جبر الخواطر ومراعاة المشاعر

جَبْرُ الخَوَاطِرِ وَمُرَاعَاةُ المَشَاعِرِ

الخطبة الأولى

الْـحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنْزَلَ الشَّرَائِعَ وَأَمَرَ بِتَعْظِيمِ الشَّعَائِرِ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، شَرَعَ لِعِبَادِهِ تَطْيِيبَ الخَوَاطِرِ وَمُرَاعَاةَ المَشَاعِرِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ المَبْعُوثُ بِالبَشَائِرِ وَالنَّذَائِرِ، صَلَّى اللـهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ يُنَجَّى المُتَّقُونَ مِنَ الأَهْوَالِ وَالمَخَاطِرِ.            أَمَّا بَعْدُ: فأوصيكم ...

يحكي كعبُ بنُ مالكٍ t أنَّه لَـمـَّا تابَ اللـهُ عليه مِن تَخَلُّفِهِ عن غَزْوِهِ مع رسولِ اللـهِ r بتبوكٍ، فيقولُ: فَقَامَ إلَيَّ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللَّـهِ يُهَرْوِلُ حتَّى صَافَحَنِي وهَنَّانِي، واللَّـهِ ما قَامَ إلَيَّ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ، ولَا أنْسَاهَا لِطَلْحَةَ" خ.

عبادَ اللـهِ: عبادةٌ غائبةٌ، وصفةٌ راشدةٌ، وسجيةٌ رابحةٌ، من أكرمِ الخصالِ، وأرقى الفِّعَالِ، بها تبتهجُ القلوبُ وتزولُ معها الكروبُ وتصفو بحضورِها القلوبُ، وهي من الأسبابِ التي تجلبُ مرضاةَ علامِ الغيوبِ.

إنِّها عبوديةُ جبرِ الخواطرِ ومراعاةِ المشاعرِ ومواساةِ المنكسرِ والحائرِ، فما أجملَها من خُلُقٍ، وما أعظمَها من سجيةٍ؛ ورحم اللـهُ سفيانَ الثوريِّ حيثُ قال: "ما رأيتُ عبادةً أجلُ وأعظمُ من جبرِ الخواطرِ".

أيها المؤمنون: خُلُقُ جَبْرِ الْـخَوَاطِرِ وَمُرَاعَاةِ الـْمَشَاعِرِ، هُوَ خُلُقٌ إِسْلَامِيٌّ عَظِيمٌ، وَأَدَبٌ شَرْعِيٌّ قَوِيمٌ، وَمِنْ أَسْمَاءِ اللـهِ تَعَالَى: الْـجَبَّارُ، فَهُوَ الَّذِي يَجْبُرُ الْكَسِيرَ، وَيُغْنِي الْفَقِيرَ،

 وَيُيَسِّرُ عَلَى الْـمُعْسِرِ كُلَّ عَسِيرٍ. فهو جبَّارٌ متصفٌ بكثرةِ جَبْرِهِ حوائجِ الخلائقِ.

وَلَقَدِ اتَّصَفَ بِهَذَا الْـخُلُقِ رَسُولُ الْبَرِيَّةِ r، وَتَبِعَهُ عَلَيْهِ صَفْوَةُ الْبَشَرِيَّةِ، فَبِالْأَقْوَالِ امْتَثَلُوا قَوْلَ اللـهِ سُبْحَانَهُ: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" إِذِ الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ وَبَشَاشَةُ الْوَجْهِ صَدَقَةٌ، فَكَانَتْ قُلُوبُهُمْ مُطَهَّرَةً نَظِيفَةً، وَأَلْسِنَتُهُمْ مُسَدَّدَةً عَفِيفَةً، لَا يَقُولُونَ إِلَّا حَقًّا، وَلَا يَنْطِقُونَ إِلَّا صِدْقًا.

وَبِالْأَفْعَالِ اتَّبَعُوا خَيْرَهَا وَأَبَرَّهَا وَأَتْقَاهَا لِبَارِئِهِمْ، فَاتَّبَعُوا وَلَمْ يَبْتَدِعُوا، وَارْتَدَعُوا وَلَمْ يَتَجَرَّؤُوا عَلَى خَالِقِهِمْ، وَكَانَ كَلٌّ يُنْفِقُ مِمَّا آتَاهُ اللـهُ، فَذُو الْـمَالِ مِنْ مَالِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ لَمْ يُعْدَمِ الْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ يَتَصَدَّقُ بِهَا.

لَا خَيلَ عِندَكَ تُهْدِيهَا وَلَا مَالُ

فَلْيُسعِدِ النُّطقُ إِنْ لَمْ تُسعِدِ الحَالُ

وَكَانَ r لَا يُوَاجِهُ أهْلَ الْـهَفَوَاتِ وَالْأَخْطَاءِ بِالشَّنَاعَةِ وَالْفَضِيحَةِ، بَلْ يَتَوَجَّهُ إِلَيْهِمْ بِالسَّتْرِ وَالنَّصِيحَةِ، مِنْ غَيْرِ تَشْهِيرٍ وَلَا تَعْيِيرِ،

جبراً للخواطرِ ومراعاةً للمشاعرِ «مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» خ.م

عِبَادَ اللـهِ: لَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ r أَكْرَمَ النَّاسِ خُلُقًا؛ يَقْضِي حَوَائِجَ النَّاسِ وَيَتَفَقَّدُ أَحْوَالَـهُمْ، فَيَجْبُرُ نُفُوسًا كُسِرَتْ، وَيُطَيِّبُ قُلُوبًا فُطِرَتْ، وَيُسَلِّي فِي مَآسٍ وَقَعَتْ، وَيُعَزِّي فِي مَصَائِبَ نَزَلَتْ،

 

فعَنْ قُرَّةَ المُزَنِيِّ t قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّـهِ r إِذَا جَلَسَ يَجْلِسُ إِلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَفِيهِمْ رَجُلٌ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ يَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِهِ، فَيُقْعِدُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَهَلَكَ، فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ أَنْ يَحْضُرَ الْـحَلْقَةَ لِذِكْرِ ابْنِهِ -فَحَزِنَ عَلَيْهِ- فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ r فَقَالَ:«مَا لِي لَا أَرَى فُلَانًا؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّـهِ، بُنَيُّهُ الَّذِي رَأَيْتَهُ هَلَكَ، فَلَقِيَهُ النَّبِيُّ r فَسَأَلَهُ عَنْ بُنَيِّهِ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ هَلَكَ، فَعَزَّاهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا فُلَانُ، أَيُّمَا كَانَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أَوْ لَا تَأْتِي غَدًا إِلَى بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْـجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ»، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّـهِ، بَلْ يَسْبِقُنِي إِلَى بَابِ الْـجَنَّةِ فَيَفْتَحُهَا لِي لَـهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ، قَالَ: «فَذَاكَ لَكَ» النَّسَائِيُّ وَغيرُه.

 وَكَانَ r يُبَشِّرُ وَلَا يُنَفِّرُ، وَيُيَسِّرُ وَلَا يُعَسِّرُ، وَيَرْحَمُ الْفَقِيرَ، وَيَجْبُرُ الْكَسِيرَ، فعَنْ جَابِرٍ t قَالَ: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّـهِ r، فَقَالَ لِي: «يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا»؟ التِّرْمِذِيُّ وَغيرُه .

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، يُقال لَهُ: زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ، كَانَ يُهدِي إِلَى النَّبِيِّ r الْـهَدِيَّةَ،

فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّـهِ r إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّـهِ r "إن زاهِراً بَادِيَنا، وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ"، قَالَ: فَأَتَاهُ النَّبِيُّ r وَهُوَ يَبِيعُ مَتَاعَهُ، فَاحْتَضَنَهُ مِنْ خَلْفِهِ -وَالرَّجُلُ لَا يُبصره-؛ فَقَالَ: أَرْسِلْنِي، مَن هَذَا؟، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ النَّبِيُّ r جَعَلَ يُلْزِقُ ظَهْرَهُ بِصَدْرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّـهِ r: "مَنْ يَشْتَرِي هَذَا الْعَبْدَ؟"، فَقَالَ زَاهِرٌ: تجدُني يَا رَسُولَ اللَّـهِ كاسِداً، فقَالَ r: "لَكِنَّكَ عِنْدَ اللَّـهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ، أَنْتَ عندَ اللـهِ غَالٍ". البيهقي.

وَجَاءَ r بِمُرَاعَاةِ مَشَاعِرِ النَّاسِ حَتَّى الصِّغَارِ مِنْهُمْ، فَعَنْ أَنَسٍ t قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّـهِ r: يَدْخُلُ عَلَيْنَا وَلِي أَخٌ صَغِيرٌ يُكْنَى أَبَا عُمَيْرٍ، وَكَانَ لَهُ نُغَرٌ -طَائِرٌ صَغِيرٌ- يَلْعَبُ بِهِ، فَمَاتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ r ذَاتَ يَوْمٍ فَرَآهُ حَزِينًا، فَقَالَ: «مَا شَأْنُهُ؟» قَالُوا: مَاتَ نُغَرُهُ، فَقَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» خ.م.

ولقد تجَاوَزَ هذا الُخلقُ في النبيِّr إِلَى اللُّطْفِ بِالْـحَيَوَانِ فَضْلًا عَنْ بَنِي الْإِنْسَانِ،

فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ tقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّـهِ rفِي سَفَرٍ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الْـحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ -تُرَفْرِفُ بِجَنَاحَيهَا-، فَجَاءَ النَّبِيُّ r فَقَالَ: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا».

 وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ: «مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟» قُلْنَا: نَحْنُ. قَالَ: «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ» أَبُو دَاوُدَ

عباد الله: الإنسانُ في هذه الحياةِ يتعرضُ لظروفٍ شديدةٍ، فكم من حَزينٍ بحاجةٍ إلى من يجبُرُ خاطرَهُ بكلمةٍ حانيةٍ، تُضمِّدُ جِراحاتِ قلبِه، وكم من مظلومٍ بأمسِ الحاجةِ إلى من يَقفُ معه في مظلمتِه، ويُخففُ عنه ألَمَ الظلمِ والقَّهرِ الذي يُقطِعُ قلبَهُ، وكم مِن مُبتلى يتمنى أن يَجدَ أخًا صادقًا يُصبِّرهُ في بلائِه، ويقوِّيِه ويَشدُّ أزْرَهُ ويُذكرُهُ بجزاءِ اللـهِ العظيمِ له في بلائِه إن صبَرَ واحتسبَ الأَجرَ،

وكم من مهمومٍ قد أثقلَتْهُ الهمومُ ينتظرُ صديقًا، يَفتحُ له بابَ الأملِ ويُبشِّرُه بِقربِ الفَرجِ، وكم من مريضٍ قد هدَّهُ المرضُ ينتظرُ زائراً يُواسيهِ ويُخفِّفُ عنه آلامَهُ، ومن فرَّجَ عن أخيهِ كُرْبةً فرَّجَ اللـهُ عنه كُرْبةً من كُربِ يومِ القيامةِ، والجزاءُ من جنسِ العملِ.

وفي هذا الزمانِ خاصةً تشتدُ الحاجةُ إلى مواساةِ الناسِ والتخفيفِ عنهم وتطييبِ خواطرِهِم والوقوفِ معهم؛ لأن أصحابَ القلوبِ المنكسرةِ كثيرونَ،

وتطييبُ الخاطرِ لا يحتاج إلى كثيرِ جُهدٍ ولا كبيرِ طاقةٍ، فربما يكفي البعضَ كلمةٌ وربما يحتاجُ الآخرُ لمساعدةٍ، وربما يكتفي البعضُ الآخرُ بابتسامةٍ .

ألا فاتقوا اللـهَ عبادَ اللـهِ واسعوا في جبرِ خواطرِ بعضِكُم بعضاً ، وادعوُا بما كان r يدعوُا به بين السجدتين :"اللهم اغفِرْ لي وارحمني، واجبرني واهْدِني، وارزقني"

بارك الله ...

 

الخطبة الثانية

الْـحَمْدُ لِلَّـهِ ... أما بعد: فيأَيُّهَا المُؤْمِنُونَ:

مُرَاعَاةً لِلْخَوَاطِرِ مِنْ أَنْ تُكْسَرَ، وَلِلْمَشَاعِرِ أَنْ تُجْرَحَ؛ فَقَدْ أَمَرَ الشَّرْعُ بِالْإحْسَانِ إِلَى الْيَتِيمِ وَالسَّائِلِ بِمَا لَا يَكْسِرُ قُلُوبَهُمَا، وَلَا يَجْرَحُ مَشَاعِرَهُمَا، "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ".

وَكَذَا شَرَعَ زَكَاةَ الْـمَالِ وَصَدَقَةَ الْفِطْرِ تَعَبُّدًا لِلَّـهِ، ثُمَّ دَفْعًا لِحَاجَةِ الْـمَسَاكِينِ،

وَجَبْرًا لِقُلُوبِ الْـمُنْكَسِرِينَ. وَشَرَعَ التَّعْزِيَةَ لِتَخْفِيفِ آلَامِ الْـمُصَابِينَ وَجَبْرًا للحَزْنَى وَالمَكْلُومِينَ.

وَلقَدْ نَهَى الشَّرْعُ عَنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ مُرَاعَاةً لِمَشَاعِرِ الْأَحْيَاءِ؛ فقَالَ r: «لَا تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَتُؤْذُوا الأَحْيَاءَ» أَحْمَدُ وَغيرُه.

ومن جبرِ الخواطرِ مُشَارَكَةُ النَّاسِ فِي أَفَرَاحِهِمْ وَأَتْرَاحِهِمْ، كُلُّ ذَلِكَ لِتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ وَتَطْيِيبِ الْـخَوَاطِرِ.

إِنَّ مِنْ جَمِيلِ مَا يَتَّصِفُ بِهِ الْـمُسْلِمُ أَنْ يَكُونَ جَابِرًا لِلْخَوَاطِرِ مُرَاعيًا لِلْمَشَاعِرِ، يَحْرِصُ عَلَى سَلَامَةِ الْقُلُوبِ وَطَهَارَتِهَا، وَيَصْطَفِي أَجْمَلَ الْأَقْوَالِ وَيُعْنَى بِعِبَارَتِهَا، لأِنَّ جَبْرَ خَوَاطِرِ النَّاسِ يَتْرُكُ أثَرًا عميقًا فِي نُفُوسِ الْـمَجْبُورِينَ قَدْ لَا يَنْسَوْنَهُ مَا دَامَتِ الدِّمَاءُ تَجْرِي فِي عُرُوقِهِمْ، وَلَا يَخْفَى مَا فِي هَذَا مِنْ تَرْسِيخِ الْـمَحَبَّةِ وَدَوَامِ الْـمَوَدَّةِ وَتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ، وَهَكَذَا الْكِرَامُ مِمَّنْ أُحْسِنَ إِلَيْهِمْ لَا يَنْسَوْنَ مَنْ أَسْدَى إِلَيْهِمْ مَعْرُوفًا أَوْ وَاسَاهُمْ فِي بَلِيَّةٍ.

ألا فاتقوا اللـهَ عبادَ اللـهِ واجبروا الخواطرَ، وشاركوا المشاعرَ، واعلموا أنَّها عبادةٌ لا ينساها اللـهُ القويُّ الجبارُ، وقديماً قالوا: "من سَارَ بينَ النَّاسِ جابرًا للخَواطرِ أدركَه اللـهُ في جَوفِ المَخاطرِ"   ثم صلوا ...

 

 

المرفقات

1729694379_جبر الخواطر ومرعاة المشاعر.docx

1729694379_جبر الخواطر ومرعاة المشاعر.pdf

المشاهدات 1266 | التعليقات 0