حَرْبُ المُخَدِّرَاتِ , وَبَادِرُوا بِالحَجِّ الاقْتِصَادِيِّ 25/10/1440هـ

خالد محمد القرعاوي
1440/10/23 - 2019/06/26 23:00PM

حَرْبُ المُخَدِّرَاتِ , وَبَادِرُوا بِالحَجِّ الاقْتِصَادِيِّ 25/10/1440هـ
الحمدُ لله، أحلَّ لنا الطَّيباتِ وحرَّم علينا الخبائثَ, أَشهَدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له لن يهلِكَ على اللهِ إلَّا هالكٌ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه النَّاصِحُ الصَّادقُ، صلَّى الله وسلَّم وباركَ عليه وعلى جميعِ الآلِ والأصحابِ، ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومٍ المآبِ. أمَّا بعد: فاتَّقوا الله حقَّ التَّقوى واستمسِكُوا من الإسلامِ بالعروةِ الوثقى واحذروا سخطَ اللهِ فإنَّ أجسادَكُم على النَّار لا تقوى! يقولُ المولى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بني ادم وَحَمَلْنَـٰهُمْ في ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَـٰهُمْ منَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَفَضَّلْنَـٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً
هذا التَّكريمُ عبادَ اللهِ: تمثَّل في خَلْقِ اللهِ لنا في أحسنِ تقويم، ثُمَّ كرَّمَنا بالعقلِ السَّليمِ الذي به نُميِّزُ النافعَ مِنَ الضَّارِ. ولقد وجَّهنا دِينُنَا إلى المحافظةِ على عقولِنا، وأمرنا بِصيانتِها وحمايتِها عن كلِّ ما يُخلُّ بها أو يتسبَّبُ في إزالَتِها! وإذا حُفِظَ العقلُ حَافَظْنَا على الدِّينَ والأنفسِ والأعراضِ والأموالِ، وإذا ما أُهمِلَ العقلُ ضاعَ المِرءُ وانْحَرَفَ, ووقعَ في الرَّذائِلِ والآثامِ! ومع تلكَ الحقيقةِ الثَّابِتَةِ فقد أبى بعضُ التَّائِهينَ إلاَّ الانحطاطَ إلى دَرَكِ الذلَّةِ, فوضعوا العقلَ تحتَ أقدامِهم، واتَّبعوا شهواتِهم، وأَعموا أبصارَهم, فأزالُوا عقولَهم، في كَأْسَةِ خمرٍ، أو جُرعةِ مُخدِّرٍ، فانسلخوا من عالم الإنسانيةِ، ولَبِسُوا ثوبَ الإجرامِ والبهيميِّةِ !
عباد الله: كثيراً ما تُطالِعُنا وسائلُ الإعلامِ عن إحباطِ رجالِ الأمنِ تَهريبَ كَميَّاتٍ مَهُولَةٍ من الْمُخدِّراتِ والْمُسكراتِ بأشكَالِها وأعدادِها وكَمِّياتِها والقبضِ على عددٍ هائِلٍ من المواطنينَ والمقيمينَ الذين مُسخت نفوسُهُم، وسَفُلَت أمورُهم, فباعوا دينَهم وأهلَهم ووطنَهم بثمنٍ بَخْسٍ وكانوا فيهَا من الزَّاهدين! فيا تُرى كم ستفسِدُ تلكَ الْمخدِّراتُ من الشَّبابِ وتهدمُ من البُيُوتِ؟ يا تُرى مَنْ ورائَها؟ منهم ضَحاياها؟ ولِمَ تكثرُ في الإجازاتِ بالذَّاتِ ؟! فنسألُ اللهَ أنْ يَرُدَّ كيدَ الأعداءِ في نُحورِهم وأن يفضَحَهم على رؤوسِ الأشهادِ.
ألا تعلمونَ يا شبابَ أنَّ آفةَ المجتمعاتِ, هي الْمُسكِراتُ والمخدِّرات؟!فهي أمُّ الخبائثِ, ودوَّامةُ الضَّيَاعِ، وصَدَقَ اللهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ . والْخَمْرُ كلُّ ما خامرَ العقلَ وَغَطَّاهُ مهما كان نوعُه وأيًّا كان اسمُه وجسمُهُ وجنْسُهُ ، وَقَالَ : (كلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ).وقَالَ : (كلُّ مُسكرٍ حرامٌ، إنَّ على الله عزَّ وجلَّ عهدًا لِمَنْ يشربُ الْمُسكرَ أن يسقيَه من طينةِ الخبالِ) قالوا: يا رسولَ الله، وما طينةُ الخبالِ؟ قَالَ:(عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ) أو(عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ). سُبْحَانَ اللهِ: إنِّها نصوصُ زجْرٍ ووعيدٍ, وتخويفٍ وتَهديدٍ. ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ .
معاشِرَ الشَّبابِ: اعلموا أنَّ الله توعَّدَ مُتعاطي الخُمُورِ والمخدِّراتِ بعقوباتٍ دنيويةٍ وأُخرَوِيَّةٍ أَفْضَعُها الَّلعنُ والطَّردُ من رحمةِ اللهِ! أَنَسِيتُم أنَّ عَواقِبَها اغتصابٌ وسَرِقَاتٌ! وقتلٌ وإجرامٌ! وتَفَكُّكٌ أُسَرِيٌّ، وطردٌ من الوظيفةِ، وفشلٌ دراسيٌّ ، واكتئابٌ وَهَمٌّ، وقَلَقٌ وَغَمٌّ.
ألا فلتَعْلَمُوا :أنَّ من أعظَمِ أسبابَ انتشارِ هذا البَلاءِ, ضَعفُ الإيمانِ, وَقِلَّةُ الوَازِعِ الدِّينِيِّ, قالَ اللهُ تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا . وفي الصَّحيحينِ أنَّ رسولَ اللهِ قَالَ: (وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ،)
ومن أعظمِ الأسباب : أصدقاءُ السُّوءِ. فَعَشَرَاتُ التائبينَ والنَّادِمينَ يُصدِّرون قَصَصَهم: بقولهم تعرَّفتُ على قُرَنَاءِ السُّوءِ، وقال لي أصدقاءُ السُّوءِ: جرِّب, خُذْ مَجَّانَاً, وهلمَّ جَرَّاً ؟!
وإهمالُ الوالدينِ وسوءُ التَّربيةِ وعدمُ المُتابعةِ كذلِكَ، ومن أرادَ الدَّليل فَلْينظُرْ إلى شَبَابٍ وَنِسَاءٍ يَجُوبُونَ الشَّوارِعَ في ساعاتٍ مُتأخِّرَةٍ من الليل! بلا حسيبٍ ولا رقيبٍ، وهكذا تَبدَأُ النِّهايَةُ؟! ومن أعظم أسبابِ انتشارِ المخدِّراتِ والمسكراتِ وتزيينِها وسائلُ الإعلام ، حيث يَعرِضُونَ الفنانينَ والنُّجومَ وفي يدِ أحدِهم كأسُ خمرٍ أو سيجارةُ مخدِّر !
ومن الأسبابِ الفراغُ القاتلُ, والبطالةُ المقيتةُ ! ولا تنسوا أنَّ بعضَ العمالةِ الأجنبيةِ ،سببٌ في انتشار المسكراتِ والمخدِّرات لرغبتهم على الأموالِ بأيِّ طريق كان !
أيُّها الكرام :وإنَّنَا لَنَقِفُ داعينَ اللهَ تعالى بالتَّوفيقِ لرجالِ مكافحةِ المخدِّراتِ ورجالِ الهيئاتِ وَمَنْ يُشارِكُهم مِن جمعياتٍ بِجِدِّ وتضحِيَةٍ لِمُحارَبَةِ هذا الدَّاءِ العُضَالِ، والقبضِ على الْمُجرمينَ والْمروجينَ, جعل الله ذلك في ميزان حسناتِهم. وبارك في جهودهم.
أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وإِنَّ المُبتَلَينَ بِالمُخَدِّرَاتِ مَرضَى يَحتَاجُونَ إِلى رِّعَايَةِ وَعِلاجِ، وَغَرقَى يَتَشَوَّفُونَ إِلى مُسَاعَدَةٍ وَإِنقَاذٍ، وَمِن ثَمَّ فَلا بُدَّ مِن فَتحِ القُلُوبِ لهم ، بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ وَنَصِيحَةٍ مُخلِصَةٍ، ومُعَامَلَةٍ حَسَنَةٍ، وَأَسَالِيبَ مُنَوَّعَةٍ، كما علينا الإلحاحَ بِالدُّعَاءِ لهم .
أَلا فَاتَّقُوا اللهَ شَبَابَنَا، وَكُونُوا أَقوِيَاءَ بِدِينِكُم مُتَوَكِّلِينَ عَلَى رَبِّكُم، وانتَبِهُوا لأَنفُسِكُم وَاحفَظُوا أَغلَى مَا تَملِكُونَ. فاللهم أحفظ علينا دِينَنَا وأخلاقَنا، وعافِنَا في أنفسِنَا وأهلِينا، وقِنَا والمسلمينَ شرَّ هذه البلايا، ورُدَّ ضالَّ المسلمين إليك ردًّا جميلاً. أقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وأستغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسلمِينَ منْ كُلِّ ذَنَّبٍ فاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:
الحَمْدُ للهِ جَعَلَ البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا، شَرَعَ الحَجَّ إِلَيْهِ فَرْضًا وَنَفْلاً، أَشْهَدُ أَلَّاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ أَسَّسَ بَيْتَهُ عَلَى التَّوْحِيدِ، فَوَفَدَ المُؤْمِنُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ؛ بَلَّغَ دِينَ اللهِ تَعَالى، وَخَطَبَ قَائِلاً :أَيُّهَا النَّاسُ:(قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا(. صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإحْسَانٍ وَإيمَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .أَمَّا بَعْدُ :فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَعْطَاكُمْ؛ فَقَدْ شَرَعَ الحَجَّ لِصَلاَحِ قُلُوبِنَا، وَزَكَاةِ نُفُوسِنَا، وَاسْتِقَامَةِ دِينِنَا؛
أَيُّهَا النَّاسُ: الحَجُ فَرْضٌ عَلَى الأَنَامِ، وَرُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ فَاللهُ تَعَالى هُو القَائِلُ: (وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ). وَرَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». لِذَا تَشَوَّفَ المُسْلِمُونَ لِلْحَجِّ مِنْ مُخْتَلَفِ الأَقْطَارِ وَالأَجْنَاسِ، فَجَاءوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ, وَفي مَشْهَدٍ مَهِيبٍ وَرَهِيبٍ!
عِبَادَ اللهِ: عَجِيبٌ حَالُ مَنْ حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَدَاءِ فَرِيضَةِ الحَجِّ مَوَانِعُ وَمَا هِيَ بِمَوَانِعَ، إِنْ هُوَ إِلاَّ تَزْيِينُ الشَّيْطَانِ! تَجَاوَزَ إخْوَانٌ لَنَا الثَّلاثِينَ وَالأَرْبَعِينَ وَلازَالُوا يُسوِّفُونَ وَيتَحجَّجُونَ بِأَعْذَارٍ وَاهِيَةٍ ! فَمَا دُمْتَ مُسْتَطِيعَاً فَأَدِّ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيكَ, فَمَا تَدْري ما يَعرِضُ لكَ يقولُ نبيُّنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ: «تَعَجَّلُوا إلى الحجِّ يعني الفريضةَ فإنَّ أحدَكم لا يَدْري ما يَعرضُ له». فَمَنْ تَهَيَّأَتْ لَهُ فُرْصَةُ أَدَاءِ فَرْضِ الحَجِّ فَفَوَّتَهَا فَهُوَ عَلَى خَطَرٍ فِي دِينِهِ.
أتَدْرُونَ يَا كِرامُ لِما أَقُولُ هذا الكَلامِ وَأُأكِّدُ عليهِ في وقتٍ مُبَكِّرٍ عَنْ مَوسِمِ الحجِّ؟ لأنَّ يَومَ الخَمِيسِ القادِمِ هُوَ الأوَّلُ مِن شَهْرِ ذي القَعْدَةِ وَهُو مَوعِدُ بِدءِ التَّسجِلِ في مَوقِعِ وَزَارَةِ الحجِّ وَفي الغَالبِ يَمتَلئُ المَوقِعُ خلالَ سَاعاتٍ قَلِيلَةٍ ثُمَّ تَفُوتُ الفُرْصَةُ! خَاصَّةً فِي الحجِّ الاقْتِصَادِيِّ المُخفَّضِ, فَمَنْ كانَ عَازِمَاً على الحجِّ فليبادِرْ بالتَّوجُّهِ للحمَلاتِ وَلْيتَدَرَّبْ على مَوقِعِ الوَزَارَةِ فالأمْرُ ليسَ بالهَيِّنِ! فَتَعَرَّفُوا وَبَادِروا, وَسَجِّلوا, ولا تَستَخْسِروا مَا تَدفَعُونَ فَقد يَسَّرَ اللهُ علينا أكثَرَ مِن غيرنا! فَنحنُ بِحمْدِ اللهِ بِأَمْنٍ وَغِنَى, وَقُربٍ وَتَسهِيلاتٍ, وَغيرُنا يَقُدُمُ مِنْ شَتَّى البِلادِ, وَرُبَّمَا يَدْفَعُ كُلَّ مَا يَملِكُ؟ فَبادِر بِأَدَاءِ ما افتَرَضَ اللهُ عليكَ, وَقُمْ بأَخذِ التَّصاريح اللازمةِ, والاحتياطاتِ الصحيِّةِ المَطلوبةِ, وكن مع رِفْقَةٍ صَالِحَةٍ, واختَرْ من المَالِ أطيَبهُ, فإنَّ اللهَ طيبٌ لا يقبلُ إلا طَيِّبِاً, وَمِن الإحْسَانِ لأولادِكَ أنْ تُسَاعِدَهُمْ فِي أَدَاءِ فَرضِ اللهِ عليهِمْ , وَلا يَجِبُ عليكَ ذَلِكَ إنَّما إحْسَانٌ وَفَضْلٌ وَتَكَرُّمٌ مِنكَ عَليهِمْ. فَكَمْ مِنْ مُسَوِّفٍ لِلْحَجِّ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ أَضْحَى عَاجِزًا فَقَطَّعَ النَّدَمُ قَلْبَهُ، إِمَّا بفَقَدِ مَالِهِ ،أَوْ فَقَدِ صِحَّةٍ وَقُوَّةٍ.وَصَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حينَ قَالَ:"مَنْ أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الرَّاحِلَةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ". رَوَاهُ أَحْمَدُ. سُبْحَانَ اللهِ: أتَعْجَزُ أنْ تُكَمِّلَ خَامِسَ أرْكَانَ دِينِكَ؟ ألا تُريدُ الجَنَّةَ؟ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ». ثَبَتَ عَن عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْه أَنَّهُ قَالَ: لِيَمُتْ يَهُودِيَّاً أَو نَصْرَانِيَّاً، رَجُلٌ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ وَجَدَ لِذَلِكَ سَعَةً وَخَلَّيتُ سَبِيلَهُ" .
أيُّها المُؤمِنُونَ: الحَجُّ وَاجِبٌ عَلى الفَورِ لا يَجُوزُ لِلمُسْتَطِيعِ أنْ يؤخِّرَهُ رَجَالاً وَنِسَاءً!
فاللهم تقبَل منا إنكَ أنت السميع العليم وتب علينا إنكَ أنت التوابُ الرحيمُ, اللهم أعنا على أداءِ الأمانَةِ, وحقِّ الرعاية, اللهمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنَا والقَائِمينَ على حَجِّ بَيتِكَ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى, وَاجْعَلْهُمْ رَحْمَةً على النَّاسِ, وَاجْعَلْهُمْ مَفَاتِيحَ خَيرٍ يَارَبَّ العَالَمِينَ. اللهم اغْفِر لَنَا وَلِوَالِدِينَا والمًسلِمِينَ أجْمَعِينَ. اللهمَّ اهدِنَا وَيَسِّرِ الهُدَى لَنَا, وَأعِنَّا على أدَاءِ فَرَائِضِكَ وَحَجِّ بَيتِكَ الحَرَامَ. اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ, ودَمِّرْ أعداءَ الدينِ, اللهمَّ من أرادَنا وَدِينَنا وَأَمْنَنَا بِسوءٍ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ وَاجعَل كَيدَهُ فِي نَحْرِهِ. اللهمَّ أدم على المُسْلِمينَ الأَمنَ والاستقرَارَ، وزِدْهم هُدىً وتَوفيقاً. اللهمَّ إنا نعوذُ بك من الفتنِ ما ظَهَر منها وَمَا بَطَنَ. اللهم أبرم لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطَّاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ المعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر ياربَّ العالمين.(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).



المشاهدات 1525 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا