تعظيم علام الغيوب في القلوب

صالح العويد
1433/04/01 - 2012/02/23 13:27PM
الحمد لله.. الحمد لله الذي لا يحيط بحمده حامد ولا توفي قدره بليغ المحامد، الحمد لله عظيم الشان واسع السلطان مدبر الأكوان.. يسأله من في السموات والأرض كل يوم هوفي شأن وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. أصدق كلمة فاهت بها الشفاه وخير جملةٍ نطقت بها الأفواه.. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله العارف بالله حقاً والمتوكل عليه صدقاً.. المتذلل له تعبداً ورقاً، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار، وسلم تسليماً كثيراً
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، فهو سبحانه أهل التقوى وأهل المغفرة. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102
أيها المسلمون :
تعظيم الله في القلوب وإجلاله في النفوس والتعرف على آلائه وأفضاله وقدره حق قدره هو - والله - زاد العابدين وقوة المؤمنين وسلوى الصابرين، وهو سياج المتقين. وحاجةُ النّفوس إلى معرفةِ ربِّها أعظم من حاجِتِهم إلى الطعام والشراب والنَّفَس، ولا سَعادَةَ في الدنيا والآخِرَة إلا بمعرفةِ الله ومحبَّتِه وعبادته،وإذا عرفَ المخلُوقُ ربَّه اطمأنَّت إليه نفسُه وسكنَ إليه قلبُه، له الكمالُ المُطلقُ في كلِّ شيء؛ كان النبيُّ يقول: ((لا أُحصِي ثناءً عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك)) رواه مسلم. ومن أثنى عليه فإنما اعترف بالجميل وأقر بالإحسان وقام بأقل الواجب، ولو كانت الأشجارُ أقلامًا والبحارُ مدادًا والسماواتُ ألواحًا والخلائقُ يُمْلُونَ الثَّنَاء ويكتبون المديح لكانوا فيما يَسْتَحقُ مقَصِّرِين، وفيما يجب له منقطعين، وبالعجز عن القيام بشُكرهِ معترفين. وجميعُ من في السماوات ومن في الأرض يُنزِّهون الله عن كلِّ عيبٍ ونقصٍ، قال سبحانه: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ[الحشر: 1]، وكلُّهم أسلم له؛ قال عزّ وجلّ: وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا[آل عمران: 83]. وقد أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن ما في السموات السبع موضع قدمٍ ولا شبرٍ إلا وفيه ملكٌ قائمٌ أو ملكٌ راكعٌ أو ملكٌ ساجد، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعاً: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أننا لا نشرك بك شيئاً.
الله العظيم له عزّ وجلّ الخلقُ والأمرُ وحدَه، أتقنَ ما صنَعَ وأبدَعَ ما خَلَق، وقدَّر مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلقَ السماوات والأرض بخمسين ألف سَنَة، والحكمُ حكمُه ولا يَشرَكه في ذلك أحَد، لا رادَّ لقضائه، ولا مُعقِّب لحكمه، حيٌّ لا يموت، جميعُ الخلقِ تحتَ قهرِه وقبضته ، مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا[هود: 56]، يُدبِّرُها كيف شاء قلوبُ العباد بين أُصبعَيْه يُقلِّبُها كيفَ شاء، ونواصيهِم بيدِه، وأزِمَّةُ الأمورِ معقودةٌ بقضائهِ وقدَره، لا يُنازِعُه مُنازِع، ولا يغلبُه غالبٌ.لا رادَّ لعذابه إن نزل، ولا رافعَ لعذابه إن حَلَّ ، يخلق ما يشاءُ ويفعل ما يُريد، لا يُسأل عما يفعل والخلقُ يُسأَلون، قائمٌ بنفسِه، مُستَغنٍ عن خلقه، ومُهيمنٌ عليهم جميعًا.
