(جريمة الاعتداء ..) خطبة الشيخ د.صالح العصيمي الجمعة القادمة 18/3/1436 هـ بإذن الله

أبوبصير الحازمي
1436/03/17 - 2015/01/08 09:53AM
الخطبة الأولى
إن الحمد لله،نحمده،ونستعينه،ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،وسيئات أعمالنا.من يهد الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،وخليله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليما كثيرا. أما بعد ... فاتقوا الله- عباد الله- حق التقوى؛واعلموا أن أجسادكم على النار لا تقوى. واعلموا بأن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،وأن شر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار .
أيها المسلمون: كل من سعى بقول،أو فعل؛لإحداث الفوضى،والاضطراب في بلاد المسلمين؛عاد وبال ذلك عليه،في الدنيا قبل الآخرة. واستهداف أمن المسلمين واستقرارهم من كبائر الذنوب،ولا يقع فيه إلا مبخوس الحظ مرذول. ومن أشعل فتنة تسفك فيها الدماء، ويرفع فيها الأمن، ويزول الاستقرار، بلغته نارها فأحرقته؛ولو ظن أنه في مأمن منها، فالجزاء من جنس العمل. ومن أهم مقومات الأمن والاستقرار لزوم الجماعة، والنهي عن شق عصا المسلمين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن زمن الفتن، وكثرة دعاة جهنم، سأله حذيفة،رضي الله عنه، عما يفعل إن أدركه ذلك،فقال،عليه الصلاة والسلام: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» متفق عليه. وأمر صلى الله عليه وسلم بمدافعة المنكرات بالنصيحة،والأمر بالمعروف،والنهي عن المنكر، فقال،عليه الصلاة والسلام: «إنكم سترون بعدي أثرة،وأمورا تنكرونها. قالوا: فما تأمرنا يا رسول اللـه؟ قال: أدوا إليهم حقهم،وسلوا الله الذي لكم» رواه الترمذي،وقال: حسن صحيح. وقال،صلى الله عليه وسلم:«من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه؛ فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات؛ إلا مات ميتة جاهلية» رواه الشيخان. فكل ما يؤدي إلى الفوضى والاضطراب يجب اجتنابه، وردع من يسعى إليه؛ حفاظا على الأمن والاستقرار.
عباد الله،لقد استهدف بعض من المجرمين والمفسدين في الأرض،الذين يفسدون، ولا يصلحون رجال أمننا في حدودنا الشمالية، وقتل ضباط وجنود - رحمهم ربي رحمة واسعة،وأسكنهم فردوسه،وأنزلهم منازل الشهداء .
عباد الله،لقد اعتدي على رجال أمننا؛وهم-والله- صمام الأمان،وحراسه-بعد رحمة أرحم الراحمين-فبأي حق يقتل هؤلاء الأبرياء النبلاء،الذين يبيتون يحرسون في سبيل الله؛ليحموا بلادنا من مهربي المخدرات،وتجار الأسلحة والمتفجرات؛ فثكلت أمهاتهم،ويتم أطفالهم،ورملت نساؤهم،وفجعت قلوب محبيهم،وروع الآمنون في بلادنا؛فهذا ليس من دين اللـه تعالى في شيء.
عباد الله،لقد تكاثر -وربي- سعي المفسدين للإخلال بالأمن؛فقلت عند بعضهم هيبة الدم المعصوم وحرمته؛حتى أصبح بعضهم يتقرب إلى الله بإراقة الدماء؛فوجدنا على حدودنا الشمالية من المجرمين المفسدين من قتل نفسه منتحرا بحزام ناسف؛ليقتل معه غيره،وفعله هذا لا يرضاه دين،ولا عقل،ولا عرف،فهذا المجرم الآثم،ومن معه لم يكتف أنه مات منتحرا؛ بل أخذ معه في انتحاره دماء زكية معصومة . ففعله هذا من أعظم المنكرات . قال صلى الله عليه وسلم : (من تردى من جبل فقتل نفسه؛فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا،ومن تحسى سما فقتل نفسه؛فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا،ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده، يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا). رواه البخاري ومسلم . ولقد أفتى كبار علماء الأمة؛بأن ما يسمى بالعمليات الاستشهادية- ولو كانت في الحروب ضد الأعداء- لا تجوز شرعا؛فحرمتها في السلم والأمن أشد وأنكى؛فكيف إذا كانت موجهة ضد مسلمين موحدين ؟! لا شك أنها أشد جرما وإثما. لقد استنكر هذه الجريمة البشعة؛الصغار قبل الكبار،والعلماء والعوام،والذكور والإناث؛لأن في استنكارها واجبا من واجبات تغيير المنكر،وأما الرضا بها ظاهرا أو باطنا،وعدم استنكارها؛فيعد لونا من ألوان الخيانة والرضا بالمنكر،فنصوص الشريعة أكثر من أن تحصى في بيان حرمة الدماء المعصومة؛قال تعالى : (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) وقال،صلى الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا)،رواه مسلم .
عباد الله،علينا أن نؤمن إيمانا جازما أن هذا الجرم العظيم؛ليس من الإسلام في شيء. وأصحاب هذه الأفكار يحسبون أنهم يحسنون صنعا،ويتقربون إلى الله بقتل أهل القبلة،وهم على شر عظيم،ومنهج ضال،ولا عجب؛فقد تقرب أسلافهم من الخوارج إلى الله بقتل علي،رضي الله عنه، حتى أثني شاعرهم عمران بن حطان على ابن ملجم قاتل علي،رضي الله عنه، فقال :
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره يوما فأحسبـــــــــــــــه أوفى البرية عند الله ميزانـــــا
وقد رد عليه بعض أهل السنة بقوله :
بل ضربة من شقي أوردته لظى فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
إني لأذكره يوما فألعنه دنيا، وألعن النذل عمرانا بن حطانا
حمى الله تعالى بلادنا،وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأدام علينا وعلى المسلمين الأمن والاستقرار، إنه سميع مجيب.وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..

============================

الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه،والشكر له على عظم نعمه وامتنانه،وأشهد أن لا إله إلا الله،وحده لا شريك له،تعظيما لشأنه،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد ...... فاتقوا الله - عباد الله- حق التقوى،واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى،واعلموا أن أجسادكم على النار لا تقوى .
عباد الله،لا شك أن هذا الحادث الإجرامي، من مكر الأعداء المتربصين الذين يذكون نيران الفتنة،وينفخون فيها؛لرفع الأمن والاستقرار من بلادنا، وإحلال الخوف والفوضى فيها؛ لتحقيق أهدافهم؛ولكن المنتقم الجبار لهم بالمرصاد،ثم يقظة رجال الأمن الشجعان،والمواطنين الصالحين الأخيار،الذين لا يرضون بخرق صفنا،وزعزعة أمننا.
عباد الله،على أبناء الإسلام أن يكونوا على حذر من الشائعات الكاذبة،والأراجيف المغرضة،والأفكار الهدامة،والفتاوى المستوردة،والمناهج الوافدة المخالفة لمنهج سلف الأمة،وليحذروا من هذه الأفكار التي تبث عبر بعض الفضائيات،والهواتف الذكية،والشبكة العنكبوتية؛وتسعى لبث الفرقة،ونشر الخوف والهلع،وتقدح في الولاة والعلماء؛وهم - وربي - من نعم اله على عباده؛فيدعى لهم بالخير والصلاح،ولا يدعى عليهم،ولا يؤلب ضدهم،وليعانوا على مهامهم الكبيرة؛فيعان الولاة على تنفيذ الشريعة،ورعاية المصالح،وسياسة الناس،ولا يهانون لا هم،ولا العلماء؛حتى لا ينقص قدرهم عند الناس،وتهان أعراضهم،فإن واقعنا اليوم تتلاطم فيه ظلمات الفتن كتلاطم الأمواج، ولا حول ولا قوة إلا بالله ! فلنكن على حذر كبير من هذا الخطر المحدق المخيف . فاتقوا الله أيها الشباب في أنفسكم، ولا تكونوا فريسة للشيطان، يجمع لكم بين خزي الدنيا وعذاب الآخرة، واتقوا الله في المسلمين من الشيوخ والكهول والشباب، واتقوا الله في المسلمات من: الأمهات،والبنات،والأخوات؛واتقوا الله في الشيوخ الركع والأطفال الرضع، واتقوا الله في الدماء المعصومة،والأموال المحترمة،قال تعالى: (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة )،وقال تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ), وقال تعالى: ( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ), وقال تعالى:(يوم يفر المرء من أخيه .وأمه وأبيه . وصاحبته وبنيه .لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) .
أفيقوا من سباتكم،وانتبهوا من غفلتكم،ولا تكونوا مطية للشيطان للإفساد في الأرض . اللهم احم بلادنا وسائر بلاد الإسلام من الفتن,والمحن ما ظهر منها وما بطن،اللهم وفق ولي أمرنا,لما تحب وترضى،وخذ بناصيته للبر والتقوى،اللهم اجعله سلما لأوليائك،حربا على أعدائك،اللهم ارفع راية السنة،وأقمع راية البدعة،اللهم احقن دماء أهل الإسلام في كل مكان،«اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر» .
اللهم أكثر أموال من حضر،وأولادهم،وأطل على الخير أعمارهم،وأدخلهم الجنة. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين،والحمد لله رب العالمين.
وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.
المرفقات

جريمة الاعتداء غير مشكولة.docx

جريمة الاعتداء غير مشكولة.docx

جريمة الاعتداء مشكولة.docx

جريمة الاعتداء مشكولة.docx

جريمة الاعتداء مشكولة.pdf

جريمة الاعتداء مشكولة.pdf

المشاهدات 4039 | التعليقات 3

الله يكتب أجرك على نقل هذه الخطبة


جزاك الله خيرا


جزاك الله خير الجزاء ونسأل الله أن ينتقم من الخوارج ومن ناصرهم واعانهم في كل مكان ويحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه