حُقُوقِ كِبَارِ السِّنِّ فِي الإِسْلَامِ- غَلَاءَ الْإِيجَارَاتِ
محمد البدر
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ:قالَ تَعَالَى:﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾وَقالَ تَعَالَى:﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾وَقَالَﷺ«مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا» رواهُ أبو دَاودَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَقَالَﷺ:«إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.وإِنَّ إكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ مِمَّا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى اللهِ قَالَﷺ:«هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ»رواهُ البخاريُّ.
ومِنْ حُقُوقِ كِبَارِ السِّنِّ:أَنْ نُقَدِّمَهُمْ عِنْدَ الْكَلَامِ والْحَيَاءُ وَالتَّأَدُّبُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ كما فعل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنها قَالَﷺ:«أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، لاَ تَحُتُّ وَرَقَهَا».فَوَقَعَ فِي نَفْسِي النَّخْلَةُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَرضي الله عنهافَلَمَّا لَمْ يَتَكَلَّمَا، قَالَ النَّبِيُﷺ:«هِيَ النَّخْلَةُ»فَلَمَّا خَرَجْتُ مَعَ أَبِي قُلْتُ:يَا أَبَتَاهُ، وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، قَالَ:مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَهَا، لَوْ كُنْتَ قُلْتَهَا كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا، قَالَ:مَا مَنَعَنِي إِلَّا أَنِّي لَمْ أَرَكَ وَلاَ أَبَا بَكْرٍ تَكَلَّمْتُمَا فَكَرِهْتُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَمِنْ حُقُوقِ كِبَارِ السِّنِّ:الْإِجْلَالُ وَالِاحْتِرَامُ وَالتَّقْدِيرُ وإِكْرَامُهُمْ، وَالشَّفَقَةُ عَلَيْهِمْ، وَالرِّفْقُ بِهِمْ:فَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلَاةَ مِمَّا يُطَوِّلُ بِنَا فُلَانٌ فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺفِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْ يَوْمِئِذٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمْ الْمَرِيضَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
عِبَادَ اللهِ :ومِنْ حُقُوقِ كِبَارِ السِّنِّ:احترامهم وتقديرهم، ومبادرتُهم بالسلام والمصافحة، والسؤالُ عن حالهم، وتقبيلُ رأسهم ،والتبسُّم والبشاشةُ في وجوههم، وأنْ نُشعرهم بفرحنا وسرورنا لرؤيتهم ومدحهُم والثناء عليهم، وذكرُ محاسنهم وماضيهم، وإبرازُ جهودهم وأعمالهم، فهم أشدُّ ما يكون رغبةً، في الحديث عن ماضيهم وتاريخهم ,ومعرفة حق ذي الشيبة المسلم ولزوم الأدب معهم ,ومعرفةِ قدرهم وحقوقهم ومراعاةِ كبر سنهم وأعمارهم , وملاحظة ضعفهم ووهن أبدانهم , وتقدير مشاعرهم وأحاسيسهم , وتقديمهم في الكلام والطعام والشراب و الدخول ونحو ذلك من الآداب العظيمة والأخلاق الكريمة
4
ويتأكد الاحترام والتقدير عندما يكون كبير السن أباً أو جداً أو خالاً أو قريباً أو جاراً , وذلك لحق القرابة والصلة والجار،والواجب على الشباب أن يتقوا الله جل وعلا ويراقبوه بمراعاة حقوق هؤلاء ،وان يراعي مُلاك البيوت والعقارات هذه الفئآت بتسهل الصعود والنزول وتخصيص مواقف لهم أسوة بذوي الاحتياجات الخاصة فهم في ضعف شديدة وليس لديهم قدرة في المشي أو حتى فتح قنينة الماء أو غيرها فالبدار البدار لمساعدتهم والوقوف معهم.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ :قالَ تَعَالَى:﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.وَقَالَﷺ:«مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«إِنَّ لِلَّهِ عَبَّادًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ»حَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.
وَقَالَﷺ:«مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ :يعلم الجميع ان الكثير من الأحياء في محافظةجدة سيتم ازالتها نظرا لعشوائيتها والكثير من الأسر في هذه الأحياء هم من ذوي الدخل المحدود وفيهم الفقير واليتيم والمسكين وذا الحاجة لذلك خرج الكثير من هذه الأحياء يبحث عن مسكن ياويه ويحميه ويستره وأهله وأبنائه ولكن للأسف الشديد ظهر استغلال فاحش وجشع كبير من أصحاب العقارات والمكاتب والحراس والدلالين والتي كانت من قبل معلق عليها لوحات يطلبون مستأجرين وبأي ثمن والبعض على هذه الحال لسنوات ولكنه الآن يريد تعويض السابق باستغلال هذه الفآت بدل ان يقف معهم ويقتدي بما فعل الانصار مع المهاجرين وإيثارهم على النفس والمال والولد فالأنصار أعطَوا بلا ثمَن مادِّي أو معنوي، فأين نحن من تكافُل الأنصار,إِنَّهُ تَكَافُلٌ فِي المَنافِعِ وتَآزُرٌ عِنْدَ الشَّدائدِ، وتَضَامُنٌ فِي التَّخْفِيفِ مِنَ المَتاعِبِ، إِنَّها صُوَرٌ مُشْرِقَةٌ فأين أصحاب العقارات من ذلك أين هم من مد يد العون لهذه الفئة أين الأخوة الاسلامية أين الشهامة والنخوة العربية والله المستعان.ألا وصلوا..