حــرمـــة الـمساجــد ومـخـالـفـات يــوم الجـمـعـة

قاسم احمد الصامطي
1434/10/22 - 2013/08/29 19:35PM
الله تعالى هو العلي العظيم، العظمةُ من صفاته، وآية من آياته، وتعظيمه تعالى بتبجيله وإجلاله, ينحني العباد إجلالاً
له في ركوعهم، تعظيماً لشانه ((فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ)) ويرددون في إخبات وخشوع، وتذلل وخضوع:
سبحان ربي العظيم. لذلك اقتضى تعظيم الله تعالى تعظيم حرماته، وهي كل ما يجب احترامه وحفظه وصيانته
ورعايته، وتشمل جميع ما أوصى الله بتعظيمه وأمر بأدائه. وإيمان الإنسان بربه ورضاه بما شرعه واختاره له،
هو من تعظيم الله وتعظيم حرمات الله، قال الله تعالى: ذِلكَ وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبّهِ وقال تعالى:
ذلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ وقال تعالى: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الظَّالِمُونَ ومن تعظيم حرمات الله تعالى: تعظيم المقدسات الإسلامية وتعظيم الشعائر الدينية، وتعظيم حرمة
المساجد ومعرفة مكانتها ومنزلتها، وأنها أشرف البقاع على وجه الأرض، وأن الذنوب فيها أشد حرمة وأعظم . قال
الله تعالى محذراً من انتهاك حرمات المساجد أو التعدي على إقامة ذكر الله فيها ونشر نور الهداية من على منابرها:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِى
الدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ . , لا يجوز لأي إنسان أن يرفع صوته في المسجد ، لا يرفع صوته حتى
بقراءة القرآن لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة ذات يوم فوجدهم يقرءون القرآن و كل واحد يرفع
صوته في القراءة فقال : أيها الناس لا يجهر بعضكم على بعض فكلكم يناجي الله عز وجل . ايها المسلمون :
لقد سائنا كثيرا ما شاهدناه من انتهاك حرمة المساجد في صلاة يوم الجمعة ولا حول ولا قوة الا بالله من خصام
وتنازع . في بلادنا وفي بلاد المسلمين .هناك الكثير من المساجد الآن أصبحت مستنقعات للتنازع و الخصام و
شئون الدنيا و بعض المساجد تحولت إلى مكاتب عقارية ، وبعض المساجد تحولت إلى أسواق للغيبة و النميمة
والبهتان و الطعن في خلق الله . اين تعظيم حرمات الله . إن تعظيم حرمات الله تعالى واحترام أوامره وامتثالها
ومعرفة نواهيه واجتنابها لهو طريق إلى الفلاح، وسبيل للنجاح، ودليل على الإيمان، وبرهان على الإحسان، وسبب
للغفران. اين تعظيم يوم الجمعة وصلاة الجمعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها" رواه مسلم . وعن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة
فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا" أخرجه مسلم . وعن أبي
هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان
إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" أخرجه مسلم . دعوني ايها الاحبة ان ابين لكم بعض المخالفات
التي تقع في صلاة الجمعة المخالفة الاولى / النوم عن صلاة الجمعة : فإن ترك الجمعة من كبائر الذنوب- نسأل الله
العافية- وقد ثبت في صحيح مسلم .من حديث ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول – على أعواد منبره يقول -: "لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ
لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ" والعياذ بالله، نعم.. وفي صحيح ابن خزيمة وابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" مَنْ تَرَكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ". ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سمع النداء يوم الجمعة
فلم يأتيها ،ثم سمعه فلم يأتيها ،ثم سمعه فلم يأتيها ،طبع على قلبه منافق). يا من يتهاون بصلاة الجمعة يامن يتهاون
وينام عن الصلوات اسمع رعاك الله هذا الحديث. في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه في حديث الرؤيا : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث : (أتينا على رجل مضطجع ، وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هو
يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه - أي يشدخه - فيتدهده الحجر - أي يتدحرج - فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصبح
رأسه كما كان ، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى ، فقلت : سبحان الله ! ما هذان؟ فقال جبريل عليه
السلام (إنه الرجل يأخذ القران فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبه ). والعياذ بالله يكسر رأسه بالحجر.لأنه ينام عن
الصلاة المكتوبه . وروى الترمذي عن ابن عباس: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ، وَلاَ يَشْهَدُ الْجَمَاعَةَ،
وَلاَ الْجُمُعَةَ. قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ». الا فليتق الله كل مسلم أن يضيع فريضة من فرائض الله ، فيعرض نفسه لعقاب
الله . المخالفة الثانية / المجيء الى صلاة الجمعة بملابس لا تليق كقميص النوم او ملابس غير نظيفة وعدم
الاغتسال وترك الاغتسال أي الاستحمام في هذا اليوم المشهود. وهذا الأمر زهد فيه بعض المسلمين فيحضرون الى
الجمعة بدون اغتسال فتجد الروائح تخرج من الجسم فتؤذي المصلين .والرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالاغتسال
يوم الجمعة وقد كان من هديه عليه الصلاة والسلام الاغتسال . فعن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل).رواه الجماعة... وحديث (غسل يوم الجمعة
واجب على كل محتلم ) وروى أبو داود في السنن أن رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
وَلَبِسَ مِن أَحْسَنِ ثَيَابِهِ وَمَسّ مِنْ طِيبٍ ـ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ ـ ثُمّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَتَخَطّ أَعْنَاقَ النّاسِ، ثُمّ صَلّى مَا كَتَبَ الله لَهُ،
ثُمّ أَنْصَتَ إذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتّى يَفرُغ مِنْ صَلاَتِهِ، كَانَتْ كَفّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ جُمُعَتِهِ التّي قَبْلَهَا. فبعض المصلين
هداهم الله لا يتزين ولا يتطيب عند الحضور للمسجد يوم الجمعة وهذا اليوم عيد الأسبوع ، عن عبدالله بن سلام
رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر يوم الجمعة: ( ما على أحدكم لو اشترى ثوبين
ليوم الجمعة، سوى ثوبي مهنته). يجب أن تأتي الى المسجد بصوره طيبه وبشكل طيب , كما قال " يحيي بن معاذ "
عجبت لمن يتزين للمخلوقين ويكره التزين لجناب رب العالمين " مخلوق ضعيف فاني , مخلوق ضعيف لا قيمة له
تتزين له وتتجمل عند الإتيان اليه وتترك التزين لجناب الحي الذي لا يموت . وقال الله في القرآن الكريم ﴿ يا بني آدم
خذوا زينتكم عند كل مسجد ﴾ المخالفة الثالثة / اذا دخل بعضهم والمؤذن يؤذن للأذان الثاني لخطبة الجمعة فإنك تجده
واقفا ولم يشرع في أداء تحية المسجد فبعض المصلين ينتظرون المؤذن حتى يفرغ من الآذان ثم يؤدون تحية
المسجد. وهذا العمل يفعله بعض المسلمين إذ يلاحظ انتظار بعض المصلين المؤذن حتى يفرغ من الآذان. والصحيح
والأولى البدء في تحية المسجد مادام المؤذن يؤذن . فلا ينتظر المؤذن حتى ينتهي ثم يبدأ هو تحية المسجد إذا شرع
الخطيب. في الخطبة فهذا العمل فيه تقديم للسنة على الواجب فالاستماع الى المؤذن سنة والاستماع إلي الخطيب
واجب. فالأولى أن يقدم الواجب على السنة ويبدأ المصلي تحية المسجد ولا ينتظر المؤذن حتى يفرغ من الآذان. لأن
المصلي مأمور بالتفرغ وسماع الخطبة ما أمكنه. المخالفة الرابعة / الاشتغال بالذكر والتسبيح والتهليل وغيرها او
حتى قراءة القران بل ان بعضهم يشتغل بالهاتف الجوال او غيره اثناء خطبة الجمعة او التسوك أثناء الخطبة . عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا ) حديث حسن صحيح ويقول النبي صلى الله عليه وسلم
( إذا قلت لصاحبك أنصت - والإمام يخطب - فقد لغوت) . وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارًا، والذي يقول له أنصت
ليس له جمعة . والمراد فلا جمعة له أي أنه يحرم من ثواب الجمعة ولا جمعة له كاملة في
الأجر . المخالفة الخامسة / عندما يبدأ الامام بالدعاء في خطبة الجمعة تجد بعض المصلين ممن يحظر الخطبة
يرفعون أيديهم ظناً منهم بأن هذا من آداب الدعاء وهذا الامر وهذا الفعل لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم
ولا يُشرع رفع اليدين في خطبة الجمعة لا للإمام ولا للمأمومين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك ولا
خلفاؤه الراشدون، لكن لو استسقى في خطبة الجمعة شُرِعَ له وللمأمومين رفع اليدين؛ لأن النبي صلى الله عليه
وسلم، لما استسقى في خطبة الجمعة رفع يديه ورفع الناس أيديهم، وقد قال الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُ
سْوَةٌ حَسَنَةٌ أما بين الخطبتين فيدعوا بما شاء . بارك الله لي ولكم في القران ......

