ثلاث وقفات بعد رمضان خطبة عيد1436
عبدالله بن رجا الروقي
1436/09/29 - 2015/07/16 20:44PM
الحمدلله ، والله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله الله أكبر ولله الحمد
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد فإن من نعم الله عزوجل على عباده أن جعل لهم أوقاتا فاضلة يتزودون فيها من الطاعات فتُضاعف لهم الحسناتُ وتغفر لهم السيئاتُ.
ومن هذه المواسم شهرُ رمضان المبارك والذي اجتهد فيه الموفقون في العبادات ، والفضل في ذلك لله فهو الذي من على عباده بإدراك الشهر وهو الذي وفقهم لصيامه وقيامه وأعانهم على ذلك ولهذا أمرهم بشكر هذه النعم بقوله تعالى في آيات الصيام :
﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﴾
فنسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عباد الله قد انقضى شهر رمضان لكن :
" عمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتيه أجله فإن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت قال تعالى : {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
فهذه الشهور والأعوام والليالي والأيام كلها مقادير للآجال ومواقيت للأعمال ثم تنقضي سريعا وتمضي جميعا ، والذي أوجدها وخصها بالفضائل : باقٍ لا يزول ، ودائمٌ لا يحول هو في جميع الأوقات إله واحد ولأعمال عباده رقيب مشاهد ، فسبحان من قلّبَ عبادَه في اختلاف الأوقات بين أنواع الطاعات ، يُسبِغُ عليهم فيها فواضلٓ النعم ويعاملهم بنهاية الجود والكرم ، لما انقضى شهر الصيام أقبلت أشهر الحج إلى بيت الله الحرام ، فلله الحمد والمنة .
"
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون ، هذه ثلاث وقفات أُذكر فيها بشيء مما يُشرع للمسلم فعلُه بعد رمضان :
الوقفة الأولى: اجتهد كثير منا في الأعمال الصالحة من الصيام والقيام والزكاة والصدقة وقراءة للقران ودعاء وذكر وغيرها لكن السؤال الأعظم هنا هو هل تقبل الله هذه الأعمال أو لا؟
يقول الله - تعالى- ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
« سألتُ رسول الله ﷺ عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ فقال ﷺ : لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لا يُقْبَلَ مِنْهُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ» رواه الترمذي.
ولقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتهدون في إكمال العمل وإتقانه ثم يقع عليهم الهم بعد ذلك في قبوله ويخافون من رده فقد كانوا لقبول العمل اشد اهتماما منه بالعمل.
وكان بعض السلف يقول في آخر ليلة من رمضان:يا ليت شِعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه.ا.هـ
فمما يستحب بعد رمضان أن يكثر المسلم من دعاء الله عزوجل أن يتقبل صيامه وقيامه وأن يتجاوز عن تقصيره.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الوقفة الثانية : يُشرع للمؤمن المؤمن أن يجتهد في الطاعات ويستكثر من الخيرات مادام حيًا، قال الله تعالى : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ وقال الله تعالى : ﴿ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ﴾
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
فالمؤمن مأمور بالعمل الصالح مدة حياته وبالصبر عليه في الأوقات الفاضلة وغيرها.
ومن الأعمال الصالحة بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال ، فقد روى مسلم في "صحيحه" أن النبي ﷺ قال: «من صام رمضان ثم أتبعه بستّ من شوال كان كصيام الدهر »
ووجه ذلك أن الله - جل وعلا - جعل الحسنة بعشر أمثالها، فصيامُ رمضان يُعدُّ مُضاعفًا بعشرة شهور، وصيام هذه الأيام الستّة بستين يومًا، فيكون له أجر صيام سنةٍ كاملة.
وقال أهل العلم إنه يعدل صيام سنة كاملة فرضًا فكأنه صام رمضان مدة سنة كاملة.
لكن هذا الأجر الوارد في الحديث لا يكون إلا لمن صام رمضان كاملًا فمن كان عليه قضاء فلابد أن يقضي ثم يصوم الست.
وهذه الأيام الستة يجوز صومها متتابعة ومتفرقة
ومن صامها في سنة فلا يلزمه أن يداوم عليها كل سنة.
فليحرص المسلم على صيامها بعد رمضان فإن صيامها يُكمل ماحصل في الفرض من خلل ونقص لأن الفرائض تُجبر بالنوافل يوم القيامة.
قال ﷺ : « إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلاَةُ قَالَ يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ انْظُرُوا فِى صَلاَةِ عَبْدِى أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِى مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ أَتِمُّوا لِعَبْدِى فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ » رواه أهل السنن.
فدل قوله ﷺ في آخر الحديث " ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " على أن سائر أنواع التطوع من العبادات تُكمّلُ بها الفرائض ، ومن ذلك الصيام فنفله يجبر فرضه ويكمله.
وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمدلله ، والله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله الله أكبر ولله الحمد
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد فالوقفة الثالثة: من كان مقصرا عاصيا ولم يتغير حاله في رمضان فهذا يقال له: إن اليوم الواحد بل الثانية من عمر المسلم غنيمة عظيمة فليبادر فباب التوبة مفتوح وربك الأكرمُ يقول كلّ ليلة في الثلث الآخر: " هل من مستغفر ! هل من تائب ! هل من سائل ! هل من داع ! " .
ويبسط سبحانه يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.
فرحم الله عبداً تفكر في نفسه وحاسبها عن يومه وأمسه قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون : إن العيد ينبغي أن يكون سبباً لصفاء القلوب وزوال الشحناء بين المسلمين فلنصل في هذا العيد أقاربنا ولنحذر من قطيعة أرحامنا ، قال النبي ﷺ: الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله. متفق عليه.
وقال ﷺ : لايدخل الجنة قاطع. متفق عليه.
أي قاطع رحم.
ويحرم أن يهجر المسلم أخاه أكثر من ثلاثة أيام لقول النبي ﷺ: لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ ، يلتقيان فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا ، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ.رواه البخاري.
وقال ﷺ: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ، ويوم الخميس . فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا . إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عباد الله
من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.
وأما من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون إن نبينا ﷺ إذا كان يومُ عيد خالف الطريق فيسن لمصلي العيد أن يرجع من غير الطريق الذي جاء منه.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم...
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد فإن من نعم الله عزوجل على عباده أن جعل لهم أوقاتا فاضلة يتزودون فيها من الطاعات فتُضاعف لهم الحسناتُ وتغفر لهم السيئاتُ.
ومن هذه المواسم شهرُ رمضان المبارك والذي اجتهد فيه الموفقون في العبادات ، والفضل في ذلك لله فهو الذي من على عباده بإدراك الشهر وهو الذي وفقهم لصيامه وقيامه وأعانهم على ذلك ولهذا أمرهم بشكر هذه النعم بقوله تعالى في آيات الصيام :
﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ﴾
فنسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عباد الله قد انقضى شهر رمضان لكن :
" عمل المؤمن لا ينقضي حتى يأتيه أجله فإن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت قال تعالى : {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
فهذه الشهور والأعوام والليالي والأيام كلها مقادير للآجال ومواقيت للأعمال ثم تنقضي سريعا وتمضي جميعا ، والذي أوجدها وخصها بالفضائل : باقٍ لا يزول ، ودائمٌ لا يحول هو في جميع الأوقات إله واحد ولأعمال عباده رقيب مشاهد ، فسبحان من قلّبَ عبادَه في اختلاف الأوقات بين أنواع الطاعات ، يُسبِغُ عليهم فيها فواضلٓ النعم ويعاملهم بنهاية الجود والكرم ، لما انقضى شهر الصيام أقبلت أشهر الحج إلى بيت الله الحرام ، فلله الحمد والمنة .
"
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون ، هذه ثلاث وقفات أُذكر فيها بشيء مما يُشرع للمسلم فعلُه بعد رمضان :
الوقفة الأولى: اجتهد كثير منا في الأعمال الصالحة من الصيام والقيام والزكاة والصدقة وقراءة للقران ودعاء وذكر وغيرها لكن السؤال الأعظم هنا هو هل تقبل الله هذه الأعمال أو لا؟
يقول الله - تعالى- ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
« سألتُ رسول الله ﷺ عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ فقال ﷺ : لا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لا يُقْبَلَ مِنْهُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ» رواه الترمذي.
ولقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتهدون في إكمال العمل وإتقانه ثم يقع عليهم الهم بعد ذلك في قبوله ويخافون من رده فقد كانوا لقبول العمل اشد اهتماما منه بالعمل.
وكان بعض السلف يقول في آخر ليلة من رمضان:يا ليت شِعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه.ا.هـ
فمما يستحب بعد رمضان أن يكثر المسلم من دعاء الله عزوجل أن يتقبل صيامه وقيامه وأن يتجاوز عن تقصيره.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الوقفة الثانية : يُشرع للمؤمن المؤمن أن يجتهد في الطاعات ويستكثر من الخيرات مادام حيًا، قال الله تعالى : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ وقال الله تعالى : ﴿ فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ﴾
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾
فالمؤمن مأمور بالعمل الصالح مدة حياته وبالصبر عليه في الأوقات الفاضلة وغيرها.
ومن الأعمال الصالحة بعد رمضان صيام ستة أيام من شوال ، فقد روى مسلم في "صحيحه" أن النبي ﷺ قال: «من صام رمضان ثم أتبعه بستّ من شوال كان كصيام الدهر »
ووجه ذلك أن الله - جل وعلا - جعل الحسنة بعشر أمثالها، فصيامُ رمضان يُعدُّ مُضاعفًا بعشرة شهور، وصيام هذه الأيام الستّة بستين يومًا، فيكون له أجر صيام سنةٍ كاملة.
وقال أهل العلم إنه يعدل صيام سنة كاملة فرضًا فكأنه صام رمضان مدة سنة كاملة.
لكن هذا الأجر الوارد في الحديث لا يكون إلا لمن صام رمضان كاملًا فمن كان عليه قضاء فلابد أن يقضي ثم يصوم الست.
وهذه الأيام الستة يجوز صومها متتابعة ومتفرقة
ومن صامها في سنة فلا يلزمه أن يداوم عليها كل سنة.
فليحرص المسلم على صيامها بعد رمضان فإن صيامها يُكمل ماحصل في الفرض من خلل ونقص لأن الفرائض تُجبر بالنوافل يوم القيامة.
قال ﷺ : « إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلاَةُ قَالَ يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلاَئِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ انْظُرُوا فِى صَلاَةِ عَبْدِى أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِى مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ أَتِمُّوا لِعَبْدِى فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ » رواه أهل السنن.
فدل قوله ﷺ في آخر الحديث " ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " على أن سائر أنواع التطوع من العبادات تُكمّلُ بها الفرائض ، ومن ذلك الصيام فنفله يجبر فرضه ويكمله.
وأكثر الناس في صيامه للفرض نقص وخلل فيحتاج إلى ما يجبره ويكمله من الأعمال.
أقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمدلله ، والله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله الله أكبر ولله الحمد
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
أما بعد فالوقفة الثالثة: من كان مقصرا عاصيا ولم يتغير حاله في رمضان فهذا يقال له: إن اليوم الواحد بل الثانية من عمر المسلم غنيمة عظيمة فليبادر فباب التوبة مفتوح وربك الأكرمُ يقول كلّ ليلة في الثلث الآخر: " هل من مستغفر ! هل من تائب ! هل من سائل ! هل من داع ! " .
ويبسط سبحانه يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار.
فرحم الله عبداً تفكر في نفسه وحاسبها عن يومه وأمسه قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون : إن العيد ينبغي أن يكون سبباً لصفاء القلوب وزوال الشحناء بين المسلمين فلنصل في هذا العيد أقاربنا ولنحذر من قطيعة أرحامنا ، قال النبي ﷺ: الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله. متفق عليه.
وقال ﷺ : لايدخل الجنة قاطع. متفق عليه.
أي قاطع رحم.
ويحرم أن يهجر المسلم أخاه أكثر من ثلاثة أيام لقول النبي ﷺ: لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوق ثلاثٍ ، يلتقيان فيصدُّ هذا ويصدُّ هذا ، وخيرُهما الذي يبدأُ بالسلامِ.رواه البخاري.
وقال ﷺ: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ، ويوم الخميس . فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا . إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
عباد الله
من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.
وأما من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
أيها المسلمون إن نبينا ﷺ إذا كان يومُ عيد خالف الطريق فيسن لمصلي العيد أن يرجع من غير الطريق الذي جاء منه.
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم...