حق الجار
أحمد عبدالله صالح
إعداد وتعديل وإلقاء :
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 2016/4/21
ثم اما بعد:-
ايها الاخوه والأخوات :
موعدنا اليوم مع درسٍ جديدٍ وموضوعٍ جديد
من تلك المواضيع التى تلامس واقعنا..
تلكم المواضيع والدروس والمواعظ التى:-
- نحتاجها اليوم لكي نستطيع ان نتغلب على نزواتنا وننتصر على نفوسنا الأماره بالسوء.
- نحتاج لتلك العبر لكي نلم شتات فرقتنا
ونرأب صدعنا الذي يزداد شرخاً بعد شرخٍ جراء ابتعادنا عن مثل هذه الدروس والعبر.
- نحتاج هذه المجموعه من البلاسم النديه لنضع الدواء على الداء، والعلاج على الجرح
لكى نستطيع بعدها ان نوجد :
- مجتمعاً فاضلاً يأمر أفراده بالمعروف وينهونه عن المنكر ، تعلو فيه كلمه الحق ودعوه الحق والإخاء.
- مجتمعا يٰغيثون الملهوف ويُنجدون المكروب ويُطعمون الجائع ويهدون الحائر وينصرون المظلوم.
- مجتمعاً يُصبح خليه واحده يملؤها الحب والتآلف والتعاون والموده...ويكتنفها السلم والسلام والأمن والأمن ...
أحبتي الكرام
لا أطيل عليكم
فموضوع اليوم موضوع مهم للغايه
وهو حق من الحقوق التي أُهدرت وضيعت
في هذا الزمان الا ما رحم الله
ولذلكم لاغرو اذا رأيت المجتمعات متناحره متباغضه متعاديه
يحطم بعضها بعضا..
ويتامر بعضها على بعض ...
لانها افتقدت لمثل هذه الحقوق وهذه القيم الرقراقه
انه (( حق الجار))..
فالجار ثم الجار ثم الجار
وكما قيل ( الجار قبل الدار))
(( والجار وان جار))
يقول المولى جل وعلا
(( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ))
ايها الكرام
سُمِّي الجار جارًا لأنه :
يُجيرُ صاحبَه ، ويدفع عنه السوء والأذى، ويَجلبُ له الخيرَ والنفع...
والجيرانُ أنواعٌ :-
يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
"الجارُ يشملُ المُسلمَ والكافرَ، والعابدَ والفاسِق، والصديق والعدو، والقريب والغريب، والأقرب دارًا والأبعد.
يقول عليٌّ -رضي الله عنه-:
"من سمِع النداء فهو جارُه".
ومنه حديث:
"لا صلاة لجار المسجِد إلا في المسجد".
ويقول الأوزاعي -رحمه الله-:
"حدُّ الجوار أربعون دارًا من كل ناحية".
وما أحسنُ ماقِيل :
اطْلـُبْ لِنَـفْسِكَ جِيراناً تُجاورُهُم
لا تصلحُ الدّارُ حتىّ يَصْلُحَ الْجَـارُ
والجيرانُ ثلاثةٌ - يا عبادَ اللهِ :
فجارٌ له ثلاثةُ حقوق، وجارٌ له حقّان،
وجارٌ له حقٌّ واحد:-
١- فأما الجار الذي له ثلاثةُ حقوق:
(الجارُ المسلمُ الْقريب)
له (حقُّ الإسلام) (وحق القرابة)(وحقّ الجوار).
٢- والجار الذي له حقّان:
(الجار المسلم)
فله (حقُّ الإسلام)( وحق الجوار).
٣- والجار الذي له حقٌ واحد :
( الجار الكافر)
له (حق الجوار).
وإنّ أولى الجيرانِ بالرّعاية والإحْسان والتفقد والاهتمام من كان أقربُهم بابًا إليك..
فعنْ عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: يا رسولَ الله، إنّ لي جاريْن، فإلى أيـِّهما أُهـْدي؟ قال: ((إلى أقربِهما لكِ بابًا)).
اذا رايته فسلم عليه واذا دعاك فأجبه واذا استنصحك فأنصحه واذا مرض فعده واذا
مات فاتبعه..
وهذه حقوق المسلم على اي مسلم
فكيف الأمر إذا كان له جوار،
فكيف الأمر إذا كان له مكانة ومنزلة.
لقد اعتنى بها جبريل عليه السلام، وما زال يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجار حتى قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما، قال صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه) متفق عليه.
