حربٌ ضروسٌ
عاصم بن محمد الغامدي
1438/04/22 - 2017/01/20 06:52AM
[align=justify]الخطبة الأولى:
الحمد لله العزيز القدير المتعال، المتقدس عن الأشباه والأشكال، المتنزه عن الأنداد والأمثال، المتجلي بمظاهر الجلال والجمال والكمال، أحمده سبحانه وتعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأسأله أن ينشلنا من أوحال الأوجال، وينزع عنا أغلال الجهّال، ويجنبنا موارد الوباء والوبال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ونبيه، بالهدى ودين الحق أرسله، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين بذلوا للدين كل رخيص وغالٍ.
أما بعد عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصيته تعالى للأولين والآخرين، وبها تكون النجاة في يوم الدين، {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}.
وتقوى الله أن تجعل بينك وبين عذابه وقاية، باتباع ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر.
أيها المسلمون:
الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال، ضرورات لا تستقيم حياة الناس إلا بالمحافظة عليها، ولا يحل الاعتداء على شيء منها إلا بحق متقرر شرعًا، وصيانتها أحد المقاصد الشرعية التي وضعت لأجلها الأحكام، وتظافرت على تأكيدها النصوص.
فقد بين سبحانه الغرض من الخلق: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وأمر بالمحافظة على النفس: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}، وأكد على أهمية العرض: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}، ونهى عما يؤثر على العقل: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ومنع التعدي على المال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}.
وقد أنعمَ الله سبحانه علينا في هذا الزمان بوسائلَ متعددةً، نقضي بها حاجاتِنا، ونوفرُ بها أوقاتِنا.
تأملوا في الطائراتِ كيف قرّبت البعيد، والقطاراتِ كيف سهَّلت الأسفار، والسياراتِ كيف اختصرت الأزمنة.
إنها وسائل ذات نفع عظيم، لها أثرها الهائل في حياتنا، فالشهور التي كانت تقطع فيها المسافات تقلصت إلى ساعات، والساعات غدت دقائق وثوانٍ، والبلدان التي ما كان يتخيل المرء الوصول إليها، صارت نزهة يذهب إليها في الصباح ويعود إلى منزله في المساء.
وقد امتن الله تعالى على عباده بوسائل المواصلات، فقال سبحانه: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، قال ابن سعدي رحمه الله: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} مما يكون بعد نزول القرآن من الأشياء التي يركبها الخلق في البر والبحر والجو، ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم-انتهى كلامه رحمه الله-.
وها هي وسائل المواصلات المختلفة تحملنا ومتاعنا، مستوين عليها، مطمئنين فيها، آكلين شاربين وإن شئنا نائمين في جوفها، إلى بلد لم نكن بالغيه إلا بشق الأنفس، لا يشتكي راكبها حرًا في زمن حر، ولا يحمل من أقلته هم مطر ولا قر، فما أعظمها من بركة وسعادة، قال صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ: الْجَارُ السُّوءُ، وَالْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ الضِّيقُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ». [رواه ابن حبان وصححه الألباني].
فتبارك من علم الإنسان ما لم يعلم.
ومع هذا الخير العظيم، فقد وجدت منغصات، وتحولت النعمة عند قوم إلى نقمة، وأصبحت أداة الخير سبيلاً إلى الهلاك، والإعاقة الدائمة، وبتر الأعضاء، والإصابات المستعصية، وسالت الطرقات بالدماء، وتحولت الأجساد إلى أشلاء.
من يصدق أن تكون السيارة محلاً للتحدي، ووسيلة لإثبات الذات؟
من يتخيل أن يراهنَ بعض الشباب على حياته بطيشه، فيأخذَ بسيارته ذات اليمين وذات الشمال، ليتحدث أصحابُه عن أخبار جرأته، ورباطة جأشه.
من يتصور أن عاقلاً يرمي صحته في مهب الريح، ويشتري أسرَّة المرضى بدقائق ما ضره تأجيلها.
