جمعة الثناء والحمد والتعظيم
د مراد باخريصة
1432/10/12 - 2011/09/10 14:16PM
جمعة الثناء والحمد والتعظيم
عباد الله
هذه الجمعة نريدها أن تكون جمعة الحمد جمعة الثناء والتعظيم لله تبارك وتعالى أن بلغنا رمضان وحضرنا العيد المبارك وبعضنا قد أتم صيام الست من شوال فا الحمد لله عدد ما أحصى كتابُه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله مِلْءَ ما في خلقه، والحمد لله مَلْءَ سماواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله على كل شيء.
الحمد لله تمَّ نورك فهديت فلك الحمد، وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد، وبسطت يدك فأعطيت فلك الحمد. وجهك أكرم الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهناها.
تطاع فتشكر، وتُعصى فتغفر، وتجيب المضطر، وتكشف الضر، وتَشفي السُقم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة، وتجيب دعوة الداع إذا دعاك.
لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، و النبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق.
اللهم أنت أحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئل، وأوسع مَن أعطى.
أنت الملك لا شريك لك، والفرد الذي لا ند لك، كل شيء هالك إلا وجهَك.
لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، .حلت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال القلوب لك مُفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا باسط لما قبضت، ولامانع لما بسطت ، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت....
يا مَن أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، يا كريم الصَفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا، ويا مولانا، نسألك يا الله أن لا تَشوي خلقنا بالنار
الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام، وسقانا من الشراب، وكسانا من العُرْي، وهدانا من الضلالة، وبَصّرنا من العماية، وفضّلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن، نعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً
ربَّنا لك الحمد، مِلْءَ السموات والأرض ومِلْءَ ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناءِ والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد
الخلق خلقك، والعباد عبادك، وأنت الله الرؤوف الرحيم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، والظاهر فليس فوقك شيء، والباطن فليس دونك شيء
ربَّنا وربَّ كل شيء، فالق الحبِّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن
نستعينك ونستهديك ، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، ونَحْفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك؛ إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلْحِق.
كل شيء خاشع لك، وكل شيء قائم بك من تكلم سمعت نطقه، ومن سكت علم سره، ومن عاش فعليك رزقه، ومن مات فإليك منقلبه لا ينقص سلطانَك من عصاك، ولا يزيد في ملكك من أطاعك، ولا يرد أمرَك من سَخِط قضاءك، ولا يستغني عنك من تولى عن أمرك.
السر عندك علانية، والغيب عندك شهادة فسبحانك سبحانك ما أعظم شأنك.
لا تراك العيون ولا تخالطك الظنون، ولا يصفك الواصفون، ولا تغيرك الحوادث، ولا تخشى الدوائر، تعلم مثاقيل الجبال، وتعلم مكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار
سبحت لك السموات بأطرافها، و سبحت لك البحار بأمواجها، وسبحت لك الجبال بأصدائها، و سبحت لك النجوم بأبراجها، وسبحت لك السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن.
لا يشغلك شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع، ولا تشتبه عليك الأصوات، ولا تختلف عليك اللغات ولا تُتغلِّط عليك المسائل أشرقت بنورك السموات، وأنارت بوجهك الظلمات.
أنت أرحم الراحمين وأسرع الحاسبين وأحكم الحاكمين وخير الوارثين وخير الرازقين وخيرالناصرين
نبرأ إليك من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكيل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك ,ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الصبر إلا على بابك
تتابع بِرك، واتصل خيرك، وعظم عطاؤك، وصدق وعدك، وبَرّ قسمك، وعمَّت فواضلك وتناهى إحسانك.
لا جمالَ إلا لوجهك، ولا إتقانَ إلا لفعلك، ولا نفاذ إلا لحُكمك،ولا صواب إلا في قضائك، ولا حلاوة إلا في كلامك، ولا قوام إلا بتأييدك، ولا سكون إلا في فنائك، ولا هناءة إلا في عطائك، ولا حكمة إلا في أنبائك، ولا أنسَ إلا مع أوليائك، ولا حجة إلا في أحكامك، ولا توكل إلا عليك، ولا رحمة إلا منك،ولا خير إلا عنك.
مالك الأملاك ومدبر لأفلاك علاّم الغيوب، وغفار الذنوب وستار العيوب،ومقلبَ القلوب.
رب الأرباب، ومنزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب،سريع الحساب، يقبل توبة العبد إذا تاب، وإذا دُعي أجاب.
شكا إليك نبي الله يعقوب عليه السلام فخلصته من حزنه، ورددت عليه بصره، وجمعت بينه وبين ولده.
و ناداك نبي الله نوحٌ عليه السلام فنجيته من كربه.
وناداك أيوب فكشفت ضره.
وناداك يونس فنجيته من غمه.
و ناداك زكريا فوهبت له ولداً من صُلْبه بعد يأس أهله وكبر سنه.
وأنقذت إبراهيم عليه السلام من نار عدوه.
و أنجيت لوطاً من العذاب النازل بقومه.
فإلى مَن نتوجه وأنت الموجود، ومن نقصد وأنت المقصود ومَن ذا الذي يعطي وأنت صاحب الكرم والجود، ومن ذا الذي نسأل وأنت الرب المعبود.
إلى من نشتكي وأنت العليم القادر ؟ و بمن نستنصر وأنت الولي الناصر ؛ وبمن نستعين وأنت القوي القاهر ؟ولمن نتوجه وأنت الكريم الساتر.
أنت الذي تغفر الخطيئات وتفرِّج الكربات، وتقضي الحاجات، وتستجيب الدعوات وتدفع البليات، وترفع الدرجات وتستر العورات، وتمحو الزلات، إله الأرض والسموات...
كيف يحيط بك عقل أنت خلقته ؟
وكيف يدركك بصر أنت شققته ؟
وكيف يحصي الثناءَ عليك لسان أنت أنطقته ؟...
(هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
الخطبة الثانية
الحمد لله سامع الأصوات، وناشر الأموات، ومولي النعم السابغات، وكاشف الغمم المطبقات، نحمده على ما قبل من الدعوات الصاعدات، وأجاب من الرغبات الصادرات، وستر من العورات الفاضحات، وغفر من الذنوب الموبقات.
الحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، عدد خلقه، ورضاء نفسه ، وزنة عرشه، ومداد كلماته
الحمد لله الذي يطعم ولا يُطعم، منّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلِّ بلاء حسن أبلانا
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
الحمد لله الذي بلطفه تصلح الأعمال، وبكرمه وجوده تُدرك الآمال، وبإرادته تتغير الأحوال، وبمشيئته تتصرف الأفعال، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال،ذوالطَوْل والإكرام والإجلال نحمده حمداً لا توازنه الجبال، مِلْءَ السموات والأرض وعلى كل حال إليه المصير والمرجع والمآل.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
اللهم إنك تسمع كلامنا، وترى مكاننا، وتعلم سرنا وعلانيتنا، لا يخفى عليك شيء من أمرنا، نحن البائسين الفقراء، المستغيثين المستجيرين، الوجلين المشفقين، المقرين المعترفين بذنوبنا، نسألك مسألة المساكين، ونبتهل إليك ابتهال المذنبين الذليلين، وندعوك دعاء الخائفين الضريرين، دعاء من خضعت لك رقابهم، وفاضت لك عينوهم، وذلت لك أجسادهم، ورغمت لك أنوفهم.
ليس معك ربٌّ يُدعى، وليس فوقك خالق يُخشى، وليس لك وزير يُؤتى، ولا حاجب يُرشَى.
لا تزداد على كثرة السؤال إلا جوداً وكرماً، وعلى كثرة الحوائج إلا تفضلاً وإحساناً...
لا يُبْرمك إلحاحُ الملحين، ولا تضجرك مسألة السائلين، أذقنا بَرْدَ عفوك وحلاوة مغفرتك.
سبحانك من لطيف ما ألطفك، ورؤوف ما أرأفك، وحكيم ما أتقنك.
ومليك ما أمنعك، ورفيع ما أرفعك،وجواد ما أوسعك، ذو البهاء والمجد، والكبرياء والحمد.
لك أسلمنا وبك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا وبك خاصمنا وإليك تحاكمنا أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ).
عباد الله
هذه الجمعة نريدها أن تكون جمعة الحمد جمعة الثناء والتعظيم لله تبارك وتعالى أن بلغنا رمضان وحضرنا العيد المبارك وبعضنا قد أتم صيام الست من شوال فا الحمد لله عدد ما أحصى كتابُه، والحمد لله عدد ما في كتابه، والحمد عدد ما أحصى خلقه، والحمد لله مِلْءَ ما في خلقه، والحمد لله مَلْءَ سماواته وأرضه، والحمد لله عدد كل شيء، والحمد لله على كل شيء.
الحمد لله تمَّ نورك فهديت فلك الحمد، وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد، وبسطت يدك فأعطيت فلك الحمد. وجهك أكرم الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهناها.
تطاع فتشكر، وتُعصى فتغفر، وتجيب المضطر، وتكشف الضر، وتَشفي السُقم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة، وتجيب دعوة الداع إذا دعاك.
لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، و النبيون حق، ومحمد صلى الله عليه وسلم حق.
اللهم أنت أحق من ذُكر، وأحق من عُبد، وأنصر من ابتُغي، وأرأف من مَلَك، وأجود من سُئل، وأوسع مَن أعطى.
أنت الملك لا شريك لك، والفرد الذي لا ند لك، كل شيء هالك إلا وجهَك.
لن تطاع إلا بإذنك، ولن تعصى إلا بعلمك، .حلت دون النفوس، وأخذت بالنواصي، وكتبت الآثار، ونسخت الآجال القلوب لك مُفضية، والسر عندك علانية، الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا باسط لما قبضت، ولامانع لما بسطت ، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت....
يا مَن أظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة، ولا يهتك الستر، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، يا كريم الصَفح، يا عظيم المنّ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا، ويا مولانا، نسألك يا الله أن لا تَشوي خلقنا بالنار
الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام، وسقانا من الشراب، وكسانا من العُرْي، وهدانا من الضلالة، وبَصّرنا من العماية، وفضّلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً لا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن، نعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً
ربَّنا لك الحمد، مِلْءَ السموات والأرض ومِلْءَ ما شئت من شيء بعد، أهلَ الثناءِ والمجد، أحقُّ ما قال العبد وكلنا لك عبد
الخلق خلقك، والعباد عبادك، وأنت الله الرؤوف الرحيم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخِر فليس بعدك شيء، والظاهر فليس فوقك شيء، والباطن فليس دونك شيء
ربَّنا وربَّ كل شيء، فالق الحبِّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن
نستعينك ونستهديك ، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، ونشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، ونَحْفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك؛ إن عذابك الجِدَّ بالكفار مُلْحِق.
كل شيء خاشع لك، وكل شيء قائم بك من تكلم سمعت نطقه، ومن سكت علم سره، ومن عاش فعليك رزقه، ومن مات فإليك منقلبه لا ينقص سلطانَك من عصاك، ولا يزيد في ملكك من أطاعك، ولا يرد أمرَك من سَخِط قضاءك، ولا يستغني عنك من تولى عن أمرك.
السر عندك علانية، والغيب عندك شهادة فسبحانك سبحانك ما أعظم شأنك.
لا تراك العيون ولا تخالطك الظنون، ولا يصفك الواصفون، ولا تغيرك الحوادث، ولا تخشى الدوائر، تعلم مثاقيل الجبال، وتعلم مكاييل البحار، وعدد قطر الأمطار، وعدد ورق الأشجار، وعدد ما أظلم عليه الليل وأشرق عليه النهار
سبحت لك السموات بأطرافها، و سبحت لك البحار بأمواجها، وسبحت لك الجبال بأصدائها، و سبحت لك النجوم بأبراجها، وسبحت لك السموات السبع والأرضون السبع ومن فيهن ومن عليهن.
لا يشغلك شأن عن شأن، ولا سمع عن سمع، ولا تشتبه عليك الأصوات، ولا تختلف عليك اللغات ولا تُتغلِّط عليك المسائل أشرقت بنورك السموات، وأنارت بوجهك الظلمات.
أنت أرحم الراحمين وأسرع الحاسبين وأحكم الحاكمين وخير الوارثين وخير الرازقين وخيرالناصرين
نبرأ إليك من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكيل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك ,ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الصبر إلا على بابك
تتابع بِرك، واتصل خيرك، وعظم عطاؤك، وصدق وعدك، وبَرّ قسمك، وعمَّت فواضلك وتناهى إحسانك.
لا جمالَ إلا لوجهك، ولا إتقانَ إلا لفعلك، ولا نفاذ إلا لحُكمك،ولا صواب إلا في قضائك، ولا حلاوة إلا في كلامك، ولا قوام إلا بتأييدك، ولا سكون إلا في فنائك، ولا هناءة إلا في عطائك، ولا حكمة إلا في أنبائك، ولا أنسَ إلا مع أوليائك، ولا حجة إلا في أحكامك، ولا توكل إلا عليك، ولا رحمة إلا منك،ولا خير إلا عنك.
مالك الأملاك ومدبر لأفلاك علاّم الغيوب، وغفار الذنوب وستار العيوب،ومقلبَ القلوب.
رب الأرباب، ومنزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب،سريع الحساب، يقبل توبة العبد إذا تاب، وإذا دُعي أجاب.
شكا إليك نبي الله يعقوب عليه السلام فخلصته من حزنه، ورددت عليه بصره، وجمعت بينه وبين ولده.
و ناداك نبي الله نوحٌ عليه السلام فنجيته من كربه.
وناداك أيوب فكشفت ضره.
وناداك يونس فنجيته من غمه.
و ناداك زكريا فوهبت له ولداً من صُلْبه بعد يأس أهله وكبر سنه.
وأنقذت إبراهيم عليه السلام من نار عدوه.
و أنجيت لوطاً من العذاب النازل بقومه.
فإلى مَن نتوجه وأنت الموجود، ومن نقصد وأنت المقصود ومَن ذا الذي يعطي وأنت صاحب الكرم والجود، ومن ذا الذي نسأل وأنت الرب المعبود.
إلى من نشتكي وأنت العليم القادر ؟ و بمن نستنصر وأنت الولي الناصر ؛ وبمن نستعين وأنت القوي القاهر ؟ولمن نتوجه وأنت الكريم الساتر.
أنت الذي تغفر الخطيئات وتفرِّج الكربات، وتقضي الحاجات، وتستجيب الدعوات وتدفع البليات، وترفع الدرجات وتستر العورات، وتمحو الزلات، إله الأرض والسموات...
كيف يحيط بك عقل أنت خلقته ؟
وكيف يدركك بصر أنت شققته ؟
وكيف يحصي الثناءَ عليك لسان أنت أنطقته ؟...
(هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
الخطبة الثانية
الحمد لله سامع الأصوات، وناشر الأموات، ومولي النعم السابغات، وكاشف الغمم المطبقات، نحمده على ما قبل من الدعوات الصاعدات، وأجاب من الرغبات الصادرات، وستر من العورات الفاضحات، وغفر من الذنوب الموبقات.
الحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً، عدد خلقه، ورضاء نفسه ، وزنة عرشه، ومداد كلماته
الحمد لله الذي يطعم ولا يُطعم، منّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكلِّ بلاء حسن أبلانا
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
الحمد لله الذي بلطفه تصلح الأعمال، وبكرمه وجوده تُدرك الآمال، وبإرادته تتغير الأحوال، وبمشيئته تتصرف الأفعال، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال،ذوالطَوْل والإكرام والإجلال نحمده حمداً لا توازنه الجبال، مِلْءَ السموات والأرض وعلى كل حال إليه المصير والمرجع والمآل.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
اللهم إنك تسمع كلامنا، وترى مكاننا، وتعلم سرنا وعلانيتنا، لا يخفى عليك شيء من أمرنا، نحن البائسين الفقراء، المستغيثين المستجيرين، الوجلين المشفقين، المقرين المعترفين بذنوبنا، نسألك مسألة المساكين، ونبتهل إليك ابتهال المذنبين الذليلين، وندعوك دعاء الخائفين الضريرين، دعاء من خضعت لك رقابهم، وفاضت لك عينوهم، وذلت لك أجسادهم، ورغمت لك أنوفهم.
ليس معك ربٌّ يُدعى، وليس فوقك خالق يُخشى، وليس لك وزير يُؤتى، ولا حاجب يُرشَى.
لا تزداد على كثرة السؤال إلا جوداً وكرماً، وعلى كثرة الحوائج إلا تفضلاً وإحساناً...
لا يُبْرمك إلحاحُ الملحين، ولا تضجرك مسألة السائلين، أذقنا بَرْدَ عفوك وحلاوة مغفرتك.
سبحانك من لطيف ما ألطفك، ورؤوف ما أرأفك، وحكيم ما أتقنك.
ومليك ما أمنعك، ورفيع ما أرفعك،وجواد ما أوسعك، ذو البهاء والمجد، والكبرياء والحمد.
لك أسلمنا وبك آمنا وعليك توكلنا وإليك أنبنا وبك خاصمنا وإليك تحاكمنا أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ).