حث المؤمنين لإغاثة إخوانهم في فلسطين بالمال

عايد القزلان التميمي
1445/04/18 - 2023/11/02 23:18PM
الحمدُ لله الذي قوّى أواصرَ الأخوَّة الدينية بالحثِّ على البذلِ والصّدقة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، جعل عدمَ الإنفاقَ سبيلَ الهلَكة، وأشهد أنّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وصحبِه صلاةً دائمة مقرونة حبًّا وإجلالاً.
أما بعدُ فيا أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل ، ))وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً   وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ))
أيّها المسلمون، إنَّ الواجبَ على أهل الإسلام كلّما اشتدَّت بهم المصائب أن يَقْوَى تعاونهم مع بعض؛ لأن رابطةَ العقيدةِ والدّين رابطةٌ عظيمة يقول جلّ في علاه: (( وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ))
عباد الله فيجب على المسلمين أن يسارعوا في مساعدة إخوانهم المنكوبين بأي مصيبة أينما كانوا، ويسارع كل مسلم في إغاثتهم بما يستطيع ، ويجوز تعجيل الزكاة للمتضررين من المسلمين، ومن لم يستطع أن يعينهم بماله، فليحرص على الدعاء لهم، ويحث غيره من المستطيعين على نفعهم، فخير الناس أنفعهم للناس.
عباد الله : إن بلادنا حفظها الله  قد عُرف عنها وعن أهلها؛ المسارعة في قضاء الحاجات، وتقديم المساعدات، وإغاثة الملهوفين، ونجدة المنكوبين، ورعاية الأيتام والمحرومين، وها هو ، قائدها، وولي أمرنا، خادم الحرمين الشريفين، ،وولي عهده حفظهم الله  يأمرون بحملة خيرية إنسانية، لمساعدة أهل غزة في فلسطين في مصيبتهم، وتقديم يد العون لهم، بتوفير احتياجاتهم، فجزاهم الله تعالى عنا وعنهم خير الجزاء.
واعلموا أن مَدّ يَدِ الْعَوْنِ لِلْمُتَضَرِّرِينَ وَالْمَنْكُوبِينَ في فلسطين يكون عَنْ طَرِيقِ قَنَاةٍ رَسْمِيَّةٍ خَيْرِيَّةٍ ، وعن طريقها تصل الْمُسَاعَدَاتِ إِلَى مُسْتَحِقِّيهَا؛ أَلَا وَهِيَ مِنَصَّةُ "سَاهِمْ"،
فَعَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أن يُساهم ويُبادر بِالتَّبَرُّعِ لَهُمْ عَنْ طَرِيقِهَا، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ خَيْرًا عَظِيمًا، وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَلَى نَفْسِهِ، فَكُلٌّ يَتَصَدَّقُ بِحَسَبِه استطاعته وقدرته .
وقال صلى الله عليه وسلم((ما نَقَصَ مالٌ من صدقة)).
وقال الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ ))
 واعلموا عباد الله أن الشيطان يقف في طريق المسلم إذا أراد الصدقة قال الله تعالى (( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))
فبادروا بالصدقة قبل أن يحال بينكم وبينها، قال الله تعالى  (( وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـٰكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ * وَلَن يُؤَخّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )).
عباد الله والمتصدِّق يحسِن إلى نفسِه بالصّدقات؛ لأنَّ الله يدفع بالصدقاتِ الشرور والمكروهات، ويجلِب بها الخيرَ والبرَكات، عن أبي أمامةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم (( صنائِعُ المعروف تقِي مصارعَ السوء، وصَدَقةُ السّرِّ تطفِئ غضبَ الربّ، وصِلةُ الرّحِم تزيد في العمر)) رواه الطبراني وإسناده حسن"،
وعن معاذٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (( والصّدقةُ تطفئ الخطيئةَ كما يطفِئ الماء النارَ((   رواه الترمذي،
وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ))  ما نقصَت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع عبدٌ لله إلاَّ رفعه الله ((رواه مسلم والترمذي وتصديقُ ذلك في كتاب الله تعالى، قال عزّ وجلّ:  وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
  بارك الله لي ولكم في القرآن ...
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي أمر بالتقوى وحث على التعاون والبذل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فيا عباد الله:
 
علينا نَحنُ أعضاءُ الجَسدِ الوَاحدِ، الدَّعاءُ للمسلمين الضعفاء والمساكين في فلسطين، فالدعاء سلاح المؤمن
وقال صلى الله عليه وسلم (( الدعاءُ هُوَ العِبَادة )) فتذكَّرْ أنك عندما تدعو لهم فأنت في عبادة عظيمة .
واسمعوا إلى هذا الدعاء من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم والذي يقول فيه، داعيا لطائفة من أصحابه المُستضعفين: (( اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمْ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمْ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ )) اللهم إنا نسألك الفرج العاجل لجميع المسلمين المستضعفين ، يا أرحم الراحمين .
عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله
....
المرفقات

1698957108_~WRL0004.tmp

المشاهدات 1352 | التعليقات 0