تُمُورٌ مٌتَوَافِرَةٌ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى 22/12/1440هـ

خالد محمد القرعاوي
1440/12/21 - 2019/08/22 22:17PM
تُمُورٌ مٌتَوَافِرَةٌ بِحَمْدِ اللهِ تَعَالَى 22/12/1440هـ
الحـمدُ للهِ دَائِمِ الفَضلِ والإحـسَانِ، نَشـهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وحـدَهُ لا شَـريكَ لَهُ، نَشكُرُهُ على آلاءٍ تَتْرَا، ونَشـهَدُ أنَّ نَبِيَّا مُحمَّدَا عبدُ اللهِ وَرَسُـولُهُ صَاحِبُ المَقَامِ المَحـمُودِ، والحَوضِ المَورودِ, اللهمَّ صَلِّ وَسَـلِّم وَبَارِك عَليه، وعَلى آلِهِ وأَصحـَابِهِ والتَّابِعـينَ لَهم إلى اليَومِ المَشْهُودٍ.
مَعَاشِرَ المُؤمِنِينَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَرَاقِبُوهُ, فَعَاقِبَةُ التَّقوى رَشِيدَةٌ، وَنِعَمَ اللهِ عَلينَا عَدِيْدَةٌ، واللهُ تَأَذَّنْ لِمَنْ شَكَرَ أنْ يَزِيدَهُ .
عِبَادَ اللهِ: إنَّا لَنَحْمَدُ اللهَ تَعَالى أنَّا نَنْعَمُ بِأنواعِ الرُّطَبِ وأَصنَافِهِ وَمَذَاقِهِ؟ بَلْ وَيَأْخُذُنَا العَجَبُ وَنَحنُ نَرَى تِلكَ الكَمِّيَّاتِ المَهُولَةِ! فَنَتَذَكَّرُ حِينَها كَمَالَ قُدْرَةِ اللهِ وَبَدِيعَ صَنْعَتِهِ! وَصَدَقَ اللهُ فِي قَولِهِ تَعَالىَ : (وَفِي الْأَرْضِ قِطَـعٌ مُتَجَـاوِرَاتٌ وَجَـنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِـيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
سُبْحَانَ اللهِ: أَرَاضٍ مُتَجَاوِرَةٍ هَذِهِ أَرْضٌ طَيِّبَةٌ نَافِعَةٌ لِلنَّاسِ، وَهذِهِ سَبَخَةٌ, وأُخرى مَالِحَةٌ لا تُنْبِتُ شَيئَاً، وَهَذِهِ الأَرْضُ التي تُنبِتُ, تُنبِتُ أَشْجَارَاً وَأنَواعَاً, مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٍ وَنَخِيلٍ! والنَّخِيلُ بَعضُها صِنْوَانٌ أَيْ: عِدَّةُ نَخَلاتٍ فِي أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَغَيْرُ صِنْوَانٍ نَخَلاتٍ مُتَفَرِّقَاتٍ كُلُّ شَجَرَةٍ على حِدَتِهَا، وَكُلُّها تُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَقَد فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الثَّمَرِ وَالطَّعْمِ. والَّلونِ والنَّفْعِ, والَّلذَّةِ والشَّكْلِ !حَقَّا: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ لَهُم عُقُولٌ تَهدِيهم إلى مَا يَنفَعُهم مِنْ إتِّباعِ وَصَايَا اللهِ وَأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ، وَأَمَّا أَهْلُ الإعرَاضِ، وَالبَلادَةِ فَهُم فِي ظُلُمَاتٍ لا يَهتَدُونَ إِلى رَبِّهم سَبِيلا ولا يَعُونَ لَهُ قِيلاً.
عِبَادَ اللهِ: نَعِيشُ الآنَ مَوسِمَ خَرَافِ وَجَذَاذِ التَّمْرِ وَقَطْفِ أَصْنَافِ البُسْرِ وَالرُّطَبِ. فَلنَتَأمَّلْ بِالنَّخْلِ الذي قَالَ عنْها الخَلاَّقُ العَلِيمُ: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ*رِزْقًا لِلْعِبَادِ).قالَ الشَّيخُ السَّعدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: أنْبَتَ اللهُ مِنْ كُلِّ صِنْفٍ ماَ تُعْجِبُ مُبْصِرَهَا، وَتُقِرُّ عَينَ رَامِقِها، وَخَصَّ مِنْهَا النَّخَلَ البَاسِقَاتِ الطِّوَالِ، التَي يَطُولُ نَفْعُها، وَتَرْتَفِعُ إلى السَّمَاءِ ،حتى تَبْلُغَ مَبْلَغًا، لا يَبْلُغُهُ كَثِيرٌ مِنْ الأَشجَارِ، فَتُخْرِجُ الطَّلْعَ النَّضِيدَ، المُتَرَاكِبَ المُتَرَاكِمَ المَنْضُودَ بَعضُهُ على بَعْضٍ فِي أَكْمَامِهِ وَقِنْوَانِهِ، مَا هُو رِزْقٌ لِلعِبَادِ، قُوتًا وَفَاكِهَةً, يَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَدَّخِرُونَ.
اللهُ أكبرُ: واللهِ إنَّها لَنِعمَةٌ عَظِيمَةٌ تَستَوجِبُ شُكرَ المُنعِمِ سُبحَانَهُ، وَنَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا».
عبَادَ اللهِ: ولِعَظِيمِ شَأْنِ النَّخلَةِ فَقَد ضَرَبَ اللهُ ِبها مَثَلاً بالإيمَانِ وَشَهَادَةِ ألَّا إلهِ إلَّا اللهَ فَقَالَ عَزَّ مِن قَائِلٍ:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ).وَنبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ يَومَاً بِجُمَّارَ نَخْلٍ فَجَعَلَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ يَأْكُلُ مِنْهُ!
أَتَعرِفُ أيُّها الشَّابُ مَا الجُمَّارُ؟ إِنَّهُ قَلْبُ النَّخْلَةِ. فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ أنْ يَخْتَبِرَ أصْحَابَهُ فَقَالَ: " أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ مَثَلُهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا، وَلاَ تَحُتُّ وَرَقَهَا؟".فَوَقَعَ الصَّحَابَةُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي! وَرَسُولُ اللهِ يَقُولُ لا فَلَمَّا لَمْ يُجِبِ القَومُ قالَ:(هِيَ النَّخْلَةُ).
اللهُ أكبرُ أيُّها المُؤْمِنُ: كُلُّ هَذِهِ الأوصَافِ الجَميلَةِ فِيكَ أنتَ أيُّها المُؤمِنُ! فَمَا أوَجُهُ التَّشَابُهِ بَينَنَا وبَينَ النَّخْلَةِ؟! هذا ما نَعْرِفُهُ بِمَشِيئَةِ اللهِ تَعَالى, فاللهمَّ انْفَعنَا وارْفَعنَا بِالقُرآنِ العَظِيمِ, وَبِهَديِ سَيِّدِ المُرسَلِينَ, واجْعَلنا مُبارَكينَ, وأستغفِرُ اللهَ رَبَّ العَالَمينَ, فاستَغْفِرُوهُ إنَّهُ غَفُورٌ رَحيمٌ.



الخطبة الثانية: الحَمَدُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ, نَشـهدُ ألَّا إله إلَّا اللهُ وحـدَهُ لا شَـريكَ لَهُ، الخَلاَّقُ العَلِيمُ , ونَشـهَدُ أنَّ نَبِيَّا مُحمَّدَا عبدُ اللهِ وَرَسُـولُهُ, الصَّادِقُ البَرُّ الأمينُ, صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَاركَ عليهِ وعلى آلِهِ وَأصحَابِهِ وأتباعِهِ بِإحسانٍ وإيمَانٍ إلى يَومِ الدِّينِ, أَمَّا بَعدُ فاتَّقوا اللهَ يا مؤمِنونَ حَقَّ التَّقوى واشكروهُ على نِعَمِهِ ومَا عِندَ اللهِ خَيرٌ وَأَبْقَى.
ألا وإنَّ مِن أَوْجُهِ الشَّبَهِ بَينَ المُؤمِنِ والنَّخلَةِ: الثَّبَاتُ والاستِقامَةُ فاَلنَّخْلَةُ لا تَزِيدُها السَّنَواتُ إلَّا ثَبَاتاً فِي أَرْضِهَا، كَمَا المُؤمِنُ يَطُولُ عُمُرُهُ وَيَحْسُنُ عَمَلُهُ! تُحيطُ بِهِ الفِتَنُ والشَّهَواتُ وَتُحَاوِلُ زَعْزَعَتَهُ، فَيَزْدَادُ تَمَسُكَاً بِرَبِّهِ وَدِينِهِ وَمَبَادِئِهِ, وَصَدَقُ اللهُ:(يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ).
عبادَ اللهِ:وَمِنْ أَوْجُهِ الشَّبَهِ: البَقَاءُ على الهَيئَةِ؛ فَالنَّخْلَةُ لاَ تَحُتُّ وَرَقَهَا صَيفَاً وَلا شِتَاءً. فَكَذَلِكَ المُؤمِنُ لَيسَ لَهُ وَجْهَانَ: وَجْهٌ أمَامَ النَّاسِ طَاعَةٌ! وَوَجْهٌ قَبِيحٌ إذا خَلا بِمَحارِمِ اللهِ وَلَغَ فِيهاَ! لأنَّهُ يَعلَمُ خُطورَةَ التَّلَوُّنِ والنِّفاقِ!
أيُّها المُؤمِنُونَ: قَلْبُ المُؤمِنِ كَقَلْبِ النَّخلَةِ أَبيضٌ صَافٍ, لا يَحمِلُ غِلاًّ ولا حِقدَاً على إخوانِه, إنْ رأى عِندَهُمْ خيرَاً فَرِحَ لَهم وباركَ لَهُم, وإنْ أَتَاهُمْ مَا يَسُوؤُهُم؛ حَزِنَ لِحُزْنِهِم. عَلَى لِسَانِهِ دَومَاً:(وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا).
عبادَ اللهِ: النَّخْلَةُ فُرُوعُها مُمْتَدَّةٌ, وَكَذا المُؤمِنُ لَهُ أعمَالٌ مُتَنَوِّعَةٌ, نَفعُها وَخيرُها يَصِلُ لكُلِّ النَّاسِ, فَلَيسَ أَنَانِيَّاً, فَهُوَ المُعِينُ لِإخوَانِهِ السَّاعِي لِمَصَالِحِهِم, مُتَمَثِّلاً قَولَ نَبِيِّنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :«اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا».
النَّخْلَةُ مَأمُونَةُ الجَانِبِ!وَكَذَا: ف (المُؤمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَدِمَائِهِمْ).
النَّخْلَةُ تَحتَاجُ لمَاءٍ يَسْقِيهَا, وَالمُؤمِنُ حَيَاتُهُ بِإِيمَانِهِ وَقُرْآنِهِ وإتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ كَمَا قَالَ رَبُّنا تَعَالَى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).
النَّخْلُ لَيسَ على رُتْبَةٍ وَاحِدَةٍ بالطَّعْمِ والمَنْفَعَةِ بَلْ بَينَهُ تَمَايُزٌ كَبِيرٌ! وَهَكَذا أَهْلُ الإيْمَانِ:(فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ). "وَلَيْسَ الْإِيمَانُ بِالتَّحَلِّي وَلَا بِالتَّمَنِّي، وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ، وَصَدَّقَتْهُ الْأَعْمَالُ".
النَّخْلَةُ كُلُّها نَافِعَةٌ وَمُفِيدَةٌ جِذْعُهَا وَلِيفُهَا وأجزَاؤها، وَهَكَذا المُؤْمِنُ أينَمَا حَلَّ نَفَعَ. فَهُوَ:(كَحَامِلِ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً).
عِبَادَ اللهِ: مِنْ بَرَكَةِ النَّخلِ تَعَلَّمنا عَدَداً من الأَحكَامِ الفِقهِيَّةِ فلا يُباعُ ثَمَرٌ حتى يَبْدُوَ صَلاحُهُ بِأنْ يَحمَرَّ أو يَصْفَرَّ, وَلا يَجُوزُ التَّفَاضُلُ في بَيعِ التَّمْرِ بالتَّمْرِ وَأَنَّ هَذا عَينُ الرِّبا, وَمِنْ التَّمْرِ أَرْشَدَنا نَبِيُّنا في كَيفِيَّةِ التَّعامُلِ مَعَ ما يُصِيبُ الثَّمَرَ مِن جَوائِحَ! كَما عَلَّمنا نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَحريمَ الغِشِّ ذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ». قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «أَفَلاَ جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَي يَرَاهُ النَّاسُ مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّى». وهذا تَحذيرٌ لِلباعَةِ! خاصَّةً مَعَ تَولِّي عَددٍ مِن العَمَالَةِ زِمامَ الأُمُورِ. وجَزى اللهُ المُنَظِّمينَ في السُّوقِ والدَّلَّالِينَ فَليسَ عِنْدَهُم في ذلِكَ أدْنَى تَهاونٌ.
مِنْ فَوائِدِ أسْوَاقِ التُّمُورِ أَنَّهاَ أصْبَحَتْ مَجَالاً لِتَكَسُّبِ عَدَدٍ مِن الشَّبَابِ والرِّجَالِ, وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا كَسَبَ الرَّجُلُ كَسْبًا أَطْيَبَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».
يَا أهلَ المَزَارعِ والاستِرَاحَاتِ يَقُولُ اللهُ تَعالى:(وَءَاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ). فَلِزَكاةِ النَّخِيلِ أحْكَامٌ خَاصَّةٌ وَمْقْدَارٌ مُحَدَّدٌ فَتَعَلَّمُوها واسْألُوا عَنْها!
إخواني: وَيَنبَغِي أنْ نَتَرَبَّى على احتِرَامِ النِّعْمَةَ, فَمَعَ الأسَفِ تَجِدُ تَمْرَاً صَالِحَاً يُرْمَى في الزِّبالةِ فَمَا كَانَ غيرَ صالحٍ لنا فَيَصْلُحُ للبَهَائِمِ! وَإذا كَانَ رَسُولُنا عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أمَرَ مَنْ سَقَطَتْ لُقْمَتُهُ أنْ يُمِيطَ ما بِهَا مِنْ أذىً وَيَأكُلُها, فَكَيفَ بِمَنْ يَتَعَمَّدُ رَمْيَهَا! واللهُ تَعالىَ يَقُولُ:(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).فاللهمَّ لَكَ الحمدُ على نِعَمِكَ العظِيمَةِ وآلائِكَ الجَسِيمَةَ اجعلنا لِنِعَمِكَ مِن الشَّاكِرينَ ولكَ مِنْ الذاكِرينَ, اللهم زَيِّنا بِزينَةِ الإيمانِ والتَّقوى, وَارزقنا مِن العَمَلِ مَا ترضى يا رحمانُ, اللهمَّ اهدِنا لأحسن الأقوالِ والأعمالِ والأخلاقِ واصرفْ عَنَّا سَيِّئَهَا ياربَّ العالَمينَ. اغفر لنا ولِوالدينا ولجميع المسلمينَ.(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).

المشاهدات 975 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا