جيل التضحيات

راكان المغربي
1446/07/09 - 2025/01/09 15:39PM

جيل التضحيات

الخطبة الأولى

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}، أما بعد:

يقول عَبْدُ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه: "إنَّ اللهَ نَظَر في قُلوبِ العِبادِ، فوَجَدَ قَلبَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَيرَ قُلوبِ العِبادِ، فاصطَفاهُ لِنَفسِه، فابتَعَثَهُ برسالَتِه، ثُمَّ نَظَر في قُلوبِ العِبادِ بَعدَ قَلبِ مُحَمَّدٍ، فوَجَدَ قُلوبَ أصحابِه خَيرَ قُلوبِ العِبادِ، فجَعَلَهم وُزَراءَ نَبيِّه، يُقاتِلونَ عَلى دينِه، فما رَأى المُسْلِمونَ حَسَنًا فهوَ عِندَ اللهِ حَسَنٌ، وما رَأوا سَيِّئًا فهوَ عِندَ اللهِ سَيِّئٌ".

نجولُ في جمعتِنا اليومَ جولةً ماتعةً مع جيلِ الصحابة. ذلكمُ الجيلُ النموذجيُّ الذي طبقَ الإسلامَ بحذافيرِه، وتلقى الوحيَ فجعله واقعاً في حياتِه، فكانَ بمثابةِ النسخةِ الأصليةِ للإسلامِ، والتي حُقَّ للمسلمين في كل زمانٍ ومكانٍ، أن يستنسخوها طِبقَ الأصلِ، إنْ هم أرادُوا العزَّ والتمكينَ في الدُّنيا، والنعيمَ والدرجاتِ العلى في الآخرة.

الحديثُ عن ذلكَ الجيلِ لا تسعُه الخطبُ ولا الكلماتُ، فكلُّ واحد من الصحبِ الكرامِ يستحقُّ أن يفردَ بخطبةٍ أو أكثر. ولكن حسبُنا اليوم أن نتكلمَ عن سمةٍ مشتركةٍ، وصفةٍ جامعةٍ، صُبغَ بها ذلك الجيلَ، فكانت من أعظمِ أسبابِ رفعتِه، وسرِّ تميزِه.

إنها سمةُ التضحيةِ والبذلِ!

لقد بذلَ الصحبُ الكرامُ كلَّ ما يملكون، وضحَّوْا بأغلى ما يُحبون، من أجلِ إعلاءِ كلمةِ اللهِ، ونصرةِ دينِه سبحانه. كانوا يسترخصون الثمينَ، ويبذلونَ الغالي، لأنهم قد استقر في أنفسهم أن دينَ اللهِ أغلى من كلِّ ممتلكاتِهم، أغلى من أموالِهم ومناصبِهم وأنفسِهم وحياتِهم كلِّها.

هذا مصعبُ بن عميرٍ -رضي الله عنه-، الذي كان فتى مكةَ المدللُ، يلبسُ أزهى الثيابِ، ويتعطرُ بأفخمِ الطيبِ، ويأكلُ أفخرَ المأكولاتِ. حين أرادَ أن يسلمَ، كانت حياةُ البذخِ عقبةً له أمامَ إسلامِه، فما كانَ منه إلا أن ضحّى بترفِه ونعيمِه، وبذخِه وزهرةِ دنياه. بذل كلَّ ذلك ثمنا يشتري به رضا للهِ والدارَ الآخرةِ.

كان سعدُ بن أبي وقاصٍ رضي الله عنه يقول: "كان مصعب بن عمير أترفَ غلامٍ بمكةَ بين أبويه، فلما أصابه ما أصابنا لم يقوَ على ذلك، ولقد رأيتُه وإن جلدَه ليتطايرُ عنه تطايرَ جلدِ الحية، ولقد رأيته يتقطَّعُ به، فما يستطيع أن يمشي، فنَعرِضُ له القِسِيَّ، ثم نحملُه على عواتقِنا".

ضحى بحياةِ الترفِ في الكفرِ، ورضيَ بحياةِ الشظَفِ في الإسلامِ، فمات حين قُتلَ شهيدا، ولم يكن له كفنٌ يكفيه لتغطية جسدِه. يقول خبّابٌ -رضي الله عنه-: " هَاجَرْنَا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم نُرِيدُ وجْهَ اللَّهِ، فَوَقَعَ أجْرُنَا علَى اللَّهِ، فَمِنَّا مَن مَضَى لَمْ يَأْخُذْ مِن أجْرِهِ شيئَاً، منهمْ مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَومَ أُحُدٍ، وتَرَكَ نَمِرَةً، فَإِذَا غَطَّيْنَا رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ، وإذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ".

نعم! خسرَ مصعبُ من الدنيا قليلاً، لكنه ربحَ في الآخرة كثيراً مزيداً وافراً باقياً لا ينفدُ ولا ينتهي.

نموذجٌ آخرُ من نماذج التضحيةِ: طلحةُ بن عبيدِ الله رضي الله عنه، حين انهزمَ المسلمون في معركةِ أحد، وفرُّ البعضُ من أرضِ المعركةِ، وتراجع فريقٌ آخرُ حتى انكشفَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فصارت تتقاذفُ عليه سهامُ المشركين، وقف حينها طلحةُ كالسدِّ المنيعِ، يصدُّ سهامَ المشركين بجسدِه، حتى شُلَّتْ يدُه الطاهرةُ دفاعاً عن رسولِ الله رضي الله عنه، ونصرةً لدينِه. يقول التابعيُّ قيسُ بن أبي حازم: "رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ، وقَى بهَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ أُحُدٍ".

عاش طلحةُ بقية حياته بيدٍ مشلولةٍ تشهدُ على عظيمِ بلائِه، وجليلِ تضحيتِه رضي الله عنه، ولعله كان يستحضرُ حين يراها مقولةَ سيدِه ومعلمِه صلى الله عليه وسلم التي بثّها في نفسِ الموقفِ -موقفِ أحد-، لما دَمِيَتْ إصْبَعُه الشريفة، فَقالَ يخاطبها: (هلْ أَنْتِ إلَّا إصْبَعٌ دَمِيتِ، وفي سَبيلِ اللَّهِ ما لَقِيتِ).

ففي سبيل الله يرخصُ كلُّ ثمينٍ، ويهونُ كلُّ عسيرٍ. إنه المنهجٌ الفريدٌ الذي استقاه الجيلُ من نبعِ القرآنِ ونورِ السنةِ.

يهاجر صهيبٌ الروميُّ -رضي الله عنه- من مكةَ، ويخبئُ مالَه عسى أن يرجعَ إليه، فيلحقُه المشركون ويقولون له: "أتيتنا صُعْلُوكاً حقيراً، فتغيرَ حالُك! فقال لهم: "إن شئتُم دللتُكم على مالِي، وخليتُم سبيلِي؟ قالوا: نفعل. فدلهم على مالِّه كلِّه، وأرشدَهم إلى مخبئِه.

كل ذلك ضحّى به ليحفظَ دينَه، ويُتِمَّ هجرتَه. ونزَلَتْ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: 207]، فلمَّا رَآهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: (أبا يَحْيى، رَبِحَ البَيعُ رَبِحَ البَيعُ) وتَلا عليه الآيةَ.

طرقُ التضحيةِ ووسائلِها عند الصحابةِ بلغتْ مرتبةً عظيمةً، وشأواً بعيداً، كانوا يتفَنّنون في البذلِ، ويُبدِعون في العطاءِ.

هذه الخنساءُ -رضي الله عنها- تضحِّي بقرارِ عينِها وزينةِ حياتِها ومُهجِ فؤادِها. ها هي تبذلُ أولادها الأربعةَ، ترمي بهم في ساحاتِ الوغى، فتقولُ لهم قبيلَ معركةِ القادسيةِ: "يا بَنِيَّ إنكم أسلمتُم طائعين، وهاجرتُم مختارين، واللهِ الذي لا إله إلا هو؛ إنكم لبنو رجلٍ واحدٍ، كما أنّكم بنو امرأةٍ واحدةٍ، ما خنتُ أباكم، ولا فضحتُ خالَكم، وقد تعملون ما أعدّ اللهُ تعالى للمؤمنين من الثوابِ الجزيلِ في حربِ الكافرين، واعلموا أنّ الدارَ الآخرة خيرٌ من الدارِ الفانية، يقول الله عز وجل: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فإذا أصبحتم غداً إن شاء اللهُ سالمين، فاغدوا لقتالِ عدوِّكم مستبصرين، وبالله على أعدائِه مستنصرين، فإذا رأيتمُ الحربَ قد شمّرتْ عن ساقِها، وجلّلتْ ناراً على أوراقِها، فتيَمَّمُوا وطيسَها وجالِدُوا رسِيسَها، تَظْفَرُوا بالغُنْمِ والكَرامةِ في دارِ الخلدِ والمقامةِ". فلما أصبحوا باشرُوا القتالَ واحدًا بعد واحدٍ حتى استُشهِدُوا جميعاً، فبلغها الخبر، فقالت: "الحمدُ لله الذي شرّفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعَني بهم في مستقرِّ الرحمة".

وما لها لا تحمدُ اللهَ، وقد أعدتْ أولادها لخير منزِلٍ، وأرفعِ درجةٍ، وأزهرِ مستقبلٍ، وأهنى حياةٍ (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)

لقد سارت الخنساءُ بأبنائِها على ذاتِ الطريقِ الذي سلكته أخواتُها في ذلك الجيلِ، طريقِ التضحيةِ والفداءِ والشهادةِ. ذلك الطريقُ الذي قصت شريطَ بدايتِه سميةُ بنتُ خياط، أول من روتْ بدمائِها طريقَ عزِّ الإسلام وسبيلَ مجدِه، قال مجاهد -رحمه الله-: "أولُ شهيدٍ كانَ في الإسلامِ استُشهِد: أمُّ عمارٍ سميةُ، طعنَها أبو جهلٍ بحَرْبَةٍ في قُبُلِهَا".

هل وعيتم الآن لماذا ارتقى الأصحاب إلى تلك المكانة السامقة، والدرجة العالية؟!

(الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ (21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (22) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

معاشر المسلمين

هذا الدينُ القائمُ اليومَ، الضاربُ في عمقِ التاريخ، منذُ أربعةَ عشرَ قرناً من الزمان. تلك المآذنُ العاليةُ، والشعائرُ الظاهرةُ، والدعوةُ المنتشرةُ، والشريعةُ السائدةُ. كلُّ ذلك ما كنتم لتروه اليومَ بدونِ تضحياتِ جيلِ الصحابة، الذي به تأسستْ قواعدُ الإسلامِ، وصَلُبَتْ نواتُه.

وعلى تلك القواعدِ حملَ رايةَ الإسلامِ الأجيالُ تلو الأجيالِ، فساروا على طريقِ الجيلِ الأولِ، واحتذَوْا حذوهم، فتحوا البلدان، وأعلَوْا كلمةَ الرحمن، وحمَوْا بيضةَ الإسلام. أبطلوا كيدَ المشركين، ومحقوا مكرَ الزنادقة، وأفشلُوا مخططاتِ الصليبيين. وفي ذلك الطريقِ، ضحَّوْا بأنفسِهم وأموالِهم وأوقاتِهم وجاهِهم في سبيل الله، فكانت النتيجةُ أن حفظَ اللهُ بهم الدينَ.

والآن! اليومُ يومُكم، والزمانُ زمانُكم، فأرُوا الله من أنفسِكم خيرا، ولتكونوا ممن يصنعُ نصرَ المستقبلِ، ويبني مجدَ الإسلامِ القادم، ويكملُ سيرَ موكبِ الإيمانِ المهيبِ (هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم)

اللهم وفقنا لنصرة دينك، وإعلاء كلمتك

اللهم اجعلنا من أنصارك وخدمة دينك

 

 

 

المرفقات

1736426358_جيل التضحيات.docx

1736426359_جيل التضحيات.pdf

المشاهدات 547 | التعليقات 0