حكم الغناء والدعوة إليه

صالح العويد
1438/05/27 - 2017/02/24 07:26AM
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ..من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ }..{ يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً }..{ يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً }..
أما بعد :
فإنَّ أصدق الحديث كلام الله ..وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم ..وشرَّ الأمور محدثاتها ..وكل محدثة بدعة ..وكل بدعة ضلالة ..وكل ضلالة في النار ..
عباد الله .. يعيش أهل الإسلام في ظل هذا الدين حياة شريفة كريمة، يجدون من خلالها حلاوة الإيمان، وبرد اليقين والاطمئنان، وأنس الطاعة، ولذة العبادة، وتقف تعاليم هذا الدين حصنًا منيعًا ضد نوازع الانحراف وأهواء المنحرفين، تصون الإنسان عن نزواته، وتحميه من شهواته، وتقضي على همومه وأحزانه،
أيها المسلمون:
وإن مما يحزن المسلمَ الغيورَ على دينه أن يبحث بعض المسلمين عن السعادة في غيره، وينشدون البهجة فيما عداه، يضعون السموم على الأدواء مواضع الدواء، طالبين العافية والشفاء في عاجلات الشهوات والأهواء.
ففي الوقت الذي ..يُمزَّق الإسلام وأهله في كل مكان ..والعدو يستولي على الثروات ..والدماء المسلمة تُهدر رخيصة في بعض بلدان المسلمين ..وبينما الإسلام يأن ويشتكي..كان اللحن أذاناً ..فصار عوداً ولحنا..كنا أحياءً ..فصرنا كالأموات وإن كان بنا حراك ..وبعد أن كانت أصوات تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر صارت أصوات تأمر بالمنكر ..وتنهى عن المعروف عجبًا من أمة تغني طربًا في حين أنها أمة مثخنة بالجراح والدماء، يُنال من كرامتها، ويُعتدى على أرضها وعرضها، ومقدساتها في الصباح والمساء، تغني طربًا، وكأن لم يكن ثمّ حروب شديدة، ووقائع مبيدة، وقتال مستعر، وأمم من المسلمين تحتضر، نعوذ بالله من موت القلوب وطمس البصائر.
وليس ذلك بمستغرب فنحن في آخر الزمان ماذا أقول .. وبماذا أبدأ . فهذه رسالة .. أبعثها إليكم أيها المؤمنون عكف كثير من الناس اليوم على استماع آلات الملاهي والغناء، حتى صار ذلك سلواهم ، متعللين بعلل واهية، وشبه داحضة، وأقوال زائفة، تبيح الغناء ليس لها مستند صحيح، يقوم على ترويجها قوم فُتنوا باتباع الشهوات، واستماع المغنين والمغنيات، وقد أخبرنا بذلك الصادق المصدوق فقال: ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ )) رواه البخاري معلقًا مجزومًا به ، ورواه أحمد وأبو داود موصولاً من طرق متعددة.
أيها المسلمون:كيف يدسّ العاقل نفسه الشريفة في خلاعة ماجنة، تأنف منها النفوس المؤمنة، وتنفر منها الطباع السليمة، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إِنِّي لَمْ أَنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ : صَوْتٍ عِنْدَ نِعْمَةٍ لَهْوٍ وَلَعِبٍ وَمَزَامِيرِ شَيْطَانٍ . وَصَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ لَطْمِ وُجُوهٍ وَشَقِّ جُيُوبٍ .)) رواه الحاكم
أيها المسلمون: جاءت الآيات القرآنية بتحريم الغناء وتقبيحه، يقول الله جل جلاله: وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ [لقمان: 6]، يقول النبي : ((لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن، ولا تجارة فيهن، وثمنهن حرام، إنما نزلت هذه الآية في ذلك)) أخرجه الطبراني في المعجم ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إنه الغناء، إنه الغناء، والذي لا إله إلا هو). وقال عبد الله بن عمر : هو والله الغناء ..والغناء صوت الشيطان، يستفزّ به بني الإنسان، إلى الفجور والعصيان، فالواجب على كل مسلم تجنبه والإعراض عنه، يقول تبارك وتعالى: وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلاْمْوٰلِ وَٱلأولَـٰدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ إِلاَّ غُرُورًا [الإسراء: 64]. قال مجاهدرحمه الله في تفسير صوت الشيطان : هو الغناء ، والمزامير .. وسئل محمد بن الحنفية رحمه الله .. عن قوله تعالى : ( والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مرّوا كرامًا ) .. قيل: ما الزور ؟ قال : هو الغناء .. لأنه يميل بك عن ذكر الله .. وقال تعالى لكفار قريش : ( أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون * وأنتم سامدون ) .. قال ابن عباس: سامدون : مغنون .. تقول العرب : اسمُد لنا أي غنِّ لنا .. ومن عِظَمِ خطر الغناء .. توعد النبي عليه السلام .. سُمّاع المعازف بالمسخ والقذف ..فروى الترمذي بسند حسن .. أنه صلى الله عليه وسلم : ( يكون في أمتي خسفٌ وقذفٌ ومسخ ) قيل: يا رسول الله .. متى ؟ قال : ( إذا ظهرت القينات والمعازف واستحلت الخمر ) .. وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير)) رواه ابن ماجه ولم يبق إلا تحقق الوعيد نسأل الله العافية قال رجل لابن عباس : أفتني في الغناء ! حلال هو أم حرام ؟!..فقال ابن عباس للرجل قل لي : إذا اجتمع الحق والباطل يوم القيامة فأين يكون الغناء ؟!.فقال الرجل : مع الباطل ..فقال ابن عباس : اذهب .. فلقد أفتيت نفسك ..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( فإنهم متفقون - أي الأئمة الأربعة - على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو كالعود ونحوه ) ..
وقد حكى الإجماع على تحريم المعازف الإمام القرطبي .. وأبو الطيب الطبري .. وابن الصلاح .. وابن رجب الحنبلي .. وابن القيم .. وابن حجر .. وغيرهم ..
سأل رجل الإمام مالكاً عن الغناء .. ؟ فقال: "ما يفعله عندنا إلا الفساق "..
وسُئل الإمام بن حنبل عن الغناء .. ؟ فقال: "الغناء ينبت النفاق في القلب ولا يعجبني " .. والشافعي سماه دياثة .. وأبو حنيفة أفتى بالتحريم .. بل بالغ أصحابه في النهي عن السماع فقالوا : سماع الأغاني فسق والتلذذ بها كفر .. فهل بعد هذه الأقوال من قول في إباحة هذه الآفة.. ابن عباس يحرم الغناء .. ابن مسعود يحذر منه .. جابر بن عبد الله يصفه باللهو … مكحول .. مجاهد.. ابن تيمية .. ابن القيم .. والعلماء المعاصرون .. كلهم يحذرون منه ..كلهم يحرمونه .. فبقول من تقتنع ؟ إن لم يقنعك قول هؤلاء؟! وهل بعد الهدى إلا الضلال .. سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن :
حكم إقامة المهرجانات والحفلات التي تتضمن اللهو والغناء والطرب ودعوة المغنين والمغنيات والشعراء والممثلين وإنفاق الأموال الطائلة في ذلك وإلهاء الناس عمّا ينفعهم في دينهم ودنياهم وعن حكم حضور هذه الاحتفالات والمهرجانات ومشاهدتها ؟
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه :
يحرم على المسلم إقامة حفلات أو مهرجانات مشتملة على أمور منكرة كالغناء والموسيقى واختلاط الرجال بالنساء وإحضار السحرة والمشعوذين ، للأدلة الشرعية الكثيرة الدالة على تحريم هذه الأمور وأنها من أسباب الوقوع فيما حرم الله من الفواحش والفجور ، وقد توّعد الله عز وجل من أحبّ شيوع الفاحشة بين المؤمنين ودعا إلى ذلك وأعان عليه بالعذاب الأليم فقال سبحانه : { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذابٌ أليم في الدنيا والآخرة } وإذا تقرر أن إقامة هذه الحفلات والمهرجانات محرم فحضورها وبذل الأموال فيها وتشجيعها والدعاية لها كل ذلك محرم أيضاً لأنه من إضاعة المال والأوقات فيما لا يرضي الله سبحانه . ومن التعاون على الإثم والعدوان . والله تعالى يقول : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب } وفي الحديث المتفق على صحته أن النبي صلى الله وسلم كان ينهى عن إضاعة المال .
أيها المسلمون:إن من أبطل الباطل، وأبين المحال أن يقول أحد من أهل العلم والإيمان بإباحة الغناء المعروف اليوم، المشتمل على كل مفسدة، الموقع في كل مهلكة، صوت الشيطان ومزماره، يتغلغل في القلوب، يثير كامنها، ويحرك ساكنها، إلى شهوات الغي والردى هزهزة وفرقعة، تهييج وتشويق، ضحك وصخب، رقص وتكسر وتثني، عفن يزكم الأنوف، وفجور يملأ الآذان ويصك الأسماع. يقول ابن القيم وهو يصف حالَ أهلِ الغناء: ( فلِغَير الله بل للشيطان قلوبٌ هنالك تُمَزَّق ، وأموالٌ في غير طاعة الله تُنفَق ، قضوا حياتهم لذةً وطرباً واتخذوا دينهم لهواً ولعباً ، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن ؛ لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك ساكنا ، حتى إذا تلي عليه قرآنُ الشيطان وولج مزموره .... فَسَمِعَه تفجرت ينابيع الوجْد من قلبه على عينيه فجَرَت ، وعلى أقدامه فرقصت وعلى يديه فصفقت وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت ، وعلى أنفاسه فتصاعدت ) . انتهى
أيها المسلمون:إن تعظيم الأغاني وآلات الملاهي،والمجاهرة بها وإظهار أصحابها بمظهر السيادة والريادة دعوة للناس إلى الغي والضلال، وصدّ لهم عن كتاب الله، وسنة رسول الله ، وسبب للذل والهوان وتعرض لغضب الجبار وعقابه وقد قال عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: ((ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا)) رواه مسلم وفي الصحيحين أن النبي  : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ) ومن هذه المجاهرة ما يحدث من البعض هداهم الله من إسماع الناس لأصوات هذا الغناء والطرب المحرم من خلال الأجهزة في البيوت وقصور الأفراح والمقاهي والسيارات والجوالات والمهرجانات والاحتفالات ، وظهور هذه المنكرات في هذه الأماكن وغيرها من أعظم أسباب العقوبة العامة العاجلة في الدنيا قبل العقوبة الآجلة في الآخرة ، سئل النبي : أنهلك وفينا الصالحون ، قال : ( نعم إذا كثر الخبث). قال ابن القيم : والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم وفشت فيهم واشتغلوا بها إلا سلط الله عليهم العدو وبلوا بالقحط والجدب .. وولاة السوء ..
عباد الله:السمع أمانة عظمى، ومنة كبرى، امتن الله على عباده بها، وأمرهم بحفظها، وأخبرهم بأنهم مسؤولون عنها، وإن استماع الأصوات المطربة، وما يصحبها من المزامير والطنابير جحود لهذه النعمة، واستخدام لها في معصية الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه)) رواه مسلم
ياأهل القرآن : نزهوا أنفسكم وأسماعكم عن اللهو ومزامر الشيطان، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) .. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ ما تسمعون، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروهُ وتوبوا إليه، إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم.














الحمد لله العظيمِ الرحمن، الكريمِ المنان، المتفضلِ بواسع الرحمة والعطاء والإحسان، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه.
أيها المسلمون: شرع الله في النكاح الضرب بالدف مع الغناء الذي ليس فيه دعوة ولا مدح لمحرم، للنساء خاصة، لإعلان النكاح والتفريق بينه وبين السفاح، يقول النبي : ((فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح)) أخرجه الترمذي وغيره، وفي صحيح البخاري تقول الرُبيِّع بنت معوّذ بن عفراء حين البناء عليها والدخول بها: (فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر).يقول ابن حجر في فتح الباري: "والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء، فلا يلتحق بهن الرجال، لعموم النهي عن التشبه بهن" فالحذر الحذر ـ يا عباد الله ـ وإياكم وحضور مثل هذه المجالس، يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: (لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف) عباد الله:
توبوا وأنيبوا، والتزموا بآداب دينكم، وأصلحوا ما فسد من أحوالكم، وتمسكوا بكتاب ربكم، وسنة نبيكم محمد تفلحوا وتنجحوا. أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وثلث بكم أيها المؤمنون من جنه وإنسه، فقال قولاً كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب: 56].اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين لهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفّق ولىّ أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم ، اللهم من أرادنا أو أراد الإسلام بسوءٍ اللهم فأشغِله بنفسه، واجعل كيدَه في نحره، اللهم اقتله بسلاحه، وأحرِقه بناره، اللهم اكشِف أمره، واهتِك سِترَه، واكفِنا شرَّه، واجعله عِبرَة.
اللهم عُمَّ بالأمن والرخاء والاستقرار جميعَ أوطان المسلمين، اللهم احم بلاد المسلمين من كل سوء وفتنةٍ ومكروهٍ يا كريم يا رحيم.
اللهم اجعل أهلنا في سوريا والعراق وفلسطين واليمن وبورما في ضمانك وأمانك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم فرِّج كُربتَهم، واكشِف شدَّتهم، واحقِن دماءَهم، وصُن أعراضهم، واحفظ أموالهم يا أرحم الراحمين.
اللهم اكشِف الغُمَّة عن هذه الأمة ، وأطفِئ جمرة الفتنة، يا رب العالمين.اللهم أبرم لهذه ...
اللهم اشفِ مرضانا، واحفظ أبصارنا وأسماعنا وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، واغفرذنوبنا وذنوب موتانا، وانصرنا على من عادانا يا قوي يا عزيز
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل: 90].
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.ربناظلمناانفسناوإن لم تغفرلناوترحمنالنكونن من الخاسرين ربناآتنافي الدنياحسنة وفي الآخرة حسنة وقناعذاب النار عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.










المشاهدات 906 | التعليقات 0