أيها المسلمون:
بسبب الحوادث المرورية، يموت في المملكة كلَّ عام أكثرُ من سبعة آلاف شخص، جلُّهم لم يبلغِ الأربعين من عمره، ويصابُ أربعون ألف شخصٍ، ثلثهم إصابته إعاقة دائمة.
وقُدرت الخسائر الاقتصادية بسبب هذه الحوادث بأكثر من تسعة وسبعين مليار ريال، وعلاجُ الإصابات البسيطة بمئة وسبعين مليون ريال، والإصابات البليغة بمئة وخمسة وثلاثين مليون ريال، وتلفيات الممتلكات بقرابة السبعة مليارات. [انظر: http://www.alriyadh.com/960751].
وهذه الأرقام الفلكية جعلتِ المملكة من أكبر البلدان على مستوى العالم في عدد الحوادث المرورية. [انظر: http://akhbaar24.argaam.com/article/detail/215087، وhttp://www.alriyadh.com/1094441].
هذا غير الخسائر الاجتماعية والنفسية، التي يصعب حصرها، وتقدير حجمها.
إن هذه الأعداد المهولة تزيد على عدد القتلى والمصابين في عدد من أشد الحروب على مستوى العالم ضراوة وشدة.
وهي تستدعي وقفة جادة حازمة؛ لإعلان الحرب على أسبابها، ومسبباتها، محافظة على الضرورات الخمس التي سبق ذكرها، فالأنفس المعصومة غالية، وأموال المسلمين نفيسة، وما ذهب لا يمكن تعويضه، وما بقي يجب المحافظة عليه، وهذه الأرقام تبين حجم الخطر، وتوضح عظيم الضرر.
عباد الله:
أكدت الدراسات أن من أبرز أسباب كثرة الحوادث في بلادنا، السرعةُ، وقطعُ الإشارة، وإرهاق السائق، وعدمُ المبالاة بقواعد السير، وأنظمةِ المرور، وكثيرٌ من هذه الأخطاء تقعُ من شباب أغرار في عمر الزهور. [انظر: http://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/2013/03/13/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%AF%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9.html].
وبالعودة إلى شريعةِ الله تعالى يتبين العلاج، فقد حذر الله من إعطاء السفهاء الأموال: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا}، ونهى عن قتل النفس: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، ورزقنا الطيبات وحذر من الاعتداء عليها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وأمر ولاة الأمور بتنظيم أمور الناس وتحقيق مقاصد الشريعة، وأوجب علينا طاعتهم في ذلك:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، فمخالفة أنظمة المرور المؤدية إلى تحقيق مقاصد الشريعة معصية لله تعالى قبل أن تكون مخالفة للنظام.
والتأني مطلوب في كل الأمور، قال صلى الله عليه وسلم: "التَّأَنِّي مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ". [رواه البيهقي وحسنه الألباني]، وفي الحديث الصحيح: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ». [رواه مسلم].
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بالمركوب، فقال عليه الصلاة والسلام: «اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً، وَكُلُوهَا صَالِحَةً». [رواه أبو داود وصححه الألباني].
والمقصد يا عبدَ الله أن تعي مسؤوليتك أمام الله تعالى عن نفسك التي بين جنبيك، فهي أمانة عندك لا يحل لك إزهاقها، فمن فعل فقد أتى جرمًا عظيما، ينال عليه في الآخرة عذابًا أليمًا إلا أن يتوب الله عليه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد عباد الله:
فإن عامة أسباب الحوادث يمكن تلافيها، والسعيد من وعظ بغيره، ومن طلب السلامة وجد طريقها، فلا تقلب النعمة نقمة، بسبب عجلة، أو غفلة.
وإن شكر النعمة يكون بحمد الله عليها، والالتزام بأوامره ونواهيه فيها، والمحافظة على آدابها العامة.
ومن الآداب المهمة: التوكل على تعالى، والاعتماد عليه، وتفويض الأمر إليه، قال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟". [رواه أبو داود وصححه الألباني].
واصحب ذكر الله في ركوبك، وسفرك، فلا تنس دعاء ركوب الدابة، ودعاء السفر، وكبر إذا علوت وسبح إذا هبطت.
وحافظ على طاعة الله، فمن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، واستعن بهذه المركوبات على طاعة الله، وابتعد عن معاصيه.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ». [رواه مسلم].
ولا تفرِط في الثقة بنفسك أو مركبك، وتأمل إن دعتك النفس إلى المخالفة في حال من يترقب وصولك، من والد وولد وزوجة وأخ.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واحفظنا والمسلمين من شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه.
ثم اعلموا رحمكم الله، أن الله تعالى أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا}، فاللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك.
اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين.
اللهم عليك بظلمة اليهود والنصارى والرافضة والشيوعيين، الذين يصدون عن دينك ويحاربون أولياءك، اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.
عباد الله {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}، فاذكروا الله الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.[/align]
الحمد لله العزيز القدير المتعال، المتقدس عن الأشباه والأشكال، المتنزه عن الأنداد والأمثال، المتجلي بمظاهر الجلال والجمال والكمال، أحمده سبحانه وتعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأسأله أن ينشلنا من أوحال الأوجال، وينزع عنا أغلال الجهّال، ويجنبنا موارد الوباء والوبال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ونبيه، بالهدى ودين الحق أرسله، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين بذلوا للدين كل رخيص وغالٍ.
أما بعد عباد الله:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي وصيته تعالى للأولين والآخرين، وبها تكون النجاة في يوم الدين، {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}.
وتقوى الله أن تجعل بينك وبين عذابه وقاية، باتباع ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر.
أيها المسلمون:
الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال، ضرورات لا تستقيم حياة الناس إلا بالمحافظة عليها، ولا يحل الاعتداء على شيء منها إلا بحق متقرر شرعًا، وصيانتها أحد المقاصد الشرعية التي وضعت لأجلها الأحكام، وتظافرت على تأكيدها النصوص.
فقد بين سبحانه الغرض من الخلق: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، وأمر بالمحافظة على النفس: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}، وأكد على أهمية العرض: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}، ونهى عما يؤثر على العقل: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، ومنع التعدي على المال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}.
وقد أنعمَ الله سبحانه علينا في هذا الزمان بوسائلَ متعددةً، نقضي بها حاجاتِنا، ونوفرُ بها أوقاتِنا.
تأملوا في الطائراتِ كيف قرّبت البعيد، والقطاراتِ كيف سهَّلت الأسفار، والسياراتِ كيف اختصرت الأزمنة.
إنها وسائل ذات نفع عظيم، لها أثرها الهائل في حياتنا، فالشهور التي كانت تقطع فيها المسافات تقلصت إلى ساعات، والساعات غدت دقائق وثوانٍ، والبلدان التي ما كان يتخيل المرء الوصول إليها، صارت نزهة يذهب إليها في الصباح ويعود إلى منزله في المساء.
وقد امتن الله تعالى على عباده بوسائل المواصلات، فقال سبحانه: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}، قال ابن سعدي رحمه الله: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} مما يكون بعد نزول القرآن من الأشياء التي يركبها الخلق في البر والبحر والجو، ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم-انتهى كلامه رحمه الله-.
وها هي وسائل المواصلات المختلفة تحملنا ومتاعنا، مستوين عليها، مطمئنين فيها، آكلين شاربين وإن شئنا نائمين في جوفها، إلى بلد لم نكن بالغيه إلا بشق الأنفس، لا يشتكي راكبها حرًا في زمن حر، ولا يحمل من أقلته هم مطر ولا قر، فما أعظمها من بركة وسعادة، قال صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ، وَأَرْبَعٌ مِنَ الشَّقَاوَةِ: الْجَارُ السُّوءُ، وَالْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ الضِّيقُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ». [رواه ابن حبان وصححه الألباني].
فتبارك من علم الإنسان ما لم يعلم.
ومع هذا الخير العظيم، فقد وجدت منغصات، وتحولت النعمة عند قوم إلى نقمة، وأصبحت أداة الخير سبيلاً إلى الهلاك، والإعاقة الدائمة، وبتر الأعضاء، والإصابات المستعصية، وسالت الطرقات بالدماء، وتحولت الأجساد إلى أشلاء.
من يصدق أن تكون السيارة محلاً للتحدي، ووسيلة لإثبات الذات؟
من يتخيل أن يراهنَ بعض الشباب على حياته بطيشه، فيأخذَ بسيارته ذات اليمين وذات الشمال، ليتحدث أصحابُه عن أخبار جرأته، ورباطة جأشه.
من يتصور أن عاقلاً يرمي صحته في مهب الريح، ويشتري أسرَّة المرضى بدقائق ما ضره تأجيلها.
أيها المسلمون:
بسبب الحوادث المرورية، يموت في المملكة كلَّ عام أكثرُ من سبعة آلاف شخص، جلُّهم لم يبلغِ الأربعين من عمره، ويصابُ أربعون ألف شخصٍ، ثلثهم إصابته إعاقة دائمة.
وقُدرت الخسائر الاقتصادية بسبب هذه الحوادث بأكثر من تسعة وسبعين مليار ريال، وعلاجُ الإصابات البسيطة بمئة وسبعين مليون ريال، والإصابات البليغة بمئة وخمسة وثلاثين مليون ريال، وتلفيات الممتلكات بقرابة السبعة مليارات. [انظر: http://www.alriyadh.com/960751].
وهذه الأرقام الفلكية جعلتِ المملكة من أكبر البلدان على مستوى العالم في عدد الحوادث المرورية. [انظر: http://akhbaar24.argaam.com/article/detail/215087، وhttp://www.alriyadh.com/1094441].
هذا غير الخسائر الاجتماعية والنفسية، التي يصعب حصرها، وتقدير حجمها.
إن هذه الأعداد المهولة تزيد على عدد القتلى والمصابين في عدد من أشد الحروب على مستوى العالم ضراوة وشدة.
وهي تستدعي وقفة جادة حازمة؛ لإعلان الحرب على أسبابها، ومسبباتها، محافظة على الضرورات الخمس التي سبق ذكرها، فالأنفس المعصومة غالية، وأموال المسلمين نفيسة، وما ذهب لا يمكن تعويضه، وما بقي يجب المحافظة عليه، وهذه الأرقام تبين حجم الخطر، وتوضح عظيم الضرر.
عباد الله:
أكدت الدراسات أن من أبرز أسباب كثرة الحوادث في بلادنا، السرعةُ، وقطعُ الإشارة، وإرهاق السائق، وعدمُ المبالاة بقواعد السير، وأنظمةِ المرور، وكثيرٌ من هذه الأخطاء تقعُ من شباب أغرار في عمر الزهور. [انظر: http://www.alarabiya.net/ar/saudi-today/2013/03/13/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%AF%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9.html].
وبالعودة إلى شريعةِ الله تعالى يتبين العلاج، فقد حذر الله من إعطاء السفهاء الأموال: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا}، ونهى عن قتل النفس: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، ورزقنا الطيبات وحذر من الاعتداء عليها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، وأمر ولاة الأمور بتنظيم أمور الناس وتحقيق مقاصد الشريعة، وأوجب علينا طاعتهم في ذلك:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، فمخالفة أنظمة المرور المؤدية إلى تحقيق مقاصد الشريعة معصية لله تعالى قبل أن تكون مخالفة للنظام.
والتأني مطلوب في كل الأمور، قال صلى الله عليه وسلم: "التَّأَنِّي مِنَ اللهِ، وَالْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ". [رواه البيهقي وحسنه الألباني]، وفي الحديث الصحيح: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ». [رواه مسلم].
وحث النبي صلى الله عليه وسلم على الاهتمام بالمركوب، فقال عليه الصلاة والسلام: «اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً، وَكُلُوهَا صَالِحَةً». [رواه أبو داود وصححه الألباني].
والمقصد يا عبدَ الله أن تعي مسؤوليتك أمام الله تعالى عن نفسك التي بين جنبيك، فهي أمانة عندك لا يحل لك إزهاقها، فمن فعل فقد أتى جرمًا عظيما، ينال عليه في الآخرة عذابًا أليمًا إلا أن يتوب الله عليه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد عباد الله:
فإن عامة أسباب الحوادث يمكن تلافيها، والسعيد من وعظ بغيره، ومن طلب السلامة وجد طريقها، فلا تقلب النعمة نقمة، بسبب عجلة، أو غفلة.
وإن شكر النعمة يكون بحمد الله عليها، والالتزام بأوامره ونواهيه فيها، والمحافظة على آدابها العامة.
ومن الآداب المهمة: التوكل على تعالى، والاعتماد عليه، وتفويض الأمر إليه، قال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ؟". [رواه أبو داود وصححه الألباني].
واصحب ذكر الله في ركوبك، وسفرك، فلا تنس دعاء ركوب الدابة، ودعاء السفر، وكبر إذا علوت وسبح إذا هبطت.
وحافظ على طاعة الله، فمن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، واستعن بهذه المركوبات على طاعة الله، وابتعد عن معاصيه.
قال صلى الله عليه وآله وسلم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ». [رواه مسلم].
ولا تفرِط في الثقة بنفسك أو مركبك، وتأمل إن دعتك النفس إلى المخالفة في حال من يترقب وصولك، من والد وولد وزوجة وأخ.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واحفظنا والمسلمين من شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه.
ثم اعلموا رحمكم الله، أن الله تعالى أمركم بالصلاة والسلام على نبيه، فقال في محكم التنزيل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا}، فاللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك.
اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين.
اللهم عليك بظلمة اليهود والنصارى والرافضة والشيوعيين، الذين يصدون عن دينك ويحاربون أولياءك، اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.
عباد الله {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}، فاذكروا الله الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.[/align]
المشاهدات 2032 | التعليقات 2
ناصر العلي الغامدي;34559 wrote:
خطبة ممتازةً
موضوعًا، ومعالجةً
وددتُ أن تذكر مرجع الإحصائية ومصدرها
نفع الله بهذه الخطبة
وكتب الله أجرك
الذي عليه الجمهور (تسميةً وترتيبًا): الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال.
(ويدخل العرض في النسل).
وصيانة هذه المقاصد الشرعية صيانة للشريعة ...
هذا الحرب المسعورة نوعٌ من الإرهاب، نراه دون أن نبلغ عنه،
يُروِّعُون الناسَ بسلاحٍ فتاكٍ، سيارة مسرعة بجنون.
إن قطْع الطريق وإخافةَ السبيل وترويعَ الآمنين من الكبائر الجسام
التي تفتك بالمقاصد العظام
ولأنك تحبُّ الشعر أبا وتين هاك شعرًا في المرور:
إذا ما كنت ذا عقل كبيرٍ * فلا تهمل قوانين المرورِ
لنا في كل منعطف مآسٍ * يشيب لهولها رأس الصغيرِ
فكم من مسرعٍ بطيشٍ * فأودى بالبراعم للقبورِ
وكم من أسرة نُكِبت * بفقْد عائلها الكبير
دهَتْهُ الحادثاتُ وقد تردَّى * وخلَّف صبيةً مثل الطيور
غدوا من هول نكبته يتامى * فيا لله من سوء المصير
جزاك الله خيرًا
محبك / أبو بشر
موضوعًا، ومعالجةً
وددتُ أن تذكر مرجع الإحصائية ومصدرها
نفع الله بهذه الخطبة
وكتب الله أجرك
الذي عليه الجمهور (تسميةً وترتيبًا): الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال.
(ويدخل العرض في النسل).
وصيانة هذه المقاصد الشرعية صيانة للشريعة ...
هذا الحرب المسعورة نوعٌ من الإرهاب، نراه دون أن نبلغ عنه،
يُروِّعُون الناسَ بسلاحٍ فتاكٍ، سيارة مسرعة بجنون.
إن قطْع الطريق وإخافةَ السبيل وترويعَ الآمنين من الكبائر الجسام
التي تفتك بالمقاصد العظام
ولأنك تحبُّ الشعر أبا وتين هاك شعرًا في المرور:
إذا ما كنت ذا عقل كبيرٍ * فلا تهمل قوانين المرورِ
لنا في كل منعطف مآسٍ * يشيب لهولها رأس الصغيرِ
فكم من مسرعٍ بطيشٍ * فأودى بالبراعم للقبورِ
وكم من أسرة نُكِبت * بفقْد عائلها الكبير
دهَتْهُ الحادثاتُ وقد تردَّى * وخلَّف صبيةً مثل الطيور
غدوا من هول نكبته يتامى * فيا لله من سوء المصير
جزاك الله خيرًا
محبك / أبو بشر
[align=justify]مرحبًا بالشيخ الجليل، والخطيب المفوه أبي بشر، أرجو أن تكون ومن تحبُّ كما تحبُّ، وتقبل منك دعواتك الطيبات، وأعتذر لتأخر ردي بسبب سفري، وعدم تمكني من الجلوس على الحاسب بشكل منتظم.
أما مرجع الإحصاءات المذكورة فليس واحدًا، وقد عدلتُ الخطبةَ بذكر ما وقفت عليه أمام كل معلومة.
أما عبارة وصيانتها أحد المقاصد ... فلعلها سبق "كيبورد"، وقد تم استدراكها في الخطبة الصوتية هنا https://www.youtube.com/watch?v=D6UHB-9SZKc.
وأما الشعرُ فجميلٌ، وأرجو أن تتأكد من البيتين الثالث والرابع فربما سقطت كلمة أثناء الكتابة، لأنهما بهذه الصورة مكسورين.
أحسن الله إليك، وزادك من فضله، ولا تحرمنا توجيهك ونصحك المستمر.[/align]
ناصر العلي الغامدي
خطبة ممتازةً
موضوعًا، ومعالجةً
وددتُ أن تذكر مرجع الإحصائية ومصدرها
نفع الله بهذه الخطبة
وكتب الله أجرك
(ويدخل العرض في النسل).
هذا الحرب المسعورة نوعٌ من الإرهاب، نراه دون أن نبلغ عنه،
يُروِّعُون الناسَ بسلاحٍ فتاكٍ، سيارة مسرعة بجنون.
إن قطْع الطريق وإخافةَ السبيل وترويعَ الآمنين من الكبائر الجسام
التي تفتك بالمقاصد العظام
ولأنك تحبُّ الشعر أبا وتين هاك شعرًا في المرور:
إذا ما كنت ذا عقل كبيرٍ * فلا تهمل قوانين المرورِ
لنا في كل منعطف مآسٍ * يشيب لهولها رأس الصغيرِ
فكم من مسرعٍ بطيشٍ * فأودى بالبراعم للقبورِ
وكم من أسرة نُكِبت * بفقْد عائلها الكبير
دهَتْهُ الحادثاتُ وقد تردَّى * وخلَّف صبيةً مثل الطيور
غدوا من هول نكبته يتامى * فيا لله من سوء المصير
جزاك الله خيرًا
محبك / أبو بشر
تعديل التعليق