، وتعلق القلب بتأسيس بنيان السمعة الزائفة على شفا جرفٍ هار، أو الإعداد لرفع الظمأ من سراب بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام162].
ومن مخاطرها أيضًا: أن العمل من أجل الشهرة قد يؤدي إلى إحباط العمل كله والعياذ بالله، كما قال ربنا جل جلاله {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].
ومن مخاطر الشهرة أيضًا: أن الحرص عليها قد يؤدي إلى المذلة "عياذا بالله" ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة)). رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، والنسائي
وعن شهر بن حوشب قال: من ركب مشهورًا من الدواب، ولبس مشهورًا من الثياب، أعرض الله عنه وإن كان كريمًا.
ومن مخاطرها أيضًا: أنها قد تؤدي إلى فساد الدين، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم وبين مدى خطرها على المرء في دينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما ذئبان ضاريان باتا في غنم ، بأفسد لها من حب ابن آدم الشرف والمال)).
عباد الله:
ولقد كان سلفنا الصالح يفرون من الشهرة بين الخلق، ويود أحدهم أن لو بلغ الناس العلم عنهم دون أن ينسب إليهم، رغبة في مجاهدة النفس لبلوغ كمال الإخلاص .
كما قال الإمام الشافعي: وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب إلي شيء منه أبدًا؛ فأوجر عليه ولا يحمدوني.
وتضافرت أقوالهم المحذرة من هذا الخلق الذميم حيث قال: إبراهيم بن أدهم: "ما صدق اللهَ عبدٌ أحب الشهرة".
وقال بشر بن الحارث: إذا عُرفت في موضعٍ فاهرب منه، وإذا رأيت الرجل إذا اجتمعوا إليه في موضعٍ لزمه، واشتهى ذلك فهو يحب الشهرة.
وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي: الخَيْرُ كُلُّهُ أَنْ تُزْوَى عَنْكَ الدُّنْيَا، وَيُمَنَّ عَلَيْكَ بِالقُنُوْعِ، وَتُصْرَفَ عَنْكَ وُجُوْهُ النَّاسِ.
وعن صفوان بن عمر، قال: كان خالد بن معدان إذا عظمت حلقته (أي كثر تلاميذه في حلقة التدريس) قام فانصرف، قيل لصفوان: ولِمَّ كان يقوم؟ قال: كان يكره الشهرة.
قال الذهبي معلقًا: ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد، فإن أعجبه كلامه فليصمت، فإن أعجبه الصمت فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه، فإنها تحب الظهور والثناء .
الخطبة الثانية
عباد الله:
إن مما تورثه الشهرة الزائفة، أن يبني الإنسان مجده على صرح ممرد من قوارير، بنيان هش هزيل، غالبا ما يهوي بصاحبه عند أول امتحان .
ألا وإن من السنن الكونية، والنواميس الربانية، أن المرء لا يبلغ أعلى الدرجات، إلا بالتدرج في السعي لتحقيقه والحصول عليه، وطالب الشهرة دون عقل وتمييز، يخالف سنة العقل والكون، فسرعان ما ينهدم أساسه ، ويقوض بنيانه .
وبعد: فحق على من ابتلي بذلك: أن يجاهد نفسه في أطرها على الحق أطراَ، وأن يسأل الله الثبات والسداد، وأن يسعى إلى خدمة المسلمين ما استطاع، وأن يوظف شهرته في خدمتهم، وقضاء حوائجهم، لأنه أدعى أن يجاب طلبه، وتتحقق شفاعته.
وقد روي عن ابن عمر, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله عز وجل خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله).
ثم صلوا ..
أيها المؤمنون: للنفس البشرية خصائصها وسماتها التي لا تنفك عنها، فالنفس مجبولة على حب المال، وشهوة الرئاسة، والتطلع للمدح والثناء، ولفت الأنظار .
ولقد جاءت الشريعة في مقاصدها العظيمة مهذبة لسلُوكياتها، مُتممة لخللها وقُصورها، مُنظمة لعاداتها وطبائعها، ومنذ بدء الخليقة والنفوس البشرية تلتقي في زواياً مشتركة في ميل طبائعها نحو التصدر والشهرة .
واليوم .. ومع توفر وسائل الإعلام الحديثة، وتطبيقاته الذكية، وشبكاته الاجتماعية، طغى على كثير من الخلق طوفان حُمّى الشهرة، واللهث خلف صورها وأشكالها، حتى ولو كان على حساب قيمة المرء ومروءته، وأخلاقه وتدينه !
في مشهد يُنبئ عن سطحية التفكير، وسذاجة العقول، وتدني مستوى الاهتمامات .
أيها الكرام:
إن من أخطر ما يبتلى به العبد حب الشهرة والتطلع إليها؛ ولذا فإن الشهرة للعبد المؤمن بمثابة الحُمى تسري في الجسد لا تكاد تتركه حتى تغلبه أو يغلبها، أو يظلان يتصارعان ، فالنية شرود، والنفس تتمرد على صاحبها، حتى تعصيه وتخالف أوامره، فإن انقاد لعصيانها، واستسلم لهواها، ضلت وأضلت، وإن هو أمسك بزمامها، وأوثق خطامها، روض أخلاقها، وهذب سلوكها .
إن الفقه الحقيقي لمفهوم الشهرة أن يعي كل عاقل أنها وسيلة وليست غاية !
فليس من تمام الإيمان وكماله أن يلهث المسلم خلفها، رغبة في المدح والثناء، أو بلوغ منزلة بين البشر، بل قد يبلغ الأمر بالبعض منهم أن يسعى ليصبح عَلَماً ولو بالباطل، لمجرد أن تبرز شخصيته, ويشتهر اسمه ! وتلك صفة من صفات اليهود أشار إليها القرآن الكريم محذراً في قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران:188].
ولو كانت الشهرة منقبة تتشوق لها النفوس الكريمة لأكرم الله بها سادة الدنيا من الأنبياء والمرسلين الذين بعث منهم ما يزيد على ثلاثمائة رسول، وأكثر من مائة ألف نبي، ورغم ذلك لم يحفظ لنا القرآن سوى أسماء خمسة وعشرين رسولاً لا غير.
أما الشهرة التي تحصل للإنسان في الخير دون أن يستميت في السعي وراءها، أو يحرص عليها، فهي من فضل الله على العبد، ومن عاجل البشرى له بين الخلق، وحري بالمؤمن أن يسخرها في طاعة سيده ومولاه، والسعي في قضاء حوائج الناس، والوقوف معهم .
ولذا كان هذا المعنى النبوي، والخلق المصطفوي على صاحبه "أفضل الصلاة وأزكى السلام" حاضرا في حياته مع صحابته الكرام، حيث كان بعض الصحابة الكرام يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يوليه بعض الولايات أو المناصب، فكان صلى الله عليه وسلم لا يجيبه لطلبه.
فعن أبي موسى قال: (دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي، فقال أحد الرجلين: أَمّرنا على بعض ما ولاك الله عز وجل - اجعلنا أمراء على بعض ما ولاك الله عز وجل من المناطق-، وقال الآخر مثل ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنا والله لا نولي على هذا العمل أحداً سأله ولا أحداً حرص عليه)).
ولما سأل سيدا أبو ذر رضي الله عنه أن يوليه، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم)).
حتى أن الصحابة رضوان الله عليهم بعد ذلك كانوا يفرون من الولاية، ومناصب القضاء وغيرها.
أيها المؤمنون:
إن الشهرة ولا شك دافع فطري متأصل في النفوس البشرية، تتنازع المرء شهوته الخفية، فالنفوس مجبولة على الولع بحب الثناء، ألا وإن للشهرة محاذير ومخاطر على النفس والدين والمجتمع: وأول هذه المخاطر أنها قادحة في الإخلاص؛ فقد حذر الشرع المطهر من حب الشهرة والظهور، وتعلق القلب بتأسيس بنيان السمعة الزائفة على شفا جرفٍ هار، أو الإعداد لرفع الظمأ من سراب بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام162].
ومن مخاطرها أيضًا: أن العمل من أجل الشهرة قد يؤدي إلى إحباط العمل كله والعياذ بالله، كما قال ربنا جل جلاله {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65].
ومن مخاطر الشهرة أيضًا: أن الحرص عليها قد يؤدي إلى المذلة "عياذا بالله" ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة)). رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، والنسائي
وعن شهر بن حوشب قال: من ركب مشهورًا من الدواب، ولبس مشهورًا من الثياب، أعرض الله عنه وإن كان كريمًا.
ومن مخاطرها أيضًا: أنها قد تؤدي إلى فساد الدين، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم وبين مدى خطرها على المرء في دينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما ذئبان ضاريان باتا في غنم ، بأفسد لها من حب ابن آدم الشرف والمال)).
عباد الله:
ولقد كان سلفنا الصالح يفرون من الشهرة بين الخلق، ويود أحدهم أن لو بلغ الناس العلم عنهم دون أن ينسب إليهم، رغبة في مجاهدة النفس لبلوغ كمال الإخلاص .
كما قال الإمام الشافعي: وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب إلي شيء منه أبدًا؛ فأوجر عليه ولا يحمدوني.
وتضافرت أقوالهم المحذرة من هذا الخلق الذميم حيث قال: إبراهيم بن أدهم: "ما صدق اللهَ عبدٌ أحب الشهرة".
وقال بشر بن الحارث: إذا عُرفت في موضعٍ فاهرب منه، وإذا رأيت الرجل إذا اجتمعوا إليه في موضعٍ لزمه، واشتهى ذلك فهو يحب الشهرة.
وقال أحمد بن عاصم الأنطاكي: الخَيْرُ كُلُّهُ أَنْ تُزْوَى عَنْكَ الدُّنْيَا، وَيُمَنَّ عَلَيْكَ بِالقُنُوْعِ، وَتُصْرَفَ عَنْكَ وُجُوْهُ النَّاسِ.
وعن صفوان بن عمر، قال: كان خالد بن معدان إذا عظمت حلقته (أي كثر تلاميذه في حلقة التدريس) قام فانصرف، قيل لصفوان: ولِمَّ كان يقوم؟ قال: كان يكره الشهرة.
قال الذهبي معلقًا: ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد، فإن أعجبه كلامه فليصمت، فإن أعجبه الصمت فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه، فإنها تحب الظهور والثناء .
الخطبة الثانية
عباد الله:
إن مما تورثه الشهرة الزائفة، أن يبني الإنسان مجده على صرح ممرد من قوارير، بنيان هش هزيل، غالبا ما يهوي بصاحبه عند أول امتحان .
ألا وإن من السنن الكونية، والنواميس الربانية، أن المرء لا يبلغ أعلى الدرجات، إلا بالتدرج في السعي لتحقيقه والحصول عليه، وطالب الشهرة دون عقل وتمييز، يخالف سنة العقل والكون، فسرعان ما ينهدم أساسه ، ويقوض بنيانه .
وبعد: فحق على من ابتلي بذلك: أن يجاهد نفسه في أطرها على الحق أطراَ، وأن يسأل الله الثبات والسداد، وأن يسعى إلى خدمة المسلمين ما استطاع، وأن يوظف شهرته في خدمتهم، وقضاء حوائجهم، لأنه أدعى أن يجاب طلبه، وتتحقق شفاعته.
وقد روي عن ابن عمر, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله عز وجل خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله).
ثم صلوا ..