الخطبة الثانية /
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وصلاة الله وسلامه على أشرف رسله وخاتم أنبيائه نبينا محمد وعلى آله
وأصحابه وأزواجه وذريته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المخالفة السادسة /
اتيان صلاة الجمعة والحضور متأخرا إلى صلاة الجمعة والتفريط في الأجور العظيمة . يلاحظ من بعض المسلمين
الحضور متأخرا إلى المسجد كمن يحضر عندما يصعد الأمام المنبر او عند انتهاء الخطبة الأولى او عند إقامة
الصلاة او في الركعة الثانية. وقد فرط هذا المسلم في ثواب واجر عظيم بتكاسله وعدم حضوره مبكرا. فلقد رأى
الرسول صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخرا فقال لهم (تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ،لا يزال أقوام
يتأخرون حتى يؤخرهم الله).رواه مسلم. عن أوس بن أوس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (من غسل
يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر ، ومشى ولم يركب ، ودنا من الإمام ، واستمع ولم يلغُ كان له بكل خطوة اجر
سنة :صيامها وقيامها). المخالفة السابعة / عدم إدراك المصلي ركوع الركعة الثانية فيقوم بعد تسليم الإمام ويصلي
ركعتين. والمفروض انه يصليها أربع ركعات لأنه لم يدرك الركوع في الركعة الثانية يقول رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم (من أدرك ركعة من صلاة الجمعة فقد أدرك الصلاة). وقوله
صلى الله عليه وسلم ( من أدرك ركعة من صلاة الجمعة فليضف أليها أخرى، وقد تمت صلاته). رواه النسائي وابن
ماجة.
عباد الله صلوا وسلموا ........
المشاهدات 5011 | التعليقات 1

ارجوا من الأخوة المشرفين اعادة تنسيق الخطبة وجزاكم الله خيرا...........