حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم

الشيخ محمد بن حسن القاضي
1446/04/03 - 2024/10/06 20:35PM

حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم 10 ربيع الأول 1446

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [سورة آل عمران:102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء:1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } [سورة الأحزاب:70-71].
أما بعد:
اعلموا أنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أما بعد معاشر المسلمين! عنوان هذه الخطبة، حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، تعلمون أيها الناس أن من شرائط الإيمان محبة سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام، هذا الرسول الكريم، وهذا النبي الأمين، الذي جعله الله منة على هذه الأمة، قال ربنا في كتابه الكريم: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ} [سورة آل عمران:164] الآية إلى آخرها، وهكذا يقول الله في كتابه الكريم:{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم} [سورة التوبة:128] وهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أوجب الله محبته، والتصديق له، والإتباع له، والإنقياد لما أمر صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكذلك أيضا أوجب الله عز وجل محبته، وأوجب الله اتباعه، قال ربنا في كتابه الكريم: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [سورة الحشر:7] وهكذا تجب محبته عليه الصلاة والسلام، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله إني لأحبك أعظم من كل شيء إلا من نفسي، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: لا يا عمر، فقال عمر رضي الله عنه: والله يا رسول الله إني لأحبك أعظم من كل شيء ومن نفسي، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: الآن يا عمر، فالمحبة للرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تكون أعلى مراتب المحبة دون محبة الله عز وجل، فيحب المسلم الرسول عليه الصلاة والسلام أعظم من حبه لنفسه، ولماله، ولولده، قال الرسول عليه الصلاة والسلام:« لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه والناس أجمعين» هذا هو المطلوب من المسلم الكريم.

ألا وإن الناس جميعاً أعني أهل الإسلام يدعون محبة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، وتكتب في ذلك الأقلام، ويُترنم بذلك في وسائل الإعلام، وقل من صدق في محبته لسيد الأنام عليه الصلاة والسلام، واتبعه حق الإتباع، وانقاد له حق الإنقياد.

ألا وإني ذاكر في هذا المقام صوراً من حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

الأمر الأول: تصديقه عليه الصلاة والسلام، فكيف يدعي الإنسان محبة سيد الأنام وهو لا يصدقه، ولا يعظم أخباره، هناك من الناس من يدعي أنه يحب الرسول عليه الصلاة والسلام، لو جئت إليه وقلت له: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: كذا، فيقول: أنا لا أصدق بهذا، أنا لا أقبل هذا، أي محبة تدعيها وأنت على هذا الحال؟! هذا يدل على كذبك في هذه الدعوى؛ فالذي يحب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، يصدق أخباره ولا يعمل لها علل، ومخارج، قيل لأحدهم إن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: عن الذباب «إن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء فإذا سقط في إناء أحدكم فليغمسه ثم يخرجه» فقال: أنا أصدق الطبيب النصراني، ولا أصدق الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الخبر، انظروا إلى الجرأة على رسول الله، أهذا يحب الرسول؟ أو شم محبة الرسول؟ أو عرف محبة الرسول عليه الصلاة والسلام؟ وهكذا كم من الأخبار، وكم من الأمور التي تحصل في أوساط كثير من الناس، فكم من الناس من ينكر السنة النبوية ولا يحتج بالأحاديث النبوية، ويردها ولا يقبلها، ويتجرأ على ردها، إنه الخذلان، والحرمان، إنها الدعاوى الباطلة، والهتافات الزائفة، الذي يحب رسول الله صلى الله عليه وعلى سلم يصدق أخباره، ومن ذلك أن أبا بكر رضي الله عنه لما جيء إليه صبيحة الإسراء وقالوا له: إن صاحبك يدعي أنه أسري به إلى بيت المقدس وعاد في نفس الليلة، قال لهم: إن كان قد قال فقد صدق، ولهذا قال الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى، سمي أبو بكر بالصديق؛ لأنه صدق الرسول عليه الصلاة والسلام في حادثة الإسراء والمعراج، انظروا إلى ما عند أبي بكر من التصديق التام للرسول عليه الصلاة والسلام، قالوا له: إن صاحبك- يعني محمد عليه الصلاة والسلام -يزعم أنه في ليلة واحدة أُسري به إلى بيت المقدس-من مكة إلى بيت المقدس شهرا- وأنه قد عاد وفي نفس الليلة، قال: إن كان قد قال فقد صدق، أنا أصدقه بأعظم من ذلك أصدقه بخبر السماء ألا أصدقه في الإسراء من مكة إلى بيت المقدس، هذا هو التسليم، وهذا هو التصديق التام.

وكذلك أيضا من صور حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، التسليم لأمره، وعدم الإعتراض على أمره، ليس عند المسلم اعتراض على أمر الله وعلى أمر رسوله عليه الصلاة والسلام، قال ربنا وهو أصدق القائلين في كتابه الكريم: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا} [سورة الأحزاب:36] فالمسلم عنده تسليم وعمل بما جاء به سيد الأنام عليه الصلاة والسلام يسلم لذلك؛ ولهذا نبه الله على هذه القضية، فقال جل من قائل سبحانه وتعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [سورة النساء:65] أي يخضعوا خضوعا، وينقادوا انقيادا، لا اعتراض على رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومما يدلك على ذلك ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من كمال التسليم، جاء عند مسلم وعند الإمام أحمد وغيرهما أن الرسول عليه الصلاة والسلام أرسل إلى أناس من الأنصار يخطب ابنتهم، فجاء أبو البنت إلى أمها وقال لها: إن الرسول عليه الصلاة والسلام يخطب ابنتنا، فقالت الأم: مرحبا بعيني وقرة عيني- تعني الرسول عليه الصلاة والسلام- أتشرف بتزويج الرسول، فقال لها: لكنه لا يريدها لنفسه، وإنما يريدها لرجل يقال له جليبيب، وجليبيب هذا رضي الله عنه كان أسود الخِلقة، وكان ليس ذا مال، ولا ذا جاه، فقالت المرأة: نتشاور في أمرنا، فأجابت البنت من داخل خدرها، قالت: يا أبتاه يا أماه أترضون أن ينزل فينا القرآن، أتردون أمر الله عز وجل، إذا كان قد رضيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فنحن نرضاه، انظروا إلى التسليم، ما قالت سيزوجني على عبد، بل سلمت وخضعت، ما دام وهو طلب رسول الله وعلمت أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما يختار لها إلا الخير بإذن الله عز وجل، ويحذر الإنسان من رد شيئ مما أمر الله به؛ لأنه سيصاب ولابد إذا رد أمر الله أو أمر رسوله عليه الصلاة والسلام، جاء عند الإمام أحمد وغيره، أن رجلاً جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله إن أخي هذا طعنني في رجلي، فقتد لي منه أي خذ لي حقي منه واقتص لي منه، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: «إذهب حتى يبرأ جرحك ثم ائتني- من أجل أن يستقضي له بعد ذلك، ومن أجل يرى الرسول عليه الصلاة والسلام أيعافى الجرح أم أن الجرح يصير بعد ذلك عرجا؛ لكن هذا الرجل ما رضي بل قال: يا رسول الله إن أخي طعنني في رجلي اقتد لي منه- يريد حقه في ذلك الوقت، انظروا إلى العجلة ماذا تصنع? -فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام إذهب حتى يبرأ جرحك ثم ائتني فأصر الرجل، فقال أما وقد قلت ذلك فأمر بالقصاص من ذلك الرجل، فلما قُصَّ ذلك الرجل وتفرقا وذهبا فعاد بعد مدة المشتكي الأول وقال يا رسول الله: إن أخي قد برئ وإنني عرجت- أي صرت أعرجا- وصاحبي قد شفي من ذلك القصاص الذي قد حصل، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام، ألم أقل لك اذهب حتى يبرأ جرحك ثم ائتني فعصيتني فعقرك الله» احذري يا مسلم أن ترد أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيعقرك الله، استجب لله ولرسوله، الله يقول في كتابه الكريم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون} [سورة الأنفال:24] من رد أمر رسول الله فهو على شفا جرف هار، من رد أمر رسول الله فهو على شفا هلكة، قال الله في كتابه الكريم: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} [سورة النور:63] إذاً تنبه يا مسلم مخالفة الرسول في شيء واحد قد تجلب عليك الشقاء والدبوور عياذاً بالله، الرماة رضي الله عنهم الذين جعلهم الرسول على ذلك الجبل الصغير وقال احموا ظهورنا لا تنزلوا عن أماكنكم وإن رأيتمونا تتخطفون الطير، وإن رأيتمونا قد انتصرنا، لا تنزلوا حتى أرسل اليكم، فلما حصلت المعركة وانتصر المسلمون على المشركين وفر المشركون هاربين، وإذا بهؤلاء الرماة يريدون النزول فذكرهم أميرهم قال أما سمعتم ما قال لكم رسول الله? لا تبرحوا أماكنكم، قالوا قد انتهت المعركة ننزل نجمع الغنائم نجمع السيوف نجمع كذا، قال لهم لا تنزلوا لا تبرحوا عن أماكنكم وكانوا خمسون فقط، فنزل منهم أربعون رجلا ولم يبقى على الجبل إلا عشرة أشخاص فلما رأى خالد بن الوليد وكان آنذاك لا يزال مع المشركين، رأى تلك الفرصة فعاد بجيش المشركين من الخلف وما فوجئ المسلمون إلا بجيش المشركين وهو يفتك فيهم بسبب مخالفة من بعض الرماة رضي الله عنهم، إذاً انتبهوا المخالفة للرسول، والمعصية للرسول، تجلب أضراراً وخيمة، فليكن المسلم نبيهاً ذكياً حريصاً على الإستسلام لله ولرسوله، والإنقياد لله ولرسوله، دعك من الإعتراضات، دعك من هوى النفس، دعك من الشهوات المضلة، والشبهات المردية،
أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة الثانية*
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد أيها الإخوة.
ومن حقيقة محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وهو البرهان على محبة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، اتباعه عليه الصلاة والسلام، قال الله في كتابه الكريم: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} [سورة آل عمران:31] فيا أيها الإخوة إن الدليل الأكبر والبرهان الأعظم على محبة الرسول اتباعه عليه الصلاة السلام، وما معنا الإتباع? أي أن تعمل بما عمله رسول الله، وأن تتجنب ما تجنبه رسول الله، وأن توقن أن كل خير قد دلنا عليه رسول الله، وما من شر إلا وقد حذرنا منه، وأنه لا طريق إلى الجنة إلا من طريقه، وأنه لا مجال للرأي والإستحسان في دين الله فالدين كامل شامل ولله الحمد والمنة، لا تحتاج إلى أن تشق لك طريقاً مشرقاً أو مغرباً، أو أن تذهب يمنة أو يسرة، ما من خير إلا وقد بينه رسول الله، احذر أن تستحسن برأيك، فمن استحسن برأيه ضل وزل وهوى وغوى عياذاً بالله، الله عز وجل بين أن رسوله عليه الصلاة والسلام قد أكمل الدين، وقد بلغ الدين، قال الله في كتابه الكريم: في أواخر الآيات التي أنزلها على سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [سورة المائدة:3] فالدين كامل شامل صالح لكل زمان ومكان، ومن ابتدع في دين الله بدعة فقد زعم أن جبريل خان الرسالة، أو أن محمدا لم يبلغ رسالة الله، وهذه مصيبة عظيمة وكارثة كبيرة، فليكن المسلم متبعا، قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، فالحمد لله ديننا كامل وشامل، من كان يحب رسول الله عليه الصلاة والسلام فليعمل بشرعه وليتبعه وليحبه محبة صحيحة، أما ما يفعله بعض الجهلة من المسلمين من إدعاء محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم يحسر محبته في يوم واحد في العام أو في أيام معينة هذا غير صحيح، أنت تحب الرسول كل يوم، وأنت تحتفل برسول الله في كل يوم، تصلي عليه عليه الصلاة والسلام في كل يوم عدت مرات في الصباح في المساء، في أذكار الصباح في أذكار المساء، في الصلاة في جميع أحوالك، تتبعه تعمل بسننه، تعمل بشرعه هذا هو الإحتفال برسول الله، وهذه هي المحبة الصحيحة لرسول الله عليه الصلاة والسلام، أما عليه من لا يفهم في دين الله من أنه يحتفل له الساعة، أو يعمل له في يوم معين هذا غير صحيح، والمسأله فيها ما فيها، فليكن المسلم فاهماً مدركاً لهذه الأشياء، أحب رسولك في كل وقت، صلي على رسولك، يا من تدعي محبة عليه الصلاة والسلام! أسألك هل صليت عليه في هذا اليوم يوم الجمعة? هل أكثرت من الصلاة عليه في هذا اليوم? أم أنك تحب رسول الله عليه الصلاة والسلام دعوى فقط، يا من تحب رسول الله عليه الصلاة والسلام! هل صليت الفجر في الجماعة؟، يا من تدعي محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام! هل بكرت الى الجمعة? هل عملت بطاعته? هل نفذت أوامره? هل صدقت في طاعته? هل آمنت بما جاء به? هل تمسكت بشرعه? أم القضية دعاوى? والقضية شهوات، والقضية مأكل ومشرب، وذهاب وإياب وحفلات فقط، يا مسلم! إني والله لك لمن الناصحين، المحبة ليست خرق تعلق، ولا ألوان تصبغ، إنما المحبة طاعة لله ولرسول لله، وأعظم الناس محبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام واحتفالاً به هم أهل السنة والجماعة وطلاب العلم، فهم الذين يجلسون في حلقات العلم، ويصلون على رسول الله أكثر من الناس جميعا، وهكذا يحرصون على العمل بالسنن والطاعات والواجبات التي دعا إليها رسول الله، فهذا هو المحب الصادق لا المحب المزيف، كن محباً صادقا لا تكن محبا مزيفا، تدعي أنك تحبه ثم تظن الظنون بالناس أو تقتل هذا، أو تسلب هذا، أو تعتدي على عرض هذا، أو تتكلم في أعراض الناس، أو تقع في الزنا واللواط والنظر إلى الحرام، أهذه محبة? أأنت تحب رسول الله بهذا الشكل وبهذه الصور? تبا لك والله إن كنت على هذا، يا مسلم! إذا أردت أن تشرب من حوض نبيك يوم القيامة فاتبعه، ليذادن يوم القيامة عالم عن حوض رسول الله يأتون إلى حوض رسول الله ليشربوا فيذادون؛ لأن حبهم كان مزيفا ولم يكن حبا صادقا، لا اتباعا ولا انقيادا ولا تسليما ولا عملاً بشرعه ولا محبة صحيحة، إذاً تمسك بدين الله، واعتصم بدين الله سبحانه وتعالى.
أسأل الله بمنه وكرمه، وفضله وإحسانه، أن يوفقنا لما يحب ويرضا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، اللهم أصلح حال أهل اليمن، اللهم أصلح حال أهل اليمن، اللهم اجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين، اللهم أعز دينك، اللهم أعز دينك، اللهم أعز دينك، وأعز أولياءك يا رب العالمين، اللهم عليك بأعداء الإسلام، اللهم كن لإخواننا في فلسطين، اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم كن للمسلمين في كل مكان. وأقم الصلاة

المرفقات

1728236100_حقيقة محبة رسول صلى الله عليه وسلم خطبة في مسجد السنة بوادي إبراهيم ريمة 10 ربيع الأول 1446هـ.pdf

المشاهدات 242 | التعليقات 0