حسبنا الله ونعم الوكيل
أحمد عبدالله صالح
خطبــة جمعــه بعنــوان
حسبنا الله ونعـم الـوكيل
امّــا بعــد احبتي الكــرام
خُلقَ الإنسـانُ ضعيفاً، خُلقَ عـاجـزاً لا يستطيعُ وحده أنْ يُصارع الأحداث، ولا يستطيع وحده ان يُقاوم الشدائد، ولا يستطيع وحده ان يُنازل المصائب، ولا يستطيع وحده ان يُجابه المحن ...!
ولا يستطيع وحده أن يقف امام الفتن والنوازل إلاّ حينما يتسلح بسلاح الإيمان واليقين والتوكل على الله عزوجل ..
ولأجــلِ ذلكم حديثنا اليوم عن سلاحٍ عظيم يحتاجه المسلم كي يتسلح به أمـامَ خطـوبِ هـذه الحياة ..
ويستعمله كلمـا ألمّت به المصائب ..
ويستخدمـه كلمـا أحـاطتْ به النكباتُ ..
ويحتمي به كلمـا تكالبت عليه مشاكل هذه الدنيا التي لا يسلمُ منها أحـد.
* هـذا السـلاح ياكـرام ينبغي أَن لا يَغْفُـلَ عنه المسلِمُ ابداً فهو ملجأُ الإنسان عند الفزع، وكهفُهُ عند الخوف، وحصنُهُ عند الهلع، ودرعُهُ عند الرعب .
* هـذا السـلاح مـن الأذكارِ العظيمة والكلمات المباركة التي وردت في كتابِ اللهِ وفي سنةِ نبيه صلى الله عليه وسلم، والتي يجدُرُ بكلِّ مسلمٍ أن يُعنىٰ بها وأن يحفظها ويحافظَ عليها ..
* هـذا السـلاحُ هو الكلمةُ الْمَعْرُوفَـه بـالْحَسْبَلَة
إنّـه ســـلاح " حسبنا الله ونعم الوكيل ".
يقولها العبد طالِباً مــددَ الله، طالباً توفيقه وتسديده، طالباً عونه فيما أهمّه من جلبِ نَعماءَ أو دفعِ ضُرٍ وبلاء ..
وحسبنا الله ونعم الوكيل تعني توكل العبد على الله، والتجاؤه إليه، واستعانةٌ به واعتمادٌ عليه وطلب عونه وتوفيقه وتسديده.
وكلمة( حسبنا الله ) يستشعرُ فيها العبدُ اسْمَ اللهِ الحسيبِ، والحسيب هو : الكافي، فهو سبحانه كَافٍ من توكل عليه، وفوضَ أمره إليه، واستعان به، واعتمد عليه ..
وكلمة (نِعمَ الوكيل ) صيغةُ مدحٍ وثناءٍ على الله عزوجل، بأنه هو الحفيظ ونِعمَ المُتوكَّل عليه في جميع الأمور، وهو الوكيلُ الذي توكَّل بالعالَمين والذي يتولَّى بإحسانِه شُؤونَهم خَلقاً وتدبيراً وهداية وتقديراً، فلا يُضيِّعُهم ولا يترُكُهم ولا يكِلُهم إلى غيرِه.
نعـم يا ايها الكــرام :
• ( حسبنا الله وَنِعْمَ الوكيل ) ما أكبرَ معناها ..!
وما أَعظمَ دلالتها ،وما أجلّ قدرها ،وما أشدَّ أثرها ..!
فهي العبارةُ التي تلوحُ أَمامَ الإنسان حين تنقطع وتتخلى عنه القوى المادية والأسبابِ الأرضية..
• ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ملاذُ العبد وملجَؤُه، وهي نصيرُه ومأمنه حالَ الأزمات الشديدة والضائِقات العظيمة..
• ( حسبنا الله وَنِعْمَ الوكيل ) هي السلوى في المصائِب، والحِصن في الشدائِد..
• ( حسبنا الله وَنِعْمَ الوكيل ) هي أمضَى من القوَى المادية، والأسباب الأرضيَّة.
• ( حسبنا الله وَنِعْمَ الوكيل ) هي المَفزعُ إذاضاقت الكروب ،وهي الملاذُ إذا عَظُمَت الخُطوب، وهي الكلمة التي تقفُ على طرفِ اللسان حين يأْخذ الخوف والحزن مكانه في القلب.!
• ( حسبنا اللهُ وَنِعْمَ الوكيل ) هي تلك الكلمة وتلكم العبارة التي استشعرها إبراهيم عليه السلام .!
فحين دعا قومه الـى ترك عبادة الأصنام والدخول في دين الله ضاقوا به ذرعاً وأجمعوا على إلقائه في النار حتى قيل انهم جمّعوا الحطب شهوراً في خندق ليحرقوه فيه حتى كان الطير إذا طار فوق تلكم النار التي اوقدوها يسقط فيها مشوياً من شدة لفحتها وحرارتها واشتعالها .
وضعوه في قذيفة المنجنيق لقذفه في تلكم النار الملتهبه ولما قُذفَ به جاءه جبريل عليه السلام في تلك اللحظة وقال له : هل لك إليّ حاجة يا ابراهيم ؟
فقال بلسانٍ ذاكرٍ متضرع واثق بحماية الله ورعايته
أمّا منك فلا وأمّا من الله فبلى !
وحين قُذف الى النار بَصُرت عيناه النار فردد بلسانه، وقد مُلِئ قلبُه توحيداً وإيماناً ويقينا : ( حسبنا الله ونعم الوكِيل )..!
إنّها كلمةُ الحماية وعنوانُ النجاة وهتافُ الرعاية
وعند وقوعه في وسطِ النار قال الله للنار :
﴿ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الأنبياء: 69].
قال المفسرون :
لو قال الله ﴿ كُونِي بَرْدًا على ابراهيم ﴾ ولم يقل سلاماً لأصاب البرد أبراهيم وآذاه ولكنه قال :
﴿ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا ﴾ اي : كوني برداً يسلم ابراهيم من الأذى .. اتدرون مـا الذي احترق مـن ابراهيم ؟
لم يحترق منه سوى الحبل الذي كُبّلَ فيه وربط .
ولهذا يُقذفُ نبيُّ الله ابراهيم الى النّار فيحولها الله له الى جنّةٍ فيحاء وروضةٍ من رياض الجنّة ..
وحينما سُأل عن حاله مع النار حين سقط فيها قال:
ما عشت اسعد أيامي في مكانٍ قط مثلما عشتها في النّار يوم أن أُلقيت فيها .
• و( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ) هي كذلك الكلمة نفسها التي قالها نبينا ورسولنا وقدوتنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن معه بعد غزوة أحد، حين قيل لهم إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم قال ربنا سبحانه :
﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا :
ماذا قالوا ؟ وبماذا هتفوا ؟
(وقالوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾[آل عمران: 173].
فماذا كان جزاءهم ؟
( فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
ال عمران (174)
فالله الذي أمر النّار لتكون برداً وسلاماً على إِبراهيم عليه السلام، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابَه يرجعون ولم يمسسهم سوء هو الذي يجعل المحن منحاً وعطايا، ويجعلُ الفقر والحاجة سعةً وغنى، ويجعل الهمومَ والأحزان أفراحاً ومسرات، ويجعلُ المَنْع عطاءً ورحمة ..
وهذا كلُّه لمن توكل عليه وجعلَهُ حَسْبُهُ، وأيقن به وأحسنَ الظنّ به سبحانه، وهذا مضمون حسبنا اللهُ ونعم الوكيل.
ايها الأحباب ضيوف الرحمن:
ما اجمل وما اورع هتاف حسبنا الله ونعم الوكيل
فإن قلَّ مالُك وكثُرَ ديْنُك، فنادِ :( حسبُنا اللهِ ونِعْمَ الوكيلُ ).
وإذا خِفتَ من عدوٍّ، أو ظُلمتَ أو ابتليتَ فاهتفْ وردد وقـل : ( حسبي اللهُ ونِعْمَ الوكيل )..
وإذا ضاقت بك السبُل، وأُغْلِقَت دونك الأبواب وتعسّرت عليك الحياة ولم تجد من الناسِ أنيساً
ولا مؤنسا فقل وردد واهتف : ( حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْل ).
وإن سُلِبَ حقك، وضَعُفتَ عن استرداده، فقل وردد : ( حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوكيل ) .
قلها بيقين ليدفعَ الله عنك الهموم والغموم والأحزان، قلها بإيمانٍ عميق ليُزِيحَ الله عنك الكروبَ والشدائد،قلها بعزمٍ راسخ وثباتٍ لا يلين ليُذهب الله عنك البأس ويُعجّلَ لك بالفَرج بإذن الله جل وعلا .
( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) [آل عمران: 173].
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب ويافوز المستغفرين
الخطبـة الثانيـة
امابعد :
ما أحوجنا ونحن اليوم نعاني مشاكل وأزمات، وشدائد ومحن، وبلايا وفتن، وآلآم وامراض،
وأوبئة وأوجاع أن نُعنى بكلمةِ حسبنا الله ونعم الوكيل، ان نعيش مع هذه الكلمة العظيمة المباركة مُتأملين في معناها متدبرين لدلالتها، وأن نأتي بها في مواضعها المناسبة مع الأخذ بالأسباب لنُكْفى ونُوقى بإذن الله عزَّوجلَّ.
نعم يا مسلمين
ينبغي ان لا يُفهَمُ أن نُوارِيَ عجزَنا وكسلنا وضعفنا وراء الحسبَلَة أو الحوقَلَة، فهذا مظهرٌ من مظاهر الضعفِ والذلِّ..
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعلِّمُ أصحابَه ويربيهم على مواجهة الأحداثَ والمواقِف بـ "حسبنا الله ونِعمَ الوكيل" مُستشعِرين جلالةَ معانِيها، وعظيم مدلُولِها، مع العملِ الجادِّ، واتخاذِ الأسبابِ بحكمةٍ وبصيرةٍ، قال صلى الله عليه وسلم : ( المُؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المُؤمن الضعيف وفي كلٍّ خيرٌ احرِص على ما ينفعُك واستعِن بالله ولا تعجَز ).
حتى سلفنا الصالح رضوانُ الله عليهم فقد سلكوا مسلك هذه الكلمة العظيمة آخذين بالأسباب متوكلين على الله ..!
فلم تُؤثِّرُ فيهم الأوهام، ولم تُزعِجُهم الحوادِث،
ولم يتسرَّبْ إليهم خوفٌ ولا ضعف، لعلمِهم أنّ الله يتكفَّل بمن توكَّل عليه بالكفايةِ التامَّة ..
فوثقوا بالله واطمئنُّوا إلى وعدِه، فزال همُّهم وقلَقُهم، وتبدَّل عُسرُهم يُسراً، وحُزنهم فرَحاً، وخوفُهم أمناً..
خليفة عباسي طاغيه، غليظ، عُتلْ، جواظ، ظالم مستبد، وسفاك وديكتاتوري ومجرم ما كان يبتسم ابداً ..له ثلاثون الف حارس... أمره عجيب ونبأة غريب .!! لمّا فتح دمشق يقتل هذا المجرم في ساعةٍ واحدة ستة وثلاثين ألفاً من المسلمين !
ويا ليته إكتفى بجريمته المروّعة هذه .!!
إنّما ويُدخل بغاله وخيوله في المسجد الأموي ويجلس للنّاس ويقول لهم ولوزراءه في عنجهيةٍ واستكبار وعلو : هل يعارضني من احد ؟
قالوا له : لا . فقال : وهل ترون أنّ أحداً سوف يعترض عليّ او ترون من أحدٍ سيقف أمامي ؟
قالوا : إن كان من سيعترض عليك فـ الأوزاعي..
ومن هذا الاوزاعي ؟
إنّه ذلكم العالمُ الجليل الفحل الزاهد العابد..
إنّه أمير المؤمنين في الحديث ومن رواة البخاري ومسلم...
نعم / إذا كان هناك من يعارضك فهو الاوزاعي .!
فقال الخليفةُ العباسي الجواظ : ائتوني به .!
فذهب الجنود لطلب الأوزاعي وعند مجيئهم إليه قالوا له : الخليفة يريدك ويطلبك إليه يا اوزاعي.!
فما تحرك من مكانه، وما خاف او ارتعب او ارتعدت أوصاله وفرائصه او إضطرب كما يضطرب العصفور إذا بلّله الماء إنّما قال كلمتة الصادقة ونشيده الخالد .! كلمةُ السداد والحفظ والرعاية والعون والمدد : ( حسبنا الله ونعم الوكيل ).
ثمّ قال لهم : انتظروني قليلاً، فدخل واغتسل ولبِس أكفانه تحت ثيابه لأنه يعرف أنّ الأمر ليس بالسهل مع هذا الطاغية..
يعرف انّ الموقف مع ذلكم الظالم موتٌ احمر وقتلُ ودماء .! ثمّ قال لنفسه : الآن آن لك يا أوزاعي أن تقول في الله كلمة الحق ولا تخشى في الله لومة لائم.
ذهب الاوزاعي مع الجنود ودخل على ذلكم
السلطان المستبد الجائر ..دخل عليه دخول الأعزة الأبطال الذين لايهابون الموت ولا يخشون المنايا ..
دخل عليه يحمل رأسه في كفه قد فوض أمرة الى ربه ووهب نفسه لخالقه وبارئه ومولاه ..
يقول الأوزاعي وهو يصف المشهد :
دخلت فإذا أساطين من الجنود صفان قد سلّوا السيوف ولاقوا بين رؤوسها، فدخلت من تحت السيوف حتى بلغت إليه، وقد جلس على سرير وبيده خيزران، وقد انعقد في جبينه عقدةٌ من الغضب .
قال : فلما رأيته والله الذي لا إله إلا هو لم آراة أمامي إلاّ كالذباب.. ووالله ما تذكرت حينها لا أهلاً ولا مالاً ولا زوجة، وإنّما تذكرت عرش الرحمن إذا برز للنّاس في يوم الحساب ..
الله اكبر
مَلَكْنَا هَذِهِ الدُّنْيَا قُرُونَا
وَأَخْضَعَهَا جُدُودٌ خَالِدُونَا
وَسَطَّرْنَا صَحَائِفَ مِنْ ضِيَاءٍ
فَمَا نَسِيَ الزَّمَانُ وَلاَ نَسِينَا
قال : فرفع طرفه وبه من الغضب ما الله به عليم وقال : ما رأيك يا أوزاعي وماذا تقول في الدماء التي أرقناها وأهرقناها !؟
قال الاوزاعي بثبات المؤمن ونجابة الأبطال وفي موقفٍ ينسى الانسانُ فيه اسمه :
حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن إبن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث :
الثيبُ الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة " فإن كان من قتلتهم من هؤلاء فقد أصبت، وإن لم يكن فدماؤهم في عنقك الـى يوم القيامة...
قال : فنكت بالخيزران، ورفعت عمامتي أنتظر السيف، ورأيت الوزراء يستحضرون ثيابهم ويرفعونها عن الدم ... فقال له : وما رأيك في الأموال !؟ قال الاوزاعي : إن كانت حلالاً فحساب، وإن كانت حراماً فعقاب!!
قال : خذ هذه البدرة (كيس مملوء بالذهب)..
قال : لا أريد المال.. قال : فغمزني أحد الوزراء، أي : خذ الكيس؛ لأنه يريد أدنى علة لكي يقتله ..
قال : فأخذ الكيس فوزعه على الجنود حتى بقي الكيس فارغاً فرمى به وخرج، ولما خرج قال كلمتة الخالدة : ( حسبنا الله ونعم الوكيل )قلناها يوم دخلنا وقلناها يوم خرجنا :
﴿ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾
[آل عمران:174]...
اللهــم إجعلنا موضعاً لنظرك ومحلاً لإصطفائك.
اللهم إستعملنا وثبّتنا ولا تفتنّا وأحسن لنا الختام وإقبضنا على أحبّ اﻷعمال والأحوال إليك ..
اللهــم يامنزل الشفاء ورافع البلاء ويامجيب الدعاء إرفع عنا البلاء والوباء والمِحن وأحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه ..
اللهم إنا نسألك ضياءً في طريقنا وفرجاً لضيقنا ونوراً لقلوبنا وتيسيراً لأمورنا يارب العالمين ..
اللهم إشف مرضانا وعافي مبتلانا وارحم موتانا
اللهــم ارحم من فارقوا هذه الدنيا من احبابنا
اللهــم ارحم والداً كان هنا معي في الصف الاول يستمع إليّ وينصت..
ارحم والداً كان مؤذناً لهذا المسجد سنوناً طوالاً
اللهــم ارحمة بعدد ما وصل نداءه للبشر والحجر والمدر والثمر ..
اللهــم ارحمه بعدد ورق الأشجار وبعدد من صلى وصام وبعدد من ركع وسجد وقام وبعدد من طاف بالبيت الحرام .
اللهــم وارحم أمي بواسع مغفرتك واسكنها الجّه مع الأبرار وانس وحشتها ووسع مدخلها واجعل قبرها روضةً من رياض الجنّه ..
اللهــم وارحم يارحيم ياكريم يا لطيف يا ودود أخاً لي فارق هذه الحياة ..
اللهــم وثقل ميزانه ورافع درجته ورطب تربته ووسع مدخله واغسله من خطاياه بالماء والثلج والبرد ..
اللهــم وارحمهم جميعاً رحمة الأبرار وانزلهم منزل الأبرار واسكنهم الجنه مع الصديقين الصالحين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً يا رحيم يارحمان.
وارحم اللهــم كل من له في هذا المسجد ميتاً فارق الدنيا من أب أوأم اوأخ اواخت اوابنٍ اوبنت اوقريب..
ارحمهم جميعاً برحمتك وانقلهم من ضيق المهود واللحود الـى سعة القصور والدور في جنةٍ عالية قطوفها دانية وماء مسكوب وفاكهةٍ كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ..
ثم اعلمــوا انّ الله أمركــم بأمــرٍ بدأ به نفسه وثنـى به ملائكته المسبحــةِ بقدسه وثلّثَ به عبــاده من جنِّـه وإنســه فقــال :-
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....