تعظيم الأيمان @,,,,,,

عبدالله منوخ العازمي
1439/04/24 - 2018/01/11 19:48PM

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ – صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

 أمَّا بَعْدُ … فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ 

عباد الله :

 

ليس هنالك عظيم إلا الله ، وليس هنالك من يستحق العبادة سوى الله ، فلا يعبد إلا الله ، ولا يتوكل إلا على الله ، ولا يحلف الا بالله

‏فمن توكل على الله كفاه ، ومن توكل على غيره أخذله وارداه ، ومن عظم الله حفظه الله ، ومن امتهن أسماء الله امتهنه الله ، وحقره واذلّه وخذله

ايه الاخوة الكرام :       
‏جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه

 

 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل ، أن يسلفه الف دينار ، فقال : ائتني بالشهود ، فقال : كفى بالله شهيداً ، 

قال : فاتني بالكفيل ، قال كفى بالله كفيلا . قال : ‏صدقت ، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، 

فخرج في البحر ، فقضى حاجته ، ثم التمس مركباً يركبوها ، يقدمه عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركباً ،

‏فأخذ خشبة فنقرها ، فأدخل فيها الف ، دينار وصحيفة منه إلى صاحبه ، ‏ثم زجّج موضعها ، - اي سوّى موض النقر واصلحه

ثم أتى بها الى البحر ، ‏فقال : اللهم إنك تعلم إني كنت تسلفت فلانا الف دينار ، فسألني كفيلا ،
‏فقلت كفى بالله كفيلا ، 
‏فرضي بك

‏وسالني شهيدا، ‏فقلت : ‏كفى بالله شهيدا ، ‏فرضي بك ، ‏

وإني جهدت أن أجد مركبا أبعث به الذي له ، ‏‏فلم أقدر ، ‏و إني أستودعكها ، ‏فرمى بها في البحر ، حتى ولجت فيه ، 

‏ثم انصرف وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده ،

‏فخرج الرجل الذي كانا آسلفة ينظر ، ‏لعل مركباً قد جاء بماله ،

‏فإذا بالخشبة التي فيها المال ، 

‏فأخذها لأهليه حطبا ، ‏فلما نشرها وجد المال والصحيفة ،

‏ثم قدم الذي كان اسلافه ، ‏فأتى بالألف دينار فقال والله ما زلت جاهدا في طلب مركب ، 

‏لآتيك بالمال ، فما ‏وجدت مركباً ‏قبل الذي جيئت فيه ،

‏قال : فإن الله قد أداء عنك الذي بعثت في الخشبة ، 

فانصرف ‏بالألف دينار راشداً.


‏عباد الله أن كثيرا من الناس بجهلهم هم يعظمون غير الله ، فلا يصدقون الحالف ولا يأتمنون يمينه حتى يحلف بالطلاق ، أو بالحرام

‏وهؤلاء جهلوا عظمة، الله ولم يقدروه حق قدره ،



‏وصح عنه صلى الله عليه وسلم

أن اعرابيا قال يا رسول الله جهدت الانفس ، وضاعت العيال ، ونهكت الاموال ، وهلكت الأنعام، فاستسقي الله لنا ، فإنا نستشفع بك على الله ، ونستشفع بالله عليك 

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ويحك !! أتدري ما تقول ) ؟ وسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، 

وما زالة يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ، ثم قال : (ويحك !! إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه ، شأن الله أعظم من ذلك


‏ولذلك فإن هنالك واجبات تجاه الأيمان، ينبغي أن نلتزم بها

‏أولها : ألا نحلف إلا إذا إضطررنا الى اليمين 

قال الشافعي - رحمه الله - كما ذكره عنه الذهبي - ما حلفت بالله صادقا ولا كاذبه في حياتي توقير لله تبارك وتعالى ، وتعظيماً له  



وثانيها : الا نحلف إذا اضطررنا إلا بالله تعالى ، 

عباد الله

‏ويدخل في ذلك أيضاً ‏الحلف بالطلاق أو بالحرام ، 

فإن هذا أيضاً تعظيم لغير الله ، لأن لفض الطلاق في الإسلام إنما وضع لمفارقة الزوجة ، 

لا لليمين

ومع ذلك فإن بعض الناس لا يستجيبون ، ولا يصدقون ، إلا إذا حلف الرجل بالطلاق أو بالحرام ، 

وهذا لجهلهم ، وعدم فقههم، وعدم توقير الله عزوجل ، في قلوبهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 

‏ ‏(( رأى عيسى ابن مريم رجلاً يسرق ، فقال له عيسى : اسرقت؟ قال : كلا والذي لا إله إلا هو !! فقال عيسى

آمنت بالله ، وكذبت عيني )) وذلك تعظيماً لله تبارك وتعالى ، واحتراماً لليمين لأنه حلف بالله - عزوجل

‏فعلينا ألا نكثر من الحلف والإيمان وإن كنا صادقين ، لأن كثرة الحلف قد تؤدي إلى امتهان اسم الله تعالى ، وعدم توقيره، كما يفعله بعض الناس في مجالسهم واستراحاتهم ، فيحلفون بالله عشرات المرات دون أدنى سبب ، 

إذا قام أحدهم يحلف ، وإذا جالس يحلف ، وإذا شرب يحلف ، فهذا دليل على عدم تعظيم الله عزوجل


‏ومنها  : ان هنالك بعض الناس خاصة من أهل التجارات، والبيع والشراء لا يصرفون سلعهم إلا بالايمان الكاذبة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في هؤلاء: (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان ؛ الذي لا يعطي شيئاً إلا منة ، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل ازاره)

وقال صلى الله عليه وسلم ايضاً

((
(( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينضر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم )) . وذكر منهم 

صلى الله عليه وسلم : (( ورجلٌ بايع رجلاً بسلعة بعد العصر ، فحلف له بالله ، لاخذها بكذا وكذا، فصدقه، وهو على غير ذلك)



‏وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(( الحلف منفقة للسلعة، ممحقة البركة))، فلا يبارك الله في مال الفاجر ولا في سلعته ولا في تجارته

‏ومنها: ينبغي على المسلم إذا حلف على يمين ثم رأى غيرها خيرا منها أن يكفر عن يمينه ، ويفعل الذي هو خير 



‏فبعض الناس يحلف الا يفعل الخير ، يحلف ان لايزور أقاربه ، ولا يصل ارحام ، ولا يبر أباه، ولا يتصدق ، ثم يندم على ذلك ، ولكن يمنعه يمنعه من فعل الخير ،

فالواجب على هذا ، أن يفعل الخير ، من صلة الرحم ، وبر الوالدين ، والصدقة ، وأن يكفر عن يمينه ، وأن يتقي الله عزوجل لأن الله تبارك وتعالى يقول ولا تجعلوا الله عرضةً لإيمانكم 

فتق الله عباد الله واحفظوا ايمانكم وراقبوه ربكم تبارك وتعالى أقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فستغفر ه انه هو الغفور الرحيم


الخطبة الثانية


‏أما بعد عباد الله:

أن بعض الناس ابتدعوا الفاضاً وإيماناً ما أنزل الله بها من سلطان ، تعظيما لأنفسهم ، كقول بعضهم : وحياتي : وشرفي ، وكرامتي ، ونجاحي، وفي راس امي الغالية !! ،

وفي راس ابووي 

وهؤلاء ما عظموا الله تعالى ،

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

عباد الله :
‏ذكر الذهبي وابن كثير أن الحسن بن هانئ الشاعر ، وفد على ملك من ملوك الدنيا فمدحه قائلاً 

‏ماشئت لا ما شاءت الاقدارُ
فحكم فأنت الواحدُ القهارُ

‏يخاطب بهذا الكلام بشراً لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، ولا يملك موتاً ولا حياة ولا نشورا 

‏فبتلاه الله عزوجل - بمرضي عوضال اسهر في الليل ،

 وحرمه الطعام والشراب ، وتتابع عليها الأطباء والحكماء، 

فما نفع ذلك !!.، لأن الله عزوجل _ أراد أن يريه من هو الواحد القهار


فأخذ يتقلب على فراشه يبكي ويقول 

‏أبعينِ مفتقر إليك نظرت لي 
فأهنتني وقذفتني من حالقي؟
لست المعلوم أنا الملوم لأنني 
علقتُ آمالي بغيرالخالقِ


‏فمن علق آماله بغير الله خذله الله ، و مقته الله ، وأذله الله 

 

‏فتق الله عباد الله وعظم الله في نفوسكم واحفظوا ايمانكم 

وجنبنا الله وإياكم المعصية والذنب وصلوا وسلموا رحمكم الله على من امركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه حيث قال إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليم

 

اللهم اعز الاسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين ..,.....

المرفقات

الايمان

الايمان

المشاهدات 838 | التعليقات 0