تلاطم الفتن في هذا الزمان
كامل الضبع زيدان
1436/08/21 - 2015/06/08 08:08AM
تلاطم الفتن في هذا الزمان
خطبة الجمعة بجامع الأخوين سحيم وناصر ابني الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني يرحمهما الله تعالى. لا شك أننا في زمان تكاثرت فيه الفتن أينما يممت وجهك في مشارق الأرض ومغاربها وفي شمالها وجنوبها تجد الفتن تموج موج البحار الهائجة ومن هذه الفتن اغترار كثير من المسلمين بما توصل إليه الكفرة من العلوم والصناعات والاختراعات الهائلة ويا ليتهم أخذوا بالأسباب التي أخذ بها هؤلاء من الجد والاجتهاد في تحصيل العلم النافع الذي يصل بهم إلى مقارعة هؤلاء والتنافس معهم في العلوم والمخترعات النافعة للأمة وللبشرية ولكنهم أخذوا منهم أردأ ما عندهم وقلدوهم في ملابسهم وأزيائهم وقصات شعرهم وافتتنوا بممثليهم وفنانيهم ولاعبيهم ويا حسرة على أمة كان هذا حالها اعتمدت على غيرها في كل شيء لا تصنع لا تنتج لا تعمل و لكن تنتظر وتطلب طعامها وشرابها ودوائها وكل ما تحتاجه من غيرها من الأمم ونسيت أن ربها جل جلاله دعاها إلى العمل والجد والاجتهاد {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا} وضرب الصحابة أروع الأمثلة في العمل والجد والاجتهاد وأجدادنا من المسلمين هم من فتح أعين الأوربيين على هذه العلوم التي توصلوا إليها الآن فبعدما فتح القائد العظيم طارق ابن زياد الأندلس وكانت أوروبا في غياهب الظلمات والجهل والتخلف تحولت بفضل هؤلاء الكرام من المسلمين الذين جاءوا إليها بعلومهم وحضارتهم ورقيهم ونظافتهم وطهارتهم وانتشلوهم من غياهب الظلمات في شتى مناحي العلوم والمعرفة في الطب برع الأفزاز مثل ابن سينا وابن رشد وابن النفيس وغيرهم وعلومهم إلى الآن ينهلون منها ويرجعون إليها في أبحاثهم وفي الرياضيات والفلك برع ابن الهيثم والخوارزمي وغيرهم وفي شتى مناحي الثقافة والفكر والعلوم أخذوا معهم علمهم وفهمهم إلى البلاد التي فتحوها فاستفاد منها هؤلاء غاية الاستفادة وطوروها وجدوا واجتهدوا حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه والله عزو جل والله عزو جل يثيب العباد على جدهم واجتهادهم ويعطيهم أجرهم وهؤلاء مع كفرهم بالله عزو جل إلا أنه جل جلاله لا يظلم مثقال ذرة فأعطاهم في الدنيا الذكر والرفعة وفتح لهم أبواب الدنيا ومباهجها وهذا غاية ما يتحصلون عليه إن لم يؤمنوا بالله رب العالمين وبحبيبه سيد المرسلين فهم في الآخرة وقود النار قالت أم المؤمنين عائشة يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويحمل الكل ويكسب المعدوم ـ أي يفعل الكثير من أعمال البرـ فهل ذاك ينفعه قال صلى الله عليه وسلم لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين}.إذا فهؤلاء مهما بلغوا من العلوم فهو لا يغني عنهم من عذاب الله الأليم الذي أعده الله لمن عبد غيره وأشرك به جل جلاله وهم كما قال الله عزو جل {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} وهذا من أسفه السفه أن يعقل العبد ويفهم كل هذه العلوم ولا يهتدي إلى وجود خالق لهذا الكون يدبر تدابيره ويحكم صنعه ويدير حركته ويمسك كل ما فيه من سماوات وأرضين وبحار وجبال وغيرها مما خلق الله مما نعلم ومما لا نعلم فلا يشك عاقل في أن للكون رب يدبر شئونه ومن شك في ذلك فهو من أسفه السفهاء مهما بلغ من علوم الدنيا ومهما علا في هذه الدنيا وتحكم في مقدرات العباد فهو في قبضة الملك الجبار والله عزو جل مكنه من ذلك لحكمة يعلمها القدير اختبارا لعباده وامتحانا لهم وعرف عباده في كتابه العزيز ألا يغتروا بذلك فقال سبحانه {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد} وقال جل جلاله {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} ولكن لبعد كثير من المسلمين عن دينهم وعن معرفة ربهم حق المعرفة وتقديره حق قدره اغتروا بهؤلاء وبما وصلوا إليه من علوم وعظموهم وأعلوا من قدرهم فما زال الكفرة يترقون في هذه الدنيا بجدهم واجتهادهم فيها وما زال كثير من المسلمين عاجزون عن ذلك لأنهم تركوا الأسباب وركنوا إلى أن يكونوا عالة على الأمم في كل ما يحتاجون إليه من الإبرة إلى الصاروخ فبان بذلك الفارق وتجرأ الكفرة على المسلمين ونظروا إليهم على أنهم عاجزون متواكلون ينتظرون منهم الإنعام والعطاء لشدة حاجتهم وهم لا يملكون إلا السير وراء ما يطلبه منهم أعدائهم من الكفرة أعداء الله وأعداء حبيب الله صلى الله عليه وسلم وها هم يسبون نبينا صلى الله عليه وسلم ويجاهرون بذلك في صحفهم ومجلاتهم وما تجرأوا على ذلك إلا لضعفنا وشدة احتياجنا إليهم ولو أننا أخذنا بالأسباب وتوكلنا على الله عزو جل واعتمدنا على أنفسنا وأجبرنا العالم على أن يحتاج إلينا ولا نحتاج إليه ما تجرأ علينا ولا على مقدساتنا أحد كائنا من كان ولكن العكس هو الذي حدث وها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول (كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ولو ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله) ولقد والله ابتغينا العزة في التقرب إلى هؤلاء وموالاتهم ومحبتهم والتودد إليهم والاعتذار لهم وإن كانوا مخطئون في حقنا وفي حق ديننا وفي حق ربنا ونبينا نحن نذهب إليهم ونعتذر لهم حتى لا يغضبوا منا وعلينا يا له من عجب عجاب سبحانك رجاء غفرانك يا رب.
والنبي صلى الله عليه وسلم برئ ممن أقام بين أظهر المشركين وأوضح العلماء في القديم والحديث أنه لا يجوز إقامة المسلم في بلاد الكفار إلا للضرورة القصوى ويكون في غاية الحذر حتى لا يفتن في دينه إما بالشهوات أو بالشبهات والتي هي من أيسر ما يكون في هذه المجتمعات التي لا تراعي الحرمات ولا تؤمن بإله ينظم لها ما يحل وما يحرم. ووجب على غير المضطرين الهجرة إلى بلاد المسلمين وإن كان من قام بقتل الصحفيين في فرنسا قد أخطئوا لبقائهم في هذه البلاد التي تسب الله بادعائهم أن له صاحبة وولدا ويسبون دين الله ونبي الله ولكن أخذتهم الحمية على دينهم ونبيهم وفعلوا ما فعلوا أسأل الله أن يعفوا عنهم وأفضو إلى ما قدموا والله حسيبهم ويحاسبهم على صدقهم فإن فرنسا في القديم والحديث قتلت وتقتل الآلاف في بلاد المسلمين في الجزائر وفي مالي وغيرها من بلاد المسلمين وللأسف تجد من يعينها على ذلك من حكام المسلمين الظلمة أسأل الله أن يعجل بهلاكهم أجمعين .
في الختام علينا أن ننتبه أنه لن تقوم لنا قائمة إلا إذا بدأنا بالجد والاجتهاد في ألا نعتمد إلا على ربنا وعلى أنفسنا في كل أمورنا والله عزو جل منح بلاد المسلمين خيرات عظيمة ومقدرات يمكننا أن نستغلها غاية الاستغلال لنكون في مقدمة الأمم لنجعلهم هم أشد حاجة إلينا من حاجتنا إليهم نستطيع ذلك بالاستعانة بربنا وهو القادر المقتدر ولا يعجزه شيء {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}
اللهم ردنا إلى ديننا مردا جميلا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم وسلم وبارك على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
خطبة الجمعة بجامع الأخوين سحيم وناصر ابني الشيخ حمد بن عبد الله بن جاسم آل ثاني يرحمهما الله تعالى. لا شك أننا في زمان تكاثرت فيه الفتن أينما يممت وجهك في مشارق الأرض ومغاربها وفي شمالها وجنوبها تجد الفتن تموج موج البحار الهائجة ومن هذه الفتن اغترار كثير من المسلمين بما توصل إليه الكفرة من العلوم والصناعات والاختراعات الهائلة ويا ليتهم أخذوا بالأسباب التي أخذ بها هؤلاء من الجد والاجتهاد في تحصيل العلم النافع الذي يصل بهم إلى مقارعة هؤلاء والتنافس معهم في العلوم والمخترعات النافعة للأمة وللبشرية ولكنهم أخذوا منهم أردأ ما عندهم وقلدوهم في ملابسهم وأزيائهم وقصات شعرهم وافتتنوا بممثليهم وفنانيهم ولاعبيهم ويا حسرة على أمة كان هذا حالها اعتمدت على غيرها في كل شيء لا تصنع لا تنتج لا تعمل و لكن تنتظر وتطلب طعامها وشرابها ودوائها وكل ما تحتاجه من غيرها من الأمم ونسيت أن ربها جل جلاله دعاها إلى العمل والجد والاجتهاد {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا} وضرب الصحابة أروع الأمثلة في العمل والجد والاجتهاد وأجدادنا من المسلمين هم من فتح أعين الأوربيين على هذه العلوم التي توصلوا إليها الآن فبعدما فتح القائد العظيم طارق ابن زياد الأندلس وكانت أوروبا في غياهب الظلمات والجهل والتخلف تحولت بفضل هؤلاء الكرام من المسلمين الذين جاءوا إليها بعلومهم وحضارتهم ورقيهم ونظافتهم وطهارتهم وانتشلوهم من غياهب الظلمات في شتى مناحي العلوم والمعرفة في الطب برع الأفزاز مثل ابن سينا وابن رشد وابن النفيس وغيرهم وعلومهم إلى الآن ينهلون منها ويرجعون إليها في أبحاثهم وفي الرياضيات والفلك برع ابن الهيثم والخوارزمي وغيرهم وفي شتى مناحي الثقافة والفكر والعلوم أخذوا معهم علمهم وفهمهم إلى البلاد التي فتحوها فاستفاد منها هؤلاء غاية الاستفادة وطوروها وجدوا واجتهدوا حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه والله عزو جل والله عزو جل يثيب العباد على جدهم واجتهادهم ويعطيهم أجرهم وهؤلاء مع كفرهم بالله عزو جل إلا أنه جل جلاله لا يظلم مثقال ذرة فأعطاهم في الدنيا الذكر والرفعة وفتح لهم أبواب الدنيا ومباهجها وهذا غاية ما يتحصلون عليه إن لم يؤمنوا بالله رب العالمين وبحبيبه سيد المرسلين فهم في الآخرة وقود النار قالت أم المؤمنين عائشة يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويحمل الكل ويكسب المعدوم ـ أي يفعل الكثير من أعمال البرـ فهل ذاك ينفعه قال صلى الله عليه وسلم لا ينفعه إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين}.إذا فهؤلاء مهما بلغوا من العلوم فهو لا يغني عنهم من عذاب الله الأليم الذي أعده الله لمن عبد غيره وأشرك به جل جلاله وهم كما قال الله عزو جل {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} وهذا من أسفه السفه أن يعقل العبد ويفهم كل هذه العلوم ولا يهتدي إلى وجود خالق لهذا الكون يدبر تدابيره ويحكم صنعه ويدير حركته ويمسك كل ما فيه من سماوات وأرضين وبحار وجبال وغيرها مما خلق الله مما نعلم ومما لا نعلم فلا يشك عاقل في أن للكون رب يدبر شئونه ومن شك في ذلك فهو من أسفه السفهاء مهما بلغ من علوم الدنيا ومهما علا في هذه الدنيا وتحكم في مقدرات العباد فهو في قبضة الملك الجبار والله عزو جل مكنه من ذلك لحكمة يعلمها القدير اختبارا لعباده وامتحانا لهم وعرف عباده في كتابه العزيز ألا يغتروا بذلك فقال سبحانه {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد} وقال جل جلاله {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} ولكن لبعد كثير من المسلمين عن دينهم وعن معرفة ربهم حق المعرفة وتقديره حق قدره اغتروا بهؤلاء وبما وصلوا إليه من علوم وعظموهم وأعلوا من قدرهم فما زال الكفرة يترقون في هذه الدنيا بجدهم واجتهادهم فيها وما زال كثير من المسلمين عاجزون عن ذلك لأنهم تركوا الأسباب وركنوا إلى أن يكونوا عالة على الأمم في كل ما يحتاجون إليه من الإبرة إلى الصاروخ فبان بذلك الفارق وتجرأ الكفرة على المسلمين ونظروا إليهم على أنهم عاجزون متواكلون ينتظرون منهم الإنعام والعطاء لشدة حاجتهم وهم لا يملكون إلا السير وراء ما يطلبه منهم أعدائهم من الكفرة أعداء الله وأعداء حبيب الله صلى الله عليه وسلم وها هم يسبون نبينا صلى الله عليه وسلم ويجاهرون بذلك في صحفهم ومجلاتهم وما تجرأوا على ذلك إلا لضعفنا وشدة احتياجنا إليهم ولو أننا أخذنا بالأسباب وتوكلنا على الله عزو جل واعتمدنا على أنفسنا وأجبرنا العالم على أن يحتاج إلينا ولا نحتاج إليه ما تجرأ علينا ولا على مقدساتنا أحد كائنا من كان ولكن العكس هو الذي حدث وها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول (كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام ولو ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله) ولقد والله ابتغينا العزة في التقرب إلى هؤلاء وموالاتهم ومحبتهم والتودد إليهم والاعتذار لهم وإن كانوا مخطئون في حقنا وفي حق ديننا وفي حق ربنا ونبينا نحن نذهب إليهم ونعتذر لهم حتى لا يغضبوا منا وعلينا يا له من عجب عجاب سبحانك رجاء غفرانك يا رب.
والنبي صلى الله عليه وسلم برئ ممن أقام بين أظهر المشركين وأوضح العلماء في القديم والحديث أنه لا يجوز إقامة المسلم في بلاد الكفار إلا للضرورة القصوى ويكون في غاية الحذر حتى لا يفتن في دينه إما بالشهوات أو بالشبهات والتي هي من أيسر ما يكون في هذه المجتمعات التي لا تراعي الحرمات ولا تؤمن بإله ينظم لها ما يحل وما يحرم. ووجب على غير المضطرين الهجرة إلى بلاد المسلمين وإن كان من قام بقتل الصحفيين في فرنسا قد أخطئوا لبقائهم في هذه البلاد التي تسب الله بادعائهم أن له صاحبة وولدا ويسبون دين الله ونبي الله ولكن أخذتهم الحمية على دينهم ونبيهم وفعلوا ما فعلوا أسأل الله أن يعفوا عنهم وأفضو إلى ما قدموا والله حسيبهم ويحاسبهم على صدقهم فإن فرنسا في القديم والحديث قتلت وتقتل الآلاف في بلاد المسلمين في الجزائر وفي مالي وغيرها من بلاد المسلمين وللأسف تجد من يعينها على ذلك من حكام المسلمين الظلمة أسأل الله أن يعجل بهلاكهم أجمعين .
في الختام علينا أن ننتبه أنه لن تقوم لنا قائمة إلا إذا بدأنا بالجد والاجتهاد في ألا نعتمد إلا على ربنا وعلى أنفسنا في كل أمورنا والله عزو جل منح بلاد المسلمين خيرات عظيمة ومقدرات يمكننا أن نستغلها غاية الاستغلال لنكون في مقدمة الأمم لنجعلهم هم أشد حاجة إلينا من حاجتنا إليهم نستطيع ذلك بالاستعانة بربنا وهو القادر المقتدر ولا يعجزه شيء {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}
اللهم ردنا إلى ديننا مردا جميلا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم وسلم وبارك على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان