حادثة بقيق-21-1-1441هـ-مستفادة من خطبة الشيخ محمد بن سليمان المهوس.

محمد بن سامر
1441/01/20 - 2019/09/19 21:27PM
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وليُ الصالحينَ، وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُه الأمينُ، عليه وآلهِ الصلاةُ وأتمُ التسليمِ.
"يا أيها الذينَ آمنوا اتقوا اللهَ حقَ تقاتِه ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون".
أما بعدُ: ففِي بِلَادِنَا-والحمدُ للهِ-نَنْعَمُ بِنِعَمٍ لاَ تُعَدُّ وَلاَ تُحْصَى، افْتَقَدَهَا كَثِيرُ مِنَ الشُّعُوبِ، فِي بِلاَدِنَا نِعْمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْعَقِيدَةِ الصَّافِيَةِ؛ "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*لَا شَرِيكَ لَه".
ارْتَفَعَتْ بِلاَدُنَا حِينَ رَفَعَتْ رَايَةَ الدِّينِ، فجَمَعَنا اللهُ من بعدِ فُرْقَةٍ، وَأَغْنَانَا مِنْ بَعْدِ فقرٍ، وَأمَّنَنَا مِنْ بَعْدِ خَوْفٍ، وَعَلَّمَنَا مِنْ بَعْدِ جَهْلٍ، وَأَلْبَسَنَا لِبَاسَ الصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ، وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ وَفَضْلٍ أَمَدَّنَا وَأَعْطَانَا، "وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ*الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ".
فِي بِلاَدِنَا الأَمْنُ، وَوَحْدَةُ الصَّفِّ، وَاجْتِمَاعُ الْكَلِمَةِ، وَتَمَاسُكُ الْمُجْتَمَعِ قِيَادَةً وَشَعْبًا، مُمْتَثِلِينَ قَوْلَ اللهِ-تَعَالَى-: "وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"، "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"، فلمَّا رأى الأعداءُ ما نحنُ فيه من خيرٍ كادوا لنا قديمًا وحديثًا، ليلًا ونهارًا، سرًا وجهرًا، فجَنَّدُوا مُرْتَزِقَةً أَشْرَارًا، وَمُجْرِمِينَ فُجَّارًا، واستهدفوا فِي صَبَاحِ يَوْمِ السَّبْتِ الْفَائِتِ منشآتٍ نفطيةً، هي قَلْبُ صِنَاعَةِ النَّفْطِ فِي بِلاَدِنَا وَالْعَالَمِ؛ مِمَّا يوجبُ عَلَيْنَا جَمِيعًا الْعَمَلَ عَلَى تَحْقِيقِ أَسْبَابِ النَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ، ومنها: التَّمَسُّكُ بِهَذَا الدِّينِ، وَالْقِيَامُ بِهِ قَوْلًا، وَاعْتِقَادًا، وَعَمَلًا، وَدَعْوَةً، قَالَ-تَعَالَى-: "إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ".
فَدافعوا عَن دِينِكُمْ، ومقدساتِكم، وأَعْرَاضِكُمْ، وَذُرِّيَّاتِكُمْ، وأموالِكم، "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ".
اللهم تولَنا والمسلمينَ في الدنيا والآخرةِ، وثبتْ القلوبَ على دينِك.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ، كما ينبغي لجلالِ وجههِ وعظيمِ سلطانِه، أما بعدُ: فمِنْ أَسْبَابِ النَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ صِدْقُ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ، وَتَفْوِيضُ الأَمْرِ إِلَيْهِ، وَالثِّقَةُ بِوَعْدِهِ وَنَصْرِهِ، مَعَ الأَخْذِ بِالأَسْبَابِ الْمَشْرُوعَةِ، قَالَ-تَعَالَى-: "إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ".
واعلمُوا أنَّه إِذَا كَثُرَتِ الْمَعَاصِي حَلَّ الْعِقَابُ، وَتَبَدَّلَ الْأَمْنُ خَوْفًا، قَالَ اللهُ-تَعَالَى-: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا"، فَتُوبُوا إِلى اللهِ مِنْ جَميعِ ذُنُوبِكِمْ، فَمَا نَزَلَ بَلَاءٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا رُفِعَ إِلَّا بِتَوْبَةٍ: "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وَلا تَغتَرُّوا بِكَثرَةِ عَدَدٍ، وَلا قُوَّةِ عُدَّةٍ، فَإِنَّهُ لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، فَقَد نَصَرَ المُؤمِنِينَ في بَدرٍ وَهُم قِلَّةٌ، لَمَّا استَغَاثُوا بِرَبِّهم وَتَعَلَّقَت قُلُوبُهم بِهِ-سُبحانَهُ-.
ما أحسنَ أَنْ نُقِيمَ الدِّينَ فِي أَنْفُسِنَا وَبُيُوتِنَا وَأَهَلِنَا، فنَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ باللينِ والحكمةِ، وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ بلا غلظةٍ ولا قسوةٍ.
وما أحسنَ أَنْ نتوحدَ ونتماسكَ، فإنَّ في الاجتماعِ القوةَ والنصرَ، وفي التَّفرقِ الضَّعفَ والهزيمةَ.
ولا تَنسَوْا ما يقومُ به جُنودُنا المرابطون مِن تضحيّاتٍ مِنْ أجلِ دِينِهِم ومقدّسَاتهِم ووَطنِهِم، فجَزاهُمُ اللهُ عنَّا وعنِ الإسلامِ خيرَ الجزاءِ، فانصروهم بدعواتِكم الصالحة.
اللهم أصلحْ ولاةَ أُمورِنا وولاةَ أُمورِ المسلمينِ، وارزقهمْ البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ، اللهم اغفرْ لنا ولوالدينا وللمسلمينَ، أسألُك لي ولهم من كلِّ خيرٍ، وأعوذُ وأُعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، اللهم عليك بأعداءِ المسلمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ يا قويُ يا عزيزُ.
المرفقات

بقيق-21-1-1441هـ-مستفادة-من-خطبة-الشيخ-محمد-بن

بقيق-21-1-1441هـ-مستفادة-من-خطبة-الشيخ-محمد-بن

المشاهدات 1003 | التعليقات 0