تنويرُ الصدورْ - بِمنافِعِ النخلةِ والتمورْ
خالد علي أبا الخيل
تنويرُ الصدورْ - بِمنافِعِ النخلةِ والتمورْ
التاريخ: الجمعة:19-ذو القعدة-1438 هـ
الحمد لله الذي جعل من النخل قنوانٌ دانيات، أحمده سبحانه قائل: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ) (ق:10) أغنى وأطعم بالتمر عن كثيرٍ من المطعومات، وأشهد أن لا إله إلا الله جعل النخلَ من نعيم الجنات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله شبهَ المؤمن بالنخلَ لما فيها من الخيرات صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الوفاء والمبرات.
أما بعد:-
فاتقوا الله يا مسلمون فتقواهُ كنزٌ لا ينفد وعطاءٌ لا يحد وربحٌ لا يعد.
أخوة الإسلام، ونحن نعيش في هذه الأيام في موسمٍ من مواسم الحياة وسبب رزقٍ من أرزاق الإله، ينشغل الناس في هذه الأيام بموسم التمور، والحديث عن النخلةِ وما فيها من الحبور، وفوائدها وما فيها من الأمور، وأنواع التمور وأصنافهُ ومذاقهُ ورطبهُ وكمياته، فمدينتنا تشهد سوقًا عظيما، وموسمًا كبيرًا، حديثٌ تتطلع إليه النفوس، وتتشوق إليه الرؤوس.
النخلة عباد الله،،
شجرةٌ مباركة وثمرةٌ يانعة مصدر من مصادر الحياة وزينةٌ من زينة الدنيا، أختصها الله بفضائل متعددة ورسوله بخصالٍ متفاوتة، ذُكرت النخلة في القرآن أكثر من عشرين مرة، ولم يذكر ربنا في القرآن مثلها، بمنافعها وفوائدها.
أمتن الله بها على عباده فقال سبحانه: (نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ)(الأنعام:99).
ونوَّع ثمرتها وفاوت بين جنسها فقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ)(الأنعام:141).
وضرب بها الأمثال ليتضح بها المقال، فقال الكبير المتعال: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا) (الكهف:32).
وجعلها طعامًا وغذاء تُغني عن كل طعامٍ وغذاء فقال المولى: (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا)(مريم:23)، (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)(مريم:25).
وجعل جذوعها محلًا للعتاب والعقاب، فقال سبحانه عن فرعون متوعدًا من كفر به وآمن بربه: (فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ)(طه:71) بقوته وصلابته.
وقال مذكرًا قوم صالح بما أنعم عليهم من الزروعِ والنخيلِ والمصالح فقال سبحانه :(وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ)(الشعراء:148) والهضيم: اللين السهل في هضمه، وأكله، وتناوله.
وتارةً يُمثّل بها سبحانه بما يحصل من سخطهِ وعذابهِ فقال جلَّ ذكره: تنزع الناس: (كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ)(الحاقة:7)، وفي سورة القمر:( تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)(القمر:20).
وأخبر أن من نعيم الجنان:
وجود النخل فيها فقال ممتنًا على أهلها: (فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ)(الرحمن:11) والأكمام: هي أوعية الطلع؛ وهو الذي يطلع فيه القنو ثم ينشف عنه العنقود فيكون بُثرًا، ثم رطبًا، ثم ينضج ويتناهى ينعهُ واستوائه.
وقال سبحانه: (فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ)(الرحمن:68)، ولكن ليُعلم أنه لا مقارنة ولا مشابهةَ لا كمًا ولا كيفًا نخل الآخرة بنخل الدُنيا، إنما في الدنيا من الآخرة الأسماءُ فقط.
ومن فوائدها:
أنها مصدرٌ من مصادر الرزق في الحياة، وسببٌ لذلك ألا ترى أن ربنا قال لمريم: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَة)(مريم:25)؛ إشارةً إلى أن التمور مصدرٌ من مصادر الأرزاق.
ومن لطائفها:
سهولتها في أكلها وأخذِها، وزرعِها، وطعمِها، وبذلِها، وكَنزِها، وتناولها، قال سبحانه: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا)(الحشر:5) واللينة النخلُ؛ سميت لينة للينِ ثمرها وسهولة أكلها، وقال سبحانه: (قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ)(الأنعام:99)؛ أي: سهلة التناول والوصول.
وقد بيَّن سبحانه شيءٌ من عجائب خلقها وداعيًا عبادهُ إلى التأمل فيها، والتفكر في حالها فقال سبحانه عنها: (وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ)(الرعد:4) أي: في الأرض قطعٌ من الثمارِ والنخلِ مختلفاتٌ متلاصقاتٌ متجاورات.
(وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ)(الرعد:4)؛ أي: هذه القطع المتجاورة المتلاصقة منها الرطبُ ومنها اليابس، ومنها المنبت ومنها ما لا ينبت، ومنها ما ينبت بأصلٍ واحد شجرتان فأكثر، ومنها ما ينبت منه شجرة واحدة، ومنه الطويل ومنه القصير وغير ذلك من الاختلاف وما بينهما إلا أشبار، ومع ذلك يُسقى بماءٍ واحد؛ فالماء واحد، والتربة واحدة، والأرض واحدة، ومع ذلك مختلفة الطعومِ والأنواع والأشكال.
كل ذلكم عباد الله مما يدعوا المرء للتفكر في آيات الله ومخلوقاته: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)(الرعد:4)، وقال سبحانه: (وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)(النحل:67) فالنخلة تذكر بالله وقدرته وقوتهِ وعزتهِ وبديع صنعته وتمام حكمتهِ، ترى النخل المتجاورة المتلاصقة الماء واحدٌ والتربة واحدة هذا لون وتلك لونٌ آخر، هذا طعم وتلك طعمٌ آخر، بل في المكان الواحد عدة أنواع وأشكال تتفاوت في الطعوم، والألوان، والغذاء.
وبارك سبحانه في هذه النخلة بركةً لا نظير له في الطعام والأكل، ولا في التجارة والعمل، ولا في الادخار والبذل؛ فهي شجرةٌ مباركة ونخلةٌ نافعة.
بوَّب البخاريُ –رحمه الله- في صحيحه "باب بركة النخل" وما مدينتنا مدينة التمور إلا خير شاهدٍ ولله الحمد والمنة والفضل والنعمة، نسأل الله أن يُبارك في مدينتنا وفي نخلنا وثمارنا وأن يبارك للعاملين، والباذلين، والمنظمين، والزائرين، والدلالين، ولشبابنا في تمورنا، ولتجارنا في نخلنا، ويجعل ثمارنا وزرعنا سعة رزق للعباد والبلاد.
النخلة هي التي حنَّ جزعها لرسول الله لمَّا فارقهُ شوقًا إلى قربهِ وسماع كلامهِ، النخلةُ هي التي إذا خلت منها البيوت التي اعتادت أكلها وهو قوتها تكون سببًا لجوعهم، ففي مسلم: (بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله).
التمر والنخلة التي ثمرتها علاج ووقاية من السحرِ والسُمِ وحماية ففي الصحيحين: (من تصبح بسبعة تمراتٍ عجوة لم يضرهُ ذلك اليوم سُمٌ ولا سحر)، وصحح جمعُ من المحققين؛ أن التصبح بها يشمل العجوة وغيرها، وثمرة النخل فيه شفاء، فقد قال المصطفى: (إن في عجوة المدينة شفاء). رواه مسلم، وقد قيل: إن التمر يذهبُ الداء ولا داء فيه.
ولفضل ثمرتها وعظيم منفعتها يستفتح إفطارنا بها، فالسُنة أن يفطر الصائمُ على رطبٍ أو على تمر، وبه يُختم سَحورُنا ففي السُنة: (نعم سحور المؤمن التمر).
ولمكانتها ومنافعها ضرب النبي بها المؤمنَ وخصهُ بها مع القرآن فقال: (ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن، فالتمرة طعمها طيب وريحها طيب). متفقٌ عليه.
ولفوائدها الجامعة ومنافعها النافعة:
ضرب النبي وصفها بالمؤمن فقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين: (إن من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، فقال عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما: فوقع في نفسه أنها النخلة. ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة).
ووجه الشبه بين المؤمن والنخلة من وجوهٍ متعددة، ولما كان المقام لا يسمحُ ولا يسع لها فسوف نفرد لها خطبةً قادمة لعِظم شأنها واتصافها وعلاقتها بين المؤمن.
ولعِظم نفعها:
جُعل التمر صنفُ من أصناف زكاة الفطرِ أو صاعًا من تمر، والتمر طعامٌ يُغني وزادٌ يكفي، ففي السُنة (كان طعامهم الأسودان التمر والماء).
والتمر عباد الله إذا تصدق العبد به خالصًا لوجه الله كان وقايةً من عذاب الله (فاتقوا النار ولو بشق تمرة)، وتحنيك الصبيان عند ولادتهم بالتمر حِفاظًا وقوةً وعناية، فقد كان النبي ﷺ يُحنك بالتمر الصبيان، فقد جاء إليه أنس بعبد الله بن أبي طلحة، فقال النبي ﷺ (هل معك تمرُ؟ فقلت: نعم، فناولته تمرات فألقاهن في فيه فلاكهن، ثم فغر فا الصبي فمجه في فيه، فجعل الصبي يتلمظه، فقال رسول الله ﷺ: حبوا الأنصار التمر) رواه مسلم.
والمعنى عباد الله يتلمظ: ليس معناه يتكره، وإنما يتلمظ بلسانه وبقية التمرِ لذةً واستطابة، ولهذا قال النبي في الأنصار (حبوا الأنصار التمر) أي: التمر محبوبٌ للأنصار.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد،
أما إن سألتم عن منافعها وفوائدها:
فعجبٌ عجاب، (عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ)(يوسف:111) لا تجد ثمرةً مثلها، ولا شجرةٌ توازيها في الصلابةِ والقوة، والشموخِ والشدة، أنواعٌ في طلعها، حسنٌ في منظرها، جمالٌ في شموخها، طعمٌ ونظرة، لذةٌ وبهجة رؤيتها تسر النفوس، وظلها وارفٌ للجلوس، لا يسقط لباسها وزينتها عنها ثمرتها صالحةٌ صيفًا وشتاءً رطبًا ويابسًا ليس فيها شيءٌ ساقط أو منبوذ لاقط.
فعلى سبيل المثال: جذعها يستخدم للبناء والإناء، سعفها تسقف به البيوت وتستر به الفجوات، وخوصها يتخذ منه المكاتلَ، والزنابيل، والآنية، والحصر، وليفها تتخذ منه الحبال، ونواها علفٌ للإبل والحيوان وعلاجٌ للإنسان، وظلها للمنافعِ والجلوس، وثمرتها للأكل والادخار، والبيع، والاستثمار.
وأما عن فوائدها الصحية:
أكلها على الريق يقتل الدود، ومقويٍ للكبد، وملينٍ للطبع، ومغذيٍ للبدن، وحافظٍ للصحة، هي الوجبة الجاهزة السريعة الحائزة تشبع الجائع وتسعف الطامع.
يقول ابن القيم في معرض كلامه على فوائد الإفطار على التمر: "وكان يحض على الفطر بالتمر فإن لم يجد فعلى الماء" هذا من كمال شفقته على أمته، ونصحهم فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة أدعى إلى قبوله وانتفاع القوى به، ولاسيما القوة الباصرة فإنما تقوى به، وحلاوة المدينة التمر ومرباهم عليه وهو عندهم قوتٌ وأدمٌ ورطبه فاكهة، ثم قال: "مع ما في التمر والماء من الخاصية التي لها تأثير في صلاح القلب لا يعلمها إلا أطباء القلوب" انتهى.
ومن فوائدها:
ما قال عمرو بن ميمون: "ما من شيءٍ خيرٌ للنفساء من التمر والرطب" ثم تلا هذه الآية: (تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)(مريم:25).
ومن عجائبها:
أنه ليس هناك شيءُ يلقح غيرها.
ومن فوائدها:
ما يحصل من الأكل في غرسها وزرعها، (فما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلا كان له به صدقة) متفقٌ عليه.
وهذه بشرى لمن غرس النخل حتى لو لم تكن النية حاضرة، وإن كانت حاضرة فهو أولى بالتجارة الرابحة، فهنيئًا لمن غرس واحتسب التمرُ طعامٌ مبارك، وشجرته من أشجار الجنة، وفي القرآن أشار سبحانه إلى أجزائها كالطلعِ، والجذعِ، وأعجاز النخلِ، والرطبِ، والعرجونِ، والفتيلِ، والنقيرِ، والقطمير.
ومن عجائبها:
كثرة مسمياتها، انظر قاموس أسماء التمور، وفي الأسواق من أسمائها عجبٌ وغرائب، وكثرة المسمى؛ تدل على شرف المسمى؛ حتى ذكر بعضهم أن لها ألفان وستمائةِ نوعٍ، ولكل بلدٍ عرفُ وتعامله وأصنافه وأشكاله وأنواعهُ ومسمياتهُ، وضرب الله بها الأمثال.
ومن لطائفها:
ما وصفها الله بأنها باسقات طوالًا مستويات لها طلعٌ نضيد، منظم بعضه فوق بعض، إن البساتين لتبدون قِسّطَ الجمال إذا ما خلت من النخيل.
إن هذه النخلة المباركة ذات القوام الرشيق، والرأس الأخضر الجميل من أبدع ما خلق الله تنتهي بأطرافٍ وأعداقٍ، متدنيةٍ بانتظامٍ وإحكام، فسبحان الحكيم العلام.
ومن السُنن التي ينبغي أن تذكر فتشكر، ومن المنن التي ينبغي أن تذكر فتشكر:
ما نتنعم به في هذه الأيام وتبتهج النفوس بسلام بنضج التمور، وطيب الرطبِ والسرور، فالناس يأكلون ويدخرون ويبيعون ويشترون ويطعمون ويهدون وينعمون ويتصدقون، ومن شُكر الله على هذه النعمة أداء الزكاة فيها سواءً كانت المزارع والبساتين أو الدورِ أو الاستراحات طيبةً بها النفوس يخرج الجيد، وأوسط ما في النخيل بعيدًا عن الردي والضعيف.
ومن شكرها:
الحذر فيها من البيوعات المحرمة كالربا فيها والتحايل والبيع قبل النضجِ، والكذبِ، والغشِ، والتدليس، ووضع الجيد أعلى والأسفل هو الأردى.
وكذا التفاضل في بيع التمر بالتمر فهو عين الربا، ومن شكرها المحافظة عليها بعدم رميها، أو وطئها بالأقدامِ والسيارات والمركوبات، أو وضع بقايا والردي في النفايات، ويا ليت الجهات المعنية، والقائمين على السوق أن يضعوا أماكن ومواد حافظة للإصلاح والانتفاع؛ كالثلاجات في أماكن البيع والشراء ليوضع ما زاد فيها، ومن أراد الصدقة وضع فيها حفاظًا على النعمة ونفعًا للأمة وجمالًا ونظافة.
ومن شكرها:
الصدقة منها على الفقراء والمحتاجين والمساكن، ومن شكرها عدم الفخر والخُيَّل والتظاهر والتفاخر في الأموال الباهظة، والبيوعات العالية.
ومن شكر الله فيها: البعد عن الحسد والشحناء، والإيذاء والبغضاء أو تزايد السلعة للمباهاة والخيلاء.
هذا وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وأن يجعلني وإياكم من أنصار دينه وشرعه.
اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في تمرنا، اللهم أغننا من فضلك وأكفنا شر خلقك، وأحفظ علينا ديننا وصحة أبداننا.