حُبَّ الوَطَنِ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى

محمد البدر
1437/12/22 - 2016/09/23 03:25AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أَمَّا بَعْدُ،عِبَادَ اللهِ : قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ﴾ [النساء:66] لقد دلة هذه الآية على هذه المكانة لحب الأوطان وأنه أمر فطري ، لا ينازع فيه إلا مكابر .. ، وهذا الحب فطرةٌ ثابتةٌ في حنايا النفوس متجذِّرةٌ في شغاف القلوب ، ووطن المرء : هي أرضه التي وُلد فيها ، وعليها تربى ، وعلى تربتها درج ، وبخيراتها نعِم ، وفي محاضنها نشأ .
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه لما أخرج من مكة وقف بالحزورة على مشارف مكة، والتفت إلى مكة: وقَالَ « مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ»رواه الترمذي وصححه الألباني من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
عِبَادَ اللهِ :من الطبيعي المتعارف عليه أن الكثير من الناس يحبون أوطانهم مهما كان حالها وحالهم وما خرج منها الا لضيق حاله في وطنه أو لفراره من بلاد الكفر والإلحاد إلى بلاد الاسلام او لأي سبب كان وهذا حال الكثير ممن ترك وطنه وأهله وترك كل شيء ليعيش في هذه البلاد وهذا الحب حب فطري ،وحب هذه البلاد هومطلب شرعي يشترك فيه كل المسلمين فهي أرضِ الحرمين الشريفين و قبلة المسلمين وبلدِ التوحيد والعقيدةِ ، ومَهدِ السنة والرِّسالة ، ومهبط الوحي ومأرِز الإيمان .
عِبَادَ اللهِ : هذا الوطن وطن لجميع المسلمين وعلى من أكرمه الله عز وجل بسكنى هذا الوطن الغالي أو الإقامة فيه إقامةً مؤقتة أن يتقي الله عز وجل في هذا الوطن المبارك وأن تكون سكنانا وإقامتنا فيه مبنيةً على النصح والإصلاح والصلاح والبعد الكامل عن الشر والفساد ،وأن نكون فيه من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، ومن المدافعين عن أمن هذا الوطن بكل غال ونفيس لأن الدفاع عنه دفاع عن مقدسات المسلمين وعن العقيدة السلفية الصحيحة .
عِبَادَ اللهِ : إن المواطَـنَة الصالحة ليست كلماتٍ تُردَّد ولا شعاراتٍ تُرفَع ولا أهازيج وأغاني ورقص وتمايل ، وإنما هي إخلاصٌ وعمل ونصحٌ صادق للوطن رُعاةً ورعية .
عباد الله : ينبغى أن نشكر الله على هذه النعمة نعمة الاسلام ونعمة التوحيد والسنة ونعمة الأمن والأمان ونعمة إقامة شرع الله . أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ :إِنَّ حُبَّ الوَطَنِ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ تَعَالَى، بِهَا تَستَقِرُّ نُفُوسُ السَّاكِنِينَ، وتَطْمَئنُّ قُلُوبُ القَاطِنينَ، وتَتَحَرَّكُ لِلعِمَارَةِ هِمَّةُ المُوَاطِنينَ ، إن الوطنية ليست مجرد احتفالات ومظاهر شكلية، وليست مجرد مادة دراسية تدرس.. إن الوطنية عقيدة فكرية وتربية نفسية تزرعها في نفوس أبنائنا.. إن العناية بتعزيز الانتماء الوطني النفسي أهم من هذه المظاهر من أغاني وشعارات وأعلام وعبارات.. إن ذكرى توحيد هذه البلاد تدعونا والله لتذكر نعمه، والتي من أجلَّها وأعظمها أننا نعيش في وطنٍ واحدٍ آمن في ظل شريعة سمحة وتحت قيادة حكيمة.. وهي تدعونا لتعزيز الحب والانتماء لهذه البلاد وترجمة هذا الحب إلى أقوال صادقة، وأفعال نافعة.. وهي تدعونا للحفاظ على الأمن والاستقرار داخل الوطن ، وعدم السماح لأي عابثٍ أو دخيلٍ بالإخلال بأمن الوطن أو المزايدة عليه.
عِبَادَ اللهِ :حب الوطن بالدفاع عنه وعن دينه ومقدساته وليس بأذيتهم.. حب الوطن باحترام الكبير والعطف على الصغير، واحترام الجار وإحترام النظام ونظافة الشارع وعدم مضايقة المسلمين..حب الوطن بالحرص على كل ممتلكاته والتعامل بأخلاق المسلم مع المسلم في كل مكان.. حب الوطن ليس يوماً في السنة فقط!! حب الوطن في كل يوم وفي كل حين.

الا وصلوا ...
[/align]
المشاهدات 1175 | التعليقات 0