جرائم النصيريين في سوريا الواقع والدوافع
أبو عبد الله الأنصاري
1433/02/15 - 2012/01/09 22:31PM
عنوان خطبتنا اليوم – أيها الأحباب – ما الذي يجري في سوريا ، وهو سؤالُ مشدوهٍ أفقده الواقع الأليم القدرة على الاستيعاب ، وأعجزه حجم المأساة عن فهم السؤال والجواب .
أقسم بالله العظيم – أيها الإخوة - أن الكلمات تعجز عن التعبير ، والألسن تضعف عن التوصيف ، نعم ما الذي يجري - حقيقة - على أرض الشام ، ما تلك المجازر الرعيبة ؟ وما تلك المذابح الرهيبة ؟ التي نالت أهلنا السوريين في طول البلاد وعرضها ، إن الذي يجري اليوم بحق السوريين هو أنه ينفذ بحقهم مخطط إبادة جماعية ممنهجة ، اعتمدها النظام السوري لسحق الانتفاضة الشعبية السلمية السُّنية ويمارسها على مرأى من العالم ومسمع .
إن إخوانكم السوريين تمارس ضدهم هجمة بالغة الشراسة من القتل والاضطهاد والبطش والاعتقال والتنكيل والتعذيب وانتهاك كل الحرمات حتى بلغ الأمر إلى حدٍ استخدمت فيه ضدهم كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة فقتل منهم ما يزيد على عشرة آلاف وجرح العشرات من الآلاف وارتكبت أبشع صور التعذيب بالمعتقلين منهم الذي بلغوا عشرات الآلاف ودمرت المساجد والمنازل على من فيها وشعر العالم بأسره بأن النظام السوري بات يعيش حالةَ هستيريا يستخدم فيها كل ما أمكنه من الإجرام والإبادة في محاولة جنونية للقضاء بأي شكل على المحتجين السلميين .
إننا لا نشك – بخصوص ما يحدث في سوريا - أننا أمام حالة حرب إبادة جماعية ، وتصفية وتطهير عرقي ، يُسحق فيه المزيد من الأرواح على مدار اللحظة ، أين العالم الذي يتشدق بالكلام عن حقوق الإنسان وهو يرى شعبنا في سوريا يُسحق وينتهك ، وتهدم بيوت الناس على من فيها من النساء والشيوخ والأطفال ، أي حق بقي للسوريين لم ينتهك ؟! ، متى سينطق العالم تجاه جرائم الرعب التي ترتكب بحق السوريين ؟! ما هو حجم الإجرام والإبادة الذي سينطق عنده العالم ويتحرك لينقذ هذا الشعب من جحيم الموت الذي يلقاه في كل لحظة ؟! يُقتل العشرات كل يوم ، ويعتقل ويختطف المئات كل يوم ، ويعذب الآلاف كل يوم ، ويستمر مسلسل المجازر والإجرام والرعب على مر النَّفس والعالم العربي والعالم الغربي يتواطآن على حالة من الصمت الرهيب الذي لا يريد أن يقلق الجزار .
ربما كنا عاجزين عن أن نقدم لإخواننا السوريين شيئاً يذكر عدا أن ندعو لهم بالفرج القريب والنصر العاجل لكن ما لا يجوز أن نعجز عنه هو أنه يجب علينا أن نفهم الأمور على حقيقتها ، وعلى ما تجري عليه بعيداً عن دجل الإعلام وخداع القنوات .
ما يجري في سوريا هو حرب تصفية على أساس ديني طائفي عقائدي ، لأن النظام في سوريا بِيَدِ الطائفة العلوية - كما تحب هي أن تسمي نفسها - ، العلويون أو النصيريون الذين ينتمي إليهم حافظ الأسد وابنه بشار هم من اختارهم المحتل لحكم ذلك البلد لأنه يعرف ديانتهم القذرة وعقائدهم القبيحة ، ويعرف ماضيهم التآمري وتاريخ خيانتهم للإسلام وأهله ، وبذلك فالواقع القائم في سوريا هو أن أقلية شيعية نصيرية لا تزيد نسبتها على 7% تفرض حكمها على غالبية سنية مسلمة .
أيها المسلم الغيور : إذا أردت أن تفهم حقيقة ما يحدث في سوريا ، وتدرك الدوافع والخلفيات التي تقف وراء الأحداث فإن عليك أن تعي ما هي النصيرية ؟ وما هي عقائدهم ؟ وهل هم مسلمون أو غير مسلمين ؟ لابد لك أن تعرف العقيدة النصيرية ؟ لأن كل من عرف العقيدة النصيرية سيدرك أن هذه العقيدة النشاز هي التي تملي على طغمة الإجرام الحاكمة في سوريا أن تفعل بالشعب السوري السني ما تفعله .
النصيرية : هي إحدى الحركات الباطنية التي ظهرت في القرن الثالث الهجري ، وتنتسب لمحمد بن نصير النميري ، الذي ادعى لنفسه النبوة ثم ترقى فادعى الربوبية ، وقال بإباحة المحارم ، ونكاح الرجال بعضهم بعضاً ، وزعم أن ذلك من التواضع ، وأنه أحد الشهوات والطيبات.
العقيدة الأساسية عند النصيرية هي تأليه علي بن أبي طالب باعتقاد أنه الله ، أو حلّت فيه الألوهية ، وعلي في نظرهم إله في الباطن ، إمام في الظاهر ، لم يلد ولم يولد، ولم يمت ولا يأكل ولا يشرب، وما محمد إلا ناطقا له إلى الناس لذا فهو متصل به ليلاً منفصل عنه نهاراً.
وإليكم يا معاشر أهل السنة فتوى شيخ الإسلام الشهيرة التي بين فيها حقيقة دين النصيرية وموقف الإسلام منهم ، يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( هؤلاء القوم المسمَّون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى ؛ بل وأكفر من كثير من المشركين ، وضررهم على أمة محمد أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم ؛ فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت ، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار ولا بأحد من المرسلين قبل محمد ولا بملة من الملل السالفة .
ثم قال شيخ الإسلام : ( ولهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة وكتب مصنفة ، فإذا كانت لهم مُكْنةٌ سفكوا دماء المسلمين ؛ كما قتلوا الحجاج وألقوهم في بئر زمزم وأخذوا الحجر الأسود وبقي عندهم مدة ، وقتلوا من علماء المسلمين ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى ، وما هم عليه من الكفر والزندقة والإلحاد هم به أكفر من اليهود والنصارى ومن براهمة الهند الذين يعبدون الأصنام ) ، ثم قال شيخ الإسلام : ( ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم ، وهم دائما مع كل عدو للمسلمين ؛ فهم مع النصارى على المسلمين ، ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل وانقهار النصارى ؛ بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ، ومن أعظم أعيادهم إذا استولى النصارى على ثغور المسلمين ، والتتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم ؛ ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين تارة يسمون القرامطة وتارة يسمون الباطنية وتارة يسمون الإسماعيلية وتارة يسمون النصيرية ) .
قال : ( وحقيقة أمرهم أنهم لا يؤمنون بنبي من الأنبياء ولا رسول من المرسلين ؛ لا بنوح ولا إبراهيم ولا موسى ولا عيسى ولا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ولا بشيء من كتب الله المنزلة ؛ لا التوراة ولا الإنجيل ولا القرآن . ولا يقرون بأن للعالم خالقا خلقه ؛ ولا بأن له دينا أمر به ، ولا أن له دارا يجزي الناس فيها على أعمالهم غير هذه الدار ، وفي كتبهم من الاستهزاء بالصلاة والزكاة والصوم والحج ومن تحليل نكاح ذوات المحارم وسائر الفواحش ما يطول وصفه ، وهم إذا كانوا في بلاد المسلمين التي يكثر فيها أهل الإيمان فقد يخفون على من لا يعرفهم ، وأما إذا كثروا فإنه يعرفهم عامة الناس فضلا عن خاصتهم ).
ثم قال : ( ولا ريب أن جهاد هؤلاء من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات , وهو أفضل من جهاد من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب , فإن جهاد هؤلاء – يعني النصيرية – من جنس جهاد المرتدين , والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب ) ، قال : ( وقد اتَّفق علماء المسلمين على أنَّ هؤلاء لا تجوز مناكحتهم ، ولا يجوز أن يُنكح الرَّجل مولاته منهم ، ولا يتزوَّج منهم امرأة ، ولا تباح ذبائحهم ... ).
وهذه العقائد الكفرية التي حكاها شيخ الإسلام عن الشيعة النصيرية هي عقائد مشتركة بين فرق الباطنية كلها ، وهم يُعرفون في العراق بـالقرامطة والمزدكية ، وفي مصر بالعبيديين الفاطميين ، وفي الشام بالنصيرية ، وفي فلسطين بالبهائية ، وفي الهند بـالبُهرة ويحجون إلى قبور أئمتهم في حراز كل سنة ، وفي اليمن يسمون باليامية أو المكارمة ، ومنهم علي بن الفضل القرمطي الذي حكم اليمن في نهايات القرن الثالث الهجري ، وادعى لنفسه النبوة ، وأحلّ لأصحابه المحرمات ، فأحلّ شرب الخمر ونكاح البنات والأخوات ، وأظهر عقائده الإلحادية في اليمن ، وخرب الكثير من المساجد ، ولما احتل الجند سنة 292 هـ صعد المنبر وأنشأ يقول :
خذي الدفّ يا هذه واضربي *** وغنّي هزارك ثم اطربي
تولـّـى نبيّ بني هاشــم *** وجاء نبي بني يعرب
أحـلّ البنات مع الأمهـات *** ومن فضله زاد حلّ الصبيّ
لكل نبيّ مضى شرعــه *** وهذي شريعة هذا النبيّ
فلا تمنعي نفســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك المعرسين من الأقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــربين ومن أجنبي
أليس الغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراس لمن ربه وسقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه في الزمن المجدب
فقد حط عنا فروض الصلاة *** وحط الصيام ولم يتعب
وما الخمر إلا كماء السماء *** حلال فقدّست من مذهب
وبقي هذا المجرم يعيث باليمن فسادا حتى مات مسموماً سنة 303 هـ .
يا معاشر الناس : لن نستغرب ما يفعله المجرم بشار بالشعب السوري المسلم إذا عرفنا أن تاريخ الدول والطوائف الباطنية تاريخ دموي أسود كالدولة العبيدية المسماة خداعاً بالفاطمية ودولة البويهيين ودولة القرامطة والدولة الصفوية وغيرهم ، ولم تزل جرائم الشيعة الباطنية كباختلاف مسمياتهم على مر التاريخ شاهدة على مبلغ حقدهم على أهل الإسلام والسنة ، وما جرائم الدولة العبيدية الباطنية في مصر التي تسمت زوراً وخداعاً بالدولة الفاطمية ، وجرائم تيمورلنك النصيري في بدايات القرن التاسع الذي ذبح مئات الآلاف في الشام وبغداد ، وجرائم الدولة البويهية ، وجرائم الدولة الصفوية في إيران التي ارتكبت أبشع المجازر الوحشية في سنة إيران لتشييعهم بالقوة إلا نماذج من عداوتهم لأهل الإسلام ، ولا تزال جرائم ومجازر حافظ الأسد في حقِّ أهل السُّنَّة الأبرياء في سوريا ولبنان تعرف الغافلين بحقد هذه الطوائف الباطنية على كل مسلم سني على وجه الأرض ، ولو لم يكن منها إلا مجازره في سنة طرابلس بلبنان التي نفذها بالتعاون مع نصارى لبنان وشيعتها حيث استمر قصفه عليها قرابة عشرين يوماً ، ومجزرة حماة السُّوريَّة عام (1983م) ، الَّتي استخدمت فيها راجمات الصواريخ والمدفعيات الثقيلة والدبابات والمدرعات ومدافع الهاون, إضافة إلى الطائرات العمودية المقاتلة وطائرات إنزال مروحي وقنابل مضيئة وحارقة وعنقودية وقد راح ضحيَّتها قرابة 40ألف سني عدا المعتقلين الذين يعتبرون في عداد المفقودين ، أضف إلى جرائمه بحق مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتي نفذها بالتعاون مع الدولة الصهيونية ، ولا زال النُّصيريُّون مصرِّين في المضيِّ على المنهج الَّذي رسموه ، والحقد الَّذي أضرموه لإبادة من يخالفهم ويقف في طريقهم من المسلمين من أهل السُّنَّة والجماعة ، مستغليِّن تأييد الرَّافضة لهم من إيران وحزب الله اللُّبناني ، ولأجل ذلك بدأ صلاح الدين الأيوبي بقتالهم قبل مقاتلة النصارى، بل قضى على الدولة العبيدية الفاطمية الباطنية قبل حربه للصليبيين ولولا ذلك لاستحال عليه تحرير القدس ، ومع كل ما يرتكبه النظام النصيري في أهلنا السوريين من جرائم الإبادة البشعة إلا أنه يحظى بتأييد إيران الفارسية وحزب اللات اللبناني وحكومة العراق الشيعية
الخطبة الثانية
أبكي على شام الهوى بعيون مظلومٍ مناظل وأذوب في ساحاتها بين المساجد والمنازل
ربّاه سلّم أهلها واحم المخارج والمداخل واحفظ بلاد المسلمين عن اليمائن والشمائل
مستضعفين فمن لهم يارب غيرك في النوازل مستمسكين بدينهم ودماؤهم عطر الجنادل
رفعوا الأكف تضرعوا عند الشدائد والزلازل يارب صن أعراضهم ونفوسهم من كل قاتل
وقفوا دروعا حرة دون البنادق والقنابل نامت عيون صغارهم واستيقظت نار المعاول
لا عاش قاتلهم ولا دامت له يوماً أنامل وعليه أصبح حوبةً دمع الثكالى والأرامل
لله رب المشكتى رب الأواخر والأوائل والله فوق المعتدي فوق الأسنّة والسلاسل
وغداً يكون لأمتي صرح تزينه المشاعل وغداً إذا الحق اعتلى حتماً سيزهق كل باطل
واقع الأمر - الذي لا يشك فيه حصيف - أن مبادرة الجامعة العربية بزعامة قطر لم تأت في الأساس إلا لإنقاذ النظام السوري من أي حراك دولي قد تتحرك فيه دول العالم للتدخل المباشر للحسم ، في ظل تزايد حجم إجرام وبطش النظام السوري بالعزل .
لا أدري أي مبادرة تلك التي يُعترف فيها بمرتكبي المجازر وقتلة الأطفال والنساء والشيوخ والعُزَّل بأحدث وبكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ، وأي حل سلمي لقضية طرفاها مجرم محترف في الإجرام وضحية مستضعف لا يقدر حتى أن يدفع عن نفسه ، ويجري التفاهم فيها مع الظالم الجبار والمظلوم المنتهك الأعزل ، فيها طرف واحد هو من يبطش ويقتل ويعربد ويعبث بالدماء ويمزق الأشلاء بينما الطرف الآخر هو اللوحة الصامتة التي يرسم فيها الطرف المجرم - بكل آلات بطشه وإجرامه - الصورة التي تعبر - بإتقان - عن وحشيته وجبروته ، بينما الطرف الآخر هو المطارد الهارب من الموت دائما والذي لا حول له ولا قوة .
كم أخذت تلك الفترات الزمنية من دماء السوريين ؟ وكم أهدت قطر وعربانها للمجرم السوري فرصاً متعاقبة لمواصلة مشروعه التصفوي لحركة الاحتجاج السنية التي ترى في إيران وحزب الله عدواً وخصماً لها .
علينا أن نستوعب أن الدماء والأشلاء وجرائم القتل والإبادة مهما بلغت في وحشيتها ليست هي من يحدد مواقف الدول ولا هي من يفرض عليها اتخاذ السياسات ، الذي يحدد ذلك ويفرضه هو علاقات الدول بعضها مع بعض وحسابات المصالح المشتركة وإلا فلماذا يصمت العالم كله بما فيهم العرب على ما يجري من فضائع مروعة قل أن يشهد لها التاريخ مثيلاً .
لكن لعل من حكمة الله تعالى أنه يريد أن يفضح حقد إيران وحزب اللات اللبناني وزعيمه الدجال حسن نصر اللات على أهل الإسلام ، وأن كل ما يحدث من جرائم القتل والإبادة لا تحرك لهم ساكناً طالما أنها ضد أهل السنة ، والواقع أن الحقد الشيعي الطائفي هو من يعربد اليوم في دماء الشعب السوري السني ولا تستغرب إذا علمت أن النظام النصيري السوري قد فتح الباب لقوات الحرس الثوري الإيراني ، وفيلق بدر التابع للزعيم الشيعي العراقي المجرم الموالي لإيران عمار الحكيم ، ومقاتلين من جيش المهدي التابع للمجرم الشيعي العراقي مقتدى الصدر ، ولا أظنكم يا أهل السنة قد نسيتم المجازر التاريخية وحرب الإبادة المروعة التي ارتكبتها قوات فيلق بدر وجيش المهدي في إخواننا أهل السنة بالعراق وراح ضحيتها الملايين من القتلى والجرحى والمهجرين.
اللهم ارحم بكاء العذارى..ودموع اليتامى..وأنين المرضى..وقهر المسجونين..أهلك بشار وزمرته..ليعلم أن لنا ربا ينصرنا..
أقسم بالله العظيم – أيها الإخوة - أن الكلمات تعجز عن التعبير ، والألسن تضعف عن التوصيف ، نعم ما الذي يجري - حقيقة - على أرض الشام ، ما تلك المجازر الرعيبة ؟ وما تلك المذابح الرهيبة ؟ التي نالت أهلنا السوريين في طول البلاد وعرضها ، إن الذي يجري اليوم بحق السوريين هو أنه ينفذ بحقهم مخطط إبادة جماعية ممنهجة ، اعتمدها النظام السوري لسحق الانتفاضة الشعبية السلمية السُّنية ويمارسها على مرأى من العالم ومسمع .
إن إخوانكم السوريين تمارس ضدهم هجمة بالغة الشراسة من القتل والاضطهاد والبطش والاعتقال والتنكيل والتعذيب وانتهاك كل الحرمات حتى بلغ الأمر إلى حدٍ استخدمت فيه ضدهم كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة فقتل منهم ما يزيد على عشرة آلاف وجرح العشرات من الآلاف وارتكبت أبشع صور التعذيب بالمعتقلين منهم الذي بلغوا عشرات الآلاف ودمرت المساجد والمنازل على من فيها وشعر العالم بأسره بأن النظام السوري بات يعيش حالةَ هستيريا يستخدم فيها كل ما أمكنه من الإجرام والإبادة في محاولة جنونية للقضاء بأي شكل على المحتجين السلميين .
إننا لا نشك – بخصوص ما يحدث في سوريا - أننا أمام حالة حرب إبادة جماعية ، وتصفية وتطهير عرقي ، يُسحق فيه المزيد من الأرواح على مدار اللحظة ، أين العالم الذي يتشدق بالكلام عن حقوق الإنسان وهو يرى شعبنا في سوريا يُسحق وينتهك ، وتهدم بيوت الناس على من فيها من النساء والشيوخ والأطفال ، أي حق بقي للسوريين لم ينتهك ؟! ، متى سينطق العالم تجاه جرائم الرعب التي ترتكب بحق السوريين ؟! ما هو حجم الإجرام والإبادة الذي سينطق عنده العالم ويتحرك لينقذ هذا الشعب من جحيم الموت الذي يلقاه في كل لحظة ؟! يُقتل العشرات كل يوم ، ويعتقل ويختطف المئات كل يوم ، ويعذب الآلاف كل يوم ، ويستمر مسلسل المجازر والإجرام والرعب على مر النَّفس والعالم العربي والعالم الغربي يتواطآن على حالة من الصمت الرهيب الذي لا يريد أن يقلق الجزار .
ربما كنا عاجزين عن أن نقدم لإخواننا السوريين شيئاً يذكر عدا أن ندعو لهم بالفرج القريب والنصر العاجل لكن ما لا يجوز أن نعجز عنه هو أنه يجب علينا أن نفهم الأمور على حقيقتها ، وعلى ما تجري عليه بعيداً عن دجل الإعلام وخداع القنوات .
ما يجري في سوريا هو حرب تصفية على أساس ديني طائفي عقائدي ، لأن النظام في سوريا بِيَدِ الطائفة العلوية - كما تحب هي أن تسمي نفسها - ، العلويون أو النصيريون الذين ينتمي إليهم حافظ الأسد وابنه بشار هم من اختارهم المحتل لحكم ذلك البلد لأنه يعرف ديانتهم القذرة وعقائدهم القبيحة ، ويعرف ماضيهم التآمري وتاريخ خيانتهم للإسلام وأهله ، وبذلك فالواقع القائم في سوريا هو أن أقلية شيعية نصيرية لا تزيد نسبتها على 7% تفرض حكمها على غالبية سنية مسلمة .
أيها المسلم الغيور : إذا أردت أن تفهم حقيقة ما يحدث في سوريا ، وتدرك الدوافع والخلفيات التي تقف وراء الأحداث فإن عليك أن تعي ما هي النصيرية ؟ وما هي عقائدهم ؟ وهل هم مسلمون أو غير مسلمين ؟ لابد لك أن تعرف العقيدة النصيرية ؟ لأن كل من عرف العقيدة النصيرية سيدرك أن هذه العقيدة النشاز هي التي تملي على طغمة الإجرام الحاكمة في سوريا أن تفعل بالشعب السوري السني ما تفعله .
النصيرية : هي إحدى الحركات الباطنية التي ظهرت في القرن الثالث الهجري ، وتنتسب لمحمد بن نصير النميري ، الذي ادعى لنفسه النبوة ثم ترقى فادعى الربوبية ، وقال بإباحة المحارم ، ونكاح الرجال بعضهم بعضاً ، وزعم أن ذلك من التواضع ، وأنه أحد الشهوات والطيبات.
العقيدة الأساسية عند النصيرية هي تأليه علي بن أبي طالب باعتقاد أنه الله ، أو حلّت فيه الألوهية ، وعلي في نظرهم إله في الباطن ، إمام في الظاهر ، لم يلد ولم يولد، ولم يمت ولا يأكل ولا يشرب، وما محمد إلا ناطقا له إلى الناس لذا فهو متصل به ليلاً منفصل عنه نهاراً.
وإليكم يا معاشر أهل السنة فتوى شيخ الإسلام الشهيرة التي بين فيها حقيقة دين النصيرية وموقف الإسلام منهم ، يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( هؤلاء القوم المسمَّون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى ؛ بل وأكفر من كثير من المشركين ، وضررهم على أمة محمد أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم ؛ فإن هؤلاء يتظاهرون عند جهال المسلمين بالتشيع وموالاة أهل البيت ، وهم في الحقيقة لا يؤمنون بالله ولا برسوله ولا بكتابه ولا بأمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار ولا بأحد من المرسلين قبل محمد ولا بملة من الملل السالفة .
ثم قال شيخ الإسلام : ( ولهم في معاداة الإسلام وأهله وقائع مشهورة وكتب مصنفة ، فإذا كانت لهم مُكْنةٌ سفكوا دماء المسلمين ؛ كما قتلوا الحجاج وألقوهم في بئر زمزم وأخذوا الحجر الأسود وبقي عندهم مدة ، وقتلوا من علماء المسلمين ما لا يحصي عدده إلا الله تعالى ، وما هم عليه من الكفر والزندقة والإلحاد هم به أكفر من اليهود والنصارى ومن براهمة الهند الذين يعبدون الأصنام ) ، ثم قال شيخ الإسلام : ( ومن المعلوم عندنا أن السواحل الشامية إنما استولى عليها النصارى من جهتهم ، وهم دائما مع كل عدو للمسلمين ؛ فهم مع النصارى على المسلمين ، ومن أعظم المصائب عندهم فتح المسلمين للسواحل وانقهار النصارى ؛ بل ومن أعظم المصائب عندهم انتصار المسلمين على التتار ، ومن أعظم أعيادهم إذا استولى النصارى على ثغور المسلمين ، والتتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك المسلمين إلا بمعاونتهم ومؤازرتهم ؛ ولهم ألقاب معروفة عند المسلمين تارة يسمون القرامطة وتارة يسمون الباطنية وتارة يسمون الإسماعيلية وتارة يسمون النصيرية ) .
قال : ( وحقيقة أمرهم أنهم لا يؤمنون بنبي من الأنبياء ولا رسول من المرسلين ؛ لا بنوح ولا إبراهيم ولا موسى ولا عيسى ولا محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، ولا بشيء من كتب الله المنزلة ؛ لا التوراة ولا الإنجيل ولا القرآن . ولا يقرون بأن للعالم خالقا خلقه ؛ ولا بأن له دينا أمر به ، ولا أن له دارا يجزي الناس فيها على أعمالهم غير هذه الدار ، وفي كتبهم من الاستهزاء بالصلاة والزكاة والصوم والحج ومن تحليل نكاح ذوات المحارم وسائر الفواحش ما يطول وصفه ، وهم إذا كانوا في بلاد المسلمين التي يكثر فيها أهل الإيمان فقد يخفون على من لا يعرفهم ، وأما إذا كثروا فإنه يعرفهم عامة الناس فضلا عن خاصتهم ).
ثم قال : ( ولا ريب أن جهاد هؤلاء من أعظم الطاعات وأكبر الواجبات , وهو أفضل من جهاد من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب , فإن جهاد هؤلاء – يعني النصيرية – من جنس جهاد المرتدين , والصديق وسائر الصحابة بدءوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب ) ، قال : ( وقد اتَّفق علماء المسلمين على أنَّ هؤلاء لا تجوز مناكحتهم ، ولا يجوز أن يُنكح الرَّجل مولاته منهم ، ولا يتزوَّج منهم امرأة ، ولا تباح ذبائحهم ... ).
وهذه العقائد الكفرية التي حكاها شيخ الإسلام عن الشيعة النصيرية هي عقائد مشتركة بين فرق الباطنية كلها ، وهم يُعرفون في العراق بـالقرامطة والمزدكية ، وفي مصر بالعبيديين الفاطميين ، وفي الشام بالنصيرية ، وفي فلسطين بالبهائية ، وفي الهند بـالبُهرة ويحجون إلى قبور أئمتهم في حراز كل سنة ، وفي اليمن يسمون باليامية أو المكارمة ، ومنهم علي بن الفضل القرمطي الذي حكم اليمن في نهايات القرن الثالث الهجري ، وادعى لنفسه النبوة ، وأحلّ لأصحابه المحرمات ، فأحلّ شرب الخمر ونكاح البنات والأخوات ، وأظهر عقائده الإلحادية في اليمن ، وخرب الكثير من المساجد ، ولما احتل الجند سنة 292 هـ صعد المنبر وأنشأ يقول :
خذي الدفّ يا هذه واضربي *** وغنّي هزارك ثم اطربي
تولـّـى نبيّ بني هاشــم *** وجاء نبي بني يعرب
أحـلّ البنات مع الأمهـات *** ومن فضله زاد حلّ الصبيّ
لكل نبيّ مضى شرعــه *** وهذي شريعة هذا النبيّ
فلا تمنعي نفســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك المعرسين من الأقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــربين ومن أجنبي
أليس الغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراس لمن ربه وسقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه في الزمن المجدب
فقد حط عنا فروض الصلاة *** وحط الصيام ولم يتعب
وما الخمر إلا كماء السماء *** حلال فقدّست من مذهب
وبقي هذا المجرم يعيث باليمن فسادا حتى مات مسموماً سنة 303 هـ .
يا معاشر الناس : لن نستغرب ما يفعله المجرم بشار بالشعب السوري المسلم إذا عرفنا أن تاريخ الدول والطوائف الباطنية تاريخ دموي أسود كالدولة العبيدية المسماة خداعاً بالفاطمية ودولة البويهيين ودولة القرامطة والدولة الصفوية وغيرهم ، ولم تزل جرائم الشيعة الباطنية كباختلاف مسمياتهم على مر التاريخ شاهدة على مبلغ حقدهم على أهل الإسلام والسنة ، وما جرائم الدولة العبيدية الباطنية في مصر التي تسمت زوراً وخداعاً بالدولة الفاطمية ، وجرائم تيمورلنك النصيري في بدايات القرن التاسع الذي ذبح مئات الآلاف في الشام وبغداد ، وجرائم الدولة البويهية ، وجرائم الدولة الصفوية في إيران التي ارتكبت أبشع المجازر الوحشية في سنة إيران لتشييعهم بالقوة إلا نماذج من عداوتهم لأهل الإسلام ، ولا تزال جرائم ومجازر حافظ الأسد في حقِّ أهل السُّنَّة الأبرياء في سوريا ولبنان تعرف الغافلين بحقد هذه الطوائف الباطنية على كل مسلم سني على وجه الأرض ، ولو لم يكن منها إلا مجازره في سنة طرابلس بلبنان التي نفذها بالتعاون مع نصارى لبنان وشيعتها حيث استمر قصفه عليها قرابة عشرين يوماً ، ومجزرة حماة السُّوريَّة عام (1983م) ، الَّتي استخدمت فيها راجمات الصواريخ والمدفعيات الثقيلة والدبابات والمدرعات ومدافع الهاون, إضافة إلى الطائرات العمودية المقاتلة وطائرات إنزال مروحي وقنابل مضيئة وحارقة وعنقودية وقد راح ضحيَّتها قرابة 40ألف سني عدا المعتقلين الذين يعتبرون في عداد المفقودين ، أضف إلى جرائمه بحق مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتي نفذها بالتعاون مع الدولة الصهيونية ، ولا زال النُّصيريُّون مصرِّين في المضيِّ على المنهج الَّذي رسموه ، والحقد الَّذي أضرموه لإبادة من يخالفهم ويقف في طريقهم من المسلمين من أهل السُّنَّة والجماعة ، مستغليِّن تأييد الرَّافضة لهم من إيران وحزب الله اللُّبناني ، ولأجل ذلك بدأ صلاح الدين الأيوبي بقتالهم قبل مقاتلة النصارى، بل قضى على الدولة العبيدية الفاطمية الباطنية قبل حربه للصليبيين ولولا ذلك لاستحال عليه تحرير القدس ، ومع كل ما يرتكبه النظام النصيري في أهلنا السوريين من جرائم الإبادة البشعة إلا أنه يحظى بتأييد إيران الفارسية وحزب اللات اللبناني وحكومة العراق الشيعية
الخطبة الثانية
أبكي على شام الهوى بعيون مظلومٍ مناظل وأذوب في ساحاتها بين المساجد والمنازل
ربّاه سلّم أهلها واحم المخارج والمداخل واحفظ بلاد المسلمين عن اليمائن والشمائل
مستضعفين فمن لهم يارب غيرك في النوازل مستمسكين بدينهم ودماؤهم عطر الجنادل
رفعوا الأكف تضرعوا عند الشدائد والزلازل يارب صن أعراضهم ونفوسهم من كل قاتل
وقفوا دروعا حرة دون البنادق والقنابل نامت عيون صغارهم واستيقظت نار المعاول
لا عاش قاتلهم ولا دامت له يوماً أنامل وعليه أصبح حوبةً دمع الثكالى والأرامل
لله رب المشكتى رب الأواخر والأوائل والله فوق المعتدي فوق الأسنّة والسلاسل
وغداً يكون لأمتي صرح تزينه المشاعل وغداً إذا الحق اعتلى حتماً سيزهق كل باطل
واقع الأمر - الذي لا يشك فيه حصيف - أن مبادرة الجامعة العربية بزعامة قطر لم تأت في الأساس إلا لإنقاذ النظام السوري من أي حراك دولي قد تتحرك فيه دول العالم للتدخل المباشر للحسم ، في ظل تزايد حجم إجرام وبطش النظام السوري بالعزل .
لا أدري أي مبادرة تلك التي يُعترف فيها بمرتكبي المجازر وقتلة الأطفال والنساء والشيوخ والعُزَّل بأحدث وبكافة أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ، وأي حل سلمي لقضية طرفاها مجرم محترف في الإجرام وضحية مستضعف لا يقدر حتى أن يدفع عن نفسه ، ويجري التفاهم فيها مع الظالم الجبار والمظلوم المنتهك الأعزل ، فيها طرف واحد هو من يبطش ويقتل ويعربد ويعبث بالدماء ويمزق الأشلاء بينما الطرف الآخر هو اللوحة الصامتة التي يرسم فيها الطرف المجرم - بكل آلات بطشه وإجرامه - الصورة التي تعبر - بإتقان - عن وحشيته وجبروته ، بينما الطرف الآخر هو المطارد الهارب من الموت دائما والذي لا حول له ولا قوة .
كم أخذت تلك الفترات الزمنية من دماء السوريين ؟ وكم أهدت قطر وعربانها للمجرم السوري فرصاً متعاقبة لمواصلة مشروعه التصفوي لحركة الاحتجاج السنية التي ترى في إيران وحزب الله عدواً وخصماً لها .
علينا أن نستوعب أن الدماء والأشلاء وجرائم القتل والإبادة مهما بلغت في وحشيتها ليست هي من يحدد مواقف الدول ولا هي من يفرض عليها اتخاذ السياسات ، الذي يحدد ذلك ويفرضه هو علاقات الدول بعضها مع بعض وحسابات المصالح المشتركة وإلا فلماذا يصمت العالم كله بما فيهم العرب على ما يجري من فضائع مروعة قل أن يشهد لها التاريخ مثيلاً .
لكن لعل من حكمة الله تعالى أنه يريد أن يفضح حقد إيران وحزب اللات اللبناني وزعيمه الدجال حسن نصر اللات على أهل الإسلام ، وأن كل ما يحدث من جرائم القتل والإبادة لا تحرك لهم ساكناً طالما أنها ضد أهل السنة ، والواقع أن الحقد الشيعي الطائفي هو من يعربد اليوم في دماء الشعب السوري السني ولا تستغرب إذا علمت أن النظام النصيري السوري قد فتح الباب لقوات الحرس الثوري الإيراني ، وفيلق بدر التابع للزعيم الشيعي العراقي المجرم الموالي لإيران عمار الحكيم ، ومقاتلين من جيش المهدي التابع للمجرم الشيعي العراقي مقتدى الصدر ، ولا أظنكم يا أهل السنة قد نسيتم المجازر التاريخية وحرب الإبادة المروعة التي ارتكبتها قوات فيلق بدر وجيش المهدي في إخواننا أهل السنة بالعراق وراح ضحيتها الملايين من القتلى والجرحى والمهجرين.
اللهم ارحم بكاء العذارى..ودموع اليتامى..وأنين المرضى..وقهر المسجونين..أهلك بشار وزمرته..ليعلم أن لنا ربا ينصرنا..