حسن العشرة بين الزوجين وفي ختامها حديث عن حادثة الاعتداء الأمني في القصيم

عبدالرحمن اللهيبي
1439/10/29 - 2018/07/13 01:49AM

خطبة جمعت من عدة خطب مع تصرف يسير 

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وعظموا أمره ولا تعصوه .. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون

عباد الله: في رحاب الأسرة الهادئة المطمئنة والعائلة المتماسكة المستكنة تنمو الخلال الطيبة , وتنعم خلالها ثمار التربية , ينعمون فيها بجلال النعمة السارية في أوصال هذه الأسرة المباركة، قال سبحانه (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ [

إن الزوجين وما بينهما من علاقة، وما يترعرع في أحضانهما من بنين وبنات، لا يمثلان أنفسهما فحسب، بل يمثلان حاضر أمة ومستقبلها؛ ومن ثم فإن الشيطان حين يفلح في فك روابط هذه الأسرة فإنه لا يهدم بيتًا واحدًا ولا يصنع شرًا محدودًا، إنما يوقع الأمة جمعاء في شر بعيد المدى.

وتأملوا هذا الحديث لتعرفوا أن فساد الأسرة وتدميرها من أعظم الأعمال عند الشيطان، عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ ثم يبعثُ سراياه، فأدناهُم منهُ منزلةً أعظمُهم فتنة؛ يجيء أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، ثم يجيءُ أحدُهم فيقول: ما تركتُه حتى فرقتُ بينه وبين امرأتِه؛ فيُدنِيه منه ويقول: نِعْمَ أنت؛ فيلتزمه". رواه مسلم.

أيها المسلمون: السكن والطمأنينة في البيوت نعمة جليلة ومنة عظيمة لا يعرف قدرها إلا الذين امتلأت بيوتهم بالنزاع والخلاف والشتات.

وتأملوا قوله تعالى (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً)، هكذا يريد الإسلام يريد من البيت مكانًا للسكينة القلبية والاطمئنان النفسي، يريده محلا تطمئن إليه النفس وتسكن ، فليس البيت مكانًا للنزاع والشقاق والخصام، إنما هو مبيت وسكن وأمن واطمئنان وسلام.

عباد الله: الأسرة هي المأوى الطبيعي لكلا الزوجين، أساسه حسن الصحبة القائمة على الود والإيناس والتآلف ,

وفهم الزواج على أنه رباط جسدي جنسي وحسب هو اسفاف في التفكير وسقوط في الشعور.

فالله تعالى يقول: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [

وهذا السكن معناه الاستقرار واطمئنان المرء إلى أنه مع شخص يطمئن إليه، ويستريح معه، ويهدأ في كنفه عند القلق، ويلتمس البشاشة معه عند الضيق. وكل ذلك لأجل أن تتحق الغاية العظمى من الخلق: وهو أن يتعاونا كلا من الزوجين على طاعة الله حتى يصلا إلى الجنة.

عباد الله: لقد جاءت توجيهات الإسلام لبناء الأسر البناء الصحيح منذ أول نشأتها ؛ فأمر الله بالزواج وحث عليه، وجعله من سنن المرسلين ، وأمر بتزويج البنات والبنين، وإعانة من لا يقدر على الزواج، وحث على تيسيره وتسهيل طريقه، ونهى عن كل ما يعوق تمامه ويعكر صفوه.

وحث على حسن الاختيار لكل من الزوج والزوجة وقوام الاختيار على حسن الخلق والدين، وأمر بالاستئذان والاستئمار؛ فلا الرجل يُكره على أخذ من يكره، ولا الفتاة ترغم على قبول من تبغض

وقرر الإسلام الحقوق لكل من الرجل على المرأة وحق المرأة على الرجل وأساس هذه الحقوق قائم على قوله تعالى :(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[

واعلموا يا مسلمون أن حسن الخلق في الأسرة من أمارات الإيمان؛ عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ مِن أكملِ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلقًا وألطفُهم بأهله".

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "خيرُكمْ خيرُكمْ لأهلِه، وأنا خيرُكُم لأهلي". رواه الترمذي.

أيها المسلمون: معرفة كل من الزوجين بما له من حقوق وما عليه من واجبات، والقيام بذلك، واحترام الطرف الآخر، واحترام مسؤوليات كل منهما، باب للتفاهم والرضا وسبب للاستقرار والنجاح،

فالرجل في شريعة الله رب البيت وقيِّم الأسرة، وهذه ميزة تكليف أكثر مما هي تشريف، والغرض منها أن يسير البيت وفق نظام سائد لا وفق مآرب متدافعة ورغبات متنازعة.

وترك زمام البيت في يد المرأة وضع للأمور في غير نصابها، بل هو تحميل للعبء على الكاهل الضعيف، والرجل أجدر من المرأة بحق إدارة البيت ورئاسة الأسرة؛ فإن ما جبله الله عليه من احتمال وصلابة ومقدرة واسعة على الكسب والنفقة ومدافعة أمواج الحياة، كل ذلك يجعله أولى بالترجيح الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ  [والقوامة ليست تسلطًا ولا تعسفًا ولا ظلمًا أو ترفعًا، بل هي الرعاية والحفظ والقيام بالمصالح وتحمل المسؤولية، وإن الدعوة إلى إسقاط الولاية أو القوامة بدعوى المساواة أو الحرية هو قلب للفطرة ومعاكسة للطبيعة.

عباد الله: إن عماد سعادة البيوت التقوى ثم التقوى ثم التقوى؛ ولا سعادة في البيوت بدون إيمان وتقوى .فإن شؤم المعصية يمتد أثره على الزوجة والأبناء

عباد الله: من كَرُم أصله لان قلبه ، وزوجتك هي حاملة أولادك، وراعية أموالك ، وحافظة أسرارك. اخفض الجناح معها،

وأظهر البشاشة لها، فالابتسامة تحيي النفوس وتمحو ضغائنَ الصدور، والثناء على الزوجات في الملبس والمأكل والزينة جاذب لأفئدتهن، وقد أباح الإسلام الكذب الذي تزيد به المودة والألفة بين الزوجين . والهدية بين الزوجين مفتاح للقلوب، تُنبئ عن محبة وسرور، والتبسط معها ونبذ الغموض والكبرياء من سيما الحياة السعيدة، يقول عمر بن الخطاب : ( ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي ـ أي في الأنس والسهولة ـ فإن كان في القوم كان رجلاً ).

كن لزوجتك كما تحب أن تكون هي لك في كل ميادين الحياة، فإنها تحب منك كما تحب منها، يقول ابن عباس رضي الله عنهما : (إني أحب أن أتزين للمرأة ؛ كما أحب أن تتزين لي ). واستمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب وبشاشة خلق، فقد كان نساء النبيr يراجعنه في الرأي فلا يغضب منهن . ومن علو النفس أن لا يأخذ الزوج من مال زوجته شيئاً إلا برضاها وطيب نفس منها؛ فمالها مِلْكٌ لها، وأحسِن إليها بالنفقة بالمعروف ولا تبخل عليها،

وتذكر أن زوجتك تود الحديث معك في كثير من أمورها فلا تحرمها سماعك، فهذا من كمال الخلق. ولا تعُد إلى دارك كالح الوجه عابس المحيّا ؛ فأولادك بحاجة إلى عطفك وقربك وحديثك ؛ فألن لهم جانبك ؛ وانشر بين يديهم أبوتك ؛ ودعهم يفرحون بتوجيهك وحسن إنصاتك، فقد كان النبي rإذا رأى ابنته فاطمة قال لها: ( مرحباً بابنتي ) ، ثم يجلسُها عن يمينه أو شماله. رواه مسلم.

والقيام بأعباء المنـزل من شيم الأوفياء، قيل لعائشة رضي الله عنها: ماذا كان يعمل رسول الله rفي بيته؟ قالت: كان بشراً من البشر، يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه. رواه أحمد.

واحذر أن يطغى بقاؤك عند أصحابك على حقوق أهلك وأولادك، فأهلك أحق بك. ولا تُذكِّر زوجتك بعيوبٍ بدرت منها، ولا تلمزها بتلك الزلات والمعايب، واخْفِ أيَّ مشكلة عن الأبناء ؛ ففي إظهار المخاصمة تأثير على التربية وتأثير على احترام الوالدين .

واحذر من الغضب فهو يفجِّر الشحناء، لأن ما بينك وبين زوجتك أسمى أن تدنسه لحظه غضبٍ عابرة. وآثِر السكوت على المقال السيئ ، والعفو عن الزلات أقرب إلى العقل والتقوى، يقول عمر بن الخطاب : ( النساء عورة ، فاستروهن بالبيوت ، ودَاووا ضعفهن بالسكوت)

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

  الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فليعلم أنه لن يكون النسيم عليلاً داخل الأسرة على الدوام، فقد يعتكر الجو وقد تثور الزوابع، ومن العقل توطين النفس على تحمل بعض المضايقات وحدوث بعض المنازعات. ففي الأسرة عتاب ومودة، سخط ورضا، والرجل يرفعه الأدب ويزكيه العقل، يضع من المودة أعلاها ومن المحبة أسماها، يعفو عن الخطأ ويتجاوز عن الزلل

فإنه لما كان الرجل في نظر الإسلام هو رب البيت ومالك زمامه فإنه مطالب بتصبير نفسه على ما لا يحب أحيانًا، لذلك من آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم-: "اسْتَوصُوا بالنسَاء؛

 

وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلع، لَنْ تستقيمَ لك على طرِيقة؛ فإن اسْتمتَعْتَ بها استمْتعتَ بها وبها عِوَج، وإنْ ذهبتَ تقيمَهَا كسرتها، وكسرُها طلاقُها"، وهذا ما يكرهه الإسلام.

وعلى الرجل أن لا يسترسل مع مشاعر الضيق، وأن لا يجعل تركيزه فقط في الجانب الذي يسوؤه من زوجته، بل يجب أن يذكر جوانب الخير الأخرى، ولن يُعدم ما تطيب به نفسه من سيرتها ومعاملتها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يفْركُ مؤمنٌ مؤمنة؛ إنْ كرِه منها خُلقًا رضِي منها آخر -أو قال: غيره-". رواه مسلم.

فإن غلبته مشاعر التشاؤم، فليعلم أن هذه المشاعر كثيرًا ما تكذب، وغالبها من وساوس الشيطان ولله تعالى يقول: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)

عباد الله إن َالْأُسْرَةُ الصَّالِحَةُ تُنْتِجُ أَوْلَادًا صَالِحِينَ مُنْتِجِينَ، وَمَا أَحْوَجَ النَّاسَ فِي هَذَا الزَّمَنِ الْمَخُوفِ لِبِنَاءِ الْأُسَرِ الصَّالِحَةِ؛ لِحِفْظِ أَوْلَادِهِمْ مِنَ الِانْحِرَافَاتِ الْأَخْلَاقِيَّةِ وَالْفِكْرِيَّةِ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ الَّذِينَ ابْتُلُوا بِالْمُخَدِّرَاتِ وَبِالتَّمَرُّدِ عَلَى الدِّينِ وَالْأَخْلَاقِ وَالْقِيَمِ؛ كَانَ سَبَبُ وُقُوعِهِمْ فِي ذَلِكَ هُرُوبَهُمْ مِنْ مَشَاكِلِ أُسَرِهِمْ وَوَاقِعِهَا الْأَلِيمِ الْمَمْلُوءِ بِالشِّقَاقِ وَالْخِصَامِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ. فَحَرِيٌّ بِالْأَزْوَاجِ وَالزَّوْجَاتِ أَنْ يَحْرِصُوا عَلَى اسْتِقْرَارِ أُسَرِهِمْ؛ لِمَصْلَحَتِهِمْ وَمَصْلَحَةِ أَوْلَادِهِمْ وَمُجْتَمَعِهِمْ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ: وَمِمَّا يُؤْسَفُ مَا وَقَعَ هَذَا الْأُسْبُوعَ مِنَ اعْتِدَاءٍ أَلِيمٍ عَلَى نُقْطَةٍ أَمْنِيَّةٍ فِي “الْقَصِيمِ” مِنْ قِبَلِ غُلَاةٍ سَلَّمُوا عُقُولَهُمْ لِغَيْرِهِمْ، وَاسْتَسْلَمُوا لِمَا يُقْذَفُ عَلَيْهِمْ مِنَ الشُّبُهَاتِ،

فَصَارُوا مَعَاوِلَ هَدْمٍ وَتَخْرِيبٍ، وَمَا عَمَلُهُمْ إِلَّا ضَرْبٌ مِنْ ضُرُوبِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ، وَإِخْلَالٌ بِالْأَمْنِ، وَاسْتِرْخَاصٌ لِلْأَنْفُسِ الْمَعْصُومَةِ، وَإِذْكَاءٌ لِنَارِ الْفَتْنَةِ، وَهُوَ عَمَلٌ مُخَالِفٌ لِلشَّرْعِ الْحَنِيفِ، وَتَسْتَنْكِرُهُ الْفِطَرُ السَّلِيمَةُ، وَتَنْبُو عَنْهُ الْعُقُولُ الرَّشِيدَةُ؛ لِمَا يَنْتُجُ عَنْهُ مِنْ زَعْزَعَةِ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ، وَنَشْرِ الْخَوْفِ وَالِاضْطِرَابِ، وَاللَّهُ -تَعَالَى- يَقُولُ: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)[الْمَائِدَةِ: 32].

فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ -أَيُّهَا الشَّبَابُ- مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ وَالْأَهْوَاءِ؛ فَإِنَّهَا تُرْدِي أَصْحَابَهَا فِي الدُّنْيَا، وَتُوبِقُهُمْ فِي الْآخِرَةِ

هذا، وصلوا وسلموا على خير البرية، وأزكى البشرية، محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وارض اللهم عن الأئمة المهديين، والخلفاء المرضيين: أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيك أجمعين، ومن سار على نهجهم واتبع سنتهم يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا.

اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم اجمعهم على الحق والهدى، واحقن دماءهم، وأرغد عيشهم، وآمنهم في ديارهم، وأصلح أحوالهم، واكبت عدوهم.

اللهم انصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين، اللهم انصر المرابطين في أكناف بيت المقدس، اللهم اجمعهم على الحق يا رب العالمين.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ويسر أمورنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المشاهدات 2283 | التعليقات 1

خطبة جمعت من عدة خطب مع تصرف يسير 

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وعظموا أمره ولا تعصوه .. يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون

عباد الله: في رحاب الأسرة الهادئة المطمئنة والعائلة المتماسكة المستكنة تنمو الخلال الطيبة , وتنعم خلالها ثمار التربية , ينعمون فيها بجلال النعمة السارية في أوصال هذه الأسرة المباركة، قال سبحانه: (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ [

إن الزوجين وما بينهما من علاقة، وما يترعرع في أحضانهما من بنين وبنات، لا يمثلان أنفسهما فحسب، بل يمثلان حاضر أمة ومستقبلها؛ ومن ثم فإن الشيطان حين يفلح في فك روابط هذه الأسرة فإنه لا يهدم بيتًا واحدًا ولا يصنع شرًا محدودًا، إنما يوقع الأمة جمعاء في شر بعيد المدى.

وتأملوا هذا الحديث لتعرفوا أن فساد الأسرة وتدميرها من أعظم الأعمال عند الشيطان، عن جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ ثم يبعثُ سراياه، فأدناهُم منهُ منزلةً أعظمُهم فتنة؛ يجيء أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، ثم يجيءُ أحدُهم فيقول: ما تركتُه حتى فرقتُ بينه وبين امرأتِه؛ فيُدنِيه منه ويقول: نِعْمَ أنت؛ فيلتزمه“. رواه مسلم.

أيها المسلمون: السكن والطمأنينة في البيوت نعمة جليلة ومنة عظيمة لا يعرف قدرها إلا الذين امتلأت بيوتهم بالنزاع والخلاف والشتات.

وتأملوا قوله تعالى (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً)، هكذا يريد الإسلام يريد من البيت مكانًا للسكينة القلبية والاطمئنان النفسي، يريده محلا تطمئن إليه النفس وتسكن ، فليس البيت مكانًا للنزاع والشقاق والخصام، إنما هو مبيت وسكن وأمن واطمئنان وسلام.

عباد الله: الأسرة هي المأوى الطبيعي لكلا الزوجين، أساسه حسن الصحبة القائمة على الود والإيناس والتآلف ,

وفهم الزواج على أنه رباط جسدي جنسي وحسب هو اسفاف في التفكير وسقوط في الشعور.

فالله تعالى يقول: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [

وهذا السكن معناه الاستقرار واطمئنان المرء إلى أنه مع شخص يطمئن إليه، ويستريح معه، ويهدأ في كنفه عند القلق، ويلتمس البشاشة معه عند الضيق. وكل ذلك لأجل أن تتحق الغاية العظمى من الخلق: وهو أن يتعاونا كلا من الزوجين على طاعة الله حتى يصلا إلى الجنة.

عباد الله: لقد جاءت توجيهات الإسلام لبناء الأسر البناء الصحيح منذ أول نشأتها ؛ فأمر الله بالزواج وحث عليه، وجعله من سنن المرسلين ، وأمر بتزويج البنات والبنين، وإعانة من لا يقدر على الزواج، وحث على تيسيره وتسهيل طريقه، ونهى عن كل ما يعوق تمامه ويعكر صفوه.

وحث على حسن الاختيار لكل من الزوج والزوجة وقوام الاختيار على حسن الخلق والدين، وأمر بالاستئذان والاستئمار؛ فلا الرجل يُكره على أخذ من يكره، ولا الفتاة ترغم على قبول من تبغض

وقرر الإسلام الحقوق لكل من الرجل على المرأة وحق المرأة على الرجل وأساس هذه الحقوق قائم على قوله تعالى :(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ[

واعلموا يا مسلمون أن حسن الخلق في الأسرة من أمارات الإيمان؛ عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ مِن أكملِ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلقًا وألطفُهم بأهله“.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: “خيرُكمْ خيرُكمْ لأهلِه، وأنا خيرُكُم لأهلي“. رواه الترمذي.

أيها المسلمون: معرفة كل من الزوجين بما له من حقوق وما عليه من واجبات، والقيام بذلك، واحترام الطرف الآخر، واحترام مسؤوليات كل منهما، باب للتفاهم والرضا وسبب للاستقرار والنجاح،

فالرجل في شريعة الله رب البيت وقيِّم الأسرة، وهذه ميزة تكليف أكثر مما هي تشريف، والغرض منها أن يسير البيت وفق نظام سائد لا وفق مآرب متدافعة ورغبات متنازعة.

وترك زمام البيت في يد المرأة وضع للأمور في غير نصابها، بل هو تحميل للعبء على الكاهل الضعيف، والرجل أجدر من المرأة بحق إدارة البيت ورئاسة الأسرة؛ فإن ما جبله الله عليه من احتمال وصلابة ومقدرة واسعة على الكسب والنفقة ومدافعة أمواج الحياة، كل ذلك يجعله أولى بالترجيح:  الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ  [والقوامة ليست تسلطًا ولا تعسفًا ولا ظلمًا أو ترفعًا، بل هي الرعاية والحفظ والقيام بالمصالح وتحمل المسؤولية، وإن الدعوة إلى إسقاط الولاية أو القوامة بدعوى المساواة أو الحرية هو قلب للفطرة ومعاكسة للطبيعة.

عباد الله: إن عماد سعادة البيوت التقوى ثم التقوى ثم التقوى؛ ولا سعادة في البيوت بدون إيمان وتقوى .فإن شؤم المعصية يمتد أثره على الزوجة والأبناء

عباد الله: من كَرُم أصله لان قلبه ، وزوجتك هي حاملة أولادك، وراعية أموالك ، وحافظة أسرارك. اخفض الجناح معها،

وأظهر البشاشة لها، فالابتسامة تحيي النفوس وتمحو ضغائنَ الصدور، والثناء على الزوجات في الملبس والمأكل والزينة جاذب لأفئدتهن، وقد أباح الإسلام الكذب الذي تزيد به المودة والألفة بين الزوجين . والهدية بين الزوجين مفتاح للقلوب، تُنبئ عن محبة وسرور، والتبسط معها ونبذ الغموض والكبرياء من سيما الحياة السعيدة، يقول عمر بن الخطاب : ( ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي ـ أي في الأنس والسهولة ـ فإن كان في القوم كان رجلاً ).

كن لزوجتك كما تحب أن تكون هي لك في كل ميادين الحياة، فإنها تحب منك كما تحب منها، يقول ابن عباس رضي الله عنهما : (إني أحب أن أتزين للمرأة ؛ كما أحب أن تتزين لي ). واستمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب وبشاشة خلق، فقد كان نساء النبي r يراجعنه في الرأي فلا يغضب منهن . ومن علو النفس أن لا يأخذ الزوج من مال زوجته شيئاً إلا برضاها وطيب نفس منها؛ فمالها مِلْكٌ لها، وأحسِن إليها بالنفقة بالمعروف ولا تبخل عليها،

وتذكر أن زوجتك تود الحديث معك في كثير من أمورها فلا تحرمها سماعك، فهذا من كمال الخلق. ولا تعُد إلى دارك كالح الوجه عابس المحيّا ؛ فأولادك بحاجة إلى عطفك وقربك وحديثك ؛ فألن لهم جانبك ؛ وانشر بين يديهم أبوتك ؛ ودعهم يفرحون بتوجيهك وحسن إنصاتك، فقد كان النبي r إذا رأى ابنته فاطمة قال لها: ( مرحباً بابنتي ) ، ثم يجلسُها عن يمينه أو شماله. رواه مسلم.

والقيام بأعباء المنـزل من شيم الأوفياء، قيل لعائشة رضي الله عنها: ماذا كان يعمل رسول الله r في بيته؟ قالت: كان بشراً من البشر، يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه. رواه أحمد.

واحذر أن يطغى بقاؤك عند أصحابك على حقوق أهلك وأولادك، فأهلك أحق بك. ولا تُذكِّر زوجتك بعيوبٍ بدرت منها، ولا تلمزها بتلك الزلات والمعايب، واخْفِ أيَّ مشكلة عن الأبناء ؛ ففي إظهار المخاصمة تأثير على التربية وتأثير على احترام الوالدين .

واحذر من الغضب فهو يفجِّر الشحناء، لأن ما بينك وبين زوجتك أسمى أن تدنسه لحظه غضبٍ عابرة. وآثِر السكوت على المقال السيئ ، والعفو عن الزلات أقرب إلى العقل والتقوى، يقول عمر بن الخطاب  : ( النساء عورة ، فاستروهن بالبيوت ، ودَاووا ضعفهن بالسكوت)

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

  الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فليعلم أنه لن يكون النسيم عليلاً داخل الأسرة على الدوام، فقد يعتكر الجو وقد تثور الزوابع، ومن العقل توطين النفس على تحمل بعض المضايقات وحدوث بعض المنازعات. ففي الأسرة عتاب ومودة، سخط ورضا، والرجل يرفعه الأدب ويزكيه العقل، يضع من المودة أعلاها ومن المحبة أسماها، يعفو عن الخطأ ويتجاوز عن الزلل

فإنه لما كان الرجل في نظر الإسلام هو رب البيت ومالك زمامه فإنه مطالب بتصبير نفسه على ما لا يحب أحيانًا، لذلك من آخر وصاياه صلى الله عليه وسلم-: “اسْتَوصُوا بالنسَاء؛

 

وقد قال صلى الله عليه وسلم: “إنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلع، لَنْ تستقيمَ لك على طرِيقة؛ فإن اسْتمتَعْتَ بها استمْتعتَ بها وبها عِوَج، وإنْ ذهبتَ تقيمَهَا كسرتها، وكسرُها طلاقُها“، وهذا ما يكرهه الإسلام.

وعلى الرجل أن لا يسترسل مع مشاعر الضيق، وأن لا يجعل تركيزه فقط في الجانب الذي يسوؤه من زوجته، بل يجب أن يذكر جوانب الخير الأخرى، ولن يُعدم ما تطيب به نفسه من سيرتها ومعاملتها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يفْركُ مؤمنٌ مؤمنة؛ إنْ كرِه منها خُلقًا رضِي منها آخر -أو قال: غيره-“. رواه مسلم.

فإن غلبته مشاعر التشاؤم، فليعلم أن هذه المشاعر كثيرًا ما تكذب، وغالبها من وساوس الشيطان ولله تعالى يقول: (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)

عباد الله إن َالْأُسْرَةُ الصَّالِحَةُ تُنْتِجُ أَوْلَادًا صَالِحِينَ مُنْتِجِينَ، وَمَا أَحْوَجَ النَّاسَ فِي هَذَا الزَّمَنِ الْمَخُوفِ لِبِنَاءِ الْأُسَرِ الصَّالِحَةِ؛ لِحِفْظِ أَوْلَادِهِمْ مِنَ الِانْحِرَافَاتِ الْأَخْلَاقِيَّةِ وَالْفِكْرِيَّةِ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ الَّذِينَ ابْتُلُوا بِالْمُخَدِّرَاتِ وَبِالتَّمَرُّدِ عَلَى الدِّينِ وَالْأَخْلَاقِ وَالْقِيَمِ؛ كَانَ سَبَبُ وُقُوعِهِمْ فِي ذَلِكَ هُرُوبَهُمْ مِنْ مَشَاكِلِ أُسَرِهِمْ وَوَاقِعِهَا الْأَلِيمِ الْمَمْلُوءِ بِالشِّقَاقِ وَالْخِصَامِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ. فَحَرِيٌّ بِالْأَزْوَاجِ وَالزَّوْجَاتِ أَنْ يَحْرِصُوا عَلَى اسْتِقْرَارِ أُسَرِهِمْ؛ لِمَصْلَحَتِهِمْ وَمَصْلَحَةِ أَوْلَادِهِمْ وَمُجْتَمَعِهِمْ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ.

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ: وَمِمَّا يُؤْسَفُ مَا وَقَعَ هَذَا الْأُسْبُوعَ مِنَ اعْتِدَاءٍ أَلِيمٍ عَلَى نُقْطَةٍ أَمْنِيَّةٍ فِي “الْقَصِيمِ” مِنْ قِبَلِ غُلَاةٍ سَلَّمُوا عُقُولَهُمْ لِغَيْرِهِمْ، وَاسْتَسْلَمُوا لِمَا يُقْذَفُ عَلَيْهِمْ مِنَ الشُّبُهَاتِ،

فَصَارُوا مَعَاوِلَ هَدْمٍ وَتَخْرِيبٍ، وَمَا عَمَلُهُمْ إِلَّا ضَرْبٌ مِنْ ضُرُوبِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ، وَإِخْلَالٌ بِالْأَمْنِ، وَاسْتِرْخَاصٌ لِلْأَنْفُسِ الْمَعْصُومَةِ، وَإِذْكَاءٌ لِنَارِ الْفَتْنَةِ، وَهُوَ عَمَلٌ مُخَالِفٌ لِلشَّرْعِ الْحَنِيفِ، وَتَسْتَنْكِرُهُ الْفِطَرُ السَّلِيمَةُ، وَتَنْبُو عَنْهُ الْعُقُولُ الرَّشِيدَةُ؛ لِمَا يَنْتُجُ عَنْهُ مِنْ زَعْزَعَةِ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ، وَنَشْرِ الْخَوْفِ وَالِاضْطِرَابِ، وَاللَّهُ -تَعَالَى- يَقُولُ: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا) وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)[الْمَائِدَةِ: 32].

فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ -أَيُّهَا الشَّبَابُ- مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ وَالْأَهْوَاءِ؛ فَإِنَّهَا تُرْدِي أَصْحَابَهَا فِي الدُّنْيَا، وَتُوبِقُهُمْ فِي الْآخِرَةِ

هذا، وصلوا وسلموا على خير البرية، وأزكى البشرية، محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وارض اللهم عن الأئمة المهديين، والخلفاء المرضيين: أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيك أجمعين، ومن سار على نهجهم واتبع سنتهم يا رب العالمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا.

اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم اجمعهم على الحق والهدى، واحقن دماءهم، وأرغد عيشهم، وآمنهم في ديارهم، وأصلح أحوالهم، واكبت عدوهم.

اللهم انصر المستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين، اللهم انصر المرابطين في أكناف بيت المقدس، اللهم اجمعهم على الحق يا رب العالمين.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ويسر أمورنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.