تقبل الله مني ومنكم (( مبطلات الأعمال )) (1)

صالح العويد
1433/12/15 - 2012/10/31 16:58PM
الحمد لله ذو الفضل والإحسان ، الرءوف المنان ، خلق لعبادته الجن والإنسان وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، فالق الحب والنوى عالم السروالنجوى له مافي السموات ومافي الأرض ومابينهماوماتحت الثرى وأشهد أن محمدا عبده ورسوله نبي الرحمة والهدى ماضل وماغوى وماينطق عن الهوى إن هوإلاوحي يوحى صلى الله عليه وعلى آله وعلى خيرمن صحب واقتدى وعلى التابعين لهم بإحسان ومن ورى
أما بعد ، عباد الله :
اتقوا الله U ، فلا فلاح إلا بتقوى الله : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا جعلني الله وإياكم من عباده المتقين.
أيهاالأحبة من نعم الله علينا أن أمد في أعمارنافأدركنا
أفضل الليالي والأيام فقبل شهرين وليالي ودعناأفضل الليالي وقبل أيام قلائل ودعناأفضل الأيام ودعناهابما
أودعنافيهامن أعمال من كان فيهامحسنافلنفسه ومن أساءفعليهاوماربك بظلام للعبيدوليس للعمل في هذه الحياة نهاية إلاالموت قال سبحانه الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وقال واعبدربك حتى يأتيك اليقين أي الموت وإن العبدفي هذه الحياة يعمل العمل وهوبين خوف ووجل جاءفي التنزيل قول رب العالمين ) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ( لما سمعت عائشة رضي الله تعالى عنها هذه الآية ، سألت النبي e عن هؤلاء الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة فقالت : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ فقال لها النبي e : (( لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولائك الذين يسارعون في الخيرات ))فكن على قبول العمل منك أشدمن العمل وإن مايعمله الإنسان في حياته من أنواع القربات ويزيدمنهافي الأوقات الفاضلات قدأمرنابالمحافظة عليها وعدم إبطالها بالمعاصي والسيئات قال سبحانه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾(. قال أبو جعفر الطبري رحمه الله عند هذه الآية: ولاتبطلوا بمعصيتكم إياهما (أي الله ورسوله ) وكفركم بربكم ثواب أعمالكم
أيهاالمسلمون إن مصيبة المصائب وطامة الطوام ، والتي تهون عندها كل مصيبة أن يكدح المرء في الدنيا بأنواع من القرب والطاعات ، وأصناف من الأعمال والعبادات ، يفني حياته وهو يظن أنه يحسن عملا ، ويحسب أنه سيجد العاقبة حميدة ، والمآل ساراً ؛ فإذا بطاعاته التي أفنى فيها عمره قد ذهبت أدراج الرياح ، وحبط ما صنع وقدّم ، وإذا بالآمال قد خابت ، وأضحت ( كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) إنها أعمال الذين ( ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) إنه الهباء المنثور الذي عناه الله بقوله ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )
تلك بحق والله قاصمة القواصم ،وبلية البلايافيا حسرة من خاب سعيه ، وضاع في الآخرة جهده وعمله .

فكيف يحبط عملُ المطيعِ العابد لله ، هل تضيع صلاته وصدقاته وصيامه وحجه هكذا سدى وبلا سبب إن الله لايظلم مثقال ذرة والله لايظلم الناس شيئاولكن الناس أنفسهم يظلمون إذافلا بد أن هناك أسبابا هي التي أحبطت ذلك العمل وأضاعت أجره ، وهي مدار حديثنا في هذه الخطبة والتي بعدهابمشيئة الله فمحبطات الأعمال كثيرة وسنقتصرعلى بعضها
أولا : الارتداد عن دين الله، والكفر بعد الإيمان، فإنه أعظم ما يبطل الأعمال ويحبطها بالكلية قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾( وقال تعالى عن أعمال الكفار والمكذبين: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً﴾( والآيات في هذا المعنى كثيرة في كتاب الله تعالى، دالة على أن كل من كفر أو ارتد عن دينه ومات على ذلك فقد حبط عمله وبطل سعيه ومآله إلى جهنم وبئس المصير
أيها الإخوة الكرام إن الارتداد عن دين الله تعالى والكفر بالله جل وعلا يكون بأمور عديدة منها:
الشرك بالله تعالى في عبادته سبحانه أو ربوبيته تعالى ذكره أو أسمائه وصفاته عز وجل قال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ﴾(فالشرك يا عباد الله يحبط العمل بالكلية فلا تنفع معه حسنة ولتقرير هذه الحقيقة وهي أن الشرك يحبط العمل خاطب الله سبحانه نبيه ورسوله الذي عصمه من الوقوع في الكبائر فضلاً عن التلطخ بأرض الشرك فقال تعالى مخاطباً نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
أيها الناس إن الشرك بالله تعالى أمر خطير خافه أولو العزم من الرسل وخافه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه رضي الله عنهم فاحذروا الشرك عباد الله ولا يظنن أحدكم أنه بمنأى عن الشرك أو في أمان من الوقوع فيه فإن هذا خطأ وضلال قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾وكان نبيناعليه السلام معلم البشرية الخير يستعيذبالله من الشرك وأخبرربناحكاية عن أبيناإبراهيم عليه السلام أنه قال واجنبني وبني أن نعبد الأصنام
أيها المؤمنون إن الشرك الذي يحبط العمل بالكلية هو أن تجعل لله نداً وهو خلقك وذلك بأن تصرف العبادة أو نوعاً منها لغير الله تعالى كأن تحب غير الله أو تحب معه غيره أو تعظم غير الله أو تتوكل على غيره أو تدعو غيره أو تذبح لغيره أو تنذر لغيره أو تطيع غيره في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله تعالى. ومن الشرك المحبط للعمل اعتقاد العبد النفع والضر بغير الله تعالى وأن غيره سبحانه قادر على جلب المنافع ودفع المضار استقلالاً. ومن الشرك أيضاً جحد شيء من أسمائه وصفاته نعوذ بالله من ذلك
عباد الله إن مما تحصل به الردة المبطلة للأعمال عدم اعتقاد كفر الكفار أو الشك في كفرهم أو تصحيح مذهبهم أو اعتقاد جواز التدين بغير دين الإسلام ومما تحصل به الردة المحبطة للأعمال بغض شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ فمن كره تحريم الربا أو وجوب الصلاة مثلاً فقد حبط عمله وكفر بالله تعالى.
ومما يحصل به الارتداد عن دين الله الاستهزاء بشيء من دين الله تعالى أو ثوابه أو عقابه أو ما يتعلق بذلك أوآيات الله أو رسوله قال الله تعالى: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ ومنها جحد شيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ومنها سب الله تعالى أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن هذه الأمور مما تحصل به الردة والكفر بالله تعالى فمن ثم حبوط العمل نعوذ بالله من ذلك
ثانيا: مما يحبط أعمال العاملين ويخيب سعيهم الرياء في العمل وهو أن يطلب العبد بعمله ثناء الناس ومدحهم وذكرهم فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- مرفوعاً : » ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ قالوا : بلى ! قال : الشرك الخفي ، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل « رواه أحمد.وفي حديث أبي أمامة قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ماله؟ قال: لاشيء له. فأعاده عليه ثلاثاً كل ذلك يقول: لاشيء له. ثم قال: ((إن الله لا يقبل من العمل إلا ماكان خالصاً وابتغي به وجهه)) رواه أبو داود والنسائي وهذا يفيد أن العمل الذي لا يبتغى به وجه الله تعالى حابط باطل لا ينفع صاحبه، فكل من عمل عملاً طلب فيه غير وجه الله تعالى فإن عمله مردود عليه وليس له عند الله فيه من خلاق.
روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَه ) وإليك هذاالحديث العظيم في خطورة مرآءات الناس بالأعمال أخرج الإمام مسلم في صحيحه:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة: رجل أستشهد ، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: ما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى قتلت.قال: كذبت ولكن قاتلت ليقال هو جرئ، فقد قيل. ثم يأمر به فيسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القران ، فأتى به
فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلمته وقرأت فيك القران. فقال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال هوعالم فقد قيل وقرأت القران ليقال:هو قارئ فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، فأتى به فعرفه نعمه
فعرفها فقال:ماعملت فيها؟فقال:ما تركت من سبيل تحب ان ينفق فيها إلا انفقت فيها لك.قال:كذبت ولكنك فعلت ليقال : هو جواد فقد قيل.ثم امر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
وفي لفظ: فهؤلاء أول خلق الله تسعر بهم النار يوم
القيامة
إن الرياء داء عضال ، وآفة عظيمة تحتاج إلى علاج شديد وتمرين للنفس على الإخلاص ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء والاستعانة بالله على دفعها . يقول الإمام الطيّبي عن الرياء : » هو من أضر غوائل النفس ، وبواطن مكائدها ، يبتلى به العلماء والعباد ، والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة ، فإنهم مهما قهروا نفوسهم وفطموها عن الشهوات ، وصانوها عن الشبهات عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة ، الواقعة على الجوارح ، فطلبت الاستراحة إلى التظاهر بالخير وإظهار العلم والعمل ، فوجدت مخلصاً من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق ، ولم تقنع باطلاع الخالق تبارك وتعالى ، وفرحت بحمد الناس ، ولم تقنع بحمده الله وحده ، فأحبت مدحهم ، وتبركهم بمشاهدته وخدمته وإكرامه وتقديمه في المحافل ، فأصابت النفس في ذلك أعظم اللذات ، وأعظم الشهوات ، وهو يظن أن حياته بالله تعالى وبعبادته ، وإنما حياته هذه الشهوةُ الخفية التي تعمى عن دَرَكها العقولُ النافذة ، قد أثبت اسمه عند الله من المنافقين ، وهو يظن أنه عند الله من عباده المقربين ، وهذه مكيدة للنفس لا يسلم منها إلا الصديقون ولقد كان خوف السلف من الرياء عظيما أقض مضاجعهم وأطار النوم من أجفانهم لأنهم يعلمون عاقبته ، ويدركون مآل صاحبه :
** قال سفيان الثوري : " كم أجتهد في تخليص الرياء من قلبي كلما عالجته من جانب ظهر من جانب "

ومن جاهدنفسه على الإخلاص وخشي الرياءفليكثرمن قول اللهم إني أعوذبك أن أشرك بك وأناأعلم وأستغفرك لمالاأعلم
ثالثا:وممايحبط الأعمال التألي على الله وهوالحكم على الآخرين بماهومن خصائص الله فعن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال: ((من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان؟ قد غفرت لفلان وأحبطت عملك))
فليس لأحدأن يحكم لأحدبمغفرة أوبطلان أو جنة أونارفالحكم لله الكبيرالمتعال يعاقب بعدله ويغفربعفوه
نسأل الله أن يعاملنابعفوه وأن لايعاملنابعدله
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم
المشاهدات 3506 | التعليقات 1

الحمد لله لم يزل بالمعروف معروفًا، وبالكرم والإحسان موصوفًا وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل الصلاة على المؤمنين كتاباموقوتا وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، جعله الله صادقًا أمينًا شريفًا ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً وسلامًا تزيدهم تفضيلاً وتشريفًا أمابعد رابعا: مما يحبط العمل ترك الصلاة المفروضة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة)) رواه مسلم. وفي المسند قال صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))وقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من ترك صلاة العصر حبط عمله))فهذه النصوص أيها المؤمنون تفيد أن ترك الصلاة من محبطات الأعمال قال ابن القيم رحمه الله عند كلامه حبوط العمل بترك الصلاة: والذي يظهر في الحديث – والله أعلم بمراد رسوله – أن الترك نوعان: ترك كلي لا يصليها أبداً فهذا يحبط العمل جميعه، وترك معين في يوم معين فهذا يحبط عمل ذلك اليوم فعلى هذا أيها المؤمنون من ترك صلاة من الصلوات في يوم من الأيام فإن عمله ذلك اليوم حابط باطل ولو كان أمثال الجبال أما من ترك الصلاة بالكلية فهذا كافر مرتد كل عمله باطل حابط نعوذ بالله من الخذلان.فاتقواالله عبادالله وحافظواعلى صلاتكم وأدوهاكماأمرتم فقدجاء عنه صلى الله عليه وسلم:أنه قال : أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد[font=times new roman(arabic)] سائر عمله‏ هذاماتيسرذكره في هذه الخطبة من مبطلات الأعمال ومحبطاته فانتبهوامنهاواحذروهاعلى أعمالكم ولنافي الخطبة القادمة بمشيئة الله حديث عن بقيتهاعصمني الله وإياكم منها[/font]