ثلاث خطب لشهر ربيع الآخر الأسبو الأول - النفاق

محب آل البيت
1433/03/27 - 2012/02/19 06:17AM
بعض صفات المنافقين
%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D9%82%D9%8A%D9%86.jpgنهج القرآن والسنة في التعامل مع المنافقين ذكر صفاتهم دون ذكر للأسماء التي تخصص ولا تعمم، وما زال تيار النفاق يسيري إلى هذا اليوم بنفس الاتجاه، وعلى وفق تلك الصفات الذميمة التي تقرب أهل الكفر، وتبعد أهل الإيمان، ولكن الله لهم بالمرصاد يهتك أستارهم في الدنيا والآخرة …
خطبة بعنوان : بعض صفات المنافقين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
اللهم إنا نسألك بأسماء الحسنى وصفاتك العليا أن تهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت اللهم اصرف عنا سيء الأخلاق لا يصرف سيئها إلا أنت اللهم علمن ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
أيها الإخوة الفضلاء إن الله تعالى رسم لعباده المؤمنين منهجاً في كتابه الكريم وكمل ذلك وجمله بسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم – الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى لقد كان الناس يوم بعث الله أو قبل أن يبعث الله تعالى – محمداً صلى الله عليه وآله وسلم – كانوا على صنفين : صنف يعبد الأصنام والأوثان بمختلف أشكالها وألوانها وصنف على بقايا من الأديان التي حرفت كاليهودية والنصرانية ولما بعث الله تعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وآله وسلم – ازداد إلى هذين الصنفين صنف ثالث وهو صنف المؤمنين بالله تعالى الذين ء امنوا بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم – في هذه الفترة الزمنية في مكة المكرمة كان الإسلام لا يزال ضعيفاً وكان الكفر طاغياً عالياً ولذلك لم يكن في مكة إلا هذا الصنفين مؤمنين وكفار ولقد لاقى المؤمنون أصنافاً وألواناً من البلاء والعذاب في هذه الحقبة الزمنية غير أنهم نتيجة تربيتهم من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم – لم يرتد أحدهم سخطه على دينه بل كلما ازداد العذاب ازدادوا إيماناً واشتدت صلابتهم بدين الله تعالى ولم يظهر في أوساطهم من ينافق ويصانع المشركين بل ضربوا أروع الأمثلة في الثبات على دين الله تعالى ولما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة ظهر فريق ثالث وهو فريق المنافقين الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ويكيدون للإسلام وأهله ويتعاملون مع كفار قريش من جهة ومع اليهود من جهة ثانية فكانوا يتآمرون على الإسلام وعلى أهله وكانوا أصحاب وجهين والأمر كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم –عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشد له كراهية وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه))[1] فظهر هذا التيار الذي أفسد ونافق وخادع وألحق الضرر بالمسلمين ولكن الله تعالى رسم للمسلمين منهجاً للتعالم مع هذا الصنف من الناس وما ظهر النفاق في أي زمان أو مكان إلا كان دليلاً على قوة الإسلام وانتشاره وإلا فلما يكون الإسلام ضعيفاً فليس ثمة إلا تيار الكفار وتيار المؤمنين لكن كما هو معلوم أن الفترة المدنية اتسمت بأن الإسلام انتشر وقوي وقامت دولته وصار له رجاله وصار مهاباً في أوساط الأعداء فظهر هذا التيار تيار النفاق أما كيفية التعامل أو المنهجية في التعامل مع هذا الصنف من الناس فإن المنهج الشرعي في التعامل مع هذا النوع من الناس يكمن في التحذير من الصفات التي اتصفوا بها ولم ينهج القرآن ولا السنة إلا هذا النهج ذكر الأوصاف الذميمة التي اتصف بها هؤلاء الناس والتحذير منها وترغيب الناس في لزوم صفات المؤمنين ولم يخرج منهج الإسلام عن هذا النهج إلى ذكر أسمائهم وإلى ذكر مواطنهم إلا في أطر ضيقة هذه منهجيته المتبعة في القرآن واتبعتها سنة سيد الأنام صلى الله عليه وآله وسلم – مع المنافقين فضلاً عن العصاة من المؤمنين فإنه ليس من منهج المسلمين الفضح وإنما منهجهم الستر كما قال سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى ينصح ويستر والمنافق يفضح ويغش فليس من منهجية الإسلام إلا ذكر الأخطاء والتحذير منها وتنفير الناس من الوقوع منها ولذلك فإن القرآن حينما تكلم عن المنافقين في سوره وفي أجزاءه كلها في الغالب أنه يذكر تلك الصفات فيقول مثلاً ومن الناس ويقول أحياناً ومنهم من يقول إلى آخر ذلك لأنه لا داعي لذكر الأسماء فذكرهم أحياناً قد يكون فيه رفعة لهم وفيه إلفات نظر الناس إلى هذا الصنف من الناس وربما اغتروا بهم وبمنهجهم إن هذا الصنف من الناس عمدوا إلى مصانعة أهل الكفر وإلى التعامل مع اليهود والنصارى في تلك الحقبة الزمنية ولا يزال هذا التيار قائماً إلى يومنا هذا أعني تيار المنافقين الذين هم في داخل الصفوف وفي خارجها يعملون من أجل إرضاء أعداء الله تعالى وتنفيذ مخططاتهم وإذا رءوا المؤمنين والتقوا بهم غيروا وجوههم وغيروا من صفاتهم كما قال الله تعالى (( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)) سورة البقرة آية (10) هذا الصنف من الناس يظهر إيمانه بالله ويظهر بعض الشعائر التي يدر بها الرماد على عيون الناس فيغر هم ويخدعهم ويغشهم يخدع ربه ويخدع عباد الله بشيء من الأعمال الظاهرة ولكن قلبه ملئ بالمرض وملئ بالحقد وملئ بالدغل على الإسلام وعلى أهله فتلك الأعمال التي يظهرها لا تنفعه لا في الدنيا ولا في الآخرة وإن كان تعاملنا معه أن نتعامل معه على حسب ما يظهر إلا أن بدت لنا صفحته وبدت لنا أقواله وبدت لنا أفعاله ظاهرة للعيان فحينئذ يكون فعله يناقض قوله وفي هذه الحال العمل مقدم على القول لأن العمل ينبع عن الاعتقاد وينبع عما يكمن في القلب (( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)) سورة البقرة آية (10) إن الله تعالى لا يخادع وخداعهم من قبل الله تعالى في هذه الدنيا يكمن في أن هذا التيار مهما حاول أن يخادع الله وأن يخادع المؤمنين بأقواله وأفعاله وحركاته فإن الله تعالى له بالمرصاد فسرعان ما يفضحه الله تعالى وسرعان ما يجعل الله تعالى أولئك الأعداء الذين يخدمهم سرعان ما يجعلهم يتخلون عنه بل يدوسونه بأقدامهم بل يفعلون به الأفاعيل الظاهرة للعيان نتيجة أنه خادع الله ولم يعلم أن الله تعالى له بالمرصاد لم يعلم أن الله تعالى سيمكر به في يوم من الأيام وأما يوم القيامة فإن هذا النوع من الناس يأتي ويظن أنه في عداد المؤمنين الذين يؤتيهم الله تعالى نورهم بأيمانهم ويسعى النور بين أيديهم يظن هذا الصنف من الناس أنه سيؤتى كتابه بيمنه وما ظن أن الله تعالى له بالمرصاد(( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ )) سورة البقرة الآيات (12-13) هكذا يكون الله تعالى لهم بالمرصاد فلما يظنون أنفسهم أنهم كانوا من المؤمنين وأنهم كانوا يصلون مع المصلين وأنهم كانوا يصومون مع الصائمين ولكن أفعالهم كانت عمالة وولاءً ظاهراً لأعداء الله تعالى وتآمراً على دين الله تعالى وعلى خيرات المسلمين وعلى مقدسات المسلمين وعلى أعراض المسلمين وعقائدهم هكذا يكون الله تعالى لهم بالمرصاد فيرجعون يلتمسون نوراً فيغلق الله تعالى عنهم الأمر ويحول بينهم وبين المؤمنين بسور له باب هذا الباب باطنه فيه الرحمة للمؤمنين وظاهره من قبله العذاب لهذا الصنف من الناس الذين اتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً فإن العزة هي لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم – وللمؤمنين الذين ء امنوا حقاً ليست العزة للمنافق فإن المنافق ذليل في أوساط المسلمين وذليل في أوساط أعداء الله تعالى لا يحترمونه لأنه لم يحترم الله ولم يحترم دينه ولم يحترم أمته ولم يحترم مقدساته ولم يغر على أعراض المسلمين ولذلك فهو محتقر حتى في قراره نفسه لأنه يعرف في نفسه التناقض وأنه صاحب وجهين وشرار الخلق ذو الوجهين هذا الصنف من الناس يخادعون الله والذين ء امنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون لأنه لا إحساس لهم تبلدت مشاعرهم فلا يعرفون أنهم يخادعون أنفسهم وأنهم يحيكون المؤامرات على أنفسهم ولذلك فإن الأعداء مهما صنعوا لهذا الإنسان ومهما وقفوا في جانبه ومهما دافعوا عنه فسرعان ما ينقلبون علبه إذا حاول أن يتمرد عليهم ولو بمسألة واحدة بل ربما جعلوا له من هو من خيرة المقربين إليه أخوه أو ابنه أو غير ذلك لينقلب عليه وليرميه في السجون ولينفيه خارج البلاد ليعيش بعيداً عن بلده وعن أهله وعن ثرواته ذلك لأن الله تعالى إذا وقف لهذا الصنف من الناس بالمرصاد فإنه لا يمكن أن يفلت من قبضة الله تعالى
عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) . قال ثم قرأ { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد))[2] إن النفاق ينفح من القلوب وتظهر في الأعمال والأقوال ولذلك قال الله تعالى بعد ذكر هذه الآية (( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ )) هذا المرض هو مرض النفاق هذا المرض هو مرض الكره لدين الله تعالى هذا المرض هو كره لشريعة الله ومنهاج الله تعالى هذا المرض هو مرض موالاه أعداء الله تعالى(( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ)) سورة محمد آية (26) جعلهم الله في عداد المنافقين لأنهم أطاعوا من سخط وغضب من ما أنزل الله في بعض الأمر فكيف بمن يتبعهم حذو القذة بالقذة أين يكون موضعه ؟ وأين يصنفه القرآن ؟ وأين تصنفه سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم – ؟ وهذا الصنف من الناس ما جعلهم الله تعالى في هذا الصف إلا لأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه ولذلك فإن الله تعالى يحبط أعمالهم مهما كتب عنهم ومهما سطر التاريخ بأقلام هي مثل هذا الصنف من الناس فإن اللعنات تتبع هؤلاء إلى قبورهم وتضل سيرتهم سيرة منتنة لا يذكرون إلا وذكر معهم الإجرام والتآمر على دين الله تعالى لو قرءنا يا أيها الإخوة الفضلاء في تاريخ فلسطين وكيف أن هذا الجزء من البلاد الإسلامية كيف سقط وكيف أقيمت دولة اليهود على هذا الجزء وهذه البقعة في قلب البلاد الإسلامية وفي بقعة هي من أشرف البقاع وأحبها إلى الله تعالى كيف سقطت هذه البقعة الهامة من الأرض وكيف دنس المسجد الأقصى ؟ لوجدنا أن هذا الأمر إنما حصل نتيجة لتآمر المنافقين ولعمالتهم ولعداوتهم لدين الله تعالى ولعداوتهم للمقدسات من أظهر الشرائع وأبرزها وأحبها إلى عباد الله تعالى هذا الجزء النازف الذي لا يزال يوماً بعد يوم يتفجر جراحه وتنهمر دماؤه وتنتهك أعراضه وتسلب أراضيه وتدنس مقدساته ما حصل فيها وما يحصل اليوم غلا نتيجة للتآمر من قبل هؤلاء المنافقين الذين جعلوا القضية كأنها لا تعنيهم رحم الله السلطان عبد الحميد إذ أنه حين جاء إليه وفد الإفرنج ليتعاملوا معه وليتنازل عن فلسطين قال لهم : بالحرف الواحد إن هذا الجزء من العالم الإسلامي ليس ملك لي وإنما هو ملك للمسلمين أجمعين لكن اليوم تخلى حكام المسلمين إلا من رحم الله تعالى عن هذه البقعة المباركة التي هي أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – وجعلوا القضية كأنها لا تعنيهم يرون المجازر يوماً بعد يوم ثم هم صامتون يرون بقاع أخرى من بلاد المسلمين تدمر دماء تسفك أعراض تنتهك أطفال وشيوخ يقتلون أسر تشرد بيوت تدمر وكأن الأمر لا يعنيهم وإن تعجب فعجب قولهم أولئك الذين يناشدون أمريكا ألا ترتحل من العراق لأن الأمر سيكون كما يزعمون أسوا حالاً وسينتشر الإرهاب هكذا يزعم بعضهم هل بعد هذا النفاق من النفاق ؟ أبعد هذه العمالة من عماله ؟ كلا والله إن تلك الوجوه قد برزت وظهرت على حقيقتها في خدمة مصالح أعداء الله تعالى . أيها الإخوة الفضلاء هذا المرض الذي برز في قلوب هذا الصنف من الناس أثر في الأمة سلباً في مقدساتها في معتقداتها في تعليمها في عبادتها في سلوكها وإعلامها واقتصادها تماماً كما قال الله تعالى (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ )) سورة البقرة آية(12) لا يشعرون أنهم يفسدون في هذه الأرض وأنت إذا نظرت إلى قواميسهم في الإصلاح الذي يدعونه ما هو هذا القاموس ؟ إن جئت إلى القضية الاقتصادية فإنهم بارزوا الله تعالى بالمعاصي بارزوا الله تعالى بالمحاربة كما قال ربنا تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (278) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)) سورة البقرة آية (279) فهم يبارزون الله تعالى بالمعصية فهم إصلاحهم التعامل ألربوي في مجال الاقتصاد السعي وراء مخططات أعداء الله تعالى رهن الدول ورهن الثروات للبنك الدولي وللقوة المتن فذة في العالم باسم الإصلاح هكذا يسمونه إصلاحاً يحاربون الاقتصاد الإسلامي وينشرون الربا ماذا تفعلون ؟ قالوا : نريد الإصلاح (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ )) سورة البقرة آية(12 إن جئت إلى الإعلام بعد أن كان إعلاماً يأمر بالخير والمعروف وينهى عن المنكر حارب كل فضيلة ونشر كل رذيلة وشوهوا بالدين وشوهوا بالأخلاق ماذا تصنعون ؟ قالوا : نريد الإصلاح رفعوا الدعم في البلاد الإسلامية كلها عن السلع الأساسية عن لقمة العيش وأفقروا الشعوب ماذا تصنعون ؟ قالوا : نريد الإصلاح هذا هو طريق الإصلاح رفعوا الخدمات الأساسية عن الطبقات الفقيرة فالكهرباء ارتفعت أسعارها في البلاد الإسلامية كلها الهاتف المياه المواصلات إلى آخر ذلك ماذا تصنعون ؟ قالوا : نصلح في الأرض إذا جئت إلى التعليم كان يخرج العلماء وكان يخرج الأطباء وكان يخرج الأذكياء الذين يغارون على دينهم وعلى خيراتهم وعلى أوطانهم صار اليوم يحارب التعليم الذي ينشئ أناساً يعرفون دينهم ويعرفون لغتهم فبالله عليك قف مع إنسان متخرجاً من الجامعة وقل له ماذا تحفظ من القرآن ؟ وماذا تحفظ من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم – وهل تعرف الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر والله لا تكاد تجد إنساناً يبلج نفسك في هذه القضايا فإذا جهلنا كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم – وجهلنا لغتنا فماذا نتعلم كل ذلك إرضاءً لأمريكا التي تدمر أراضينا وتسلب خيراتنا وتنتهك أعراضنا وتقف مع أعدائنا كل ذلك باسم الإصلاح أهكذا يكون الإصلاح ؟ هذا التيار من الناس تيار نكد جر على الناس الويلات أفقر الشعوب ودمرها وطحنها طحناً باسم الإصلاح لا شيء إلا من أجل رضاك يا أمريكا من أجل رضاك يا بريطانيا من أجل أن تقر أعين اليهود يفعلوا ما شاءوا وتظل الشعوب تسعى وراء لقمة العيش وتسعى وراء الكفاف ووراء العفاف أيها الإخوة إن الله تعالى حينما تكلم عن هذا الصنف من الناس يحذر من الوقوف معهم يحذر من الاتصاف بصفاتهم يحذر من مناصرتهم لأن القضية قضية أمة وليست قضية فرد بعينه . أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه . أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية : الحمد وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
فإن الله تعالى قد ذكر هذا الصنف من الناس بصفاتهم في كثير من السور ومن أعظمها سورة براءة التي كان من جملة مسمياتها أنها تسمى الفاضحة لأمها فضحت هذا الصنف من الناس إن الله تعالى أعطى هؤلاء الناس فسحة ومدة لعلهم يؤوبون ويرجعون فمن رجع وتاب تاب- الله عز وجل- عليه ومن بقي على صفاته الذميمة متآمراً على الإسلام وأهله ومتآمراً على الأوطان والمقدسات فإن الله تعالى سيكون له بالمرصاد ولن يفلت من قبضة الله تعالى وإلا فليبحث عن أرض ليست تحت سطوة الله تعالى – وأنى له ذلك هؤلاء الناس دائماً ينتقصون من الدين وينتقصون من المؤمنين ويحاربون أولياء الله تعالى – وأولياء الله تعالى هم الذين يقفون في وجه الأعداء وهم الذين يصدون هجماتهم بشتى ألوانها وأصنافها سياسية كانت أو اقتصادية أو عسكرية أو غير ذلك ولذلك فإن المنافقين في زمن النبي صلى اله عليه وآله وسلم – بالرغم أن قريشا كانت تهجم على المسلمين وتجيش الجيوش كانوا يقولون : لو نعلم قتالاً لاتبعناكم يعني كأنهم يقولون : ليس هنالك قتال هذا في الوراء وإذا التقوا بالمؤمنين خرجوا معهم ثم يرجعون من متصف الطريق ويقولون ليس ثمة جهاد وليس ثمة قتال واليوم هذا الصنف من الناس وقف في خندق أمريكا لا لشيء إلا إظهاراً للعمالة وإظهاراً للمرض الذي هو في القلوب وإظهاراً لهذه الصفة الذميمة وهي صفة النفاق – عياذاً بالله تعالى من ذلك – إذا قيل لهم تمسكوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم صل الله عليه وآله وسلم – قاموا بغمز المؤمنين وبغمز العلماء والدعاة إلى الله عز وجل – قالوا : أنصير كهؤلاء الإرهابيين أنسلك مسلكهم تماماً كما قال الله عز وجل – (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ)) سورة البقرة آية (13) هؤلاء السفهاء ضعفاء العقول لا يفهمون ولا يفقهون كيف يتعاملون مع أمور الواقع الذي يرتضيه الله تعالى – ليكون المؤمنين في عزة وأن يكون الأعداء في ذلة وفي مهانة يعطون الجزية عن يد وهم صاغرون ولهذا قال الله فيهم ((أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ)) سورة البقرة آية 13 ) هم السفهاء حقاً هم الذين اجتمعت فيهم السفاهة كلها قال الله تعالى (( …وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ )) سورة البقرة آية( 131) فالسفيه هو الذي ابتعد عن الدين لا الذي يتمسك بالدين صحيح أن الإسلام يحذر من التطرف ويحذر من الغلو ويحذر من الأفهام السقيمة ويحذر كذلك من التشدد والتنطع لكنه بالتالي يحذر من التميع يحذر من النفاق يحذر من مصانعة أعداء الله تعالى هذا الصنف من الناس إذا التقى بالمؤمنين مدحهم وقال أنا معكم وأنا في صفكم أمريكا هذه مجرمة إرهابية لكن إذا التقى بهؤلاء الشياطين قال : أنا معكم وفي صفكم وماذا تأمرون وماذا تريدون وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ)) سورة البقرة الآيات(14- 15) والله ما ضر هذه الأمة وما أنزل بها النكبات والهزائم إلا النفاق إلا العمالة لأعداء الله تعالى ابتداءً من كمال أتاتورك وهلم جر إلى يومنا هذا فالعملاء هم الذين خذلوا أمتهم وهم الذين رهنوا بلادهم وهم الذين تنازلوا عن خيراتهم وتنازلوا عن مقدساتهم ويرقصون على جراحات إخوانهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . فأسأل الله تعالى أن يفضح هذا الصنف من الناس شر فضيحة وأن يقي أمتنا هذا الصنف من الناس وشر الأشرار وكيد الفجار
والحمد لله رب العالمين
[1] – البخاري 3/1288
[2] – 4/1726




رابط الخطبة : http://almaqtari.net/?p=1215
المشاهدات 7771 | التعليقات 2

النفاق وخطره

%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-%D9%88%D8%AE%D8%B7%D8%B1%D9%87.jpgإنه لو تداعى المصلحون المخلصون لهذا الدين ولهذه الأمة من أجل تدارس وضع هذه الأمة والنظر في أخطر ما تمر به لما وجدوا حالة هي أخطر من النفاق…
خطبة بعنوان : ( النفاق وخطره)
العناصر:
1- تكالب الأعداء على هذه الأمة.
2- نفاق الأمس ونفاق اليوم.
3- جهاد المنافقين.
4- وصف المنافقين.
5- مؤسس حركة النفاق.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) سورة آل عمران آية (102).
((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1).
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71))) سورة الأحزاب الآيات (70-71).
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أيها الإخوة الأعزاء:
لاشك في أن هذه الأمة يتكالب عليها أعداؤها من كل حدب وصوب وأن هؤلاء الأعداء يختلف خطرهم من فريق إلى آخر .
وأخطر ما يكون العدو داخل هذه الأمة ينخر فيها ويتآمر مع الأعداء من أجل إسقاطها وتشويهها ومن أجل هدم مبادئها إن أخطر ما يكون على هذه الأمة أن يكون العدو مندسا فيها بل أن يكون من أبناء جلدتها هذا هو أخطر ما يكون على هذه الأمة .
إنه لو تداعى المصلحون المخلصون لهذا الدين ولهذه الأمة من أجل تدارس وضع هذه الأمة والنظر في أخطر ما تمر به لما وجدوا حالة هي أخطر من النفاق الذي كان في وقت وجود رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن العلماء حينما تكلموا على هذه الفئة لم يتكلموا على أمر في الخيال ولم يتكلموا على أناس لم يوجدوا قبل وإنما تكلموا على فئة كانت موجودة وكانت عائشة لها سلوكياتها وأخلاقها وكانت تنفذ هذه السلوكيات والأخلاقيات شيئا فشيئا والتاريخ وعاء كل ما قد الله تعالى من الحوادث خيرها وشرها فأقدار الخير يهيئ الله عز وجل الرجال العظماء الذين يسطرون أحداث تلك والوقائع بأحرف من نور .
وسيبقى التاريخ شاهد ودليلا على ما فعله وعلى ما سطره أولئك الرجال والأفذاذ.
وأقدار الشر يهيئ الله لها أناسا أصحاب الوجوه المتناقضة المختلفة الذين يعتقدون في قلوبهم مالا ينطقون بألسنتهم الذين هم في الحقيقة شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا هؤلاء الذين وصفهم القرآن بأنهم كذلك بأنهم شياطين كما قال الله تعالى : ((وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)) سورة البقرة آية (14).
هكذا يصورهم القرآن ويسمهم بهذه التسمية أنهم شياطين النفاق كما قلنا في أصله وفي جوهره واحد.
في تلك الأزمة الغابرة وفي هذه الأزمان المتأخرة ولكن الظروف التي عاش فيها النفاق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كانت أيها الإخوة كما نعلم جميعا في وقت قوي فيها الإسلام ومكن الله فيها للإسلام والمسلمين تعلمون جميعا أن النفاق لم يظهر في مكة أبدا والسبب في هذا أن الكفر كان قاهر وكان قوي وكان المؤمنون في حال استضعاف وكان الواحد منهم يعذب أشد العذاب كان يسحب في الرمضاء الحارة ويوضع على صدره الحجر الحار وكان تكوى بالنار ويضرب بالسياط وكانوا قلة قليلة كان الكفر واضحا وظاهرا له نظامه وله دستوره وله دولته وله كيانه فلم يظهر النفاق في تلك الفترة الزمنية ولكن حين أذن الله تعالى للإسلام والمسلمين بالهجرة إلى المدينة النبوية وظهر الإسلام ومكن الله تعالى للإسلام والمسلمين ظهرت هذه الفئة النكدة في حال وفي وقت كان أهل المدينة في حال شرك وكفر كانوا يعقدون الخرز و يهيئون التاج ويهيئون كرسي العرش والملك لرأس النفاق عبد بن أبي سلول هذا الرجل الذي أسس لهذه الفكرة الخبيثة والذي سار على نهجها بعد ذلك كل منافق لئيم خبيث يكيد للإسلام والمسلمين ويكيد للفضائل والذي يزرع في أوساط المسلمين الرذائل ويتآمر على هذه الأمة مع أعداء الله تبارك وتعالى هذا الرجل الذي يتظاهر بما يفعله المسلمون فيصلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وربما وأنفق من ماله وربما فعل وفعل وربما قام يخطب بعد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ويحث الناس على إتباعه ولكنه إذا اختلى بشيعته واختلى بمن معه كان يكيد للإسلام و للمسلمين هذه الفتنة النكدة إثمها و وزرها على هذا الرجل الذي كاد في ذلك الزمان وسار على نهجه المنافقون وسيسرون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها الزمان الظروف الأوضاع هي التي تختلف .
نفاق اليوم أيها الإخوة في أخطر ما يكون لأنه جاء في وقت بدأت فيه الصحوة في البروز والظهور وعاد الشباب إلى الله عز وجل واتبعوا نهج السلف الصالح رضوان الله عليهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الوقت هو وقت حرج بالنسبة لهذه الأمة لا يزال في هذه الأمة ضعف معسكر النفاق اليوم ليس كمعسكر النفاق الأمس .
كان النفاق بالأمس خزي عار ينافق المنافق خلسة وخفية ويتآمر خفية وكان ينكس رأسه بين الناس لا يظهر ما يكيد به وما يكنه قلبه إلا لمن كان من أخلص الناس إليه وأقرب الناس إلى قلبه وإلى جلدته .
أما اليوم فالنفاق صار معسكرا نفاق جاء في وقت صار لهذا المعسكر دول ونظام وسياسة واقتصاد وجيوش جرارة في بلاد الإسلام صارت كذلك .
النفاق اليوم أخطر ما يكون لأن النفاق اليوم صار علنا بين الناس بل ربما أحيانا المسلم هو الذي يتخفى وهو الذي يدس رأسه هو الذي يبحث عن كلمات ويحاول أن ينمقها من أجل ألا بتهم أنه ينتسب إلى الإسلام لا حول ولا حول إلا بالله العلي العظيم.
معسكر النفاق اليوم معسكر له دولة له أنظمة له سياساته له اقتصاده له برامجه التي ينزلها من هذه الدولة أو تلك يصادم فيها الدين و يصادم فيها الإسلام.
إن هذا التيار جهاده من فروض الأعيان التي لا يحل لأحد أن يتنصل عن مجاهدة هذا الصنف من الناس قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )) سورة التوبة آية (73).
جاهدهم كما قال العلماء كما قال المفسرون جهاد باللسان وبالمال بل أحيانا قد يرتقي إلى الجهاد بالسلاح كأنك تجاهد كفارا مناوئين للدين وللإسلام وذلك في إذا ما صدر منهم الكفر البواح قال علي رضي الله عنه : (( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بـأربعة أسياف . سيف للمشركين { فَإِذَا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ . . . } وسيف للكفار أهل الكتاب { قَاتِلُواْ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالله وَلاَ باليوم الآخر وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحق مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب . . } وسيف للمنافقين { جَاهِدِ الكفار والمنافقين } وسيف للبغاة { فَقَاتِلُواْ التي تَبْغِي حتى تفياء إلى أَمْرِ الله }))[1]
وهذا يقتضى أنهم يجاهدون بالسيوف إذا أظهروا النفاق .
سيف للمنافقين فجهاد المنافقين أخطر على الأمة وعلى الإسلام والمسلمين من اليهود ومن النصارى باعتبارات و مآلات منها على سبيل المثال لا الحصر إن الكفار لا يكيدون ولا يأتون إلا من خارج البلاد وبالتالي فإن جهدهم وخططهم قد تكون مفضوحة ولا يتحركون إلا بعد ما تكون هناك أهبة للمسلمين تجاههم.
أما المنافقون فإنهم يعملون أولا في الداخل الشيء الثاني أنهم ليس لهم هدف واحد وإنما أهدافهم متعددة فهدفهم أخلاقي عقدي وسلوكي وسياسي واقتصادي ربما يأتي العدو من الخارج يكون هدفه اقتصادي محض من أجل أن يستولي على الخيرات وعلى المقدرات ولكن المنافقين في الداخل أسلحتهم متعددة ولذلك يتعين على كل مسلم ومسلمة مجاهدتهم وفضحهم وتبين عوراتهم منها أيضا.
منها أيضا أن هذا الصنف من الناس متآمر مع الخارج وهم الذين يستقدمون أعداء الله عز وجل إلى بلاد المسلمين والتاريخ أكبر دليل و أكبر شاهد على أن هؤلاء المنافقين هم الذين يستقدمون هؤلاء الناس هذا الصنف من الناس أيضا يمد يده إلى هؤلاء عبر قنوات غير واضحة لا تتبين لعامة الناس والأعداء من خارج هم الذين يخططون وهؤلاء هم الذين من الداخل.
إذا فهذا الصنف من الناس أخطر ما يكون على الأمة وأخطر ما يكون على دين الأمة وعلى بأخلاق الأمة وعلى مقدرات الأمة وعلى الأمة برمتها أفرادا وشعوبا وخيرات وثمرات فهذا الصنف من الناس يجب على كل مسلم ومسلمة أن يجاهدهم بلسانه وأن يجاهدهم بماله وأن يحذر الأمة من خطرهم ومن غوائلهم .
هذا الصنف أيها الإخوة الفضلاء:
من خطره أنه في أحلك الظروف هو الذي يتآمر مع الأعداء في أحلك الظروف والمواقف التي تمر بها الأمة هم الذين يطعنون هذه الأمة من الخلف تماما كما حدث في غزوة أحد في الوقت الذي تأتي قريش ومعها ثلاثة آلاف مقاتل مدججين بالسلاح ولم يجمع النبي صلى الله عليه وسلم ألف من المؤمنين من تجمع معه وفي الطريق ينخذل عبد الله بن أبي سلول بثلث الجيش تقريبا بثلاثمائة مقاتل وعاد إلى المدينة وقال لو نعلم قتالا لاتبعناكم كأنه يقول ما في شيء اسمه قتال ولو كان ثمة قتال لأتينا وقاتلنا معكم لكنه التآمر مع أعداء الله تبارك وتعالى فيرع و ينخزل بثلث الجيش .
وفي غزوة تبوك في الوقت الذي تتجمع قوى النصارى الرومان يتجمعون من أجل استئصال شأفة الإسلام وأهله ويصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيتأهب ويتجهز من أجل ضربهم في عقر دارهم قبل أن يكمل العدة ولكن النفاق ها هنا يظهر تآمره مع أعداء الله تعالى فالمنافقون لم يحضروا هذه المعركة بل كانوا من أشد الناس تخذيلا و تحذيرا من الاشتراك في هذه المعركة في وقت الجادون المدافعون عن هذا الدين وعن هذه الأمة والوقت في شدة الحر وفي وقت نضجت فيه الثمار ولكنهم نفروا مع النبي صلى عليه وسلم خفافا وثقالا إلا ذلك الصنف من الناس فإنه لم يشترك في هذه المعركة يا ترى لماذا صليبيو الغرب أكثر تواجدهم في بلاد الشام بسبب هذا الصنف من الناس عن المنافقين الذين كانوا يتظاهرون بالتشيع تارة والانتساب للدين الإسلامي تارة أخرى فكانوا هم الذين يستقدمون الصليبين إلى هذا البلدان وبالتالي تنصر جمع كثير من أبناء هذه الأمة وبقي النصارى إلى يومنا هذا في لبنان وفي سوريا وفي العراق ومن الأردن وغيرها من البقاع في تلك المنطقة لا يزال النصارى يتواجدون فيها بكثرة بسبب المنافقين الذين كانوا يستدعون الصلبين للدخول إلى بلاد الإسلام.
وما أخبار أولئك النفر من الناس الذين كان لهم يد وكان لهم دور في إسقاط دولة الإسلام وفي إسقاط تركيا بيد العلمانيين إلا من خلال هذا الصنف من الناس فلقد شاهدنا ما صنعته أيدي هؤلاء في تركيا وإلى يومنا هذا متمثلين بالعلمانيين الذي يرفضون شريعة الله عز وجل والذين يرفضون حكم الله عز وجل حتى النصارى في بلادهم يضحكون عليهم لأن بعضا من المظاهر التي يغيرها الغرب حرية يحاربوها هؤلاء المنافقون وهو مجرد أن تغطى المرأة شعر رأسها فيمنعونها من الدخول إلى أي دائرة حكومية بحجة أن هذا مظهر من مظاهر الإسلام بنما دول الغرب تعتبر مثل هذا من الحريات التي يجوز للإنسان أن يفعلها.
يا هؤلاء ألا تستحيون من هذا التناقض الذي تعيشونه لو أن امرأة خرجت وليس على جسدها إلا ما يغطي سوتها لقلتم أن هذا من الحرية ومن التقدم و امرأة تغطي رأسها تحاربونها أشد المحاربة إن هذا غاية في التناقض وغاية في العمالة لأعداء الله عز وجل.
بل كما أسلفنا أن الغرب يضحك على هذا الصنف من الناس أنه يعيش في حال تناقض كيف يدعون أنهم من أنصار الحرية ومن أنصار الديمقراطية ثم هم يفعلون مثل هذه المواقف المخزية
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
أيها الإخوة الأعزاء:
إن النفاق لا يأمر إلا بالسوء كما قال الله تعالى :((الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمْ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) )) سورة التوبة الآيات (67-68).
فهم هذا طريقهم طريق يتصادم مع الإسلام لأن هذا الصنف من الناس إنما يسعى من أجل تحقيق مآربه ومن أجل تحقيق شهواته وبالتالي فإن كل ما يقف في وجه شهوته وحاجياته فإن يعاديه فيعادي كل خلق قويم ويعادي كل فضيلة ويعادي كل ما ينتسب إلى شريعة الله عز وجل وإذا جئت لتسأله قال : إنه إنما يريد بذلك الإصلاح قال الله تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)) سورة البقرة آية (11).
يأكلون الربا يحرقون الأمة بحجة الإصلاح يفسدون أخلاق الأمة بحجة الإصلاح أفسدوا الإعلام قالوا: إصلاح أفسدوا التجارات قالوا: إصلاح عندهم .
أين الإصلاح ثم يا هؤلاء هذا الصنف من الناس أيها الإخوة الفضلاء: إنما يريد أن تشيع الفاحشة في أوساط المؤمنين فقط ولكنك تجده محافظا على عرضه نريد هؤلاء أن يبرزوا هذه المعتقدات واضحة للعيان أمام الناس حتى نصدقهم نريدهم أن يطبقوا هذه الأقوال التي هم يقولونها ويريدون تنفيذيها في أوساط الأمة ابتداء بأنفسهم ابتداء بنسائهم ابتداء بأبنائهم حتى نصدقهم وإلا فهم يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا أما أبناءهم وبناتهم فإنهم يحافظون عليهم للأسف الشديد حتى شيوعيو الغرب لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه شيوعيو مسكو وهم المنظرون للشيوعية فإن الواحد منهم إذا جاء رجل وأخذا زوجته أو ابنته ثم ذهب بها ليفعل بها الفاحشة لا يتمعر وجهه .
أما شيوعيو الغرب فبقيت غيريتهم ولكن لا يتأففون ولا يستنكفون أن تنفذوا خططهم وعقائدهم الشيوعية في أبناء وبنات المسلمين هؤلاء المنافقون هكذا لا يريدون إلا إشباع شهواتهم ورغباتهم .
أما أن بناتهم تنحرف أو أنباءهم ينحرفون أو زوجاتهم تنحرف هذا ما لا يريدونه وهذا ما يأتونه تماما لأنه يتصادم أساسا مع فطرهم فالحذر الحذر مما يطرحه هؤلاء مما تتلفظ به ألسنتهم مما تخطه أقلامهم مما يكيدون به ليلا ونهارا ولقد صار لهؤلاء دول وصار لهؤلاء معسكرات بالله عليكم من الذي أتي باليهود إلى قلب بلاد الإسلام من الذي أتي بالنصارى بالصليبين إلى العراق من الذي أدخل هؤلاء الناس إلى بلاد المسلمين من الذي يناصرهم من الذي يسكت على طرائقهم غير هذا الصنف من الناس الذين يرون ما يفعله هؤلاء ببنات المسلمين وبأبناء المسلمين اغتصاب شاع وذاع على مستوى العالم كله ولم يحرك هؤلاء ساكنا أطلاقا خيرات المسلمين تنهب في كل بلاد من بلاد المسلمين وهذا الصنف من الناس لا يتكلم لأن هذا مما يخدم شهواتهم ورغباته فعلى كل حال أخطر ما يكون على بلاد الإسلام المسلمين هم هؤلاء الصنف من الناس وستجدهم وستعرفهم بلحن القول وستجدهم يتمسحون بالإسلام ويتكلمون باسم الإسلام لكنهم يلتفون ويلتوون على المسلمين فالحذر الحذر مما يكتبه هؤلاء مما يخطط له هؤلاء فإن راياتهم مرفوعة وإن هدفهم واضح للعيان .
نسأل الله ألا يحقق لهم رغباتهم وألا يحقق لهم ما يشتهون .
والحمد لله رب العالمين .
[1] – تفسير ابن كثير 4/113




رابط الخطبة : http://almaqtari.net/?p=1349


الكذب والتضليل الإعلامي

116-300x255.jpgإن فشو الكذب علامة من علامات قرب الساعةعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيأتي على الناس سنوات خداعات . يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق . ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين . وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة . قال الرجل التافه في أمر العامة).
الكذب والتضليل الإعلامي
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) سورة آل عمران آية (102)
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) سورة النساء آية (1)
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )) سورة الأحزاب الآيات (70- 71)
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد –صلى الله عليه وآله وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
فإن كتاب الله –عز وجل- يدعونا إلى مكارم الأخلاق وينهانا عن سيء الأخلاق وإن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم- وسيرته مليئة بالأحاديث والأحداث التي تدلنا على مكارم الأخلاق وتنهانا عن سوء الأخلاق وعن سفا سفها وإن الموفق من وفقه الله عز وجل- ولا يهدي لأحسن الأخلاق إلا الله تعالى- ولا يصرف سيأها إلا الله عز وجل –إن صاحب الخلق العظيم محبوب عند الله ومحبوب عند الناس وإن صاحب الخلق السيئ مبغض عند الله –عز وجل – ومبغض عند الناس وإن من مكارم الأخلاق ومحمود الصفات أن يكون الإنسان صادقاً وإن من سيئ الأخلاق وسفا سفها أن يكون الإنسان كاذباً . يقول الله –تعالى- (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)) سورة التوبة آية (119 )عن شقيق عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا))[1] الصدق أيها المسلمون محبوب عند الله تعالى – والكذب مبغض عند الله تعالى – الصدق لا يكون في الحديث فقط ولكن الصدق له مدلول أعم فعلى المسلم أن يصدق الله في عبادته بأن يوحده ولا يشرك به أحداً وأن يخلص له في عمله ولا يرائي فيه أن يخلص لله تعالى فيتبع شرعه ولا يحول عنه يمنة و لا يسره يقول الله تعالى في الحديث القدسي : عن أبي هريرة قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى(( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه))[2]
الرياء والسمعة أمران مبغضان عند الله تعالى – فعلينا أن نصدق الله –تعالى في عبادته وفى امتثال أمره رجاء الثواب واجتناب نهيه خوفاً من العقاب أن نصدق الله في عبادته فلا نتعبد له بغير شرعه وأن نصدق رسوله صلى الله عليه وآله سلم – في اتباع سنته فلا نزيد في سنته بحال من الأحوال والشرع قد كمله الله –تعالى - يوم قال الله تعالى – لنبيه –صلى الله عليه وآله وسلم- ((…الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ …)) سورة المائدة آية (3). فلا يحل لأحد أن يكذب على النبي صلى الله عليه وآله وسلم- وذلك بالزيادة على سنته والافتئات على شريعته فالصدق مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم- صدق باتباع أمره وامتثاله والانزجار بزجره الصدق مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم- في محبته الصدق مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم- في الذب عنه الصدق مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم- في محبة أصحابه –رضي الله عنهم – والذب عنهم الصدق مع الني صلى الله عليه وآله وسلم- في الذب عن عرضه . والصدق كذلك يكون في الصدق مع الناس فتحب لهم ما تحب لنفسك الصدق مع الناس أن تخبرهم بالحقيقة ولا تقلبها ولا تزيفها عليهم بحال من الأحوال فإن الصادق محبوب عند الله- تعالى – ومحبوب عند الناس وإن تزييف الحقائق أمر مبغض وحبل الكذب قصير يوشك أن ينقطع ويوشك أن تظهر الحقيقة للناس يا أيها المسلمون لقد كان الناس في الجاهلية قبل الإسلام يأنفون من الكذب وينفرون منه ولا يود أحدهم أن يؤثر عنه الكذب بحال من الأحوال فكيف بنا ونحن مسلمون قد كمل الله لنا هذا الدين وقد امتن الله علبنا بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم- جاء في الحديث الصحيح أن أبا سفيان قبل أن يسلم حين كان هرقل ملك الروم يحاوره ويسأله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- والناس خلفه قال ولولا أني خشيت أن يؤثر عليّ الكذب أي أن يتناقل الناس عني أني كذبت لكذبت علبه ولكنه كان صادقاً وكان من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم- ومع هذا كان يتحرى لنفسه الصدق ويخشى أن يكتب عليه كذب بحال من الأحوال أيها المسلمون إن للصدق غاية وللصادق مرتبة أما غاية الصدق فهي البر والجنة والخير كله وأما مرتبة الصادق فهي الصديقية وهي مرتبة تأتي بعد النبوة مباشرة قال تعالى : (( وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)) سورة النساء آية (69)وإن الصادق لمعتبر بين الناس في حياته ومماته محبوب وممدوح على ظهر الأرض أو كان في باطنها فهو موضع ثقة بين الناس على ظهر هذه الأرض ومحبوب وممدوح بعد أن يتولى من على ظهر هذه الأرض وينزل في باطنها وإن معاملة الناس بالصدق يندر أن تكون موجودة في مثل هذه الآونة المتأخرة سواء كان ذلك على مستوى البيع والشراء أو على مستوى العمل أن تصدق رب العمل في الإخلاص من أجل تحقيق مصالحه وأن تصدق في بيعك وشرائك فلا تغش الناس ولا تخدع الناس ولا تحتال على الناس الصدق أن تكون صادقاً في شهادتك أن تكون صادقاً في ما تكتبه وأن تكون صادقاً في حياتك كلها حتى أن الرجل ليفقد حياته في أسرته إن كان يكذب ويكذب ويكذب حتى أنه يصدق نفسه أنه صادق في هذا الكذب إنه ليفقد حلاوة حياته في أسرته نتيجة لاستمرائه للكذب ولجعل الكذب سجية ومطية في حياته. أيها المسلون احذروا من الكذب في عبادة الله لا تعبدوا الله رياء ولا سمعه ولا خداعاً ولا نفاقاً احذروا من الكذب في ادعاء محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- احذروا الكذب في التعامل مع الناس احذروا الكذب في جميع الجوانب إن المؤمن لا يمكن أن يكذب لأن الكذب ليست من صفات المؤمن إنما هي من صفات المنافقين قال تعالى : ((… وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ)) سورة المنافقين آية (1) وقال : (( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)) سورة البقرة آية (10). وقال تعالى )) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَاذِبُونَ )) سورة النحل آية (105)فالذي يؤمن بآيات الله لا يمكن أن يكذب بحال من الأحوال إن المؤمن لا يمكن أن يكذب لأنه كما قلت سابقاً يؤمن بآيات الله والنبي صلى الله عليه وآله وسلم- قال كما مر معنا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار أيها المسلون أيها المؤمنون :
ما أقبح غاية الكذب وما أسفل مرتبة الكاذب الكذب يهدي إلى الفجور وهو الميل والانحراف عن الصراط المستقيم ثم إلى النار والكاذب سافل لأنه مكتوب عند الله كذاباً إن الإنسان لينفر أن يقول له أخوه كذاب فكيف يستمرئ وكيف يقر على نفسه أن يكتب عمد الله كذاباً هذا ولقد قرن الله تعالى – الكذب بعبادة الأوثان لأن الإنسان سلك طريقاً غير الطريق المستقيم فبدلاً من أن يعبد الله عبد غيره قال- تعالى- ((… فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)) سورة الحج آية (30)إن الكذب من أكبر الكبائر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) . قلنا بلى يا رسول الله قال ( الإشراك بالله وعقوق الوالدين – وكان متكئا فجلس فقال – ألا وقول الزور وشهادة الزور ألا وقول الزور وشهادة الزور ) . فما زال يقولها حتى قلت لا يسكت))[3]
ألا فهل بعد هذا من سبيل إلى أن يتخذ الإنسان من الكذب مطية لحياته إن بعض الناس يظن أن الكذب سياسة ودهاء وحنكة وحسن تدبير للأمور لكن هذا طريق خاطئ وصاحبه خاطئ ولا يمكن أن يفلح أبداً ولقد ذكرنا أن الكفار كانوا يأنفون من الكذب فالكذب ليس هو السياسة وليس هو حسن صياغة الأمور وتدبير الأمور فتدبير الأمور يكون بصدق وبالصدق فقط والشرع حرم الكذب بجميع أشكاله وأنواعه ذلك أن من الناس من يظن أن الكذب إنما يحرم إذا كان ينتج عنه أخذ مال الناس بالباطل وهذا غير موجود في كتاب الله ولا في سنة رسوله –صلى الله عليه وآله وسلم- فالكذب محرم بجميع أشكاله وألوانه وليس من شرط الكذب المحرم أن يكون مآله إلى أخذ مال الغير عن عبد الله بن عمرو قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما الكبائر ؟ قال : ( الإشراك بالله ) قال : ثم ماذا ؟ قال : ( ثم عقوق الوالدين ) قال : ثم ماذا ؟ قال : ( ثم اليمين الغموس ) قلت لعامر : ما اليمين الغموس ؟ قال : الذي يقتطع مال امرىء مسلم بيمين صبر وهو فيها كاذب))[4]

عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة فقال له رجل وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن كان قضيبا من أراك))[5] وإن كان سواكا صغيراً الحديث. إن الشرع حرم الكذب حتى على الصبيان لأن الكذب على الصبي إنما هو كذب عملي وهو أبلغ من الكذب باللفظ فتعليم الصبي الكذب منذ الصغر أمر محرم وهو خيانة لهذا الصبي بل ربما يكون خيانة للأمة جميعاً لأن هذا الصبي إذا تربى على الكذب ثم صار ماسكاً لسدة من سدد الحكم أو كان مسئولاً فإنه لن يصدق مع نفسه ولن يصدق مع أمته إطلاقاً لأنه عاش وتربى وترعرع على الكذب إن الكذب على الصبيان محرم سواء كان باللفظ أو كان عملياً عن عبد الله بن عامر أنه قال
: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطيك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " وما أردت أن تعطيه ؟ " قالت أعطيه تمرا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم " أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة))[6]
. أيها المسلمون – إن فشو الكذب علامة من علامات قرب الساعةعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيأتي على الناس سنوات خداعات . يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق . ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين . وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة . قال الرجل التافه في أمر العامة))[7]
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم- قد جعل الكذب كبيرة عظيمة بل هي من أعظم الأمور في حق ثلاثة من الناس من هؤلاء الناس الملك الكذاب المسئول الكذاب الذي يكذب على أمته وعلى شعبه إن كذب هذا الإنسان يبلغ الملايين من الناس ويبلغ الآفاق من الناس ولذلك حرم الشرع عليه هذا عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ( قال أبو معاوية ولا ينظر إليهم ) ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر))[8] لأن كذبه يبلغ الآفاق وهكذا أيضاًحرم الشرع على عامة الناس أن يصدقوا إي أحد بكذبه سواء كان مسئولاً أو كان إعلامياً أو ما شاكل ذلك لأن هذا مما يسبب إرباكاً ويسبب إحباطاًويسبب أيضاً مصائب وجرائم لا أول لها ولا آخر ولهذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الصحيح عنه لما ذكر أولئك الحكام الظلمة في آخر الزمان فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم (( قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي ))[9] فالكذب أمر عظيم ونتائجه وخيمة على الفرد وعلى المجتمع . نسأل الله تعالى أن يجنبنا الكذب وغوائله إنه وأن يجعلنا وإياكم من الصادقين في الأقوال والأفعال إنه ولي ذلك والقادر عليه أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية : الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
أيها المسلمون أن ما يجري في عالمنا العربي على وجه الخصوص من مطالب ترفعها الشعوب إلى حكامها لم يكن في إي بلد من البلدان قد خرج بالسلاح إطلاقاً وإنما خرج يساءل ويطالب المسئول كونه سمى نفسه بالمسئول فالمسئول بمعنى يساءل يسأل شرعاً ودستوراً وقانوناً أن الشعوب تساءل حكامها ومسئوليها بكل صغيرة وكبيرة فهولاء ليسوا أرباباً لا يسألون عما يفعلون وإنما هم بشر يصيبون ويخطئون فخرج الناس في تونس وفي ليبيا وفي مصر وخرجوا في سوريا وفي اليمن وفي غيرها من البلدان لهم مطالبهم هذه المطالب كان الأولى أنها تواجه بالاستجابة وبالمعالجة من أول وهلة ولا تترك حتى تتفاقم الأمور لأن تفاقمها ليس لصالح البلد وليس لصالح الشعوب بل يجني ثمرتها أعداء الله عز وجل –لأن في ذلك زرع الحقد والبغضاء بين أبناء الشعب وحده فهذا مؤيد وذاك معارض وما شاكل ذلك وتضيع الحقائق بين هذا وذاك من حق الشعوب أن تساءل المسئولين ومن حق الشعوب أن تحاسب الفاسدين والمفسدين العابثين بثروات البلاد والعابثين بالمال العام والذين يقلقون السكينة وغير ذلك . إن هذه الشعوب في بعض البلدان قوبلت بالقمع وبالبطش كما هو الحال في سوريا وفي ليبيا لكن في ليبيا اضطروا اضطراراً لحمل السلاح مكره أخاك لا بطل ولا يزال كلام أولئك الحكام يتردد في مسامعنا وفي أذاننا كان كله دجل وكله كذب كان زين العابدين بن علي يخوف الناس والعالم من الإسلاميين ومن الإرهابيين ومن السلفيين لكن الله تعالى كان له بالمر صاد وكان بعده حسني مبارك يحذر الناس من الإخوان المسلمين وهؤلاء إرهابيون وما شاكل ذلك وكان له الله تعالى بالمر صاد هكذا أيضاً حاكم ليبيا كان يتهم الإخوان المسلمين بأنهم هم الذين تسببوا بذلك وأنهم أصحاب بن لادن وأصحاب الظواهري وما شاكل ذلك واليوم في سوريا نفس الشيء هؤلاء سلفيون وخرج الناس يقولون لا إخوان ولا سلفيين هؤلاء يريدون حريتهم وينشدون العدالة ويقولون هؤلاء يحملون السلاح وهؤلاء ممولون ويواجهون بالدبابات ونحو أربعين سنة لم تتوجه الدبابات ولا الرشاشات إلى الجولان من أجل تحريرها وهي قطعة من سوريا الحبيبة اغتصبها اليهود يوم كان حافظ أسد مشغولاً بتدمير حماة تمكن من دخول هذه البقعة واختطفها من أيدي السوريين إلى يومنا هذا هكذا أيها الإخوة تقمع حرية الشعوب لا بشيء ليس بالصدق وإنما تواجه بالكذب سمعنا في إعلامنا يوم أن أطلق على تلك الجمعة جمعة الكرامة قتل العشرات ثم يقال هؤلاء جيء بهم من الثلاجات سبحان الله يجاء بهم من الثلاجات وأوداجهم تثغب دماً ويصور للناس في الداخل وفي الخارج وهم يقمعون ويقتلون هذا هو الكذب يعينه كان يقال في ليبيا ما في مظاهرات هؤلاء شوية ناس يخرجون من المساجد وكان يقال اتحداكم تذهبوا إلى ليبيا شوفوا الناس ما في مظاهرات ولا في شيء وهكذا أيضاً في سوريا يقال هؤلاء شرذمة قليلون يخرجون بعد الصلاة يوم الجمعة ما في مظاهرات ولا في مطالب والأمور تتفاقم يوماً بعد يوم حتى صارت سوريا كلها ساحة واحدة وحتى صارت ليبيا ساحة واحدة الأمور لا تعالج بالكذب لا تعالج بتزييف الحقائق وإنما تعالج بالصدق وأن يقال للمصيب أصبت وأن يقال للمخطئ أخطأت هكذا أيضاً محرقة في تعز يذهب من جرائها عشرات بل مئات يقال كذباً وبهتاناً إن هؤلاء الذين في الساحة ضجروا قتلوا أنفسهم انتحروا أحرقوا خيامهم ثم مشوا من يصدق مثل هذا الكذب تم تزييف الحقائق كل يوم تزييف للحقائق الذين يقطعون الكهرباء ما ندري من هم الذين يفجرون قاطرات النفط لا ندري من هم الذي يحتكر لا ندري من هم الذي فجر المسجد لا ندري من هو أين التحقيقات أين الشفافية في كل هذه القضايا لتعلموا أن اليمن في الرقم المائة والأربعة والعشرون في البلدان من مائة واثنين وتسعين قبل أن تضاف إليها دولة جنوب السودان في انعدام الشفافية وإننا ننتظر جمعة الكرامة وننتظر تحقيقات دار الرئاسة وننتظر تحقيقات محرقة تعز وننتظر تحقيقات كثيرة من الذي يعبث بالنفط اليوم من الذي يعبث بالكهرباء من الذي يعاقب الشعب اليوم ثم من المسئول عن هذا كله هذه القضايا من حقنا أن نساءل عنها إننا ندين إزهاق الأرواح أياً كانت هذه الأرواح في أي مكان كان ذلك لكن هذا صرف للأمور عن واقعها من أن أجل أن يبقى الناس مشغولين إما بانطفاء الكهرباء وإما بالنفط والديزل فيصرفونهم عن الحقيقة وإن من أخطر الأمور ما حدث في دار الرئاسة إنه من أخطر الأمور وعلى الشعب أن يطالب بكشف الحقيقة من المسئول عن أمن دار الرئاسة من المسئول عن أمن الرئيس بحد ذاته والمسئولين من المسئول هل المسئول الساحة أم المسئول أناس معروفون هذه القضايا لا بد من معرفتها والتخبط الإعلامي لا يمكن أن يعالج الحقائق يعني يوم فلان هو الذي فعل ويوم أمريكا هي السبب ويوم القاعدة هي السبب هذا كله لا يمكن أن تعالج الأمور ويخرجها إلى الناس بشفافية إننا نرتقب وننتظر تحقيقات في مثل هذه المسائل كلها وهؤلاء المسئولون الموجودون اليوم مسئولون والمسئولية تقع على عاتقهم في إظهار الحقائق فالكذب والتلفيق ليس من السياسة في شيء المطلوب هو الصدق والشفافية . اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
والحمد لله رب العالمين .

[1] -مسلم 4/2012

[2] -مسلم 4/2289

[3] -البخاري 5/2229

[4] -صحيح ابن حبان 12/373

[5] -سنن النسائي 8/246

[6] -سنن أبي داود 2/716

[7] -سنن ابن ماجة 2/1339

[8] -مسلم 1/102

[9] -صحيح الترغيب والترهيب 2/268




رابط الخطبة : http://almaqtari.net/?p=1022