توكلنا على الله، لا ندعو ولا نرجو سواه / مجاهد ديرانية

احمد ابوبكر
1434/07/22 - 2013/06/01 02:13AM
بعد انفجار الثورة بأربعين يوماً اقتحم النظام المجرم درعا بالدبابات، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الجيش في المعركة ضد الشعب الثائر الأعزل، فارتاع الناس وحبسوا أنفاسهم وقد غشيهم الخوف والقلق، وراحوا يتساءلون: هل هي القاضية؟ لقد بلغ اليأسُ بالنظام وبلغ خوفُه من الثورة أن يحرك الجيشَ النظامي لقمعها، فهل سيُنهي الجيشُ الثورةَ ويقضي عليها وهي ما تزال مولوداً ضعيفاً ونبتة صغيرة طريّة العود؟

مَن خطر بباله يومئذ أن الأمل سوف يولَد من رحم اليأس، وأن تلك الحملة هي البداية ليست النهاية، وأن إخراج الجيش من ثكناته وإطلاقَه على الثوّار العُزّل في طول سوريا وعرضها، أنه سحرٌ لن يلبث أن ينقلب على الساحر؟ لقد صنع ذلك العملُ الأهوجُ ما لم تصنعه عقول الثورة الكبار، فهو السبب في تصدّع جيش الاحتلال الأسدي وهو السبب في نشأة جيش الثورة الجديد.

ما صنع جيشَ الثورة أحدٌ من البشر ولا خطط له أحد؛ إنه صُنع الله. ذلك فضل الله علينا، وفضلُ الله لا حدَّ لأوّله ولا حدّ لآخره، وإنّ من حق الله أن يُشكَر وأن لا يُدعى ولا يُرجى سواه. فتوكلوا على الله وارجوا نصره واتركوا له التدبير والتقدير؛ دعونا من التوسل إلى الغرباء واستجداء الحل من هذا الطرف وذاك، ولا تقولوا: كيف ينصرنا الله؟ هذا عمله، فأنتم لم تخططوا قط لصنع جيش ولا لتحرير مناطق واسعة من البلاد، ولا خطر ببالكم يوماً أن تكون عندكم بندقية فضلاً عن الدبابات والمدافع والصواريخ.

توكلوا على الله ولكن لا تقعدوا قعود الكسالى المتواكلين، وأعلمُ أنكم لا تفعلون. إن التوكل يقتضي إحكام التخطيط وبذل غاية الجهد ثم ترك الأمور بين يدي الله القويّ القدير الحكيم العليم. إن الاتكال على الله لا ينفي الاستعانة بالوسائل والأدوات المادية، بل إن الأخذ بالأسباب مطلوب شرعاً ويؤاخَذ تاركُه، ومنها توفير السلاح الفعال للمجاهدين والإغاثة الكافية للمنكوبين والمشردين، ومنها إدارة المعركة السياسية بدهاء واقتدار، على أن لا يبلغ الأمل بتلك الوسائل أن يُظَنّ أن النصر منها، تماماً كما لا يبلغ الأمل بالطبيب أن يُظَنّ أن الشفاء بسببه، فكم من مريض عالجه الأطباء ولم يبرأ وكم من مريض برئ ولم يعالجوه، ذلك ليعلم الناس أن الأطباء يعالجون ويداوون وأن الشافي على التحقيق هو الله.

فإذا بلغ اليقين في قلوبنا هذا المبلغ فسوف ندعو الله دعاء الموقن بأنه هو الناصر، ونستعين بكل وسيلة عسكرية أو سياسية ونحن نعلم أنها وسائل يسخّرها الله لنا إن شاء، وسوف نطرق كل باب من أبواب الدنيا، ولكنا لن نيأس إن أُغلقت في وجهنا الأبواب لأننا نعلم أن باب الله مفتوح لا يُغلَق، وعندئذ لن نسمح لأحد أن يبتزّنا ويفرض علينا التضحية بشيء من كرامتنا وحريتنا مقابل الدعم والمساعدة، لأننا نعلم أن الله سيفتح لنا باباً خيراً منه طالما اعتصَمْنا به ورجوناه واتكلنا عليه حق الاتكال.

المصدر: ارفلون نت
المشاهدات 1434 | التعليقات 1

توكلوا على الله ولكن لا تقعدوا قعود الكسالى المتواكلين، . . إن الاتكال على الله لا ينفي الاستعانة بالوسائل والأدوات المادية، بل إن الأخذ بالأسباب مطلوب شرعاً ويؤاخَذ تاركُه، ومنها توفير السلاح الفعال للمجاهدين والإغاثة الكافية للمنكوبين والمشردين، ومنها إدارة المعركة السياسية بدهاء واقتدار، على أن لا يبلغ الأمل بتلك الوسائل أن يُظَنّ أن النصر منها، . .

الله أكبر ؛ والله ما اجتمعَ هذا الفهمُ و التطبيقُ في جهةٍ إلاّ و كتب الله لها النصر والتمكين ولو بعد حين ! اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سوريا يا ربّ العالمين ! ..