تعرّف على تاريخ اضطهاد «بورما» لمسلمي الروهينجا
احمد ابوبكر
«انتهاك للحقوق، تشريد، اضطهاد وإبادة».. تلك هي الكلمات التي تُعبر عما يتعرض له مسلمو الروهينجا في جمهورية ميانمار، التي تُعرف كذلك بـ"بورما"، ذات الأغلبية البوذية، وتحديدًا في ولاية راخين -أراكان سابقًا-.
يعيش في هذه الولاية حوالى مليون مسلم، بعد أن كانوا يمثلون نحو 10% من السكان، حيث يعانون الاضطهاد ويتعرضون لمجازر عدة تظهر بقوة أمام المجتمع الدولي من وقت لآخر، كما هي الحال في الوقت الراهن.
وقصة اضطهادهم ليست وليدة اليوم، أو العقود الأخيرة فحسب، ولكن لها جذور متأصلة عبر صفحات التاريخ، وترصد «بوابة الوفد»، خلال هذا التقرير تاريخ اضطهاد مسلمي الروهينجا.
البداية تعود إلى العام 1784، عندما احتل الملك البوذي «بوداباي» إقليم أراكان "ولاية راخين حاليًا"، إلى ميانمار خوفًا من انتشار الإسلام في المنطقة.
وفي 1938، قام البوذيون بارتكاب مذبحة قُتل فيها حوالي ثلاثين ألفًا من المسلمين، كما أحرقوا أكثر من مئة مسجد، وكانت وقتها بورما تحت الاستعمار البريطاني، الذي شجع البوذيين على القيام بذلك، وأمدهم بالسلاح بسبب مواجهة المسلمين لهذا الاستعمار.
وفي 1942م ارتكب البوذيون مذبحة أخرى دمروا خلالها جنوب أراكان بالكامل، حيث قُتل فيها ما يقرب من مئة ألف مسلم، تلك المجازر التي استمرت حتى عند تولى الجيش الحكم بها في 1962.
في 1978 طرد الجيش في بورما أكثر من نصف مليون مسلم، وخلال تهجيرهم توفى حوالي أربعين ألفًا من النساء والأطفال والشيوخ، وفي 1991 طردوا نصف مليون آخرين، وذلك بسبب تصويتهم في الانتخابات لصالح المعارضة.
وزادت عمليات التشريد والاضطهاد منذ عام 2010 وحتى الآن، حيث يواجهون القتل والذبح ويجبرون على التهجير، كما يتم إحراق المنازل واغتصاب السيدات، هو ما يضطرهم إلى الفرار إلى ماليزيا وبنجلاديش.
يذكر أنه تم تجريد الروهينجا من الجنسية، حيث تعتبرهم السلطات بنغاليين، ويقال إنه دخل مع الاحتلال البريطاني للبلاد عام 182، يتمُّ حرمان كل مسلم لا يستطيع إثبات جذوره في البلاد قبل القرن الأول الهجرى من الجنسية، وهو تاريخ دخول الإسلام بورما على أيدى التجار العرب.
المصدر: الوفد