تكريم الإسلام للمرأة ..
عبدالله محمد الطوالة
الحمد لله الكريم الأكرم .. الباسط الشكور الصبور المنعم ، من علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم .. وأشهد أن ...
أما بعد: فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله؛ فاتقوا الله الذي خلقكم، واستعينوا على طاعته بما رزقكم، فربُّكم جلَّت حكمته لم يخلقكم هملاً، ولم يتركم سدى ، بل خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ..
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وأطيعوه ، واستمسكوا بدينكم واحفظوه ، واثبتوا على الحق ولا تتفرقوا فيه ، كبر على المشركين ما تدعوهم إليه .. {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} .. {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} ..
الإسلام يا عباد الله : كرم المرأة أماً وأختاً وزوجة وبنتاً .. قال تعالى : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ .. وحين سئل رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي ؟ قال: أُمُّك، قال: ثم مَن ؟ قال: ثم أُمُّك، قال: ثم مَنْ ؟ قال: ثم أُمُّك، قال: ثم مَن ؟ قال: ثم أبوك .. وعن طلحة بن معاوية السلمى قال: [ أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ إني أريدُ الجهادَ في سبيلِ اللهِ تعالى، فقال: أُمُّكَ حَيَّةٌ ؟ فقلتُ: نعمْ، فقال: الزم رِجْلَها فثمَّ الجنَّة ] ..
وكرم الإسلام المرأة أختاً وزوجة .. قال تعالى:{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} .. {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} .. وقال صلى الله عليه وسلم : [ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ]، وقال : [ إِنَّما النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ] .. وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: ((أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهم خُلُقاً، وخيارُكم خياركم لنسائه)).
وحين جاءته أسماء بنت يزيد الأنصارية رضي الله عنها فقالت: يا رسول الله: إن الله بعثك للرجالِ والنساءِ كافَّةً، فآمنّا بك وبإلهك، وإنا معشرَ النساءِ محصوراتٌ، مقصوراتٌ، قواعدُ بيوتِكم، وحاملاتُ أولادِكم، وإنكم معشرَ الرجالِ فُضِّلْتُم علينا بالجمعِ والجماعاتِ، وفُضِّلْتُم بشهودِ الجنائزِ وفُضَّلْتُم علينا بالحجَّ بعدَ الحجِّ، وأعظمُ من ذلك الجهادُ في سبيل الله، وإن الرجلَ منكم إذا خرجَ لحجٍ أو عمرةٍ أو جهادٍ، جلسْنا في بيوتِكم نحفظُ أموالكم، ونربِّي أولادَكم، ونغزلُ ثيابكم، فهل نشاركُكْم فيما أعطاكم اللهُ من الخيِر والأجرِ؟! فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ((هل تعلَمون امرأةً أحسنَ سؤالاً عن أمور دينِها من هذه المرأة؟!)) قالوا: يا رسول الله ما ظننا امرأةً تسأل سؤالها فقال عليه الصلاة والسلام: ((يا أسماء أفهمي عنَّي وأخبري من ورائك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها لمرضاته ، واتبعاها لرغباته يعدل ذلك كله)) فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر ... وجعل صلى الله عليه وسلم : السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ في سَبِيلِ اللَّهِ أَو الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ .. وفي الحديث المتفق عليه : «من ابتُلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن ، كُن له سترًا من النار»، متفق عليه وفي الحديث الآخر: (لا يكون لأحدكم ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا دخل بهن الجنة) ..
والإسلام الحكيم، رحم المرأة وراعى خصوصيتها.. فأسقط عنها الصلاة والصيام أثناء الحيض والنفاس.. وأسقط عنها حضور الجُمَع والجماعات.. وأسقط عنها فريضة الجهاد، والحج إن لم تجد محرماً يرافقها.. وأسقط عنها النفقة فلا تُنفق على ولدها ولا والديها ولا زوجها بل لا تنفق على نفسها هي، وإنما يُلزم وليها بالنفقة عليها .. ومع ذلك فقد جعل لها ميراثاً من أبويها وزوجها وإخوانها وأولادها رغمَ أنها لا تتحمل شيئاً من النفقة.. وأوجب لها مهراً كاملاً يدفعه الزوج لمجرد الخلوة بها.. فالإسلامَ قد فرض للمرأة، ما يسمَّى بمبدأ الأمن الاقتصادي، مما لا يوجد له مثيلٌ في أي نظام آخر.. ولا قريباً منه..
هكذا نرى يا عباد الله: كيف أن الإسلام صان حقوق المرأة واحترمها، وعرف لها فضلها وقدرها، وخصها بكثير من المميزات التي تصونها وتكرِّمها، وتحفظ لها خصوصيتها.. ولتتفرّغ لرسالتها الأسمى، وومملكتها الأغلى، وهي فارغةُ البال من هموم طلب المعاش ونصب الكدح والتكسُّب..
فالمرأة في الإسلام: أهمُّ عناصر المجتمع، وصلاحه مرهون بصلاحها.. فهي محضن الأطفال، وهي مربِّيةً الأجيال، وهي أم الرجال وصانعة الأبطال..
وقد اقتضت حكمة الخالق أن الذكر ليس كالأنثى في صفة الخِلقة والهيئة والتكوين، وفي القوى والقدرات الجسدية والعاطفية والإرادية .. قال سبحانه وتعالى عن الذكر: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} ، وقال عن الأنثى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}.. وقد أنيط بهذا الاختلاف بينهما تفاوتٌ بينهما في بعض أحكام التشريع، وفي المهام والوظائف التي تلائم تكوين كلٍ منهما وخصائصَه، قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}، فتلك إرادةُ الله الكونيةُ القدرية، وهذه إرادتُه الشرعيةُ الدينية، فالتقت الإرادتان في شأن الرجل والمرأة على مصالح الخلق، وعمارة الكون، وتنظيم حياة الفرد والأسرة والمجتمع..
فالعلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع الإسلامي وداخل الأسرة تقوم على أساس التكامل الوظيفي، والذي يهدف لحصولُ السَّكَن والمودةِ والرحمةِ بينهما، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}، ولفظ السكن يعني: الأمنُ، والراحةُ، والطمأنينة، والأُنس، وهو ما ينعكس إيجاباً على الرجل والمرأة وعلى أولادهما، ومن ثم على المجتمع كافة..
والمرأة بتكوينها الجسدي والفكري والوجداني، مهيأةٌ لوظيفة أساسية، وهي الأمومةُ ولوازمُها، فإذا لم تقُم بها فذلك إهدارٌ لطاقةٍ حيويةٍ أودعها الله في النساء، وانحراف عن صراط الله المستقيم.. {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.. نعم حينما تكون هناك ضرورةٌ أو حاجةٌ للعمل فلا اعتراض، أما اللجوءُ العام إليه بغير حاجة، فسيخرج المرأة عن وظيفتها الأساسية، والتي لن يستطيع أحد غيرها أن يقوم بها، وهذا ما لا يقبله الإسلام أبداً.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: بسم الله الرحمن الرحيم: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ}.. بارك الله لي ..
الْحَمْدُ لِلَّهِ وكفى ..
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ..
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: يتفرع عن الإختلاف بين الرجل والمرأة، حاجة المرأة لوِلَايَةُ الرَّجُلِ .. والتي تَقُومُ عَلَى أَصْلَيْنِ عَظِيمَيْنِ هُمَا: الرِّعَايَةُ وَالْحِمَايَةُ ؛ فَالرِّعَايَةُ دَلَّ عَلَيْهَا قَوْلُ اللهِ تَعَالَى فِي آيَةِ الْقِوَامَةِ: {وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}، وَأَحَادِيثُ نَفَقَةِ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ.. وحتى لو أصبحت الْمَرْأَةُ مُكْتَسِبَةً، فلن تَسْتَغْنِي الْمَرْأَةُ عَنْ حِمَايَةِ الرَّجُلِ لَهَا؛ وَهِي مَطْمَعُ أَرَاذِلِ الرِّجَالِ..
إِنَّ أَعْظَمَ مَا يُوَفِّرُهُ الرَّجُلُ لِلْمَرْأَةِ فِي وِلَايَتِهِ عَلَيْهَا حِمَايَتُهَا، وَشُعُورُهَا بِالْأَمْنِ الحقيقي مَعَهُ، وَهِذا ما تفتقده المرأة الغربية بشدة.. حين دَمَّرُوا نِظَامَ الْأُسْرَةِ هناك..
والْقَوَانِينَ مَهْمَا كَانَتْ صَرَامَتُهَا فلَنْ تُوَفِّرَ الْأَمْنَ لِلنِّسَاءِ، وَلَنْ تَحْمِيَهُنَّ مِنَ الِاعْتِدَاءِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْقَوَانِينَ لَا تَصْرِفُ لِكُلِّ امْرَأَةٍ حَارِسًا يَحْرُسُهَا، وَإِنَّمَا مُهِمَّةُ الْقَوَانِينِ تعويض الْمَرْأَةِ بَعْدَ وُقُوعِ الِاعْتِدَاءِ عَلَيْهَا؛ وَلِذَا عَجَزَتْ قَوَانِينُ الْغَرْبِ عَنْ مَنْعِ الِاعْتِدَاءِ عَلَى النِّسَاءِ بِالتَّحَرُّشِ وَالِاغْتِصَابِ وَالضَّرْبِ وَالظُّلْمِ رَغْمَ إِسْقَاطِهِمْ وِلَايَةَ الرَّجُلِ عَلَى الْمَرْأَةِ، فَتَشْتَكِي الْمَرْأَةُ ظَالِمَهَا أَبًا كَانَ أَوْ أَخًا أَوِ ابْنًا أَوْ زَوْجًا أَوْ عَشِيقًا، ثُمَّ يُحَاكَمُ وَيُسْجَنُ، ثُمَّ يَخْرُجُ لِيَنْتَقِمَ مِنْهَا بطريقة أَشَدَّ وأنكى؛ نعم الْقَانُونَ يُنْصِفُهَا لَكِنَّهُ لَا يَحْمِيهَا ولا يسعدها، وَهِيَ تَحْتَاجُ إِلَى الأمن والْحِمَايَةِ قَبْلَ الْإِنْصَافِ واسترداد الحقوق..
وَمن أَعْظَمُ ما يفرزه إسقاط الولاية مِنْ ويلات على المرأة بالذات.. وهو واضح وكثير جداً في حياة الغرب.. مَا يُعْرَفُ بِالْحُرِّيَّةِ السَّلْبِيَّةِ؛ فالرَّجُلَ الأناني لم يعد مُلْزَمًا قَانُونًا بِالدِّفَاعِ عَنِ الْمَرْأَةِ، ولا حتى يمنعها عن الخطأ والانحراف.. لأنها أصبحت مسئولة عن نفسها، وبالتالي فقد أصبح سلبياً تجاهها، حين يقَعَ عَلَيْهَا اعْتِدَاءٌ أَمَامَهُ، وَلَوْ كَانَتْ قريبته، وَلَوْ كَانَ الِاعْتِدَاءُ تَحَرُّشًا أَوِ ضَرْبًا أَوْ سرقة؛ لِأَنَّ الْعُقُوبَةَ في قانونهم تَكُونُ عَلَى الْفِعْلِ لَا عَلَى التَّرْكِ.. وَيصبح الدِّفَاعُ عَنْ المرأة مُجَرَّدُ فِعْلٍ أَخْلَاقِيٍّ اختياري، وبِاسْتِطَاعَةِ الرَّجُلِ تَرْكُهُ، دون أن يُعَاقِبُهُ الْقَانُونُ عَلَى ذَلِكَ.. وَبِهَذَا الْفِكْرِ الْجَائِرِ فَقَدَتِ الْمَرْأَةُ الْغَرْبِيَّةُ حِمَايَةَ أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَيْهَا؛ لِأَنَّ مَسْئُولِيَّتَهُ فِي الدِّفَاعِ عَنْهَا سَقَطَتْ بِسُقُوطِ وِلَايَتِهِ عَلَيْهَا..
أَمَّا فِي الْإِسْلَامِ فَإِنَّ وَلِيَّ الْمَرْأَةِ يُفْدِيهَا بِرُوحِهِ قَبْلَ أَنْ تُمَسَّ شَعْرَةٌ مِنْهَا؛ وَذَلِكَ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» .. قَالَ الإمام النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وَأَمَّا الْمُدَافَعَةُ عَنِ الْحَرِيمِ فَوَاجِبَةٌ بِلَا خِلَافٍ ..
قَارِنُوا يا رعاكم الله، بَيْنَ حِكَايَةِ الْإِجْمَاعِ عَلَى وُجُوبِ دِفَاعِ الرَّجُلِ عَنْ زَوْجَتِهِ وَمَحَارِمِهِ فِي الْإِسْلَامِ، والَّتِي تَصِلُ إِلَى حَدِّ بَذْلِ النَّفْسِ والنفيس، وبين الْحُرِّيَّةِ السَّلْبِيَّةِ فِي الْفِكْرِ الْغَرْبِيِّ بِعَدَمِ منعها والدِّفَاعِ عَنْهَا.. وَهَذَا أَثَرٌ مِنْ آثَارِ إِسْقَاطِ وِلَايَةِ الرَّجُلِ عَلَى الْمَرْأَةِ..
إِنَّ الْمَرْأَةِ حِينَ تسعى لِإِسْقَاطِ وِلَايَةِ الرَّجُلِ عَلَيْهَا، تَظُنُّ واهمة أَنَّهَا تَسْلَمُ بِذَلِكَ مِنْ ظُلْمِ الرَّجُلِ وَاسْتِبْدَادِهِ.. وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ صَحِيحًا لَسَلِمَتِ الْمَرْأَةُ الْغَرْبِيَّةُ حين أَسْقَطَتْ وِلَايَةَ الرَّجُلِ عَلَيْهَا.. فالْإِحْصَاءَاتُ الرَّسْمِيَّةُ، وَأَرْقَامُهَا المهولة فِي الِاعْتِدَاءِ عَلَى الْمَرْأَةِ فِي الْغَرْبِ، ستصدم كل ْمُتشَكِّكٍ.. وَهِيَ بِإِسْقَاطِ الْوِلَايَةِ عَلَيْهَا تَنْتَقِلُ مِنْ ظُلْمٍ مَحْدُودٍ إِلَى ظُلْمٍ عَامٍّ شَامِلٍ.. تنتقل مِنْ ظُلْمِ قَرِيبِهَا وَطَمَعِهِ المادي فِيهَا، وهذا إن وجد فقليل وعلاجه ممكن.. إِلَى ظُلْمِ أَرَاذِلِ كُلِّ الرِّجَالِ الَّذِينَ يُحِيطُونَ بِهَا ويسعون للإيقاع بها، وما أكثرهم ؛ لِأَنَّهُ لَا وَلِيَّ لَهَا يغار عليها فيَحْمِيهَا ، وَيَدْفَعُ الْأَذَى عَنْهَا ..
وَكَمْ تُظْلَمُ الْمَرْأَةُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ الماكرة الَّتِي تَدْعُوهَا لِلتَّمَرُّدِ عَلَى شَّرْعِ ربها، وَالخروج عَلَى وصاية أَوْلِيَائِهَا؛ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْجَهْلِ وَمِنَ الْهَوَى ، وَنَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يَحْفَظَ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كل من يُرِيدُ بِهِنَّ شَرًّا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .. {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} ..
ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، البر لا يبلى ، والذنب لا ينسى ، والديان لا يموت ...
المرفقات
1123.doc
1124.pdf