حقيقة الحياء من الله
rebii rebii
1441/02/19 - 2019/10/18 12:50PM
الحياء خلق عظيم وباب خير عميم من أوتيه فلا عليه ما فاته من الدنيا، ومن حرمه فقد حرم الخير كله وأحل للناس عرضه. والحياء درجات أعظمها الحياء من الله وأدناها الحياء من الناس. فاستحيوا ودناه من الناس. فاستحيوا من الله حق الحياء فإنه أحق أن يستحيا منه وأولى أن يعظم في السر والعلن، واعلموا أن للحياء أثرا على قلب المرء وسلوكه وإلا يكن مدعيا ولابس ثوبي زور.
1/ الحض على الاستحياء من الله حق الحياء
معاوية بن حيدة القشيري: قُلْتُ يَرَسُولَ اللَّهِ إِذَا كَانَ أَحَدُنَا خَالِيًا؟ قَالَ: اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَى مِنْهُ مِنَ النَّاسِ. د.
سعيد بن يزيد: أُوصِيكَ أنْ تَسْتَحْيِيَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا تَسْتَحْيِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ مِنْ قَوْمِكَ. ث.
أسامة بن شريك: مَاكَرِهْتَأنْيَرَاهُالنَّاسُ مِنْكَ فَلا تَفْعَلْهُ بِنَفْسِكَ إذَا خَلَوْتَ. حب.
قال الله تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ اَلنَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اَللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمُ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ اَلْقَوْلِ. النساء 108.
ثوبان: لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَانُ: يَرَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا. ة.
2/ حقيقة الحياء من الله ومقتضياته
عبد الله بن مسعود: اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ. قلْنَا يَرَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا لَنَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ: لَيْسَ ذَاكَ. وَلَكِنَّ الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى. وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ. ت.
حفظ السمع والبصر واللسان
عبد الله بن عباس: ابْنَ أَخِي إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَلِسَانَهُ غُفِرَ لَهُ. ح.ض.
عبد الله بن عباس: مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ، صُبَّ فِي أُذُنِهِ الآنُكُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. خ.
قال الله سبحانه: قُل لِّلْمُومِنِينَ يَغُضُّواْ مِنَ اَبْصَـرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمُ. إِنَّ اَللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. النور 30.
بريدة الأسلمي: يَعَلِيُّ لاَ تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ. د.
معاذ بن جبل: أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ. قُلْتُ بَلَى. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: تَكُفُّ عَلَيْكَ هَذَا. قُلْتُ يَنَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَمُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ. ت.
قال الله تعالى: مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ اِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ. ق 18.
أبو هريرة: إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ. خ.
حفظ البطن والفرج
أبو هريرة: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ ( يَأَيُّهَا اَلرُّسُلُ كُلُوا مِنَ اَلطَّيِّبَـتِ وَاعْمَلُواْ صَـلِحًا. اِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وَقَالَ (يَأَيُّهَا اَلذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَـتِ مَا رَزَقْنَـكُمْ). ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَرَبِّ يَرَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ. م.
قال الله تعالى: وَالذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـفِظُونَ. المؤمنون 5.
قال الله سبحانه: وَالذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اَللَّهِ إِلَهًا -اخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ اَلنَّفْسَ اَلَّتِي حَرَّمَ اَللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ. الفرقان 68.
أبو ذر الغفاري: وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ. قَالُوا يَرَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ. م.
ميمونة: لاَ تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَفْشُ فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَا فَإِذَا فَشَا فِيهِمْ وَلَدُ الزِّنَا فَيُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِقَابٍ. ح.
ذكر الموت وما بعده
أبو هريرة: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ. ت.
عبد الله بن عمر: إنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ إذَا أصَابَهُ الْمَاءُ. قِيلَ وَمَا جِلاؤُهَا؟ قَالَ: كَثْرَةُ ذِكْرِ الْمَوْتِ وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ. ب.ض.
أنس بن مالك: أكْثِرُوا ذِكْرَ الْمَوْتِ فَإنَّهُ يُمَحِّصُ الذُّنُوبَ، وَيُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا، فَإنْ ذَكَرْتُمُوهُ عِنْدَ الْغِنَى هَدَمَهُ، وَإنْ ذَكَرْتُمُوهُ عِنْدَ الْفَقْْرِ أرْضَاكُمْ بِعَيْشِكُمْ. ني.ض.
إيثــار الآخرة
أبو موسى الأشعري: مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بِآخِرَتِهِ وَمَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بِدُنْيَاهُ فَآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى. ح.
عبد الله بن عمر: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِبَعْضِ جَسَدِي فَقَالَ: يَعَبْدَ اللَّهِ كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ. ت.
قال الله تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا ءَاتَيكَ اَللَّهُ الدَّارَ اَلاَخِرَةَ. وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ اَلدُّنْيَا. وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اَللَّهُ إِلَيْكَ. وَلَا تَبْغِ اِلْفَسَادَ فِي اِلاَرْضِ. إِنَّ اَللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. القصص 77.
أبو سعيد الخدري: إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا... وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ. وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ. متفق عليه.