تعظيم شَهرِ رَجَبٍ والتحذير من البدع فيه
محمد البدر
1438/07/03 - 2017/03/31 01:37AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أمّا بعدُ: قَالَ تَعَالَى :﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة:36].قالَ ابنُ كثيرٍ -رحمهُ اللهُ: (وإنّما كانتِ الأشهُرُ الْمُحَرَّمَةُ أرْبعةً؛ ثلاثةٌ سَرْد وواحدٌ فَرْد, لأجلِ أداءِ مناسِكِ الحجِّ والعُمْرَةِ؛ فَحَرَّمَ قبلَ أشْهُرِ الحَجِّ شَهْراً وهو ذو القعدةِ؛ لأنّهم يَقْعُدونَ فيه عنِ القِتالِ، وحَرَّمَ شهرَ ذي الحجةِ؛ لأنهم يوقِعُونَ فيه الحجَّ ويَشْتَغِلونَ فيه بأداءِ المناسِكِ، وحَرَّمَ بعدَهُ شَهْراً آخرَ وهو المحرمُ؛ ليرْجِعوا فيه إلى أقصى بلادِهمْ آمِنينَ, وحَرَّمَ رجبَ فِي وسَطِ الحوْلِ؛ لأجلِ زيارَةِ البَيْتِ والاعْتِمارِ به لِمَنْ يَقْدُمُ إليه مِنْ أقْصَى جزيرةِ العَرَبِ فَيَزُورُهُ ثمَّ يعودُ إلَى وطَنِهِ فيهِ آمِناً).
وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مَضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ :شَهرِ رَجَبٍ يَقَعُ وَسَطَ العَامِ,وكانَ أَهلُ الجَاهِليَّةِ يُعظِّمونَهُ!حتى أنَّهم يَضَعونَ سِلاحَهم فلا يقْتَتِلونَ فيهِ,ويَتَحَرَّونَ فيه الدُّعاءَ على من ظَلَمَ,ويَصُومُونَ فيهِ,ويَنحَرُونَ الذَّبَائِحَ يَتَقَرَّبُونَ بِها لِأَصنَامِهم ويُسَمُّونَها العَتِيرةُ!ونُسِبَ إلى قَبِيلَةِ مُضَرٍ لِشِدَّةِ تَعظيمِها لهُ .
عبادَ اللهِ : احْذَرُوا مِنَ الظلمِ في الأشْهُرِ الحُرُمِ وفي غيرِها،وأعْظَمُ الظلمِ الشِّرْكُ باللهِ صغيرُهُ وكبيرُهُ؛ لِقَوْلِه عزَّ وجلَّ: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان:13].
ومِنَ الظلمِ: ظُلمُ النفْسِ بالبِدَعِ والمعاصِي والذنُوبِ، ومِن الظلمِ: ظلمُ الناسِ بِأَخْذِ حُقوقِهِمْ الخاصَّةِ والعامَّةِ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وقال اللّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى في الحديث القُدسي: ((يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً، فَلاَ تَظَالَمُوا)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
عبادَ الله:الرَّوافضِ والصَوُّفِيه هم الذين اخَتَرَعوا كَذِبَةَ الاحتِفالِ بِحَادِثَةِ الإِسرَاءِ والمِعرَاجِ وأنَّها في رَجَبٍ!باسمِ العِبَادَةِ تارةً,وباسمِ مَحَبَّةِ رَسُولِ اللهِ تارةً أُخرى؛!فَرَدَّ عليهم شَيخُ الإِسلامِ ابنُ تَيمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ فقالَ"لَم يَقُم دَليلٌ مَعلُومٌ لا على شَهرِها ولا على عَشرِها ولا على عَينِها،بل النُّقُولُ في ذَلِكَ مُنقَطِعَةٌ مُختَلِفَةٌ" ولِمَزِيدٍ من غِوايَةِ المُسلمينَ وإضلالِهم فَإِنَّ أَئِمَّةَ المُبتَدِعَةِ كذَلِكَ ابتَدَعوا عِبَادَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ في شَهرِ رجبٍ،فهم يَفتَتِحُونَ أَوَّلَ لَيلةِ جُمُعَةٍ فيهِ بِصَلاةٍ مُنكَرَةٍ في نِيَّتِها وَهَيأَتِها يُسَمُّونَهَا صَلاةَ الرَّغَائِبِ.قَالَ ابنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ:لم يصحَّ في شَهرِ رَجَبٍ صلاةٌ مَخصُوصَةٌ,والأحاديثُ المَرويَّةُ في فَضلِ صَلاةِ الرَّغَائِبِ في أوَّلِ لَيلةِ جُمُعَةٍ فيهِ كَذِبٌ وبَاطلةٌ, وهي بِدعَةٌ عندَ جُمهورِ العُلمَاءِ"ثمَّ عَمَدَ المُبتَدِعَةُ إلى الحثِّ على صيامِ أَيامِهِ وَأَفتَوا بِفَضِيلَتِها!والحثِّ على عُمرةَ رجَبٍ ويُسَمُّونَها العُمْرةَ الرجَبِيّة ويسوقونَ أدلَّةً وأحاديثَ مَكذُوبَةً أو ضَعِيفَةً!
قالَ الشَّيخُ ابنُ العُثَيمِينَ رحمهُ الله:ليسَ لِشهرِ رَجَبٍ مِيزَةٌ عن سِواهُ من الأَشهُرِ الحُرُمِ،ولا يُخصُّ بِعمرةٍ ولا بِصيامٍ ولا بِصلاةٍ ولا بِقَراءَةِ قُرآنٍ؛بل هو كَغيرِهِ من الأَشهُرِ الحُرُمِ،وكلُّ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ في فَضْلهِ ضَعيفَةٌ لا يٌبنى عليها حُكمٌ شَرعِيٌّ.اهـ.
عِبَادَ اللهِ : بعض القَنواتِ الفضائِيَّةِ تُمطِرُ البلادَ الإسلاميَّةَ وابِلاً من الخُرافاتِ والبِدَعِ! فوجب الحَذَرِ منها وتحذير الناس منها, فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ:واتَّبِعُوا ولا تَبتَدِعُوا فَقد كُفِيتُم بِسُنَّةِ نَبِيِّكم: وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ واعلموا أنَّ البِدعَةَ أَشَدُّ فَتْكاً بِقلبِ العَبدِ مِن المَعصِيَةِ،وَأعظَمُ خَطَراً على الدِّينِ؛وأَخطَرُ ما فِي البِدعَةِ أنَّها مُشَاقَّةٌ لِلهِ تَعالَى فِي شَرعِهِ،واتِّهَامٌ لِنَبِيِّهِ بِعَدَمِ بَيَانِ دينِهِ؛وصدَقَ رسُولُنا :«وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ :مَحَبَّةُ الرِّسُولِ حقيقةً تَكونُ في اتِّبَاعِ أمرِهِ،واجتِنَابِ نَهيِهِ، والوُقُوفِ عِندَ سُنَّتِهِ وهَديِهِ.
قَالَ تَعَالَى :﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ .
فاتّقُوا اللهَ -عبادَ الله- وارْعَوْا حُرْمَةَ هذا الشهرِ الذي حَرَّمَهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ يومَ خلَقَ السماواتِ والأرضَ، واحْذَرُوا فيه وفي غَيْرِه مِنَ ارْتِكابِ المعاصِي والذنوبِ صغيرِها وكبيرِها، واحْذَروا مِنَ الظلمِ بأنواعِه واستغلوا هذه الإجازة بزيارة الحرمين والأرحام و قضاء حوائج الوالدين والنفس والأهل وتنظيم الأمور،والتواصي بالصبر والصلاة ، وتفقد الجيرانكم وخاصة المحتاجين منهم ليس فقط في شهر رجب بل في سائر العام.الا وصلوا...
[/align]
أمّا بعدُ: قَالَ تَعَالَى :﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة:36].قالَ ابنُ كثيرٍ -رحمهُ اللهُ: (وإنّما كانتِ الأشهُرُ الْمُحَرَّمَةُ أرْبعةً؛ ثلاثةٌ سَرْد وواحدٌ فَرْد, لأجلِ أداءِ مناسِكِ الحجِّ والعُمْرَةِ؛ فَحَرَّمَ قبلَ أشْهُرِ الحَجِّ شَهْراً وهو ذو القعدةِ؛ لأنّهم يَقْعُدونَ فيه عنِ القِتالِ، وحَرَّمَ شهرَ ذي الحجةِ؛ لأنهم يوقِعُونَ فيه الحجَّ ويَشْتَغِلونَ فيه بأداءِ المناسِكِ، وحَرَّمَ بعدَهُ شَهْراً آخرَ وهو المحرمُ؛ ليرْجِعوا فيه إلى أقصى بلادِهمْ آمِنينَ, وحَرَّمَ رجبَ فِي وسَطِ الحوْلِ؛ لأجلِ زيارَةِ البَيْتِ والاعْتِمارِ به لِمَنْ يَقْدُمُ إليه مِنْ أقْصَى جزيرةِ العَرَبِ فَيَزُورُهُ ثمَّ يعودُ إلَى وطَنِهِ فيهِ آمِناً).
وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الزَّمَانُ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَةِ يَوْمَ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مَضَرَ، الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللهِ :شَهرِ رَجَبٍ يَقَعُ وَسَطَ العَامِ,وكانَ أَهلُ الجَاهِليَّةِ يُعظِّمونَهُ!حتى أنَّهم يَضَعونَ سِلاحَهم فلا يقْتَتِلونَ فيهِ,ويَتَحَرَّونَ فيه الدُّعاءَ على من ظَلَمَ,ويَصُومُونَ فيهِ,ويَنحَرُونَ الذَّبَائِحَ يَتَقَرَّبُونَ بِها لِأَصنَامِهم ويُسَمُّونَها العَتِيرةُ!ونُسِبَ إلى قَبِيلَةِ مُضَرٍ لِشِدَّةِ تَعظيمِها لهُ .
عبادَ اللهِ : احْذَرُوا مِنَ الظلمِ في الأشْهُرِ الحُرُمِ وفي غيرِها،وأعْظَمُ الظلمِ الشِّرْكُ باللهِ صغيرُهُ وكبيرُهُ؛ لِقَوْلِه عزَّ وجلَّ: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان:13].
ومِنَ الظلمِ: ظُلمُ النفْسِ بالبِدَعِ والمعاصِي والذنُوبِ، ومِن الظلمِ: ظلمُ الناسِ بِأَخْذِ حُقوقِهِمْ الخاصَّةِ والعامَّةِ؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وقال اللّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى في الحديث القُدسي: ((يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً، فَلاَ تَظَالَمُوا)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
عبادَ الله:الرَّوافضِ والصَوُّفِيه هم الذين اخَتَرَعوا كَذِبَةَ الاحتِفالِ بِحَادِثَةِ الإِسرَاءِ والمِعرَاجِ وأنَّها في رَجَبٍ!باسمِ العِبَادَةِ تارةً,وباسمِ مَحَبَّةِ رَسُولِ اللهِ تارةً أُخرى؛!فَرَدَّ عليهم شَيخُ الإِسلامِ ابنُ تَيمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ فقالَ"لَم يَقُم دَليلٌ مَعلُومٌ لا على شَهرِها ولا على عَشرِها ولا على عَينِها،بل النُّقُولُ في ذَلِكَ مُنقَطِعَةٌ مُختَلِفَةٌ" ولِمَزِيدٍ من غِوايَةِ المُسلمينَ وإضلالِهم فَإِنَّ أَئِمَّةَ المُبتَدِعَةِ كذَلِكَ ابتَدَعوا عِبَادَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ في شَهرِ رجبٍ،فهم يَفتَتِحُونَ أَوَّلَ لَيلةِ جُمُعَةٍ فيهِ بِصَلاةٍ مُنكَرَةٍ في نِيَّتِها وَهَيأَتِها يُسَمُّونَهَا صَلاةَ الرَّغَائِبِ.قَالَ ابنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ:لم يصحَّ في شَهرِ رَجَبٍ صلاةٌ مَخصُوصَةٌ,والأحاديثُ المَرويَّةُ في فَضلِ صَلاةِ الرَّغَائِبِ في أوَّلِ لَيلةِ جُمُعَةٍ فيهِ كَذِبٌ وبَاطلةٌ, وهي بِدعَةٌ عندَ جُمهورِ العُلمَاءِ"ثمَّ عَمَدَ المُبتَدِعَةُ إلى الحثِّ على صيامِ أَيامِهِ وَأَفتَوا بِفَضِيلَتِها!والحثِّ على عُمرةَ رجَبٍ ويُسَمُّونَها العُمْرةَ الرجَبِيّة ويسوقونَ أدلَّةً وأحاديثَ مَكذُوبَةً أو ضَعِيفَةً!
قالَ الشَّيخُ ابنُ العُثَيمِينَ رحمهُ الله:ليسَ لِشهرِ رَجَبٍ مِيزَةٌ عن سِواهُ من الأَشهُرِ الحُرُمِ،ولا يُخصُّ بِعمرةٍ ولا بِصيامٍ ولا بِصلاةٍ ولا بِقَراءَةِ قُرآنٍ؛بل هو كَغيرِهِ من الأَشهُرِ الحُرُمِ،وكلُّ الأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ في فَضْلهِ ضَعيفَةٌ لا يٌبنى عليها حُكمٌ شَرعِيٌّ.اهـ.
عِبَادَ اللهِ : بعض القَنواتِ الفضائِيَّةِ تُمطِرُ البلادَ الإسلاميَّةَ وابِلاً من الخُرافاتِ والبِدَعِ! فوجب الحَذَرِ منها وتحذير الناس منها, فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ:واتَّبِعُوا ولا تَبتَدِعُوا فَقد كُفِيتُم بِسُنَّةِ نَبِيِّكم: وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ واعلموا أنَّ البِدعَةَ أَشَدُّ فَتْكاً بِقلبِ العَبدِ مِن المَعصِيَةِ،وَأعظَمُ خَطَراً على الدِّينِ؛وأَخطَرُ ما فِي البِدعَةِ أنَّها مُشَاقَّةٌ لِلهِ تَعالَى فِي شَرعِهِ،واتِّهَامٌ لِنَبِيِّهِ بِعَدَمِ بَيَانِ دينِهِ؛وصدَقَ رسُولُنا :«وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَيُ مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية :
عِبَادَ اللهِ :مَحَبَّةُ الرِّسُولِ حقيقةً تَكونُ في اتِّبَاعِ أمرِهِ،واجتِنَابِ نَهيِهِ، والوُقُوفِ عِندَ سُنَّتِهِ وهَديِهِ.
قَالَ تَعَالَى :﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ .
فاتّقُوا اللهَ -عبادَ الله- وارْعَوْا حُرْمَةَ هذا الشهرِ الذي حَرَّمَهُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ يومَ خلَقَ السماواتِ والأرضَ، واحْذَرُوا فيه وفي غَيْرِه مِنَ ارْتِكابِ المعاصِي والذنوبِ صغيرِها وكبيرِها، واحْذَروا مِنَ الظلمِ بأنواعِه واستغلوا هذه الإجازة بزيارة الحرمين والأرحام و قضاء حوائج الوالدين والنفس والأهل وتنظيم الأمور،والتواصي بالصبر والصلاة ، وتفقد الجيرانكم وخاصة المحتاجين منهم ليس فقط في شهر رجب بل في سائر العام.الا وصلوا...
[/align]