وأي شيء أعظم من هذه الوصية، التي بلغت في نفس النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل سيأتي يوماً من الأيام ويقول لمحمد صلى الله عليه وسلم:
إن الجار سيرث جاره من كثرة ما يوصي جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بحقوقه. حديثٌ متفق عليه.
فأي شيء أعظم من هذا؟!
- إن الإنسان من العصبة قد لا يرث
- وإن الإنسان من ذوي الأرحام قد لا يرث.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت
أنه سيورثه)
أي شيء أبلغ وأعظم من هذا ما دام قد وصل الأمر بوصيته، والحث على أداء حقوقه إلى درجة ظنالنبي صلى الله عليه وسلم نزول وحي في توريث الجار من جاره.
إذاً فالجار له حق عظيم قد يقارب حقوق الأقارب، وحقوق ذوي الرحم، وحقوق غيرهم.
فاين نحن معاشر المؤمنين في حقوق الجوار؟
اين نحن من جيراننا؟
ما اجمل ان تجعل لنفسك ذكراً وسلفاً
ويداً صالحةً بعد فراقك من الدنيا.
حيث إذا فارق الإنسان هذه الدنيا ترحم عليه جاره، وذكره بخيرٍ في كل مجلس،
وإذا سمع بجار سوء قال: رحم الله فلان، لقد جاورنا وفارق الدنيا، والله ما أزعج خاطرنا بشيء.
هذه هي أعظمُ صدقةٍ يفعلها الإنسان لنفسه بحسن جواره،
أن يجعل من سيرته مع جيرانه سبباً للدعاء له، وأن يجعل من سيرته مع إخوانه سبباً لكثرة الثناء عليه.
وفي الحديث أنه:
(مرت جنازةٌ، فأثنى الناس عليها خيراً،
فقال صلى الله عليه وسلم: وجبت.
ثم مرت جنازة، فذكروا عنها شراً،
فقال صلى الله عليه وسلم: وجبت.
فعجب الصحابة من هذا القول!
فقالوا: يا رسول الله!
مرت الأولى وقلت: وجبت.
قال: نعم، وجبت لها الجنة،
قالوا: يا رسول الله!
مرت الثانية وقلت: وجبت.
قال: نعم. وجبت لها النار،
ذكرتم الأولى بخيرٍ فوجبت لها الجنة،
وذكرتم عن الثانية شراً وسوءاً فوجبت لها
النار، أنتم شهود الله في أرضه)
فاجعل يا ايها الاخ الكريم لنفسك ذكراً عاطراً،
وصدقةً جارية بالثناء والدعاء لك بعد فراقك من هذه الدنيا، بعد أعمارٍ طويلة وعملٍ صالح.
نعم/
اجعل لنفسك سيرته عطره.
وسمعته نديه.
وحباً في قلوب الكل يبقى .
ويضل الجميع كلما تذكروك وتذكرو سيرتك
ترحموا عليه واثنوا عليه..
وفي الحديث ايضاً الذي حسنه الألباني
قال صلى الله عليه وسلّم:
((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَشْهَدُ لَهُ ثَلاثَةُ أَبْيَاتٍ
مِنْ جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ بِخَيْرٍ. إِلاّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
قَدْ قَبِلْتُ شَهَادَةَ عِبَادِي عَلَى مَا عَلِمُوا وَغَفَرْتُ لَهُ مَا أَعْلَمُ))
ولذلكم
إن الجار الذي يؤدي المعروف والإحسان إلى جيرانه، ويكف الأذى عنهم لهو بمنزلةٍ عظيمة عند الله، وعند الملائكة والناس أجمعين،.
وإن الناس لتبيع الدور والقصور بأبـخس أثمانها فراراً من جيرة السوء.
ولتشتري أصغر الدور وغيرها رغبةً وطمعاً في جيرة الخير والصلاح والتقى.
- روى أن جاراً لـأبي حاتم رحمه الله قد لحقه دينٌ عظيم، فاضطره أن يبيع بيته،
فجاءوا يتزاودون على داره فقال:
الدار بمائتي ألف دينار،
فعجبوا من ذلك، قال: نعم.
أما الدار فبخمسين ألف دينار،
وجواري من أبي حاتم بمائة وخمسين ألفاً..
لقد عظم شأن هذا الجوار.
فلما علم أبو حاتم بفعله هذا؛ قضى دينه وقال: اجلس في دارك جزاك الله خيراً من جار.
فانظروا يا عباد الله! إلى عِظَم ومكانة الجار الخيرّ والجار الطيب، ومكانته في نفس جيرانه.
ولقد مضى زمنٌ قريب وكلكم أدركه،
وقد عاش شيئاً من عمره فيه،
يوم أن كان الناس يفتحون من دورهم على دور جيرانهم شيئاً، فإذا احتاجوا لا يخرجون مع الأبواب وإنما يطرقون النافذة من داخل المنازل،
فتكلم فلانة إلى فلانة وتؤدي حاجتها إليها عملاً وبراً وإحساناً بالجوار.
- كانت سطوح المنازل متحدة، وما كان جارٌ يفكر أن يؤذي جاره.
- كان الجار يسافر الأشهر الطويلة ويوصي جاره بأهله وأهل بيته، وما يتعرض الشيطان له أن يتعرض لهم بسوء، وما كان يمد طرفه وبصره إليهم.
أما الآن فإن الأذى مستشرٍ والبلاء منتشرٌ من بعض الجيران:-
- إما بنظرات زائغة أمام الأبواب.
- وإما بإزعاجٍ، وإما بأذىً يُلقى أمام الدور،
فما حال جارٍ هذه أموره مع جاره؟
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم...
الخطبه الثانيه:
ثم امابعد ايها الكرام:
الآيات والأحاديث كثيرة في حقوق المسلم على أخيه، وحقوق الجار على جاره، ولا يسع المقام لذكرها تفصيلاً..
ولعل الشريعةُ الإسلامية قد أكدت على حقوق الجوار ولزومِ القيام بِها في أمورٍ عديدة ومجالاتٍ مختلفة، منها:
- التّوددُ إلى الجار والإحسان إليه والبِرُّ به وإكرامه ويتمثل ذلك:-
:: بالإهداء إليه مما يأكله ويشربه، ومما منَّ الله تعالى به عليه من النعم.
فعَنْ أَبِي ذَرٍّ – رضي الله عنه - قَالَ
قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ فَأَكْثِرِ الْمَرَقَ
وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ )) ,.
أَوْ قَالَ :
(( اقْسِمْ فِي جِيرَانِكَ)) رواه مسلم.
وقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((تهادُوا تحابُّوا))
-و كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا طبخ لحماً في بيته قال لـنافع: [أكثر مرقه واهد إلى جيراننا] -وجاء في الأثر:
أنه لا ينبغي لجارٍ أن يدخل بطعامٍ ومتاع وجاره أو أبناء جاره ينظرون، إلا أن يعطيهم مما أدخل بيته؛ خشيةً من أن يكسر ذلك خاطره أو خاطر أبنائه، إلا أن يكون لا يكفيه؛ فيدخله في بيته سراً.
-------
ومن حُقوق الجار:
- أنْ يُحسنَ إليه بما استطاع من المال والجاه والنفع، ويستشيرَه في أمر من الأمور،
أو يطلبَ مساعدته في قضاء حاجةٍ له،
أو يرشده في مسألة يجهلها،
وينبغي أنْ يبدأه بالسلام،
ويتفقدَ أحواله،
ويعودَه إذا مرض، ويعزيه في مصيبته،
ويهنئه في أفراحه، ويشاركه في مسراته،
ويعفو عن زلاته، ويصفح عن هفواته،
ويلاحظ منزله عند غيابه،
ويتعاهد أولاده فيما يحتاجون إليه عند سفره.
ومن حقوق الجار ياعباد الله على جاره
- كفّ الأذى عنه
،فعن أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه -
قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ)) رواه البخاري.
وفي روايه (( من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليحسن الى جاره))
وفي روايه (( من كان يؤمن واليوم الاخر فليكرم جاره))
وفي الحديث ( لايومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه))
وفي روايه(( لايومن أحدكم حتى يحب لجاره مايحبه لنفسه)).
فيجب على الجار أن لا يتعرض لجاره بأي شيء يسوؤه، فلا يتطاول عليه بيده ولا بلسانهِ،
ولا يُعيّره بشيء أو ينتقص منه،
ولا يضايقه في طريقه، أو يلقي النفايات عند بابه، أو يوقف سيارته موقفًا يتأذى منه،
أو يزعجه بأبواق سيارته أو بأصوات تتعالى تؤرقه في نومه أو تقلق راحته.
ومن صور إيذاء الجار:-
- حِسده وتمني زوال النعمة عنه،
أو السخرية به واحتقاره، أو إشاعة أخباره وأسراره بين الناس، أو الكذب عليه وتنفير الناس منه،أو تتبّع عثراته والفرح بزلاته .
- بل لعلي أهمسُ في أذن جارِ السوء بقصة إن كان له قلبٌ أو ألقى السّمع وهو شهيد:
فلقد جاء رَجُل الى رسول الله فقال يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلانَة يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ((هِيَ فِي النَّارِ))،
بركه الاعمال الصالحه من
صلاهٍ وصيامٍ وقيامٍ وصدقه تُمحق كلها
بسبب مؤاذتك لجارك..
نعم /
جار مؤذي بكل ماتعنيه الكلمه من معنى
< مؤذي في قوله وفعله.
< مؤذي في سمعه وفي بصره.
< في دخوله وفي خروجه.
< في ذهابه وفي إيابه.
< في ليله وفي نهاره.
< في سره وفي علنه.
< في حركاته وفي سكناته وفي تصرفاته.
فأيُ جارٍ هذا
واي صلوات هذه التى تصليها
واي ركعات هذه التى تركعها وجارك ماسلم من آذاك وأذى اولادك يوما واحداً..
- نعم ماقيمه صلاه جار مؤذي لجاره بلسانه ويده.
- ما قيمه صيامُ اكثر العام مع شخص لايضع لجاره اي اعتبار ولاتقدير ولا احترام .
- ماقيمه الصدقات .. ماقيمه العطاءات.
وفي الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: قال عليه الصلاه والسلام:
(والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه)
- وروي عنه صلى الله عليه وسلم:
(من أغلق بابه دون جاره خوفاً على أهله وماله، فليس ذلك بمؤمن، وليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه )
والبوائق: جمع بائقة، وتدخل في معنى الجائحة والضرر والمصيبة والأذى.
= فأي شيء أعظم من نفي الإيمان عن جارٍ يخشى جاره أن يدركه الضرر أو يلحقه الأذى بسبب جواره.
= وأي بلاء وأي مصيبة أعظم من نفي الإيمان عن جارٍ لا يأمن جاره بوائقه؟!
وما أكثر الجيران في هذا الزمان الذين لا تؤمن بوائقهم.
ولذلك معذور من يهاجر ويبحث عن بيت اخر بسبب جارٍ بهذه الأخلاق...
ولقد حُكى عن رجلٍ كان مجاورًا لجيرانٍ سوء، فَصَبرَ عليهم وصابر،
إلا أنهم يزدادون سُوءًا،
فباع دارَه بِرُخْصٍٍ وانتقل عنهم،
فلامه أقاربُه ومعارفُه لومًا شديدًا فقال:
يَلومُونِني إذْ بِعْـتُ بِالرُّخْصِ مَنْزِلاً
وَلَمْ يَعْرِفُوا جارًا هناك يُنغِّصُ
فَقلتُ لَهُم: كُفّـوا الْكلامَ،
فَإِنهـا بِجيرانِها تَغْلُو الدّيارُ وَتَرْخَصُ
:: وإن كان الاولى هو الصبر بدلاً عن البيع للدور او البحث عن سكن في دورٍ اخرى..
- لان الصبر على أذى الجار، والنصيحة له،
وبذل المعروف والإحسان إليه؛
قد يكون سبباً لهدايته من الكفر إلى الإسلام، ومن الفسق والعصيان إلى الاستقامة والرشاد.
ولقد ذُكر أنه كان للإمام أبا حنيفة رحمه الله جارٌ يشرب الخمر كل ليلة،
فإذا سكر هذى وأخذ يغني:
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا
ليومٍ كريهةٍ وسدادُ ثغرِ
فكان الإمام أبو حنيفة رحمه الله إذا قام إلى صلاته في هجيع الليل، سمع ذلك الجار في سُكره يقول ذلك.
فافتقده ذات يوم، وافتقده اليوم الذي يليه،
فذهب يسأل عنه، فعلم أن الشرطة والمحتسبة قد وجدوه سكيراً فأخذوه وحبسوه.
فذهب الإمام أبو حنيفة يعوده في الحبس، فعجبوا من مجيء الإمام أبي حنيفة رحمه الله، وكأنهم تغاضوا شيئاً يسيراً عن شأنه.
فلما خرج ذلك الشاب من محبسه
قال له الإمام أبو حنيفة : يا فتى! وهل ضيعناك؟ لأنه في حال سكره كان يقول:
(( أضاعوني وأي فتىً أضاعوا ))
فقال له الإمام أبو حنيفة : هل ضيعناك؟
فحلف بالله ألا يعود لشرب الخمر أبداً،
وتاب إلى الله توبة صادقة..
بل قدوتنا في ذلك رسولنا عليه الصلاه والسلام ومن مثله في التعامل وحسن الجوار والصبر على آذيه الجار:-
فلقد كان للنبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة جار يهودي يؤذيه، ويضع الأذى والقذارات والمخلفات على باب بيته عليه الصلاه والسلام ..
وكان عليه الصلاة والسلام يصبر ويحتسب،
حتى اصبح مشهد تلك القاذورات امراً مألوفاً عند رسول الله وتعود مشاهدتها يوميا عند باب بيته
وفي يوم من الايام اختفت من باب داره تلك القاذورات ...
فماذا يفعل رسول الله ...
هل يسكت ؟؟ ... هل يهدأ ؟؟....
او هل يغض الطرف ولايبالي ؟
.. لا لا..
بل يتذكر رسول الله عمل اليهودي ومؤاذاته له
ركزوووو معي (( يتذكر ))
- فكم تذكرنا او تفقدنا نحن من جيران لنا
/ كم تذكرنا جيراناً لا نراهم الا في أوقات محدوده..
وفي المساجد لا نجدهم اطلااااااقا..
بل آسف اذا قلت انهم لايصلوووووون ابداااا.
فأين حق الجوار لإنقاذ هولاء من النار..
وأين واجب النصيحه لجارٍ نسي بيوت الله..
ونسي ركناً مهما من أركان الاسلام..
وهو اول ما يسال عنه يوم القيامه..
ولذلكم / يتذكر الرسول .....ومن يتذكر؟؟؟؟
يهودي.....عداوته واضحه...عداءه مستمره..
بل جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم أن طُبِخَ في بيته لحمٌ قال: (أهديتم لجارنا اليهودي)
جارٌ يهودي..!!!
ولذلكم يتذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اليهودي قال عندما اختفت القاذورات من امام داره...
قال: اين اليهودي ؟؟؟
فقيل له : انه مريض على فراش الموت
يارسول الله ..فماذا قال الرحيم:-
- هل حمد الله انه خلَّصه منه..
- هل شكر الله انه أزاح شوكه من أمامه..
لا لا ما كان كذلك رسول الله
ماكان انتقامياً وماكان متشفياً
بل كان رحمه للعالمين اجمعين :
للمسلم والكافر والصغير والكبير والطير والحيوان
انما قال ( وجبت الزياره)...
فلما وصل رسول الله الى دار اليهودي دخل الرعب في قلب اليهودي ظناً منه أن محمدا عليه الصلاة والسلام جاء لينتقم منه مستغلا مرضه،
وإذا به يفاجأ بأن النبي صلى الله عليه وسلّم جاء ليواسيه ويسأل عن حاله ويقدّم له العون إن لزم الأمر،
عندئذ طأطأ اليهودي رأسه اعترافا له بالجميل وأعلن الشهادة وأصبح من المسلمين.
واخيرااااا...
هي دعوه مني ونحن نختم موضوع اليوم..
- اليوم مطلوب درس عملي يقفُ فيه كل من خاصم جاره او أذاه او تفنن طويلاً بإزاعجه واقلاق سكينته وقضِّ مضجعه..
يقف يطلب منه السماح والعفو
ليكون اليوم هو يوم الصفح والتسامح
يوم العفو وتقريب القلوب ........
---
نعم اليوم سيقف كل جار على باب المسجد الكل يطلب المسامحة من الاخر وعدم العوده لأذى الاخر..
واذا لم يتواجد جارك اليوم في المسجد فلا تأكل شيئاً حتى تقف االان على باب بيته تطلب عفوا وسماحاً..
واذا كان قد انتقل الى حيٍ اخر فابحث عن رقمه واطلب عفوه ومسامحته..
واذا كان قد مات فاجعل له نصيبًا من دعاءك واستغفارك...
جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .. وممن يضلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله .. اللهم امين...
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاه عليه..
___________
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
--------------
المرفقات
بعنوان-حق-الجار
بعنوان-حق-الجار