الله العظيم ملِكٌ يُدبِّر أمرَ عباده، يأمرُ وينهَى، ويُعطِي ويمنع، ويخفِضُ ويرفع، أوامرُه مُتعاقبةٌ على تعاقُب الأوقات، نافذةٌ بحسَبِ إرادتِه ومشيئَتِه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ[الرحمن: 29]. يغفر ذنبًا، ويفرج كربًا، ويرفع قوما، ويضع آخرين، ويحيي ميتًا، ويميت حيًا، ويجيب داعيًا، ويشفي سقيمًا، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، ويجبر كسيرًا، ويغني فقيرًا، ويعلِّم جاهلًا، ويهدي ضالًا، ويرشد حيرانا، ويغيث لهفانا، ويفك عانيًا، ويشبع جائعا، ويكسو عاريًا، ويشفي مريضًا، ويعافي مبتلى، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، وينصر مظلومًا، ويقصم جبارًا، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويؤمن روعة كل ذلك وقد قال عن نفسه: وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ[المؤمنون: 17].
الله العظيم مفاتيحُ الغيب عنده لا يَعلَمُها إلا هو، وأخفَى عِلمَها حتى عن الملائكةِ، فلا يعلمون مَن سَيموت غدًا أو ما سيحدث في الكون قبل أن يكونَ.
الله العظيم علمُه وسِعَ كل شيء، يعلمُ ما كان وما يكون وما لم يكن، لا تتحرَّك ذرَّةٌ فما فوقَها إلا بإذنه، ولا تسقُط ورقةٌ إلا بعِلمِه، لا تخفى عليه خافية، استوى عنده السرُّ والعلانية، قال سبحانه: سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ[الرعد: 10].
الله العظيم يسمعُ أصواتَ المخلوقين وهو على عَرشِه، قالت عائشةُ رضي الله عنها: سبحان الذي وَسِعَ سمعُه الأصوات، ووسع سمعه الأرض والسموات قالت: لقد جاءَت المُجادِلةُ إلى النبيِّ تُكلِّمُه وأنَا في ناحيَةِ البيتِ ما أسمعُ ما تقولُ، فأنزلَ اللهُ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا[المجادلة: 1].
وأفعالُ العبادِ في ظُلمةِ الليل البَهيمِ لا تخفى عَليه، قال جل شأنه: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ[الشعراء: 218، 219]. يرى ويسمع وهو فوق سماواته دبيبَ النملة السوداء، على الصخرة الصمَّاء، في الليلة الظلماء.
الله العظيم خزائنُه مَلأى في السّماوات والأرضِ، ويَداه مبسوطتان بالسَّخاءِ، سحَّاءُ الليل والنهار، يُنفِقُ كيف يشاء، كثيرُ العطاء واسعُ الجُودِ، يُعطِي قبلَ السؤالِ وبعدَه، وينزل إلى السماءِ الدنيا كلَّ ليلةٍ في الثُّلثِ الأخير من الليل ويقول: من يسألني فأُعطيَه. ومن لم يسأله يغضَب عليه.
الله العظيم أبوابُ عطائه فتحَها لخلقه، فسخَّر بحارًا وأجرى أنهارًا وأدرَّ أرزاقًا، ساق للخَلقِ أرزاقهم؛ فرزَقَ النملَ في قرار الأرض، والطيرَ في الهواء، والحيتان في الماء، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا[هود: 6]، ورزقُه وسِع الجميعَ؛ فساق إلى الجنين رزقَه وهو في رَحِمِ أمِّه، وإلى الجَلْد القويِّ في مُلكه، كريمٌ يحبُّ العطاء والكرم، إذا سُئِل أعطى، وإذا رُفِعَت إلى غيره حاجةٌ لا يرضى، وكلُّ خيرٍ فهو منه، وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ[النحل: 53].
الله العظيم رِزقُه لا ينفَد، ولو سأله العبادُ جميعًا فأعطاهم ما سألوه لم ينقُص ذلك من مُلكه شيئًا، قال النبيُّ : ((قال الله عزّ وجلَّ: يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيتُ كلَّ واحدمنكم مسألتَه، ما نقصَ ذلك مما عندي إلا كما ينقص المِخيَط إذا أُدخِل البحر)) رواه مسلم.
ويزيدُ في السخاء فوق المُنَى، فأعطى أهل الجنة فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أُذنٌ سمعت، ولا خطَرَ على قلب بشَر. وإذا ترك العبدُ شيئًا من أجله عوَّضه خيرًا منه.

الله العظيم غنيٌّ عن جميع خَلقِه، وكلُّ شيءٍ مُفتقِرٌ إليه، يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[فاطر: 15]. لا يبلغُ العبادُ نفعَه فينفَعوه، ولا ضُرَّه فيضرُّوه، عليٌّ كبير، الكُرسيُّ موضع قدمَيْه سبحانه، وقد وسِعَ الكرسيُّ السماوات والأرض، والسماوات السبع في الكرسيّ كدراهمَ سبعةٍ أُلقِيَت في تُرسٍ، والكرسيُّ في العرشِ كحلقةٍ من حَديدٍ أُلقِيت بين ظهرَيْ فلاةٍ من الأرضِ، وعَرشُه أعظم مخلوقاته، وتحت العرشِ بحرٌ، ويحملُ العرشَ ملائكةٌ ما بين شحمة أُذن أحدِهم إلى عاتقِه مسيرةُ سبعمائة عامٍ.
وربُّنا مُستوٍ على عرشِه كما يليق بجلالهِ وعظمَته، وهو مُستغنٍ عن العرشِ وما دونَه، مُحيطٌ بكلِّ شيء، ولا يُحيطُ به شيءٌ، ويُدرِكُ الأبصارَ والأبصارُ لا تُدرِكُه، وقُدرتُه شملَت جميعَ مخلوقاته، وهي ضَعيفةٌ عندَه وإن كبُرت في أعيُن المخلوقين؛ فالسّماوات يطويها سبحانه يومَ القيامة، ((ثم يأخذُهن بيده اليُمنى ثم يقول: أنا الملكُ، أين الجبارون؟ أين المُتكبِّرون؟ ثم يطوي الأرَضين بشمالِه ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المُتكبِّرون؟)) رواه مسلم.
و((يجعل السماوات يومَ القيامة على أُصبع، والأرضين على أُصبع، والجبالَ والشجرَ على أُصبع، والماءَ والثَّرى على أُصبع، والخلائق على أُصبع، ثم يهزُّهنَّ ثم يقول: أنا الملكُ، أنا الملكُ)) متفق عليه.
الله العظيم إذا تكلَّم بالوحيِ أخذَت السّماواتِ منه رجفةٌ، وصعِق أهلُ السماء، وأول من يفيقُ جبريل، والسماوات تخشاه، قال عزّ وجلّ: تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ[الشورى: 5]. قال الضحّاك رحمه الله: "أي: تكاد السّماوات يتشقَّقن فرَقًا مِن عظمةِ الله"؛ أي: خوفًا منه.
الله العظيم قيُّومٌ، ((لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفِضُ القسطَ ويرفعُه، يُرفَع إليه عملُ الليل قبل عمل النهار، وعملُ النهار قبلَ عملِ الليل، حِجابُه النورُ، لو كشفَه لأحرَقَت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه)) رواه مسلم.
الله العظيم قويٌّ لا يُعجِزُه شيءٌ، إذا أراد شيئًا قال له: كن؛ فيكون، وأمرُه كلمحِ البصر بل هو أقرَب. وله جنودٌ لا يعلَمها أحدٌ سواه، قلَبَ قُرى قوم لوطٍ وجعل عاليَها سافلَها، ولما امتنع بنو إسرائيل عن قبول ما في التوراةِ رفع جبلاً فوق رؤوسِهم كأنّه ظُلَّةٌ وظنُّوا أنّه واقعٌ بهم، كلم موسى تكليماً وتجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً، والأرضُ إذا انقضى الدهرُ يرُجُّها رجًّا، ويدُكُّها دكًّا، ويَنسِفُ الجبالَ نَسفًا، وبنَفخةٍ واحدةٍ في الصّور ينفُخ فيه إسرافيل يفزعُ الخَلق، وبنفخةٍ أخرى يصعَقون، وبثالثةٍ يقومون للحشر.
وإذا نزل سبحانه لفصلِ القضاءِ تشقَّقَت السّماءُ لنزولِه تعظيمًا له وخَشيَة.
عبادالله ومع كل ماسبق ذكره فالله أعظم شاناً وأعز سلطاناً، ولكن الذنوب التي رانت على القلوب حجبت تعظيم الرب في النفوس وأضعفت وطره في القلوب، ولو تمكن وطر الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه أبداً..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، أقول ما تَسمَعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميعِ المسلمين من كلّ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
المشاهدات 5083 | التعليقات 8

الحمد لله .. الحمد لله الذي باسمه تُبتدأ الصالحات وبحمده تُختتم، والحمد لله العفوُّ الكريم الأكرم.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وما له من الأسماء والصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه ما تتابعت الأزمان والأوقات، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أيّها المسلِمون، لا أحدَ أحبُّ إليه المدح منَ الله، ولذلك أثنى على نفسه، ومهما بالغنا في مدح الله تعالى لن نؤدي شُكره فهو سبحانه أحقُّ من ذُكر، وأحق من عُبد، وأحقُّ من حُمد، وأولى من شكر، وأنصر من ابتغى، وأرأف من ملك، وأجود من سئل، وأعفى من قدر، وأكرم من قصد، وأعدل من انتقم، عفوه عند مقدرته، ومغفرته عند عزته.
ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضـــــــــائع
إن عذِّبوا فبعدله أو نعّموا فبفضله وهو الكريم الواسع
هو الملك فلا شريك له، والفرد فلا ند له، والغني فلا ظهير له، والصمد فلا ولد له، ولا صاحبة له، والعلي فلا شبيه له ولا سمي له، كل شيء هالك إلا وجهه، وكل ملك زائل إلا ملكه، وكل فضل منقطع إلا فضله، لن يطاع إلا بإذنه ورحمته، ولن يعصى إلا بعلمه وحكمته، يطاع فيشكر، ويعصى فيتجاوز ويغفر، كل نقمةٍ منه عدل، وكل نعمةٍ منه فضل، أقرب شهيد، وأدنى حفيظ، أخذ بالنواصي، وسجّل الآثار، وكتب الآجال، فالقلوب له مفضية، والسر عنده علانية، والغيب عنده شهادة، عطاؤه كرم، وعذابه عدل، إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . والله سبحانه فوقَ ما يصِفُه الواصِفون ويمدحُه المادِحون، عرفَ الرسلُ ربَّهم فأكثَروا له التّذلُّل والتعبُّد والخضوع، فكان داود عليه السلام يَصوم يومًا ويُفطِر يومًا، ونبيُّنا محمّد يقوم الليلَ حتى تتفطَّر قدَماه، وإبراهيمُ أوَّاهٌ لربِّه مُنيب، ومَن سلك غيرَ نهجِ الأنبياءِ فقد ضلَّ سواءَ السبيل.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر: 67].
عبادالله صلوا وسلموا على الهادي البشير والسراج المنير عبد الله ورسوله محمد، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين،وا لتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .


خطبة رائعة
وهكذا الخطب التي فيها تقدير وتصوير عظمة الله ، والمدح والثناء على الله
{ ما لكم لا ترجون لله وقارًا }
جزاك الله خيرا


جزاك الله خيرا


بارك الله فيك، نحنُ بحاجةٍ إلى مثل هذه الخطب لتذكير الناس بمثل هذه المعاني


بسم الله الرحمن الرحيم
رفع الله قدرك شيخنا الفاضل..

ليت الاخوان يعدلون هذا الخطاء
وإذا ترك العبدُ شيئًا من أجله عوَّضه خيرًا منه.
الله العظم غنيٌّ عن جميع خَلقِه،


جزاك الله خيرا ونفع بك
حبذا لو نسقتها ووضعتها في ملف وورد ليعم النفع بها


رفع القدرك، وزاد اجرك
خطبة رائعة، وموفقة


بارك الله ونفع بالجميع

وفقني الله واياكم لكل خير