حرق القرآن انتصار للإسلام

الحمد لله الذي جعل القرآن الكريم إلى رضوانه سبيلا، وجعل تطبيق القرآن الكريم على صدق الإيمان دليلا، وجعل الاقتداء بالقرآن الكريم شرطا حتى يكون عمل المسلم مقبولا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صفة وأفعالا، سبحانه وتعالى لا نتخذ من دونه وليا ولا وكيلا، وأشهد أن سيدنا محمدا أرسله الله فأنزل عليه القرءان الكريم تنزيلا، فكان أفضل من رتل القرآن الكريم ترتيلا، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين يتلون القرآن الكريم بكرة وأصيلا، وعلى التابعين لهم في حمل هذا القرآن الكريم وقد جعله الله قولا ثقيلا.

]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[.

إخوة الإيمان والعقيدة ... القرآن الكريم هو مصدر عِزَّة هذه الأُمَّة، مَن تمسَّك به هُدِي إلى الصراط المستقيم، ومَن لم يتمسَّكْ به ضلَّ في الدنيا والآخرة ]إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا * وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا[ ]وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا[.

ما أكثر الحاقدين على القرآن من أعدائه! وما أكثر الجاهلين بالقرآن من أدعيائه! فمنذ أن ظهر هذا القرآن على وجه الأرض، وأعداؤه يتربصون به الدوائر، ومعركتهم ضده دائرة في كل زمان ومكان.

لقد نشرت وسائل الإعلام في الأسابيع الماضية أن بعض أعداء القرآن في الغرب حرقوا القرآن في ساحاتهم، وقد تكررت هذه الجريمة أكثر من مرة، والسبب نحن، حين تخلفنا عن القرآن، حين هجرنا القرآن قراءة وحفظًا وعملاً، في الحقيقة يجب أن نقوم بوقفة احتجاجية ضد أنفسنا أولاً؛ فإذا كان الكافر قد حرق القرآن الكريم فقد حرقناه نحن بجرائمنا ومخالفاتنا! إهانة الكافر للقرآن الكرم ليس بغريب ولا بجديد، وإنما الغريب المسلم الذي يضيع القرآن، ويهجر القرآن.

نعم! يجب أن نقف ضد حرق القرآن الكريم لكن لا بالصخب والمظاهرات؛ بل بالدروس والمحاضرات، بالعلم والعمل، بالحكمة والموعظة الحسنة، بالرجوع إلى هذا القرآن، لنبني به المستقبل، لنصنع به الحياة.

بكل بساطة إنك لو لم تستطع إلا أن تصلح نفسك، فتمتنع عن جرائم كنت أنت ترتكبها لكان هذا منك دفاعًا عن هذا القرآن الكريم، ولو لم تستطع المسلمة إلا أن تمتنع عن التبرج الفاضح والسفور الواضح بحجابها لكان هذا منها دفاعا عن هذا القرآن الكريم، ولو لم تستطع إلا أن تربي أولادك التربية الإسلامية الصحيحة وأن تجعلهم يحسون بانتمائهم لأمة القرآن لكان هذا منك دفاعا عن هذا القرآن الكريم.

والمسلم -وهو يرى هذا العدوان على القرآن الكريم- لا ينبغي له أن يصاب باليأس والقنوط؛ لأن القرآن نفسه هو الذي قال ]وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ[ وهو الذي قال ]وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ[ وحرقهم للقرآن دليل على يأسهم من النيل من إيمان المؤمنين به، لأنهم قوم كافرون، وفعلهم هذا بالقرآن الكريم علامة على أنهم جبناء قد أخذ القنوطُ منهم كل مأخذ، لأنهم ضالون.

إن حرق القرآن الكريم يجب أن يكون دافعا لنا للرجوع إلى القرآن الكريم، بدأ من الأب في الأسرة، إلى الحاكم في الدولة، لنعيش مع القرآن في معاملاتنا، لنحافظ على القرآن بصدورنا حتى يغير الله ما بنا. وهذا القرآن العظيم هو الذي قال ]إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ[ وهو الذي قال ]ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ[ فهذا القرآن يفتح للأمة بهذه الآية الكريمة باب الأمل.

هلموا إلى رحاب القرآن الكريم بالحفظ والتحفيـظ. بالتلاوة والتجويـد. بالشرح والتفسيـر. بالتطبيق والتحكيم. بالتدبر والتفكيـر ..

وتلكم هي حقوق القرآن الكريم، وعند ما ضاعت تلك الحقوق ضاعت الأمة بكل مقوماتها، وما انهزمت الأمة اليوم أمام الصهاينة والصليبيين إلا حينما ضيعوا حقوق هذا القرآن الكريم.

فالله .. الله – يا مؤمنون – بالعودة إلى كتاب الله عزل وجل.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين

 

 

الحمد لله رب العالمين ...

معاشر المؤمنين ... إن من حرق القرآن ودنسه قد ظَلَمَ المسلمين في أعز ما لديهم، ولا شك أن دعوة المظلوم مستجابة، ليس بينها وبين الله حجاب، ولا شك أن الدعاء هو سلاح المؤمن يصيب هدفه، ويحقق مبتغاه؛ لكن بشرط تطبيق شريعة هذا القرآن؛ إذ كيف يستجيب الله دعاء من رفض نداء ربه؟ وكيف يلبي نداء من لم يستجب لدعوة ربه؟

فعندما كان المسلمون الأولون مسلمين حقًا وصدقًا، وكانت حياتهم مرآةً صادقةً لهذا القرآن العظيم، استجاب الله دعواتهم، فاستطاعوا أن يكسبوا النصر في جميع المعارك، واستطاعوا أن يسدوا في وجوه أعداء هذا القرآن جميع المسالك، لأنهم طبقوا هذا القرآن العظيم، وترسموا خطوات هذا القرآن الكريم، وقبل أن يستجيب الله دعاءهم كان منهم على كل ثغرة حراس يحرسون هذا القرآن بفكرهم وتدبرهم وأعمالهم، تتجافى عن المضاجع جنوبُهم، باعوا للقرآن أنفسهم، وكرسوا للوفاء بعهد القرآن حياتَهم.

فلما خلف من بعدهم خلف أضاعوا القرآن واتبعوا الشهوات، وتنكروا للآيات الكريمات، تعطلت استجابة الدعوات، وخصوصًا حين نشأ بين المنتمين إلى القرآن، ممن يحملون اسم أحمد ومحمد، جيل من الخائنين يتعاون مع أعداء القرآن على طمس معالم هذا القرآن، وهدم قوائم هذا القرآن، جيل من الجبناء يتعاون مع أعداء القرآن، على تزوير حقائق هذا القرآن، وإذا كان أعداء القرآن، لم ينالوا من القرآن ما يريدون خلال عهد طويل، فإن أدعياء القرآن المتعاونين معهم قد ألحقوا بالقرآن أكبر الأضرار، وأشد الأخطار.

ألا فاتقوا الله - عباد الله -

وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ

 

المرفقات

1675360170_حرق القرآن انتصار للإسلام.docx

1675360179_حرق القرآن انتصار للإسلام.pdf

المشاهدات 1469 | التعليقات 0