تهــويـد القــدس
فهد عبدالله الصالح
1431/04/01 - 2010/03/17 10:41AM
الحمد لله القائل في محكم التنزيل { لتجدنً أشدً الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } أحمده سبحانه أبان الطريق وأوضح المحجة , وأشهد أن لا اله إلاَ الله وحده لا شريك له أعزنا بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخاتم أنبيائه القائل { بٌعثت بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري } صلى الله عليه .....
أمَـا بعـد : فاتقوا الله أيها المسلمون واستمسكوا بدينكم وتحاكموا إليه واحذروا أعداءه واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون .
عباد الله : قضية القضايا .. قضية المسلمين الأولى في هذا العصر .. قضية فلسطين .. والقدس رمز القضية الفلسطينية ..والأقصى رمز مدينة القدس .
أرض فلسطين الأرض التى بارك الله فيها قال تعالى { ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التى باركنا فيها للعالمين } وقال سبحانه { ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التى باركنا فيها }.
وكما وصفها الله بالبركة فقد وصفها بالقداسة قال تعالى { ياقوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتبها الله لكم } وأقسم الله بها بقوله { والتين والزيتون }
ومن بركات هذه الأرض المقدسة أنها موطن الأنبياء مهد الرسالات .
ومن بركات بيت المقدس أنه ثاني مسجد وضع في الأرض وقبلة المسلمين الأولىوثالث المساجد التى لاتشد الرحال بقصد الصلاة إلاً اليها .. والصلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة فيما سواه إلاً المسجد الحرام والمسجد النبوي .
وقد أٌسري برسول الله إليه وعرج به منه إلى السماوات العلى وأمً فيه الأنبياء جميعاً .
أيها المسلمون : من جرائم اليهود في حق الشعب الفلسطيني الأعزل أنه عاني الويلات منذ ستين سنة على أيدي اليهود وأعوانهم من قتل وتعذيب وسجن وترويع وهدم للمساكن ومصادرة لها ولم يشهد التاريخ كله تهجيرا جماعيا كما وقع على إخوتنا في فلسطين ومطاردة المجاهدين منهم حتى خارج أرضهم
وتتعرض القدس منذ أن أحتلها اليهود عام سبع وستين إلى مكايد ومؤامرات يراد منها تهويد القدس أى إزالة الوجود العربي والإسلامي منها وجعلها خاصة لليهود ويراد منها ـ ايضا ـ هدم المسجد القصى وبناء المعبد اليهودىمكانه.وسلسلة تهويد القدس بدأت مع أول يوم لاحتلالها .
ووفقاً لتقارير إسرائيلية فقد تم بناء حوالى ثمانية وثلاثين ألف وخمسمائة وحدة سكنية في أحياء القدس وعلى شكل حزام سكنى حولها في الوقت الذى لم تسمح فيه سلطات الإحتلال ببناء بيت واحد للفلسطينين في مدينة القدس أو حتى زيادة طوابق على بيت قديم .. كل ذلك من أجل تقليص عدد الفلسطينين المقيمين في مدينة القدس وزيادة عدد اليهود بالهجرة إلى القدس من المدن المجاورة بتوفير مستوطنات جاهزة لهم
وتخطط الحكومة الإسرائيلية كما ذكرت صحفها إلى بناء حوالى تسعين ألف وحدة سكنية استيطانية خلال السنوات العشر القادمة لتستوعب أكثر من 400000يهودى
فبهذه السياسة ـ أيها الأخوة ـ يكثر عدد اليهود في مدينة القدس وسيضطر الفلسطينيون عند ضيق منازلهم أو تهدمها أو زواج شبابهم إلى السكن في ضواحى المدينة .. وقانون السلطات الإسرائيلية لا يسمح بالدخول للمدينة إلاً ببطاقة اسرائيلية أوتصريح مؤقت .
وبهذا المخطط يتم تهويد مدينة القدس التى طالما قالوا مرارا وتكرارا أنها العاصمة الأبدية لإسرائيل ولن يتنازلوا عنها مطلقاً .
ويصاحب مسلسل تهويد مدينة القدس .. مسلسل آخر هو هدم المسجد الأقصى وإقامة المعبد اليهودى على انقاضه .
بدأت أول فقرات المسلسل بعد سنتين من احتلاله .. ففي عام تسعة وتسعين كان الحريق المروع للمسجد الأقصى وأتت النيران على جدرانه وعلى منبره وأثاثه وفي عام ثمانين جرت محاولة لنسفه حيث أكتشف بالقرب من المسجد اكثر من طن من المتفجرات وتم إبطال مفعولها بفضل من الله .. وفي عام اثنين وثمانين قام متطرف يهودى من أعضاء حركة (كاخ) بمحاولة لنسف المسجد الأقصى ..
وفي عام 84 اكتشف الحراس المسلمون للأقصى عدداً من الإرهابين اليهود في الساحات المحيطة بالمسجد وهم يعدون لعملية نسف تامة له .. وفي نفس السنة كانت محاولة لقصف المسجد بالطائرات ، و تأتي الحفريات والأنفاق القريبة من المسجد لخلخلة البناء . ينفذونها دون ضجة إعلامية ـ تارة يقولون إنها لإصلاح شبكات المياه .. وتارة يقولون إنها بحث عن هيكل سليمان تلكم الأكذوبة والأسطورة
والمقصود بهيكل سليمان ليس هيكلا عظمياً لإنسان ميت ولكنه هيكل مباني وبقايا جدران يزعمون أنه القصر الذى بناه نبي الله سليمان عليه وعلى نبينا أفضل صلاة وسلام وأن مكانه هو نفس أرض المسجد الأقصى وأن المسلمين بنوا المسجد الأقصى على أنقاضه وهي أكذوبة مضحكة
والتاريخ القديم ذكر أن القصر الذي بناه سليمان عليه السلام قد هدمه الكافر بختنصر ولكن كما قال الله تعالى { وذلك إفكهم وما كانو يفترون }.ومن أخر جرائمهم في حق المسجد الأقصى وحق المدينة المقدسة بل في حق الشعور الإسلامي عامة بناء معبد يهودي أسموه (الخراب) وهو فعلا خراب على اسمه خراب للقيم وخراب للمتعبدات والمقدسات على بعد أمتار من المسجد الأقصى والذي استغرق بناؤه عدة سنين ورصدت له ميزانية بقيمة اثني عشرمليون دولار تقاسمتها الحكومة الاسرائيلية ومتبرعون من يهود العالم.
فاحتفلوا به منذ أيام وقام الشرفاء من أبناء الأرض المحتلة بالاحتجاج والتنديد فرد عليهم أحفاد القردة والخنازير بمنعهم من الاحتجاج وألقوا عليهم الغاز المسيل والأعيرة المطاطية فاصيب منهم عشرون ومنععوا المصلين من دخول المسجد الأقصى وأغلقت المحال التجارية أبوابها وعم الإضراب التجاري المدينة.مما تقدم ومن الواقع المشاهد ـ أيها الأخوة ـ نعرف ان اليهود لن يتخلوا عن مدينة القدس التى فيها المسجد القصى وستكون عاصمة لهم وسيخططون لهدم المسجد الأقصى قبلة الأنبياء ومهبط الرسالات ومسرى المصطفى الحبيب .
وبعد ـ أيها المسلمون : فيجب علينا أن نعرف عدة أمور
يجب أن نعرف أن اليهود هم أعدى أعداء الإسلام وعداوتهم لنا تاريخية قديمة والشواهد على ذلك كثيرة ولا أعظم شهادة من الله إذ يقول { لتجدن أشد الناس عداوةً للذين امنوا اليهود والذين أشركوا } ويصفهم الله بوصف سيء فيقول ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين } أى يجتهدون في نشر الفساد بكل انواعه من نشر الخلاعة والمجون والتحلل الأخلاقى ومن السعي في تفكيك المجتمعات وإبعادها عن دينها ومن نشر الفوضى والإضرابات والصراعات .
ومن طبائع اليهود ـ قاتلهم الله ـ نقض العهود والمواثيق وهى صفة متأصلة في نفوسهم يقول الله تعالى { أوكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لايؤمنون} ولقد نقضوا عهودا أبرموها مع أنبياء الله موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام .
ويجب أن نعلم ـ أيها المسلمون ـ أن اليهود في أفعالهم ينطلقوم من عقائدهم الباطلة .. فهم يعتقدون كما قال الله عنهم { ليس علينا في الأمين سبيل } والأميون هم الأمم غير اليهودية .. وقد جاء في توراتهم المحرفة أن الرب قال لإبراهيم عليه السلام { أرفع عينيك وانظر من الوضع الذى أنت فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لأن الأرض التى أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد }
وجاءت تصريحات زعمائهم متفقة مع عقائدهم المحرفة .. يقول رئيس وزرائهم السابق { إن سيادة دولة إسرائيل مع كل أجزاء القدس ومن بينها الحرم واقع قائم لارجعة فيه }.. ويقول وزير الأديان الصهيونى { إن جبل البيت هو لنا بحكم الشراء لأن أبانا إبراهيم اشتراه وبحكم الاحتلال } .
ولما اعتدى بعض اليهود على الأقصى قال وزير خارجيتهم { إن على الجميع عدم المضي في التوهم بأن علماً آخر غير العلم الإسرائيلى قد يرفع فوق حرم القدس الشريف } . ولقد قالت جولدمائير قديماً أنني أتمنى أن أصحو ذات يوم ولا أجد طفلاً فلسطينياً على وجه الأرض
ويجب أن نعرف ـ أيها المسلمون ـ أن الاعتداء على المتعبدات دليل على ضعف الأمة ـ كما قال الله تعالى { ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها إسم الله كثيرا}.. والأمة العاجزة عن الدفاع عن الأعراض والدماء كما حدث في البوسنه والشيشان وفلسطين وغيرها من باب أولى عاجزة عن الدفاع عن مبنى مسجد مما يدل على ضعف الأمة وتفرقها وهوانها عن الناس
ومع هذا الظلم الدامس فإننا يجب أن نعرف ونوقن أن العاقبة للمتقين وأن النصر حليف المؤمنين والفجر لايكون بزوغه إلابعد إسواد الليل ولكن الأيام دول يداولها بين الناس , فلقد هزمت إسرائيل في هجومهم الأخير على قطاع غزة الصغير وطردت من جنوب لبنان وتعاني من تمرد جنودها وتهربهم من الخدمة العسكرية وقلت الهجرة إليها وفقدت تعاطف الكثير من المؤسسات الدولية وأمست دولة الاحتلال تُدرج ضمن الدول المعتدية وبعض مسؤليها عرضة للمساءلة في المحاكم الدولية والمستقبل يبشر بنصر المؤمنين وتلاشي اسطورة ما يسمى إسرائيل ففي الحديث الصحيح عن أبى هريرة رضى الله عنه أن الرسول قال{ لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبى اليهودى من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر يامسلم ياعبد الله هذا يهودى خلفى فتعالى فاقتله إلاً الفرقد فإنه من شجر اليهود } رواه البخارى ومسلم وغيرهما واللفظ لمسلم .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{ أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها إسم الله ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز }
بارك الله لي ولكم …….
الخطبة الثانية
إن المسلمين مدعوون في هذا الزمن إلى العودة إلى الدين وإلى فهم الإسلام الفهم الصحيح المتكامل وإلى الاعتزاز بالإسلام والدعوة إليه والتفانى فى التضحية من أجله بالغالى والنفيس
كما أن على المسلمين تحقيق الولاء والبراء ففي الحديث { أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله } فبغض اليهود والنصارى من مقتضيات التوحيد { يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدى القوم الفاسقين }
كما يجب على المسلمين إقامة الوحدة الإسلامية بين المسلمين والسعى في تحقيقها وبداية ذلك بتوثيق رابطة الإخاء بين المسلمين وإشاعة المودة والرحمة بينهم والسعى في مصالحهم والسؤال عنهم ونصيحتهم ومناصرتهم
ويجب على المسلمين إحياء شريعة الجهاد في سبيل الله ففي الجهاد العزة والتمكين والجهاد هو السبيل الوحيد لإسترداد المقدسات والزود عن الأعراض والدماء والممتلكات
ويجب الوقوف مع الأخوة في فلسطين بكل يملكه الإنسان من دعم مادي سواء بدفع الزكاة المشروعة او التبرع العام لدعم الأسر الفقيرة وبناء المستشفيات وتعليم الأبناء في المدارس والجامعات ويوجد جهات مصرح لها بجمع التبرعات لأن تقوية اقتصادهم هو مما يقويهم ويقهر عدوهم ويفشل مخططاته في حصارهم وتجويعهم
كما يجب التعاطف مع الأخوة المحاصرين والمجاهدين والمسجونين والمشردين بالدعاء لهم والسؤال عنهم ومتابعة قضيتهم وبيان عقائد اليهود وما يخططون له فكل هذه مما بخدم القضية وينصر الأخوة ويقطع الطريق على المجرم ويفشل خطط المستعمر ويقيم العدل ويستعيد المقدسات ويحمي الدماء والأوطان وما ذلك على الله بعزيز هذا وصلوا وسلموا ...........
ويجب الوقوف مع الأخوة في فلسطين بكل يملكه الإنسان من دعم مادي سواء بدفع الزكاة المشروعة او التبرع العام لدعم الأسر الفقيرة وبناء المستشفيات وتعليم الأبناء في المدارس والجامعات ويوجد جهات مصرح لها بجمع التبرعات لأن تقوية اقتصادهم هو مما يقويهم ويقهر عدوهم ويفشل مخططاته في حصارهم وتجويعهم
كما يجب التعاطف مع الأخوة المحاصرين والمجاهدين والمسجونين والمشردين بالدعاء لهم والسؤال عنهم ومتابعة قضيتهم وبيان عقائد اليهود وما يخططون له فكل هذه مما بخدم القضية وينصر الأخوة ويقطع الطريق على المجرم ويفشل خطط المستعمر ويقيم العدل ويستعيد المقدسات ويحمي الدماء والأوطان وما ذلك على الله بعزيز هذا وصلوا وسلموا ...........
المشاهدات 3688 | التعليقات 3
جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك ونفع بقلمك وسدد سهامك ...
ولا نقول إلا : أين كتاب الجرائد عن هذا الموضوع لم يكتبوا فيه وهم يتباكون هذه الأيام على (الكعبة ) ــ زعموا ــ حين رأى بعض طلبة العلم أهمية توسعة المطاف ... فحرفوا كلامه وزعموا أنه يدعو لهدم الكعبة وأنه سيعطل الحج و .. و .. و ..
أين هم من هذه الجرائم التي تنفذها سلطات الاحتلال في حق أولى القبلتين وثالث المسجدين عمليا وليست آراء في مداخلة تلفزيونية تحتمل الأخذ بها أو اطراحها .
اللهم انصر كل مؤمن صادق واخذل كل شرير ومنافق يا قوي يا عزيز .
ولا نقول إلا : أين كتاب الجرائد عن هذا الموضوع لم يكتبوا فيه وهم يتباكون هذه الأيام على (الكعبة ) ــ زعموا ــ حين رأى بعض طلبة العلم أهمية توسعة المطاف ... فحرفوا كلامه وزعموا أنه يدعو لهدم الكعبة وأنه سيعطل الحج و .. و .. و ..
أين هم من هذه الجرائم التي تنفذها سلطات الاحتلال في حق أولى القبلتين وثالث المسجدين عمليا وليست آراء في مداخلة تلفزيونية تحتمل الأخذ بها أو اطراحها .
اللهم انصر كل مؤمن صادق واخذل كل شرير ومنافق يا قوي يا عزيز .
بارك الله فيكم يا شيخ وسدد على الخير خطاكم
تعديل التعليق