حتى لا يصيبَ قلوبَنا الرانُ

عبدالمحسن بن محمد العامر
1444/04/01 - 2022/10/26 21:03PM

الحمدُ لله ذي الجلال والإكرام، المتفردِ بالوحدانية والدوام، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملكُ العلام، وأشهدُ أنّ محمداً عبده ورسوله النبيُّ الإمام؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأعلام، وعلى من تبعهم بإحسانٍ وعلى نهجِهم استقام؛ إلى يومِ البعثِ والقيامِ ..أما بعد:

فيا عبادَ الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فهي المنجيَةُ، وفي لباسِها العفوُ والعافية (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)

معاشرَ المؤمنين: المؤمنُ وَاهٍ رَاقِعٍ، ولا يسلمُ من الذنوبِ إلا مَنْ عصَمَه الله، ويتوبُ اللهُ على من تاب، والاستغفارُ يفتحُ المغاليقَ، ويجذبُ البركاتِ، ويسوقُ المَدَدَ تلو المَدَدِ، ألا ترونَ إلى الذين قالوا: إنّ المسيحَ ابنُ الله، وقالوا: إنَّ الله ثالثُ ثلاثةٍ، فقالَ اللهُ بعدما حَكَمَ بكفرِهم، وحرّمَ عليهم الجنةَ، وبيّنَ أنَّ مأواهمُ النارَ، وتوعّدهم بالعذابِ الأليم؛ قالَ جلّ شأنُه بعد ذلك: (أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) أرأيتمْ عظمةَ الاستغفارِ وشأنَه عندَ الله؟ أرأيتمْ كيفَ تجبُّ التوبةُ ما قبلها؟

معاشر المؤمنين: حذارِ ثمّ حذارِ مِن الغفلةِ عن الاستغفار؛ فالاستغفارُ جلاءُ دَرَنِ الذنوبِ، وصَقْلُ جوهرِ القلوبِ، ومُذْهبُ السيئاتِ، وماحِي الخطيئاتِ، وبالغفلةِ عن الاستغفارِ؛ تصدأُ القلوبُ، وتَرِيْنُ عليها الذنوبُ؛ قالَ اللهُ تعالى: ( كلّا بلْ رَانَ على قلوبِهمْ ما كانوا يكسبون) عن أبي هريرةَ رضي الله عنه؛ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ العَبْدَ إذا أذْنَبَ ذَنْباً كانتْ نُكْتَةٌ سوداءُ في قلبِه فإنْ تابَ منها صُقِلَ قَلْبُه وإنْ زادَ زادَتْ فذلك قولُ اللهِ (كلّا بلْ رَانَ على قلوبِهمْ ما كانوا يكسبون) رواه الترمذيُّ وقالَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وحسّنَه الألبانيُّ.

معاشرَ المؤمنين: جَبَلَنا اللهُ نحنُ بني آدمَ على مُقَارَفَةِ المعاصي، ومُواقَعَةِ الذَّنْبِ بعدَ الذَّنْبِ؛ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ له" رواهُ مسلمٌ

نعم؛ فالاستغفارُ هو السببُ الأوّلُ والأقوى في إزالةِ الرَّانِ عن القلوبِ، والمُدافعُ الأكبرُ لتراكمِ الذنوبِ؛ قالَ اللهُ تعالى:

"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"

وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ، قالَ رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم: "إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا - ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا - فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ - ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ - فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ - أوْ أصَبْتُ - آخَرَ، فاغْفِرْهُ فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ - أوْ قالَ أذْنَبْتُ - آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ" رواه البخاريُّ ومسلمٌ وهذا لفظُ البخاريِّ.

وعنْ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: " إنَّ الشيطانَ قالَ: وعِزَّتِكَ يا ربِّ، لا أَبرحُ أُغوي عِبَادَكَ ما دَامَتْ أرْوَاحُهمْ في أجْسَادِهِم، قالَ الربُّ: وعزتي وجلالي؛ لا أزالُ أغْفِرُ لَهُم ما استغفروني" رواهُ الإمامُ أحمدُ وحسّنه الألبانيُّ.

وقالَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه: "عَجِبْتُ لِمَنْ يَهْلَكْ والنجاةُ معه، قيلَ: وما هي؟ قالَ: الاستغفارُ"

وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ رحمَهُ اللهِ: الاستغفارُ يمحُو الذنوبَ فيُزيلُ العذابَ، كما قالَ تعالى: "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"

 وعن الرّبِيْعِ بنِ خُثَيْمٍ ــ رحمه الله ــ أنَّه قالَ لأصحابِه: ما الداءُ؟ وما الدواءُ؟ وما الشفاءُ؟ ثمَّ قالَ: الداءُ: الذنوبُ، والدواءُ: الاستغفارُ، والشِّفَاءُ: أنْ تتوبَ فلا تعودُ.

وقِيْلَ للحَسَنِ: ألا يَسْتَحِي أحَدُنا مِنْ ربِّه؛ يستغفرُ من ذنوبِه ثُمَّ يَعُودُ، ثمَّ يستغفرُ ثُمَّ يعودُ؟! فقالَ: ودَّ الشيطانُ لو ظَفَرَ مِنْكُم بهذه، فلا تملّوا مِنْ الاستغفار.

مَعاشرَ المؤمنين: والسببُ الثاني في إزالةِ الرَّانِ عن القلوبِ، ومُدَافَعةِ تَراكُمِ الذنوبِ على الذنوبِ: الحسناتُ الماحياتُ؛ للسيئاتِ، المُذْهِباتُ للخطيئاتِ، قالَ اللهُ تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ"

عن عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنْهُ قالَ: "جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ، فقالَ: يا نبيَّ اللهِ، إنِّي أخَذتُ امرأةً في البُستانِ، ففَعَلتُ بها كلَّ شيءٍ غيرَ أنِّي لم أُجامِعْها؛ قَبَّلتُها ولَزِمتُها، ولم أفعَلْ غيرَ ذلك، فافعَلْ بي ما شِئتَ، فلم يَقُلْ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شيئًا، فذَهَبَ الرَّجُلُ، فقال عُمَرُ: لقد سَتَرَ اللهُ عليه لو سَتَرَ على نفْسِه، قال: فأتبَعَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَصرَه، فقال: رُدُّوه علَيَّ، فرَدُّوه عليه، فقَرَأَ عليه: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ) فقال مُعاذُ بنُ جَبلٍ: ألَه وَحدَه أم للنَّاسِ كافَّةً يا نَبيَّ اللهِ؟ فقال: بل للنَّاسِ كافَّةً" رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ.

قالَ القرطبيُّ رحمَهُ اللهُ: ذهبَ جمهورُ المتأولينَ مِنْ الصّحابةِ والتابعينَ - رضيَ اللهُ عنْهم أجمعينَ - إلى أنَّ الحسناتِ هاهنا: هي الصلواتُ الخمسُ، وقالَ مجاهدٌ: الحسناتُ قولُ الرجلِ سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، قالَ ابْنُ عطيَّةٍ: وهذا على جِهَةِ المِثَالِ في الحسناتِ، ثمَّ قالَ ــ رحمه الله ــ والذي يَظْهَرُ أنَّ اللفظَ عامٌّ في الحسناتِ خاصٌ في السيئاتِ؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: ما اجتنبت الكبائر. أي: أنَّ الكبائرَ من السيئاتِ لا يكفرها إلا التوبةُ منها. انتهى كلامه رحمه الله.

 وعن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهُ قالَ؛ قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: "اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تَمْحُها وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلقٍ حسنٍ" رواه الترمذيُّ وحسَّنَه الألبانيُّ.

نعم ــ يا عبدَالله ــ الحسناتُ بأنْواعِها مكفراتٌ للذنوبِ، ماحياتٌ للخطايا والسيئاتِ؛ فالتوبةُ الصادقةُ، وإٍسباغُ الوضوءِ على المكارِه، وَذكرُ اللهِ عَقِبَ الفرائضِ، والشهادةُ في سبيلِ اللهِ، وكثرةُ الخُطَى إلى المَساجِدِ، وصيامُ رمضانَ إيماناً واحتساباً، وقيامُ ليلهِ إيماناً واحتساباً، وقيامُ ليلةِ القَدْرِ إيماناً واحتساباً، وصلاةُ ركعتينِ إذا أذنبَ العبدُ، وكفَّارةُ المجلسِ، والحجُ، والعمرةُ، والصلواتُ المكتوباتُ، والترديدُ وراءَ المؤذِّنِ وقولُ الذكرِ الواردِ بعدَه، والصدقةُ، وصيامُ يومِ عرفةَ، وصيامُ يومِ عاشوراءَ، وموافقةُ تأمينِ المصلي تأمينَ الملائكةِ، ومجالسُ الذِّكْرِ، والصلاةُ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم..

هذه الأعمالُ وغيرُها كثيرٌ وكثيرٌ؛ مِنْ الحسناتِ التي تُذْهِبُ السيئاتِ وتمْحُوهَا بإذنِ اللهِ، فمتى أذْنَبْتَ أو قَارَفْتَ معصيةً أو وقعتَ في خطيئةٍ؛ فبادرْ إلى الاستغفارِ، وإلى عمل حسنةٍ أو حسناتٍ تُذهِبُها عنكَ، وكلَّما أكثرتَ الاستغفارَ وفعلَ الحسناتِ؛ ابيضّتْ صَحِيْفَتُكَ، وانْغَسَلَتْ روحُكَ مِنْ دَرَنِ الذُّنوبِ والمَعَاصِي.

بارك الله لي ولكم بالكتابِ والسنَّة ونفعنا بما فيهما من الآياتِ والحِكْمَة..

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم إنّه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنِه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبِه وإخوانِه ...

أما بعدُ: فيا عبادَ اللهِ: اتقوا الله "وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"

معاشرَ المؤمنين:

ومِنْ مُكفراتِ الذنوبِ والخطايا، ومزيلاتِ الرَّانِ عنِ القلوبِ، ومدافعاتِ أُثرَ الذنوبِ؛ التسبيحُ؛ فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنْه قالَ:  قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ قالَ سبحانَ اللهِ وبحمدِه مائةَ مرةٍ غُفرَتْ له ذنوبُه وإنْ كانتْ مثلَ زبَدِ البحرِ" رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

وكذلكَ التّهْلِيْلُ؛ فعنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنه؛" أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ؛ كانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقابٍ، وكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ، ومُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وكانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، ولَمْ يَأْتِ أحَدٌ بأَفْضَلَ ممَّا جاءَ به، إلَّا أحَدٌ عَمِلَ أكْثَرَ مِن ذلكَ" رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

عبادَ اللهِ: وممَّا غَفَلَ عنه كثيرٌ مِنَ الناسِ؛ تِلْكُمُ الأعمالُ التي يستغفرُ الملائكةُ فيها للعبدِ، ومِنْ ذلك: إطالةُ الجلوسِ في مكانِ الصلاةِ بعدَها؛ فعن أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنْه:

"أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: المَلَائِكَةُ تُصَلِّي علَى أحَدِكُمْ ما دَامَ في مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فِيهِ، ما لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ" رواه البخاريُّ.

ومِنَ الأعمالِ التي تستغفرُ الملائكةُ لصاحبِها: النومُ على طهارةٍ، والتّسحُّرُ لمنْ نوى الصيامَ، والصلاةُ في الصفِّ الأوَّلِ والثاني، وسدُّ الفُرَجِ في صفوفِ الصلاةِ، وعيادةُ المرضى..

فليَحرصِ العبدُ المسلمُ على أنْ يلتزمَ هذه الأعمالَ التي تستغفرُ له فيها الملائكةُ؛ فاستغفارُهمْ مرجوُّ القبولِ، لِمَا لهم مِنْ مكانةٍ عاليةٍ عندَ الله.

هذا وصلوا سلموا ...

المشاهدات 992 | التعليقات 0