تربية الأبناء المسؤولية العظمى
محمد البدر
1436/03/04 - 2014/12/26 01:19AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد :عباد الله :قال تعالى :{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }.
وعن عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُالُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ : الإمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهْلِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالمَرْأةُ رَاعِيَةٌ في بيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
عباد الله :إنَّ نعمةَ الأولادِ مِنْ أعظمِ نعمِ اللهِ علينَا , ومِنْ عرفانِ هذهِ النِّعمةِ وتقديرِهَا أنْ نشكرَ اللهَ تعالَى عليهَا ونرعَاهَا حقَّ الرعايةِ، فالأبناء أمانة في اعناق الآباء فليحسنوا تربيتهم ، حتى يثمروا خيرا لوالديهم ولمجتمعهم ولأوطانهم بل للأمة الاسلامية .
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَ حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ .
وقدْ بيَّنَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّ المسؤوليَّةَ عَنِ الأولادِ عظيمةٌ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ »صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله :إن تربية الأبناء وفلذات الأكباد تكون على العقيدة الصحيحة أولا ً فالآباء ينبغي عليهم أن يعلموا أبناءهم أصول الإيمان، ومبادئ العقيدة الصحيحة، فيعرفوهم بربهم وأنه الخالق الرازق والمحي والمميت، والمعز والمذل، والقابض والباسط، وأنه واحد لا شريك له؛ وأنه لا معبود بحق إلا الله ويحذرونهم من الشرك وأهله وتعرفيهم بأركان الإسلام والإيمان.
ثانيا ً:تربية الأبناء على محبة الله تعالى-ومخافته، فهو الذي خلق السماوات السبع والأرضين وما بينهما وهو الذي يقول للشيء كن فيكون، والقادر والمطلع على كل شيء خفي أو أعلن، فلقد كان السلف الصالح يعلمون أبناءهم مخافة الله .
ثالثا ً : غرس حب رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نفوس الأبناء فحبه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الإيمان فعن أنس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قال : قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ »مُتَّفَق عَلَيْهِ.
فتكون محبة رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بطاعته واقتفاء أثره وموالاة من كان يواليه ، ومعاداة من كان يعاديه ، وتصديقه في كل ما أخبر به، وإحياء سنته وإظهار شريعته، وإبلاغ دعوته، وإنفاذ وصاياه، وحب صحابته رضوان الله عليهم أجمعين والتابعين لهم باحسان و الصالحين وموالاتهم بحبه، وبغض الفاسقين ومعاداتهم ببغضه .
رابعا ً: تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظاً،وتدبراً وفهماً ففيه آداب كثيرة تعلمنا آداب الاستئذان، والصدق، والتواضع، والأمانة، والإيثار، وبر الوالدين، والرفق في معاملة اليتيم وغض البصر وخفض الصوت، وإخفاء الصدقات والصبر، وغير ذلك من الآداب والأخلاق،فعلى الآباء أن يحرصوا على تعليم أبنائهم القرآن؛ لأنه من أهم أسس التربية الإسلامية.
قال صلى اللهُ عليه وسلم : ((مَن قَرَأَ القُرآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ ،أُلبِسَ وَالِدَاهُ يَومَ القِيَامَةِ تَاجًا مِن نُورٍ ، ضَوؤُهُ مِثلُ ضَوءِ الشَّمسِ ، وَيُكسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَينِ لا يَقُومُ لهما الدُّنيا ، فَيَقولانِ : بِمَ كُسِينَا هَذَا ؟ فَيُقَالُ : بِأَخذِ وَلدِكُمَا القُرآنَ )) حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ .
عباد الله :إن تربية الأبناء على الأخلاق الفاضلة، والخصال الحميدة مسؤولية الأبوين والمعلمين ، و حسن الخلق من صفات المؤمنين وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلُقه القرآن قَالَ تَعَالَى : { وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وكَانَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أحْسَنَ النَّاس خُلُقاً » متفقٌ عَلَيْهِ .
أقول قولي هذا .....
الخطبة الثانية :
اما بعد : قَالَ الله تَعَالَى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }.
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ »رواه ابو داود وقال الالباني حسن صحيح .
وأعظم أنواع التربية أمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له وترسيخ ذلك في قلوبهم وطاعته جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وامرهم بطاعة الوالدين وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة ،وتعليمهم الصلاة وتعظيم شعائر الله واحترام بيوت الله ودعوتهم إلى الصلاة والمحافظة عليها مع جماعة المسلمين في المساجد .
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا .....
[/align]
أما بعد :عباد الله :قال تعالى :{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }.
وعن عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُالُ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتهِ : الإمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهْلِهِ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالمَرْأةُ رَاعِيَةٌ في بيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالخَادِمُ رَاعٍ في مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
عباد الله :إنَّ نعمةَ الأولادِ مِنْ أعظمِ نعمِ اللهِ علينَا , ومِنْ عرفانِ هذهِ النِّعمةِ وتقديرِهَا أنْ نشكرَ اللهَ تعالَى عليهَا ونرعَاهَا حقَّ الرعايةِ، فالأبناء أمانة في اعناق الآباء فليحسنوا تربيتهم ، حتى يثمروا خيرا لوالديهم ولمجتمعهم ولأوطانهم بل للأمة الاسلامية .
فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِى الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَ حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ .
وقدْ بيَّنَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّ المسؤوليَّةَ عَنِ الأولادِ عظيمةٌ، فقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ »صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
عباد الله :إن تربية الأبناء وفلذات الأكباد تكون على العقيدة الصحيحة أولا ً فالآباء ينبغي عليهم أن يعلموا أبناءهم أصول الإيمان، ومبادئ العقيدة الصحيحة، فيعرفوهم بربهم وأنه الخالق الرازق والمحي والمميت، والمعز والمذل، والقابض والباسط، وأنه واحد لا شريك له؛ وأنه لا معبود بحق إلا الله ويحذرونهم من الشرك وأهله وتعرفيهم بأركان الإسلام والإيمان.
ثانيا ً:تربية الأبناء على محبة الله تعالى-ومخافته، فهو الذي خلق السماوات السبع والأرضين وما بينهما وهو الذي يقول للشيء كن فيكون، والقادر والمطلع على كل شيء خفي أو أعلن، فلقد كان السلف الصالح يعلمون أبناءهم مخافة الله .
ثالثا ً : غرس حب رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نفوس الأبناء فحبه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الإيمان فعن أنس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قال : قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ »مُتَّفَق عَلَيْهِ.
فتكون محبة رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بطاعته واقتفاء أثره وموالاة من كان يواليه ، ومعاداة من كان يعاديه ، وتصديقه في كل ما أخبر به، وإحياء سنته وإظهار شريعته، وإبلاغ دعوته، وإنفاذ وصاياه، وحب صحابته رضوان الله عليهم أجمعين والتابعين لهم باحسان و الصالحين وموالاتهم بحبه، وبغض الفاسقين ومعاداتهم ببغضه .
رابعا ً: تعليم القرآن الكريم تلاوة وحفظاً،وتدبراً وفهماً ففيه آداب كثيرة تعلمنا آداب الاستئذان، والصدق، والتواضع، والأمانة، والإيثار، وبر الوالدين، والرفق في معاملة اليتيم وغض البصر وخفض الصوت، وإخفاء الصدقات والصبر، وغير ذلك من الآداب والأخلاق،فعلى الآباء أن يحرصوا على تعليم أبنائهم القرآن؛ لأنه من أهم أسس التربية الإسلامية.
قال صلى اللهُ عليه وسلم : ((مَن قَرَأَ القُرآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ ،أُلبِسَ وَالِدَاهُ يَومَ القِيَامَةِ تَاجًا مِن نُورٍ ، ضَوؤُهُ مِثلُ ضَوءِ الشَّمسِ ، وَيُكسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَينِ لا يَقُومُ لهما الدُّنيا ، فَيَقولانِ : بِمَ كُسِينَا هَذَا ؟ فَيُقَالُ : بِأَخذِ وَلدِكُمَا القُرآنَ )) حَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ .
عباد الله :إن تربية الأبناء على الأخلاق الفاضلة، والخصال الحميدة مسؤولية الأبوين والمعلمين ، و حسن الخلق من صفات المؤمنين وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلُقه القرآن قَالَ تَعَالَى : { وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وكَانَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « أحْسَنَ النَّاس خُلُقاً » متفقٌ عَلَيْهِ .
أقول قولي هذا .....
الخطبة الثانية :
اما بعد : قَالَ الله تَعَالَى : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }.
وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ »رواه ابو داود وقال الالباني حسن صحيح .
وأعظم أنواع التربية أمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له وترسيخ ذلك في قلوبهم وطاعته جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ،وامرهم بطاعة الوالدين وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة ،وتعليمهم الصلاة وتعظيم شعائر الله واحترام بيوت الله ودعوتهم إلى الصلاة والمحافظة عليها مع جماعة المسلمين في المساجد .
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا .....
[/align]
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق