ثقافة الثناءِ والشكرِ-17-10-1437هـ-هلال الهاجري-الملتقى-بتصرف

محمد بن سامر
1437/10/16 - 2016/07/21 11:57AM
[align=justify]أما بعد: فمن أسماءِ اللهِ تعالى الحسنى الشَّكورُ والشاكر، [إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ]، [وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا]، فهو الذي يشكرُ القليلَ من خالصِ العملِ، ويعفو عن الكثيرِ من الخطايا والزَّللِ، ولا يُضيعُ أجرَ من أحسنَ عملًا، بل يضاعفه أضعافًا مضاعفةً بغيرِ عدٍّ ولا حسابٍ، ومن شُكرِه أنه يعينُ العاملَ، ويُوَّفقُ العابدَ، ثُمَّ يجزي بالحسنةِ عشرةَ أمثالِها، إلى سبعِ مئةِ ضعفٍ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ، وهو الذي أوجبَ ذلكَ على نفسِه كرمًا منه وجُودًا.
يقولُ ابنُ عباسٍ-رضيَ اللهُ عنهما-في تفسيرِ قولِه-تعالى-: [وقالوا: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ] "...غفرَ لهم الكثيرَ من السَّيئاتِ، وشكرَ لهم اليسيرَ من الحسناتِ"، وجاءَ في الحديثِ: "بَيْنَا رَجُلٌ بِطَرِيقٍ اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ، فَوَجَدَ بِئْرًا، فَنَزَلَ فِيهَا، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا كَلْبٌ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ مِنْ الْعَطَشِ مِثْلُ الَّذِي كَانَ بَلَغَ مِنِّي، فَنَزَلَ الْبِئْرَ فَمَلَا خُفَّهُ مَاءً فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ"، فَبِمَلْءِ خُفٍّ ماءً، شكرَ وغفرَ مَنْ في السَّماءِ.
ومدحَ اللهُ-تعالى-بعضَ عبادِه بهذا الوصفِ، فقالَ في نوحٍ-عليه السَّلامِ-: [ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا]، وقالَ في إبراهيمَ-عليه السَّلامُ-: [إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ*شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ]، فهم شاكرينَ لربِّ العالمينَ، ولعبادِه المُحسنينَ.
وهكذا كانَ نبيُّنا-عليه وآلهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-فعن أمِنا عائشةَ-رضيَ اللهُ عنها-قالتْ: كانَ رسولُ اللهِ-صلى اللهُ عليه وآله وسلمَ-إذا صلى قامَ حتى تتَفطَّرَ رِجلاهَ-تتشققَ-، قالتْ أمُنا عائشةُ: يا رسولَ اللهِ أتصنعُ هذا وقد غُفِرَ لك ما تَقدَّمَ من ذنبِك وما تَأخَّرَ؟!، فقالَ -صلى اللهُ عليه وآله وسلمَ-: "يا عائشةُ أفلا أكونُ عبدًا شكورًا".
ولا يكونُ العبدُ شاكرًا لربِّه حقًّا، حتى يكونَ شاكرًا للنَّاسِ صِدقًا، قالَ-عليه وآله الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "لَا يَشْكُرِ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ"، وشُكرُ النَّاسِ على إحسانِهم يكونُ بالثَّناءِ عليهم ومدحِهم بالكلمةِ الطَّيبةِ والدعاءِ لهم.
وجاءَ عنه-صلى اللهُ عليه وآله وسلمَ-: "مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ".
وكانَ هذا ظاهرًا في سيرتِه العَطرةِ، فيُكافئ النَّاسَ على معروفِهم وإحسانِهم، وشكرَ لأبي بكرٍ-رضيَ اللهُ عنه-بَذلَه في سبيلِ اللهِ-تعالى-وأخبرَ أن مكافأتَه عندَ اللهِ-تعالى-يومَ القيامةِ، فقالَ: "مَا لأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلاَّ وَقَدْ كَافَأْنَاهُ، مَا خَلا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ اللَّهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَا نَفَعَنِي مَالٌ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ".
ما هو موقفُنا ممن أحسنَ إلينا وقدَّمَ لنا أيَّ نوعٍ من أنواعِ المُساعدةِ؟، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى اللهُ عليه وآله وسلمَ-: "مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاء"، وقالَها-عليه وآله الصَّلاةُ والسَّلامُ-للأنصارِ على ما قدموه في سبيلِ نُصرةِ الإسلامِ: "وَأَنتُم مَعشَرَ الأَنصَارِ، فَجَزَاكُمُ اللَّهُ خَيرًا، فَإِنَّكُم أَعِفَّةٌ صُبُرٌ".
وقالَها الصَّحابةُ لعمرَ بنِ الخطابِ-رضيَ اللهُ عنهم-عندما طعنَه أبو لؤلؤةَ المجوسي، فعن ابنِ عمرَ-رضيَ اللهُ عنهما-قالَ: "حضرتُ أبي حينَ أُصيبَ فأثنوا عليه، وقالوا: جزاكَ اللهُ خيرًا...فقالَ: راغبٌ وراهبٌ" أيْ: راغبٌ فيما عندَ اللهِ من الثوابِ والرَّحمةِ، وراهبٌ مما عندَه من العقوبةِ.
والعجيبُ أن بعضَ النَّاسِ ليسَ في كلامِه هذه الكلماتُ الجميلة: جزاكَ اللهُ خيرًا، شُكرًا، باركَ اللهُ فيكَ، وغيرَها من كلامِ الشُّكرِ والثَّناء، وكأنَ النَّاسَ لا يحتاجونَ إلى مثلِ هذا الكلامِ.
من هذا الذي لا يفرحُ بالثَّناءِ على ما بذلَ من المعروفِ، ومن ذا الذي لا يطربُ على عَذبِ الحُروفِ، بل إن اللهَ-سبحانَه وتعالى-مع غِناه عن عبادِه، أمرَهم بُشكرِه والثَّناءِ عليه في كتابِه بقولِه: [فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ].
فَلَوْ كَانَ يَسْتَغْنِي عَنِ الشُّكْرِ مَاجِدٌ*لِعِزَّةِ مُلْكٍ أَوْ عُلُوِّ مَكَانِ

لَمَا أَمَرَ اللَّهُ الْعِبَادَ بِشُكْرِهِ*فَقَالَ: اشْكُرُوا لِي أَيُّهَا الثَّقَلانِ
اسمع إلى إمامِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ وموقفِه ممن شكرَه، قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ-رحمهم الله-: "جَاءَ رَجُلٌ إلَى أَبِي فَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ بِشْرٍ بنِ الحارثِ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ بِشْرٌ خيرًا، وَقَالَ: لَا يَنْسَى اللَّهُ لِأَحْمَدَ صَنِيعَهُ، ثَبَتَ وَثَبَتْنَا، وَلَوْلَاهُ لَهَلَكْنَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَوَجْهُ أَبِي يَتَهَلَّلُ، فَقُلْت: يَا أَبَتِ أَلَيْسَ تَكْرَهُ الْمَدْحَ فِي الْوَجْهِ؟
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إنَّمَا ذُكِرْتُ بمَا كَانَ مِنِّي عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فَحَمِدَ صَنِيعِي، وَقَدْ قَالَ-صلى الله عليه وآلهِ وسلمَ-: "الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ"".
يَهْوَى الثناءَ مُبَرِّزٌ ومُقَصِّرٌ*حُبُّ الثَّناءِ طَبيعةُ الإِنسانِ
وكما يكونُ الشُّكرُ والثَّناءُ باللِّسانِ، فيكونُ بالمالِ والإحسانِ، مرَّ سعيدُ بنُ العاصِ-رحمَه اللهُ-بدارِ رجلٍ بالمدينةِ، فاسْتسقى-طلبَ ماءً-، فسَقَوْه، ثم مرَّ بعد ذلك بالدارِ ومُنادٍ يُنادي عليها لبيعها ويقول: "مَن يَزيدُ؟، مَن يَزيدُ؟، فسألَ لَم تُباعُ هذه الدارِ؟، فقالوا: على صاحبِها دَينٌ، فوجَدَ صاحبَها جالسًا وغريمُه معه، فقالَ: لِمَ تبيعُ دارَك؟، قالَ: لهذا عليَّ أربعةُ آلافِ دينارٍ، فنزلَ وأعطاه كيسًا فيهِ عشرةُ آلافِ دينارٍ، فدَفَع إلى الغريمِ أربعةَ آلافٍ، ودفَعَ الباقي إلى صاحبِ الدارِ، ورَكِبَ ومضى، فانظر كيف جازاه على شربةِ ماءٍ بأنْ أعطاه عشرةَ آلاف دينارٍ ذهبًا.
بل حتى كانوا يُكافئونَ ويشكرونَ حتى من أحسنَ لهم اللِّقاءَ يومًا، هذا محمدُ بنُ شهابٍ الزُهريُ-رحمه الله-من أكابرِ العلماءِ-أُعطيَ مالًا فقسمه وتصدق به وأهدى، قالَ لابنهُ: اكتب أسماءَ قرابتي ومعارفي، ففعلَ، فقالَ له: تَذكَّر هل بَقِي أحدٌ نسيناه؟، قالَ: لا، قالَ: بلى، رجلٌ لَقِيني، فسلَّم عليَّ سلامًا جميلًا، صِفته كذا وكذا، اكتُب له عشرةَ دنانيرٍ.
وشُكرُ النَّاسِ ليسَ خاصًا بالمسلمينَ، بل تشكرُ من أسدى لكَ معروفًا ولو كانَ من الكافرينَ، فيُشكرونَ ويُكافئونَ بالعطاءِ والقولِ الكريمِ، فلعلَّ ذلكَ يُرَغِّبُهم في هذا الدِّينِ العظيمِ، فعن أبي عيسى-رحمه الله-قالَ: كانَ إبراهيمُ بنُ أدهمَ-رحمه الله-إذا صَنع إليه أحدٌ معروفًا، حرَص على أنْ يُكافئه، أو يتفضَّل عليه، قالَ أبو عيسى: فلَقِيَني وأنا على حمارٍ، وأنا أُريد بيتَ المقدسِ، وقد اشترى تُفاحًا وسَفرجلًا وخوخًا وفاكهةً، فقالَ: يا أبا عيسى، أُحِبُّ أنْ تَحمِلَ هذا إلى عجوزٍ يَهوديَّةٍ في كوخٍ لها، فإنني مرَرتُ بها بالليلِ فبيَّتَتني عندَها، فأُحِبُّ أن أُكافئَها على ذلك.
الخطبة الثانية
