حلم الله تعالى على عباده
ناجي بن عبدالرحمن ال عتيق
خطبة الجمعة
1443/1/9
حلم الله على العباد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله، عبده المصطفى ونبيه المجتبى عليه الصلاة والسلام
أما بعد أيها الناس: فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
﴿وَلَو يُؤاخِذُ اللَّهُ النّاسَ بِظُلمِهِم ما تَرَكَ عَلَيها مِن دابَّةٍ وَلكِن يُؤَخِّرُهُم إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَستَأخِرونَ ساعَةً وَلا يَستَقدِمونَ﴾[النحل: ٦١]
قال الطبري رحمه الله:( يقول تعالى ذكره ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ ) عصاة بني آدم بمعاصيهم ( مَا تَرَكَ عَلَيْهَا ) يعني على الأرض ( مِنْ دَابَّةٍ ) تدبعليها( وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ ) يقول: ولكن بحلمه يؤخر هؤلاء الظلمة فلا يعاجلهم بالعقوبة ( إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) يقول: إلى وقتهم الذي وُقِّت لهم ، ( فَإِذَاجَاءَ أَجَلُهُمْ ) يقول: فإذا جاء الوقت الذي وُقِّت لهلاكهم ( لا يَسْتَأْخِرُونَ ) عن الهلاك ساعة فيمهلون ( وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) له حتى يستوفُواآجالهم.)أ. هـ
قال ابن كثير رحمه الله:( عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة قال : سمع أبو هريرة رجلا وهو يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه ، قال : فالتفت إليه فقال : بلى والله ، حتى إن الحبارى لتموت في وكرها هزالا بظلم الظالم .)أ. هـ
قال القرطبي رحمه الله:( وقال ابن مسعود وقرأ هذه الآية : لو أخذ الله الخلائق بذنوب المذنبين لأصاب العذاب جميع الخلق حتى الجعلان فيحجرها ، ولأمسك الأمطار من السماء والنبات من الأرض فمات الدواب ، ولكن الله يأخذ بالعفو والفضل ; كما قال : ويعفو عن كثير .
ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم أي أجل موتهم ومنتهى أعمارهم أو الوقت المعلوم عند الله - عز وجل -)أ. هـ
الله سبحانه وتعالى بحلمه ومغفرته وسعة رحمته يمهل الكفرة والظلمة والعصاة والمجرمين ولا يعاجلهم بالعذاب، ولو عاجلهم به لأهلكهم جميعاحتى لا يبقى على وجه الأرض أحد، ومن الحكمة في عدم المعاجلة بالعقوبة أن الكفرة قد يؤمنون، وأن عصاة المؤمنين قد يتوبون ويستغفرون،ولكنه جعل لهم أجلا لا مهرب لهم منه ولا محيد لهم عنه، فهو سبحانه وتعالى يملي للظلمة ويمهلهم ولكنه لا يهملهم.
يقول سبحانه : { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً } [ الكهف 58 ] .ويقول : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِبَصِيراً } [ فاطر45 ] .
عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى عليه وسلم قال : (إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَالْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) متفق عليه.
فالعاقل لايغتر بإمهال الله له بل يبادر ويحاسب نفسه ويجاهدها على الإنتهاء عن الظلم.
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذَا أنْزل اللَّه تَعالى بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهمْ. ثُمَّ بُعِثُواعلى أعمَالِهمْ )متفق عليه اللهم إنا نعوذ بك من الظلم وحال الظالمين
اللهم لاتأخذنا على غرة اللهم لاتجعلنا من الغافلين.
نسأل الله لطفه وعفوه وصلاح حالناوصلاح حالنا
اقول ما تسمعون واستغفر الله
الخطبة الثانية
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: عباد الله :
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:( إن الله إذا أراد بقوم عقوبة عمت الصالح والطالح، ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم، إذا ظهرت المنكراتوالشرور عمت العقوبة، ثم يبعث الناس على أعمالهم ونياتهم، الصالح على نيته والطالح على نيته، ففي هذا الحذر من ظهور المنكرات وأنالواجب القضاء عليها...)أ. هـ. رحمه الله رحمه الله
هذا وصلوا وسلموا ،،،،
اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى يا ذا الجلال والإكرام. اللهم ادفع عن بلادنا مضلات الفتن ، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء وفتنة فاجعل كيده في نحره يا قوي يا متين .
اللهم انصر جُندنا المرابطين، اللهم سدد رميهم واربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وأنزل عليهم النصر من عندك يا قوي يا متين، اللهم من ماتمنهم فتقبله في الشهداء يا رب العالمين ، ومن أصيب فألبسه ثياب الصحة والعافية يا لطيف يا رحيم يا كريم.
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءوف رحيم .
ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.