أما بعدُ: فكونوا من عبادِ اللهِ القليلَ، الذينَ يشكرونَ اللهَ تعالى ويشكرونَ النَّاسَ، قالَ-سُبحانَه-: [وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ]، فكما تشكرُ اللهُ-تعالى-دائمًا على نعمهِ التي لا تُعدُ ولا تُحصى، اشكرْ والديكَ كما أمركَ ربُك الحبيبُ القريبُ، [أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ]، واشكرْ كلَّ من يستحقُّ الشُّكرَ، لقد آنَ لنا أن نُشيعَ ثقافةَ الشُّكرِ والثَّناءِ بيننا، ما أجمل َ أن يقولَ الزَّوجُ لزوجتِه الصَّابرةِ: غفرَ اللهُ لكِ، ويقولَ الأبُّ لأبنائه وبناتِه الصَّالحينَ: باركَ اللهُ فيكم، ويقولَ المديرُ لموظفيه المجتهدينَ: شُكرًا، ويُقالَ للمسؤولِ المُجتهدِ: جزاكَ اللهُ خيرًا، ويُقالَ لرجلِ الأمنِ المُحتسبِ: أثابَكَ اللهُ، ويُقالَ للتَّاجرِ الأمينِ: رزقكَ اللهُ، ويُقالَ للعالِمِ الصَّادقِ: زادَك اللهُ ونفعَ بك، ويُقالَ للمحسنِ: أحسنتَ، وللمُصيبِ: أصبتَ، وللباذلِ: أجدتَ، وللمُبدعِ: أبدعتَ، وللناصحِ: بُوركتَ، ولكلِّ من نفعَ دينَه ووطنَه: رفعَ اللهُ قدرَكَ.
اسمعْ إلى أثرِ الشُّكرِ والثَّناءِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِيَ اللهُ عَنهُ-أَنَّهُ قَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ-: "لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَلاَ يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ قبلَك، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ"، فأثرتْ في أبي هريرةَ هذه الكلماتُ، فلازمَ رسولَ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ-حتى أصبحَ رَاويةَ الإسلامِ، ومن أكثرِ الصحابةِ حديثًا، وحفظَ للنَّاسِ ما لم يحفظه غيره.
واعلموا أنَّ ثناءَ النَّاسِ من عاجلِ البُشرى، فقد قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ-: "أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ؟، قَالَ: تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ"، وأما أنتَ يا من يعملُ للهِ فإذا لم تسمعْ شيئًا من التَّقديرِ والثَّناءِ، فاجعل شِعاركَ [إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا]، وإياكَ أن تتوقَّفَ، وتوكلْ على اللهِ-سبحانَه-، واعلم أن [مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ].
[/align]
المشاهدات 1677 | التعليقات 1


المرفقات

https://khutabaa.com/forums/reply/265356/attachment/%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a1%d9%90-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d8%b1%d9%90-17-10-1437%d9%87%d9%80-%d9%87%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%ac%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85

https://khutabaa.com/forums/reply/265356/attachment/%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%86%d8%a7%d8%a1%d9%90-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%83%d8%b1%d9%90-17-10-1437%d9%87%d9%80-%d9%87%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%a7%d8%ac%d8%b1%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85